أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - قناديل طل الملوحي ومعاول البعض














المزيد.....

قناديل طل الملوحي ومعاول البعض


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 13:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك في أن معظم النوايا كانت حسنة، ولا شك في أن معظم المساعي كانت تريد لعيني( طل) أن تُشرِق فرحاً لا أن تَشرُق بدمعها ألماً
لكن بين النية الحسنة والعمل الذي يأتي بمردود عكسي على صاحبه فرق كبير..لاشك أيضاً أن قضية طل كانت نوعية ، أي تحمل من الغرابة مايثير غضباً ويشعل حقداً ويرفع من وتيرة النبرات، ويشحن من شهوات مختبئة إلى علن يفضح وينضح بكثير من آلام عمرها مديد بعمر الطغيان..فالكثير من المناشدين والعديد من المنافحين عن حق( طل) في الحياة والحرية، ومن قبل عدة أشهر حق أهلها في معرفة مصيرها ، رأوا في( طل) أنفسهم المنفية أو عذاباتهم المدفونة...الكثير رأى في قضية طل فصلا جديداً من فصول الذات أو من فصول المأساة..مأساته أو مأساة الوطن برمته، لكن لايتقن البعض في هذا الكم المتراص منذ عقود تكومت فيه الجراح وانحشرت فيه نفوس في عربات التغييب والنفي والحرمان..فانطلقت مستغلة هذا الحدث لتفجر مافيها من ألم ومن عُقد كانت تسقط ــ مع الأسف ــ نتائجها على طل وحدها
أناشدكم بهذا الألم الطويل وهذه الجراح العميقة، ألا تحملوا هذه الطفلة وقضيتها أكثر مما تحتمل، ألا تضخموا من هالتها ولا تنسجوا حولها القصص والحكايات، ألا تهيموا بها عشقاً..لأنكم بحاجة إلى رمز أنثوي فعل مالالم تفعلوا...أو قال بدلا عنكم ببساطة ودون وجل، دون انتماء سياسي أو اتجاه فكري محدد..عرف طريق المحبة للوطن دون تلوين، شق لنفسه طريقاً نحو القدس..مخترقاً حواجز المستوطنات بأشعار تغزل خيوط التواصل
ربما يكون الوَجد النائم في جوانبكم قد أيقظته( طل) فشد على فرس الكلام وراح يجتر النواح، أو يزعق مندداً بخراب يساهم به عن قصد لدى البعض وعن خلط لدى البعض الآخر..لاتسيسوا كلمات( طل)، إنها لم تدرج بعد على سُلم الأحزاب ولم تتعرف على دهاليز السياسة..كل ماعرفته أنها تعشقكم جميعاً كأبناء وطنها وتعشق الأرض التي ولدت عليها..وأخرى محتلة على مرمى حجر من باب مدينتها..تعلمون جيداً أن نصوص طل لاتكترث بالأيديولوجيا، ولا تتقن مقاييس بروست كما لاتعرف اللهو بالسيف والرمح على طريقة دونكيشوت...فخبرتها لاتتعدى سنينها القليلة ولا تخطو بعيداً عن حاسوب يُفتح خارج ساعات العمل المدرسي...كانت مثابرة على المحبة، فلا تثابروا على التغييب والترهيب، ولا تنوحوا مغرقين في الحزن تجيدون لغة الموت أو التمويت...اتركوا لأحلامكم وأحلام طل مجالا للحياة...لاتسمحوا للهلاك أن يدخل من نافذة( طل) ولا لصنابير التحاليل اللغوية أن تزيد من إحراق الأبخرة كي يحلو لها الغثاء بعدة صفحات لم تجد في مخيلتها موضوعاً يصنع شأنا..لاتؤججوا ناراً تسعى عائلة طل لإخمادها، فلم يعد في بيتهم من درع يحمي موهبة المحبة عند( طل)، ولم يعد في خوابيهم خمراً من عصير الكروم في أشعار طل...لأن اختلاج الصدور في محنة الابنة بتر حبال التواصل ، وفقد الأمل في إمكانية الشمس على الشروق من جديد، فلا تُبَّسِطوا العذاب ولا توهموا أنفسكم بأنكم صناع المستحيلات في بلد كل مستحيل فيه ممكن
لاتسمحوا لمعاول البعض أن تزيد من هياج العساكر، ولا أن تحتفي بالتأويل وتقدم اعتراضاتها مزهوة بنصر مؤزر على شُجيرات لغة رسمتها طل في أحلامها
عقارب الساعة تنصب المكيدة لطل ولكل من قرأ آية المستقبل قبل أن يحبو في عالم الأدغال، ويقف مجرمو اللغة بالمرصاد لكل أهزوجة تشتهي الحب والحرية، رغم أنهم يرتكبون الاثم بعد الإثم ويشبعون الوطن فراغاً من كل معنى من معاني الحياة.
المهم ألا تنام العيون من جديد ، المهم ألا نترك العنان لكل من قال أنه فارس من فرسان الكلمة
المهم ألا نبكي على أرواحنا ونحن أحياء
المهم ألا نشكو من شراك زرعتها أخلاق الأفاعي وحرثتها معاول الجهالة
المهم ألا نغلق كوة لجسارة فتحتها طفلة يافعة ونسمح لشراك الصيد أن تسقطها طريدة
المهم أن نرى في طل ابنة حرمت من مدرستها ومن اللهو مع زميلاتها، ومن حقها الإنساني العودة لمقاعد الدرس
سنكون معك ياطل مع دموعك البريئة ، مع ارتجافة صوتك أمام محقق فَقَدَ معنى الأبوة..سنكون معك لأنك بريئة من كل مايخرصون
فلورنس غزلان ــ باريس 02/10/2010



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحكاية ، حكاية صراع وجود وبقاء
- سيدا- آيدز- أو - نقص المناعة- الوطنية السورية
- الحب = العهر = الموت !
- الوجوه المتعددة لانتصارات الإسلام الاجتماعي والسياسي الجديد!
- هل يمكن الغفران؟
- اعتراف واعتراض موجه للمعارضةالسورية
- حساسية
- حجاب، نقاب، جلباب، تشادور، برقع، بوركة، قناع، ملاية...!
- مَن سيدفع ثمن الحرب القادمة، وأين ستقع؟
- ذئاب تشن حرباً على الكلام
- جنتهم ونارنا!
- حكاية المارستان والأسوياء الأحرار
- الثالوث المقدس عند العرب، الذي يدفعهم لاستخدام العنف والقتل ...
- لعبة الكشاتبين الثلاث في الشرق الأوسط ، كشتبان فارسي، كشتبان ...
- لا ... ثم لا ياكويت لاتكوني سوريا ثانية
- سياسة الوقاية أم سياسة العلاج المتأخر؟
- ذاكرة وألم تتحدث عن علاقة الرجل الشرقي بالمرأة ...بالحب!
- الزيارات الإسعافية للنظام السوري، هل تحمل إنقاذاً أم حرباً؟
- بين التنوع والتسامح
- متى ينضج العرب سياسياً حسب العرف - الإيراني طبعاً-؟!


المزيد.....




- -انتهاك صارخ للعمل الإنساني-.. تشييع 7 مُسعفين لبنانيين قضوا ...
- لماذا كان تسوس الأسنان -نادرا- بين البشر قبل آلاف السنوات؟
- ملك بريطانيا يغيب عن قداس خميس العهد، ويدعو لمد -يد الصداقة- ...
- أجريت لمدة 85 عاما - دراسة لهارفارد تكشف أهم أسباب الحياة ال ...
- سائحة إنجليزية تعود إلى مصر تقديرا لسائق حنطور أثار إعجابها ...
- مصر.. 5 حرائق ضخمة في مارس فهل ثمة رابط بينها؟.. جدل في مو ...
- مليار وجبة تُهدر يوميا في أنحاء العالم فأي الدول تكافح هذه ا ...
- علاء مبارك يهاجم كوشنر:- فاكر مصر أرض أبوه-
- إصابات في اقتحام قوات الاحتلال بلدات بالضفة الغربية
- مصافي عدن.. تعطيل متعمد لصالح مافيا المشتقات النفطية


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلورنس غزلان - قناديل طل الملوحي ومعاول البعض