أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كريم الهزاع - علي السبتي : السياب قبل حالات الهلوسة كتب رسالة وطلب مني أن أوصلها ..















المزيد.....

علي السبتي : السياب قبل حالات الهلوسة كتب رسالة وطلب مني أن أوصلها ..


كريم الهزاع

الحوار المتمدن-العدد: 3142 - 2010 / 10 / 2 - 09:44
المحور: مقابلات و حوارات
    


حاوره: كريم الهزاع

علي السبتي شاعر كويتي من جيل " بدر شاكر السياب " له إصدارات عدة وله خصوصيته في الوسط الثقافي الكويتي ، خاصة المشهد الشعري فهو مختلف عن أبناء جيله لأنه من أول المتأثرين بقصيدة التفعيلة. مشهور جداً بصراحته وجرأته في التعبير عما يكنه من اعتقادات وأفكار. صديق السياب الأقرب حتى أيامه الأخيرة فكان يشعر بآلام الشاعر البصري قبله. في هذا الحوار يكشف السبتي عن رأيه حول المشهد الشعري العربي بشكل عام ، ثم يتطرق لأشياء أخرى تتعلق بمسيرته كشاعر وكإنسان.

الشعر فن نخبوي

- هل أنت راضٍ عن منجز القصيدة العربية؟

القصيدة العربية ساقطة تحت نصل القمع، أهم الشعراء تجدهم مدفونين بسبب الأنظمة فلا متنفس لهم ، فتجد أحد القراء يأخذ ديوان شعر للنيابة ممارساً دور الرقيب ضد المبدع . وهذا حصل فعلاً فمثلا سليمان الشطي كتب مقالاً عن سليمان الخليفي ، فذهب أحدهم ليشتكي للنيابة قائلاً أن هكذا كتابة غير صالحة للنشر! يجب أن نلاحظ أن الشعر غير متاح للجميع، فحتى دور النشر لم تعد تهتم بالشعر. ولذا نجد شاعر صاحب علاقات يشغل الصفحات الأولى من الصحف بينما شاعر آخر بسيط لا يسلط عليه الضوء أحد. إضافة إلى أن الشعر فن نخبوي أو فن يقتصر على النخبة.

القصيدة العربية لها خصوصيتها

- أين يجد الشاعر علي السبتي نفسه في المشهد العربي؟

حقيقة أنا أجد نفسي في الصف الأول، لست أفضلهم لكنني لست متأخراً عنهم .

- كيف ترى منجز القصيدة العربية بالمقارنة مع القصيدة العالمية؟

أنا أعتقد أنه من الصعب أن نقوم بهكذا مقارنة لأن العقلية العربية تختلف عن عقلية الآخر، أفكارهم وآمالهم وطريقتهم في الكتابة مختلفة تماماً عن طرقنا وأحلامنا. لذا ثقافتنا مختلفة عن ثقافة أي أمة أخرى. فهكذا مقارنة تشبه القول "من أفضل هذا الشاعر الأميركي أم العربية؟" لأنه لا مجال للمقارنة.

قصيدة النثر غير شرعية

- لكن القصيدة العربية تعرضت لتحولات من العمودي للتفعيلة إلى قصيدة نثر .. ؟

مقاطعاً : نعم نعم .. القصيدة بدأت أن تتطور قبل ذلك خلال العصر الأموي فالعباسي إلى آخره . فتصور الآن أن ما يسمى بقصيدة النثر لا وجود لها، فالأدب لدى العرب إما نثر أو شعر، و لا يمكن أن نطبق طبيعة لغة أخرى على طبيعة لغتنا المختلفة. إن كل شيء لديه أصل، فكيف يمكننا أن نفرق بين النثر والشعر إلا بالإيقاع أو الأوزان وأحياناً عبر القوافي، بينما النثر لا علاقة به بالإيقاع فكيف نسميه بالشعر. فمثلاً لو قلت "مددت يداً إلى قلبي، ونحوك قد مددت يدا" هذا شعر، لكن لو قلت: "مددت إلى قلبي يداً ونحوك يداً" تتحول الجملة إلى نثر لا شعر. هنالك بكل تأكيد نثر راقي وقد يكون أقوى بكثير من قصيدة منظومة، لكن هذا لا يعني أن نصنفه شعراً. لذا العرب كانوا يقولون "نظم قصيدة" مما يؤكد على أهمية الإيقاع في القصيدة. أكيد لكل شخص رأيه، لكن فهمي الشخصي للشعر يخضع لشروط الشعر المتعارف عليها ..

- مقاطعاً: ماذا عن تجارب مثل حسين مردان ومحمد الماغوط؟

هل هنالك إيقاع ؟ حسين كتب نثراً وأسماه نثراً. و الماغوط كتب شعراً ونثراً في ذات الوقت.

المثقف والرقابة

- لقد تطرقت لمسألة الرقابة قبل قليل، تعتقد ما هو دورنا كمثقفين لحل هذه المشكلة؟

دورنا كمثقفين أن نحارب كل خطأ سواء اجتماعياً أو ثقافياً أو سياسياً، لكن للأسف هنالك البعض باع نفسه على الشركات والمؤسسات وتخلى عن الحفاظ عن هكذا حق وحرية مقدسة. الآن مبنى رابطة الأدباء يكاد ينهار ولا يوجد أي شخص مهتم بإعادة تعميرها!

المشهد الثقافي الحالي مجرد ديكور

- هل أنت مقتنع بدور رابطة الأدباء في المشهد الكويتي باعتبارها جمعية نفع عام؟

هي الجمعية الوحيدة المستمرة وتقوم بنشاطات بشكل دائم و تشجع المواهب وتصدر مجلة شهرية. يا أخي أعطني اسم لمسرح موجود في الكويت، دولة بأكملها لا تملك مسرح حقيقي!

- مقاطعاً: ما أفهمه من كلامك أننا يجب أن نترحم على ثمانينات القرن السابق؟

كان هنالك ناس يهتمون بالمشهد الثقافي ويخافون عليه. لكن الآن لا أحد يهتم ، المسارح الكويتية تنهار ولا أحد يتحرك ، الآن الاهتمام فقط بالمظهر بحيث تحول المشهد إلى مجرد ديكور لا أكثر.

الأصوات الشعرية الجديدة

- هل هنالك أي أصوات شعرية جديدة كويتية نالت إعجابك؟

أنا أعتقد أن هنالك الكثير من الأصوات الجميلة، لكنني لا أريد أن أذكر أسماء معينة. لكننا فعلاً نملك مشهداً مبشراً في كل المجالات الإبداعية لا الشعر فقط. ولكنهم يواجهون أزمة حين يرغبون بنشر نتاجهم أو كتبهم. فمثلاً الكتب التي يأخذها المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على سبيل التشجيع، أين تذهب؟ للمخازن! هل قام بتوزيعها خارج البلد، هل حاول أن يوصلها للنقاد أو الصحف من أجل مساعدة هكذا أصوات لأن تصل للخارج بما أنها تمثل الدماء الجديدة في البلد. فتجد ما يسمى بجائزة تشجيعية لمن قام بإصدار كتاب لأول مرة، رغم أنها فعلاً ليست بجائزة تشجيعية، وأخرى تقديرية لمن كبر في السن. بمعنى أنها جائزة عبثية! أين الرعاية بالمبدعين؟

أضلع الكتابة

- ما هي طقوس الكتابة لديك؟
في الحقيقة أنا لا أملك طقوس مختلفة، لكن القصيدة تجعلني في حالة قلق، أحب أن أستمع إلى الموسيقى و أن أكتب القصيدة ثم أعود لها بعد يومين بعين الناقد.

- من نظرة الشاعر، ماذا يعني لك الرمز؟

أعتقد أن الرمز وليد للمحظور، فمثلاً نستخدم الرمز بشكل غير مباشر من أجل إسقاط سياسي. لكن هنالك فرق بين الرمز والغموض، فالغموض يشير إلى خوف الكاتب من الوقوع في المحظور أو لأنه لا يملك فكرة واضحة أصلاً.

الأسطورة والحقيقة

- ما هو مفهومك للأسطورة؟

الأسطورة أساساً تفسير لما هو غامض، أي ما في الغيبيات. مثل القصص القديمة والخرافات. ونحن كمسلمين أو مسيح أو يهود بمعنى أصحاب الأديان السماوية ، وما يخالف الحقائق المنزلة في كتبنا مجرد أساطير مثل أسطورة كلكامش. لذا كل ما هو خارج عن الحقيقة أسطورة.

- لكن كيف تستخدم الأسطورة في كتابتك؟

أستخدمها لتعبير عن فكرة ما لكن لا للتعبير عن حقائق. فتاريخنا مليء بالحقائق المخلوطة بالأساطير كعنترة بن شداد ..

- مقاطعاً : على سبيل المثال نجد السياب وأمل دنقل استخدموا هذه الأساطير لهدف معين؟

نعم نعم ، حتى المتنبي استخدم الأساطير. فالسياب كان غاوي للأسطورة، وأنا أعتقد بأن أهمية الأسطورة في أن نأخذ منها لغاية ما . أتذكر أن جبرا إبراهيم جبرا ترجم كتاباً عن الأساطير قام السياب بتوظيفها في شعره . لذا كان السياب يعرف أين يستخدمها ومتى يستخدمها.

أنا و السياب

- متى بدأت علاقتك مع السياب، قبل أم بعد مجيئه للكويت؟

علاقتي مع السياب بدأت قبل أن يصبح هو السياب الشهير حين زار الكويت وأقام فيها لفترة قصيرة حين عمل لفترة قصيرة. وكنت أزور البصرة من حين لآخر وأقرأ له ولسعدي يوسف ثم بدأ ينشر في الآداب إلى أن التقيت به في البصرة حتى مرضه ، ظل مختفياً لفترة إلى أن قرأنا مقالاً يتحدث فيه عن مرض السياب وأنه لا يوجد أي شخص يعتني به ويعالجه. لذا ذهبت مباشرة إلى وزير الصحة وأخبرته بأن الشاعر بدر السياب يحتاج للعلاج وساعتها وافق الوزير وكان من الوزراء الذين يحترمون المثقف والمبدع ، بعدها ذهبت للبصرة وقابلت السياب وفاتحته بالموضوع ، المهم ، اصطحبته معي وأدخلناه المستشفى الأميري ، وتحول المستشفى إلى منتدى ثقافي يجمع كل المثقفين والشعراء ، لكنه في آخر أيامه صار يهلوّس إلى أن توفى ..

- مقاطعاً : متى كان هذا الحدث ؟

من شهر يونيو 1964 ولغاية شهر ديسمبر .

- كيف كان كانت الجنازة ؟

أخذته لوحدي ، قمت بتأجير سيارة خصوصي وهناك قمت بتسليم الجنازة لأسرته ، بكوا لموته ، قمنا بدفنه والصلاة عليه في مقبرة الحسن البصري .

- هل هناك قصائد بخط السياب أو أشياء مازلت تحتفظ بها ؟

لقد أعطيت كل الأشياء للدكتور الراحل أحسان عباس وعيسى بلاطة وناجي علوش وجهاد فاضل والرسائل سلمتها لماجد السامرائي ..

- مقاطعاً : أعطيتهم الأصول أم الصور ؟

أعطيت الأصول ( يضحك بصوت عالي ) .. لم يتبقى عندي شيء يا كريم سوى
رسائل خاصة جداً .

- ممكن نحصل ولو على صورة لرسالة واحدة ؟
لن تنفع أي احد بشيء ، خصوصيات ، أنت نفسك حينما تتطلع على واحدة منهن
لن ترضى بنشر تلك الرسالة .

- طيب موقف ظريف حصل بينك وبين السياب ؟
( يحاول أن يتذكر ، يضحك بصوت عالي ) .. كان السياب قبل حالات الهلوسة كتب رسالة وطلب مني أن أوصلها لممرضة أعجب فيها وأنا كنت ساعي البريد ، أوصلتها ، لكن المهمة لم تتم ، بمعنى أن الإعجاب كان من طرف واحد ( انتهى الحوار بقهقهة الشاعر علي السبتي التي يعرفها الجميع ) .



#كريم_الهزاع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخرج المسرحي سليمان البسام : حتى المهرجانات اخترقت من قبل ...
- هل مات كرومويل ؟ فلنشنقه أذن ! ..
- وداعاً الطاهر وطار ... صرختك باقية للأبد
- عرس البغدادي
- نستولوجيا الحضور والغياب
- الجذمور والمسامرة الدولوزية النيتشوية
- مسامرة دولوزية
- مسامرة نيتشوية
- نعم .. الأرز للكويتيين فقط
- نعم صحيح يا دخيل الخليفة
- افعل للغير ما تودّ أن يفعله الغير لك
- المثقف العضوي ومعنى الضمير
- قوة الفرد في التغيير والحتمية التاريخية
- دور الفرد في التغيير والوعي الجمعي
- شهادة ميلاد للأطفال - الكويتيين البدون - وحالة الإحباط
- قوة التغيير والخلاص من قوة سطوة الجبرية الدينية
- قوة التغيير : الفرد بين فهم العالم ومعنى الضرورة
- قوة التغيير والفاعلية الواعية
- قوة التغيير.. متى تتحقق ؟ وكيف ؟
- المرأة الكويتية في البرلمان وقوة التغيير


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - كريم الهزاع - علي السبتي : السياب قبل حالات الهلوسة كتب رسالة وطلب مني أن أوصلها ..