أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس رمسيس - غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الأول)















المزيد.....


غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الأول)


موريس رمسيس

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 13:04
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


حديثنا في هذه السلسلة سوف ينصب على البند الأول فقط من «جدول الأعراق و الأديان في مصر» الخاص بالقبائل البدوية العربية في مصر و بداية الغزو البدوي العربي على مصرنا الحبيبة «كيمى» آو ارض الكيمياء , ارض وادي النيل , ارض الآباء و الأجداد , الأرض التي كانت تقدم كل الخير إلى العالم و البشرية حتى دنسها الغزاة البدو بأرجلهم و نجسها العرب بعقيدتهم فأصبحت تقدم إلي العالم و البشرية بديلا عن « التقدم و الحضارة و الحب» إلي «الحقد و الكراهية و الإرهاب» .

1ـ قبائل و عشائر عربية 3% - 2.5 مليون
2ـ بواقي مماليك و شركس و غيرهم 2% - 1.5 مليون
3ـ مصريون مجهولي الهوية و الجذور 22% - 19 مليون تعداد-1 (27% 23 مليون)

4ـ مصريون أقباط مسلمين معروفي الجذور 43% - 36.5 مليون
7ـ المصريون النوبيين 7% - 6 مليون
8ـ المصريون الأقباط المسيحيين 23% - 19.5 مليون تعداد-2 (73% 62 مليون)

في القرن السابع الميلادي كان العالم مكون من ثلاث إمبراطوريات رئيسية فقد انقسمت («الإمبراطورية الرومانية ») إلى قسمين الإمبراطورية الغربية وهى الإمبراطورية « الرومانية » وعاصمتها « روما » والإمبراطورية الشرقية «البيزنطية» وعاصمتها «القسطنطينية» أما الإمبراطورية الثالثة فكان الإمبراطورية « الفارسية» وما يهمنا الإمبراطورية الشرقية «البيزنطية» وكان إمبراطورها هو هيراكليز (هرقل) Heraclius حكم الإمبراطورية «البيزنطية» من 610-641 م وكانت مصر ولاية تابعة لها وفى السنة الخامسة من حكم هرقل زحف «الفرس» على الإمبراطورية واستولوا على (أرمينيا) ثم على (دمشق) و(القدس) وتمكنوا من إسقاط «الإسكندرية» سنة 618 واحتل «الفرس» مصر لمدة عشر سنوات وسط سخط المصريين وعادت مصر إلى الإمبراطورية «البيزنطية» بعد انتصار (هرقل) على «الفرس» في معركة (نينوى) فى سنة 627 ووقع معهم معاهدة للصلح بمقتضاها تم جلاء «الفرس» عن مصر وكانت الحرب بين «البيزنطية» و«الفرس» قد امتدت لمده 47 سنة خرجت منهما الإمبراطوريتين منهكتين فقيرتين في الموارد ضعيفتين، في هذا الوقت ظهر (« محمد و الإسلام »)

وبعيد عن الدخول في التفاصيل الكثيرة و منها «الدينية» ، عين (هرقل) «المقوقس» آو عظيم القبط كما كان يطلق عليه العرب» حاكم « والياً» على مصر و قد رفضت الكنيسة المصرية و معها الأقباط آي سلطة دينية من قبل «المقوقس» عليها ، و هو المحتل «اليوناني » و أسمه الحقيقي هو (جرجس بن ميناكوبوس) و كان يطلق علية المصرين «الأقباط» اسم «كيروس».

(عن الكاتب):
« كتاب رسول الإسلام صلعم إلى «المقوقس» عظيم مصر»
بسم الله الرحمن الرحيم من محمد عبد الله ورسوله إلى «المقوقس» عظيم القبط ، فأني أدعوك بدعاية الإسلام اسلم تسلم يؤتك الله آجرك
مرتين فان توليت فعليك إثم القبط سلام على من اتبع الهدى.

«رد «المقوقس» على محمد رسول الإسلام »
كما بعث بهدية عبارة عن جاريتين (مارية بنت شمعون القبطية وأختها سيرين و اخذ محمد لنفسه ماريا و اعطى سيرين
الى حسان بن ثابت) مع عسل و عدس وبقول و حمار لركوب و رجل مخصي يدعى « مأبوراً» .

(عن الكاتب):
قد أرسل محمد إلى كل من كسري الفارسي و هرقل الروماني و النجاشي ملك الحبشة يدعوهم ألي الإسلام و لم يرسل أحد منهم إلى محمد صلعم ( عند رفض دعوته من قبلهم) اى من الجواري « النسوان » كما فعل «المقوقس» لان إهداء « النسوان » لم تكن وسيلة تخاطب كما يدعى المسلمون ، ولكن «المقوقس» كان قد وصلة أخبار غزوات محمد من اجل نهب المال والنساء فأعطاه ما يريد ، و كان سخي جدا معه ، أعطاه حتى الخيارات عند استعمال الهدية « امرأتين و رجل مخصي لاستعمال».

بعد موت رسول الإسلام « محمد صلعم » بالسم وتولى أبى بكر الخلافة 632م الذي مات بعد سنتين « تذكر بعض المراجع أنه مات بالسم أيضا».

وتولى عمر بن الخطاب الخلافة 634 م و مات بعد عشرة سنوات من ولايته بعد أن طعنه أحد المسلمين في معدته في الجامع و في هذا الأثناء كان البابا بنيامين «البابا الثامن و الثلاثون» , (البابا شنودة الثالث «117» ) , وقد قتل «المقوقس» مينا «أخ» البابا والذي قد هرب في هذا الوقت.

وافق الخليفة وهو متردد على سير عمرو بن العاص لمصر , سار عمرو فى جيش صغير من أربعة آلاف جندي (4000) أكثرهم من قبيلة عك , وإن الكندى يقول أن الثلث كانوا من قبيلة غامق , ويروى أبن دقماق : أنه كان مع جيش العرب جماعة من أسلم من الروم ومن أسلم من الفرس , وقد سماهم فى كتابه , وسار بهم من عند الحدود بين مصر وفلسطين حتى صار عند رفح وهى على مرحلة واحدة من العريش بأرض مصر .
فأتت عند ذلك رسل (تحت المطى) تحمل رسالة من الخليفة .. لا بد قد عاد شكة في الأمر , خاشياً من الأقدام والمضى فيما عزم عليه , فلم يأخذ الرسالة من الرسول حتى عبر مهبط السيل , الذي ربما كان الحد الفاصل من أرض مصر وفلسطين , وبلغ بسيره الوادي الصغير الذي عند العريش , وهناك أتى له بالكتاب فقرأه , ثم سأل من حوله : " أنحن في مصر أم في الشام ؟ " فقيل له : " نحن في مصر "

(عن الكاتب):
منطقة غزة و رفح آو بوابة مصر من الجهة الشرقية كانت تفتح دائما لكل غازى على مصر فى كل العصور ولم يذكر التاريخ بقيام أهالي هذه المنطقة بمحاولة صد آي هجوم على مصر آو الإسراع بالإبلاغ عنه و«العكس صحيح!»

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
إن هجوم العرب على مصر لم يكن مجرد حكاية أو (بروباجاندا) إسلامية عن قصة تبين مغامرة عمرو بن العاص ولكن السبب الرئيسي يرجع إلى إخلال «المقوقس» بالتزامه بمعاهدة القبط آلتي أتفق فيها مع عمر بن الخطاب على أن يدفع مبلغ من المال بشرط إلا يهاجم مصر , وهذه الأنواع من المعاهدات كان سائد فى العصور القديمة , أما عن أرساغ عمرو بن العاص فكان شك عمر بن الخطاب نتيجة لأن عثمان بن عفان كان رأيه ألا يدفع بهذه القوات فى يد عمرو بن العاص لأنه مغامر (متهور) كما أن تأخير عمرو بن العاص فتح الخطاب ليس ألا لأن عمرو بن العاص عرف محتوياته بطريقة أو أخرى فأخر فتحه لحين دخوله مصر
فقرأ على الناس كتاب الخليفة ثم قال : إذاً نسير فى سبيلنا كما يأمرنا أمير المؤمنين , وكان الخليفة يأمره بالرجوع إذا كان بعد فى فلسطين , فإذا كان قد دخل أرض مصر فليسر على بركة الله , ووعده أن يدعوا الله له بالنصر وأن يرسل له الإمداد ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 228 – 230 )

« يناير 640 م - الاستيلاء على بلوز ( الفرما) »
وصل العرب إلى مدينة بلوز , وأسمها بالقبطية (برمون) وأطلق عليها العرب أسم العرب الفرما , وذلك فى نهاية سنة 639 م وذلك فى نهاية سنة 639 م , وكانت المدينة قوية بها حصن وبها كثير من الآثار المصرية والكنائس والأديرة , وكان لها مرفأ متصلاً بالمدينة بخليج يجرى من البحر , وكان متصلاً فرع من النيل أسمه الفرع البلوزى يصل غلى البحر قربها , وكان لها شأن كبير إذ كانت مفتاح التجارة بين مصر والشرق , استمرت حرب متقطعة بين العرب وبين حامية المدينة مدة شهر أو شهرين , استولى عليها العرب بعد قتال عنيف , فهدموا الحصون وأحرقوا السفن وخربوا الكنائس الباقية بها ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / الفريد بتلر ص ص 234 & وراجع أيضاً - كامل صالح نخلة ص 65 )

تنويه: تقع الفرما على بع 35 كم شرق مدينة القنطرة وكان في الفرما أسقفية ذات شهرة , ومن أشهر أساقفتها - الأنبا يوساب اسقف الفرما الذى حضر مجمع أفسس سنة 431م - وعاش فى أديرتها مئات الرهبان ويقال أن القديس ساويرس الأنطاكى عاش فيها عدة سنوات .

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
كما كانت الفرما مفتاح مصر للشرق كانت الإسكندرية مفتاح مصر للتجارة للشمال والغرب - ومدة مقاومة حامية مدينة الفرما الصغيرة بالمقارنة بأربعة آلاف عربي يؤكد تماماً أنه كان يمكن دحر الغزاة العرب لولا خيانة «المقوقس»
وقال المؤرخين المسلمين : " وأقبل عمرو حتى إذا كان بالعريش فكان أول موضع قوتل فيه الفرما ‏:‏ قاتلته الروم قتالًا شديدًا نحوًا من شهر ثم فتح الله على يديه وكان عبد الله بن سعد على ميمنة عمرو منذ خروجه من قيسارية إلى أن فرغ من حربه‏ " . ثم تقدم عمرو أيضا لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى بلبيس فقاتل نحوًا من شهر حتى فتح الله عليه ( راجع : ‏كتاب النجوم الزاهرة في ملوك مصر والقاهرة - جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن تغري بردي )

قال المقريزى في « المقريزى فى المواعظ والاعتبار في ذكر الخطب والآثار » الجزء الثاني ( 58 من 167 ) : " حتى أتى بلبيس فقاتلوه بها نحوًا من الشهر حتى فتح الله عليه ثم مضى لا يدافع إلا بالأمر الخفيف حتى أتى (أم دنين) فقاتلوه قتالًا شديدًا وأبطأ عليه الفتح فكتب إلى عمر يستمده فأمده بأربعة آلاف تمام ثمانية آلاف وقيل‏:‏ بل أمده باثني عشر ألفًا فوصلوا إليه فكان فيهم أربعة آلاف عليهم أربعة‏:‏ الزبير بن العوام والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد‏.‏ "

« ارمانوسه ابنة عمرو بن العاص »
وكان للمقوقس ابنه اسمها أرمانوسه, و قد جهز «المقوقس» أبنته بالذهب والمجوهرات والأمتعة فى قافلة بحراسه كتيبه من الجنود لتتزوج قنسطنطين ابن هرقل مقايضا ابنته بالأموال التي سرقها فلما اقتربت القافلة من الحدود وشاهدت أرمانوسه ما أحدثه العرب من دمار رجعت أرمانوسه الى بلبيس

أرسلت أرمانوسه باقى الجنود الذين كانوا فى حراستها الى الاسماعيليه كما ارسلت لاباها لتخبره بالهجوم العربى ، ومكثت فى بلبيس تشجع الأهالي وتحثهم على القتال وعندما تقدم جيش عمرو وحاصر بلبييس لبست ارمانوسه ملابس القتال وقادت الحاميه الرومانيه والأهالي ، وكان قتالا ضاريا وأستمر القتال كما هو عليه شهرا ولما يئس عمرو من تأخر سقوط بلبيس نظرا لشجاعة ارمانوسه والأهالي وجند الروم فدفع بكل قواته مرة واحدة ، فتم له النصر، ووقعت ارمانوسه أسيره فى يد عمرو إلا انه أرسلها الى أبيها، فأغتاظ «المقوقس» من ابنته لأنها تسببت في أن يخسر العرب عدد كبير من جنوده إلا إن خسارته كانت اكثر وقتل العرب كل من فى المدينة من الأهالي ودمروا الكنائس وحرقوا الأديرة

«أوائل مايو 640 م - غارة عمرو الأولى على الفيوم »
وكانت ثغور الفيوم ومداخلها قد حرست حراسة حسنة , وأقام الروم ربيئة لهم فى حجر اللاهون .. إجتاز العرب الصحراء وجعلوا يشتاقون ما لاقوا من النعم فأخذوا منها عدداً عظيماً.

وما زالوا كذلك حتى بلغوا مدينة أسمها البهنسا ففتحوها عنوة وقتلوا من وجدوا بها من رجال ونسوة وأطفال , أما مدينة الفيوم فلم يستطيعوا فتحها , وعادوا أدراجهم منحدرين مع النهر ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 254 - 255)

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
هاجم العرب مصر اجتازوا الصحراء ووجدوا أنفسهم في الفيوم مع أن آي جيش غزا مصر منذ نشأتها كان من أربعة جهات 1 - عن طريق الطرق البرية الفرما قم الوجه البحري من الشرق 2 - الإسكندرية عن طريق البحر 3 - الغرب من طريق القبائل الصحراوية من ليبيا 4 - من الجنوب حيث قام السودان بالإغارة على مصر.

ويرجع هجوم العرب الغزاة عن طريق الفيوم هو عدم معرفة عمرو بن العاص بطرق مصر وهذا ينفى تماماً زيارته لها السابقة كما أن المرشد للجيش العربي كان يهودي فيعتقد أنه كان يريد أن يهلكهم فى الصحراء لولا أنه ظهر أمامهم راعياً يرعى قطيع من الأغنام والمواشي فقتلوه استولوا على كل قطيعة ثم هاجموا الفيوم والبهنسا

«6 يونيو 640 م وصول الإمداد للعرب»
وصل الإمداد بقيادة الزبير بن العوام أبن عم النبي وصاحبة وأحد رجال الشورى وأحد رجال السوري الستة , وكان معه أربعة آلاف رجل , ثم جاء في عقبة كتيبتان كل منهما أربعة آلاف رجل , فكان جميع ما جاء من الإمداد أثنى عشر ألفاً ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 156 )

« في منتصف يوليو 640 م - عين شمس وموقعة أم دينين »
تجمعت جيوش العرب عند هليوبوليس , وكانوا يسمونها عين شمس وأسمها بالقبطية أون , وكانت معروفة بعظمة آثارها , ومركزها العلمي , ومما يذكر أن أفلاطون كان يتلقى فيها العلم ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 258)
وأعد العرب كمينين لجيش الروم , وأمروهما عمرو أن يهبطا على جانب جيش الروم ومؤخرته إذا ما منحت لهما الفرصة , وحدثت المعركة فى الموضع الذي يسمى اليوم (العباسية ) استولى العرب بعد انتصارهم هذا على حصن أم دينين ( بين عابدين والأزبكية ألان) وهرب من كان فيه الروم إلى حصن بابليون أو إلى حصن نقيوس ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 263)

« أواخر يوليو 640 م - الاستيلاء على الفيوم »
لما بلغت أنباء نصر العرب إلى الفيوم غادرها من بها, فخرج (دومنتيانوس) من المدينة , فى الليل وسار إلى (أبويط) ثم هرب إلى نقيوس , ولما بلغ نبأ هروبه إلى عمرو بن العاص , بعث بكتيبة من جنده عبروا النهر , وفتحوا مدينتي الفيوم وأبويط وأحدثوا فى أهلها مقتلة عظيمة ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 264 )

« أوائل سبتمبر 640 م - بدء حصار بابليون ( مدة الحصار كانت 7 أشهر) »
كان حصنا عظيماً , أسواره كانت بارتفاع نحو 60 قدماً وسمكها 18 قدماً وبه أربعة أبراج بارزة بينها مسافات غير متساوية , وكان ماء النيل يجرى تحت أسواره والسفن ترسوا تحتها , وكان به صرحان عظيمان , وكل صرح من هذين الصرحين : دائرياً يبلغ قطره نحو مائة قدم , وكان الصاعد لأعلى الصروح يشرف على منظر عظيم يبلغ مداه : المقطم من الشرق وإلى الجيزة والأهرام وصحراء لوبيا من الغرب وإلى قطع كبيرة من نهر النيل من الشمال والجنوب , وكان الناظر من هناك لا يقف شئ دون بصرة حتى يبلغ مدينة عين شمس ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 270 )
وكانت جزيرة الروضة كذلك ذات حصون مانعة فى ذلك الوقت , وكانت تزيد من قوة حصن بابليون وخطره الحربى لأنها فى وسط النهر تملك زمامه , ويظهر من قول بن دقماق : أن العرب غزوا تلك الجزيرة فى أثناء حصارهم لحصن بابليون فلما خرج الروم من هناك هدم عمروا بعض أسوارها وحصونها ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 272 ) و (المقريزى وتاريخ حصن بابليون)

«أكتوبر 640 م - معاهدة بابليون الأولى لتسليم حصن بابليون»
خرج «المقوقس» سراً من حصن بابليون وذهب إلى جزيرة الروضة لمفاوضة العرب , وأرسل من هناك رسلاً إلى عمرو بن العاص , ورد عمرو على «المقوقس» بقوله : ليس بيني وبينكم إلا إحدى ثلاث خصال :-

1 - إما دخلتم في الإسلام فكنتم إخواننا وكان لكم ما لنا .
2 - وإن أبيتم فأعطيتم الجزية عن يد وأنتم صاغرون .
3 - وإما إن جاهدنا كم بالصبر والقتال , حتى يحكم الله بيننا , وهو أحكم الحاكمين.

(عن الكاتب):
قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَة َعَن ْيَد ٍوَهُمْ صَاغِرُون (التوبة 29)
فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُم (محمد 4)ْ
وَأَنْزَلَ الَّذِينَ ظَاهَرُوهُمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ صَيَاصِيهِمْ وَقَذَفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ فَرِيقًا تَقْتُلُونَ وَتَأْسِرُونَ فَرِيقًا وَأَوْرَثَكُمْ أَرْضَهُمْ وَدِيَارَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ وَأَرْضًا لَمْ تَطَئُوهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا (الأحزاب 26 , 27)
وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (الأنفال 39)
(بدون تعليق)

وقد كرر عبادة بن الصامت , المتكلم باسم العرب , كرر هذه الشروط للمقوقس عدة مرات , وانتهت هذه المقابلة باختلاف الآراء وعاد العرب إلى الحرب , ولكن الدائرة كانت على الروم , فجعلتهم يفكرون فى العودة للمفاوضة .

عادت المفاوضات مرة أخرى , وكانت الخصلة التى أختارها الروم , هي الجزية والإذعان , فعقد الصلح على أن يبعث به إلى الإمبراطور , فإذا أقر نفذ , وعندما وصلت أخبار هذه المعاهدة إلى هرقل أرسل إلى «المقوقس» يأمره أن يأتى إليه على عجل . ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 284 )

(عن المؤرخ عزت اندراوس):
كانت معاهدة الصلح آلتي قرر فيها صفرونيس تسليم أورشليم أكثر كرامة من تسليم مصر كلها للعرب المسلمين وذلك لوجود خائن داهية الذي هو «المقوقس» فقد أشترط صفرونيوس حضور عمر بن الخطاب إلى أورشليم لتوقيع المعاهدة , وكان عمر بن الخطاب هو أول خليفة يخرج من العربية لهذا الأمر خصيصا.

« منتصف نوفمبر 640 م - هرقل يستدعى «المقوقس» إلى القسطنطينية »
وصل «المقوقس» إلى القسطنطينية , بعد استدعاء الإمبراطور هرقل , وحاول أن يدافع عن نفسه أمام الإمبراطور بكلام لم يقتنع به هرقل , وغضب عليه وأتهمه بأنه خان الدولة وتخلى عنها للعرب , ونعته بالجبن والكفر وأسلمه إلى حاكم المدينة , فشهر به وأوقع به المهانة ثم نفاه من بلاده طريداً , وكان «المقوقس» يرى أن العرب هم قوم الموت .. وأن الله أخرجهم لخراب الأرض ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 286 )

« قرب نهاية عام 640 م عودة القتال بين العرب والروم على أرض مصر »
بعد رفض هرقل لمعاهدة «المقوقس» , عاد القتال بين العرب والروم حول حصن بابليون , إلى أن وصلت ألأخبار بموت هرقل

«11 فبراير 641 م - صراع على العرش البيزنطي أضاع الإمبراطورية البيزنطية»
توفى هرقل بعد أن حكم إحدى وثلاثين سنة , وبلغ من العمر 66 عاماً , وكانت وفاته قبل فتح حصن بابليون بشهرين تقريباً , وبعد وفاته تولى الأمر بعدة بعهد منه ولده قسطنطين أبن زوجته الشرعية أدوقية , ولكن كان له أبن غير شرعى من زوجة أخرى أسمها «مرتينة» (أبنه أخته) سمت الإمبراطور قسطنطين أبن هرقل الشرعي بمؤامرة مع الجيش ونصبت هرقلوناس أبنها الغير شرعي مما أضعف روح القتال فى الجيش البيزنطي .

«إبريل 641 م - تسليم حصن بابليون للعرب»
كان لموت هرقل أثراً سيئاً على جنود حصن بابليون , ومن ناحية أخرى أخذ «المقوقس» فى تثبيط همة وشجاعة جنود الروم , فعرض قائدة (جورج) أن يسلم الحصن للعرب على أن يأمن كل من كان هناك من الجنود على أنفسهم , فقبل عمرو الصلح , وكتب عهد الصلح (بين جورج وعمرو) على أن يخرج جند الروم من الحصن فى ثلاثة أيام , فينزلوا بالنهر ويحملوا ما يلزم لهم من القوت لبضعة أيام , وأما الحصن وما فيه من ذخائر وآلات حرب فيأخذها العرب , ويدفع أهل المدينة للمسلمين الجزية , وكانت مدة الحصار سبعة أشهر ( كتاب فتح مصر للمؤرخ / ألفريد بتلر ص 299 )

يوم 9 إبريل سنة 641 م انتهى الحصار الذى تم ضربه على ( حصن بابليون ) لمدة سبعة أشهر وبعدها ركب عمرو بخيلة عبر الصحراء يريد الإسكندرية فالتحم مع الروم فى ترنوط التى تسمى ألان ( الطرانة ) إحدى قرى مركز حوش عيسى حاليا فانتصر عليهم وكان بها حصن منيع أقام عمرو بن العاص بها بضعة ايام حتى تشتت شمل السفن الرومانية وتقهقر القائد الروماني ( تيودور ) الى الإسكندرية فبعث اليه القائد عمرو

و ما ذكره (« يوحنا النقيوسى ») المؤرخ الذى عاصر الغزو فقال: ان عمرو بن العاص عمد الى الخديعة ، فأوهم الحامية الرومانية بالحصن انه تقهقر كما يتقهقر المغلوب حصن الروم أنفسهم خلف أبواب حصن بابليون المحاط بخندق ومياه ورموا فى كل باب حسك الحديد ، المهزوم فظن الروم انهم كسبوا الحرب وما عليهم إلا الإجهاز على العرب وكان عمرو يقصد إخراج القوات البيزنطية من الحصن فتركوا قلعتهم للقضاء عليهم ، حينئذ ظهرت إحدى الفرق فرق العرب الثلاث ( كان عمرو قد قسم جيشه الى ثلاث فرق الأولى في عين شمس ليمنع المدد الذى قد يأتي للروم من الشمال

«13 مايو 641 م - استيلاء العرب على نقيوس وما حولها »
مدينة نقيوس , كائنة على فرع رشيد فى الشمال الغربي من منوف ( قرية أبشادى وزاوية رزين الآن ) وكانت مدينة عظيمة حصينة حافلة بالآثار المصرية , وكانت مركز لأسقفية كبيرة , وأشهر أساقفتها (« يوحنا النقيوسى ») , الذي عاصر الغزو العربي وكتب تاريخه المشهور ( كامل صالح نخلة ص 87).

اشكر القارئ ........ و إلى الجزء القادم

موريس رمسيس

المراجع و شكر خاص إلى:
1- موسوعة تاريخ أقباط مصر بقلم (« عزت اندراوس ») [ http://www.coptichistory.org/]
2- محاضرات (« الأستاذ صوت الحق ») «المسموعة» والمسجلة لتاريخ مصر و أرقام الحلقات 30,29,28
[ http://www.jesus-all-things.com/sout-alhaqe.html ]
و يتم ذكر أثناء إلقاء المحاضرات المراجع و أرقام الصفحات والشواهد عربية أو أجنبية



#موريس_رمسيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يحكم مصر و من يحكم أبناء الفراعنة؟ (الجزء السادس)
- من يحكم مصر و من يحكم أبناء الفراعنة؟ (الجزء الخامس)
- قناة الجزيرة ... تلهيك و تبليك و اليى فيها تجيبه فيك !
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الرابع)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الثالث)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الثانى)
- من يحكم مصر و من يحكم ابناء الفراعنه؟ (الجزء الاول)


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - موريس رمسيس - غزو مصر و سقوط ارض الفراعنة في أيدي البدو العرب (الجزء الأول)