الجزرة والعصا..

اليكس فيشمان

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 16:35
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    

يديعوت – 1/10/2010: الرئيس الامريكي براك اوباما مصمم على مواصلة تجميد البناء في المستوطنات ومستعد لان يدفع مقابل ذلك. الكثير.
وكما نشر في بداية الاسبوع في "يديعوت احرونوت"، في اثناء الاتصالات التي اجراها الاسبوع الماضي وزير الدفاع ايهود باراك وممثل رئيس الوزراء المحامي اسحق مولكو مع المستشار الامريكي دنيس روس ورجاله صاغ الطرفان وثيقة فيها سلسلة الوعود لاسرائيل. ويفترض بالوثيقة أن تصبح "رسالة رئاسية" بعد ان يتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالتجميد لستين يوما آخر. غير أن نتنياهو يرفض حاليا قبول العرض وعليه فان البيت الابيض نفى أمس ما نشر في اسرائيل بان الرئيس الامريكي بعث لنتنياهو برسالة تعهدات.
مسؤولون كبار في الادارة الامريكية وفي الكونغرس فوجئوا أمس في ضوء نشر تفاصيل التفاهمات التي عرضت على اسرائيل مقابل تجميد البناء لستين يوما آخر فقط. مصدر كبير في الكونغرس قال ان "من كتب هذه الوثيقة ليس سوي العقل. اذا كان هذا ما يبدي الرئيس الامريكي استعداده لاعطائه لاسرائيل مقابل تجميد للبناء في المناطق لستين يوما، فما الذي سيتعهد باعطائه مقابل اتفاق سلام شامل؟ بورت نكوس؟". كما أن مسؤولين كبار في اسرائيل وجدوا صعوبة في ان يشرحوا أمس رفض رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبول العرض السخي الذي تلقاه من واشنطن. وقال أمس مصدر في القدس ان "نتنياهو يركض بعينين مفتوحتين نحو الحائط. صحيح أنه حتى الانتخابات لمجلس النواب في تشرين الثاني اوباما لن يتعاطى بتشدد مع مثل هذا الرفض، ولكن بعد الانتخابات سنشعر جيدا بالاهانة والغضب الرئاسيين في ضوء رفض التعهدات غير المسبوقة التي تلقيناها".
أول أمس عرض دنيس روس الوثيقة امام 11 نائبا يهوديا في الكونغرس وعقب هؤلاء بالصدمة التامة عندما تبين لهم ان رئيس الوزراء الاسرائيلي رفض العروض بعيدة الاثر.
الوثيقة موضع الحديث تتضمن ضمن امور اخرى تعهدات امريكية لتوفير معدات عسكرية مميزة لم تتلقاها اسرائيل من واشنطن ابدا وكذا تعهدات بتعاون امني في مواضيع حساسة للغاية، بما في ذلك تلك المتعلقة بايران. ضمن امور اخرى، يظهر في الرسالة تعهد بنقل سرب من طائرات اف 35 آخر لاسرائيل.
كما وافق الامريكيون على التعهد بان تحرص الولايات المتحدة على كل الاحتياجات الامنية لاسرائيل في اثناء السلام، بما في ذلك التعاون الامريكي – الاسرائيلي الذي يستهدف منع تهريب الصواريخ والسلاح للدولة الفلسطينية (بعد ان تقوم) من حدودها الشرقية وكذا تأييد أمريكي لبقاء قوات اسرائيلية في غور الاردن لفترة زمنية غير محدودة.
وحسب شهادة قدمها أحد المشاركين في اللقاء، كما نقلت الى موقع "بوليتيكو"، روى روس للحضور بان رئيس الوزراء نتنياهو أعرب عن تقديره للعرض الامريكي ولكنه رفضه عمليا، وان كان لم ينقل بعد رفضه بشكل رسمي. "دنيس قال ان بيبي فهم وقدر كم الولايات المتحدة مستعدة لاعطائه ولكنه شعر بان هذا ببساطة لا يكفيه"، روى ذات الشخص الذي حضر اللقاء. "دنيس قال ان البيت الابيض لا يزال ينتظر رد بيبي ولكن يبدو هذا ليس جيدا".
ويتبين ان بيبي تعرض للضغط كي يوافق على العرض وذلك من الداخل ايضا: منذ هبط وزير الدفاع في اسرائيل في بداية الاسبوع الماضي لم يكف عن عقد سلسلة من اللقاءات مع رئيس الوزراء في محاولة لاقناعه قبول شروط الوثيقة.
وانضم الى هذا الجهد في الاونة الاخيرة المبعوث الخاص جورج ميتشل ايضا الذي يحاول تحسين التعهدات التي تظهر في الوثيقة في محاولة لارضاء رئيس الوزراء.
مسؤول كبير في القدس قال أمس انه "لو كان هذا منوطا بنتنياهو فقط، شخصيا، لواصل التجميد. ولكن بسبب جملة الضغوط التي يتعرض لها فانه يقف على ساقيه الخلفيتين ويرفض القرار الذي كان سيحقق تنسيقا للمواقف مع الادارة الامريكية".
وأشار مصدر كبير في جهاز الامن فقال: "لم يتبقَ لنتنياهو زمن كثير كي يغير رأيه ويقبل الشروط الامريكية، وذلك لان القرارات الحاسمة في هذا الموضوع يجب أن تتخذ قبل انعقاد وزراء خارجية الجامعة العربية الاسبوع القادم. اذا لم تتوصل اسرائيل حتى ذلك الحين الى تفاهم مع الولايات المتحدة، فان الجامعة العربية ستتخذ القرارات التي من شأنها ان تخلق أزمة عميقة بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية". وظهر اليوم يلتقي مجددا رئيس الوزراء بالمبعوث ميتشل وسيواصلان محاولاتهما الوصول الى صيغة ترضي الطرفين. وفي سياق النهار يلتقي نتنياهو مع كاترين اشتون ايضا، المسؤولة عن العلاقات الخارجية في الاتحاد الاوروبي والتي تجري هي ايضا اتصالات في هذا الموضوع مع اسرائيل والفلسطينيين. في محيط رئيس الوزراء رفضوا التعاطي أمس بشكل رسمي مع مسألة الوثيقة او أي تعهدات قدمها الرئيس اوباما مقابل استمرار التجميد.

#اليكس_فيشمان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات