أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة ..














المزيد.....

بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة ..


حسن حاتم المذكور

الحوار المتمدن-العدد: 3141 - 2010 / 10 / 1 - 23:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة .. حسن حاتم المذكور
المواقف الجيدة : هي جزء مـن منظومـة ثقافات وطنية وقيم اخلاقية وممارسات واعيـة منتقات من اجمل ما في التراث الأنساني الأصيل’ ولا يمكن ادعائها’ فهي انعكاسات روحية لبيئـة مثالية لا تنتج غير ما هو مثمر ’ انه طبع لا تلوي عنقه اغراءات التطبيع .
قبل عامين تقريباً’ كنا وفداً من’ الدكتورة كاترين ميخائيل والأخت تيرزا اشو والسيد صبحي خضر حجو وانا ’ حزمنا امرنا قاصدين العراق للتضامن مع بعض المكونات العراقيـة التي تعرضت ولازالت الى هجمة شرسة لتصفية حسابات طائفيـة عرقية مصحوبة بمحاولات تحجيم حقوقها المشروعـة كمكونات عراقيـة تاريخيـة حضاريـة اصيلـة ’ عبر حملـة تهجير وتصفيات وابادات وتفجير للبيوت والمؤسسات الثقافية والدينية وحتى الأجساد بغية تحقيق غايات شريرة تهدف الى اجتثاث تلك المكونات العراقيـة .
قبل ان يسافر الوفد’ تخلفت عنه الدكتورة كاترين ميخائيل بسبب بعض اشكالات الأقامـة ’ واثنا تواجدنا في اقليم كوردستان ’ اضطر الأخ صبحي حجو ( ابو سربست ) الرجوع الى المانيا لتعرض زوجته الى حالة مرضية ادخلت على اثرها المستشفى ’ لم يبق من الوفد سوى السيدة تيرزا اشو (ام ميسون) وانـا’ بالأضافة الى عهد من السيدتين ميسون الدملوجي وصفيـه طالب السهيل لمرافقة الوفد وتسهيل مهمتـه ’ وقد اوفيتـا بعهدهن مشكورتين ’ بقت لدينا نقطة ضعف تسبب لنا الحرج ’ كون الوفد قد تناقص رغم قلته ’ وقبل مغادرتنا الأقليم بأتجاه بغداد ’ اتصل بنا الأخ ابو سربست واخبرنا’ ان المحامية بيداء سالم النجار ’ تطوعت للمشاركة في الوفد حتى نهاية مهمته ’ وفي بغداد التقينا مع بيداء النجار وهي شابـة ايزديـة قدرنا صعوبة موقفها ’ فهي محامية ولديها التزامات عمل كثيرة وغيابها عشرة ايام قد يؤثـر عليها ’ وسألناها بهذا الخصوص ’ فأجابت بأصرار :" ما تشيرون اليه هي هموم شخصيـة ’ وما انتم قادمون من اجله يتعلق بمصير شرائح عراقية مهمـة ’ خاصة المحنـة التي يتعرض لها اشقاءنا المسيحيين من تهجير وتقتيل وحملـة اجتثاث ’ انا الذي اشكر جهدكم وتضحيتكم ’ ان قدومكم من الخارج ’ ثم الأقامة بين المهجرين والمهاجرين والأطلاع على اوضاعهم عن كثب رغم الحالة الأمنية الصعبة ’ انها حالة تضامن وطنية وانسانية ’ يشرفني ان اكون الى جانبكم وواحدة منكم " شكرنا لها موقفها ’ وفعلاً تركت عملها والتزاماتها ورافقت الوفد واحدة منـه ’ خاصة وان الأوضاع الأمنية بائسـة للغاية ’ وان الدخول والخروج من والـى المنطقة الخضراء حيث الحكومـة ’ يعد مجازفة وحماقـة في احيان كثيرة .
بيداء سالم النجار’ المحامية الشابـة والأمرأة الأيزدية ’ كانت جميلـة في كل الأشياء ’ روحها عشرتها علاقاتها ولهجتها البغداديـة ’ اختزلت مسافة العلاقات معنا ’ فرفعت كلفة ( الأستاذ ) بأخرى اكثر مودة ( عمو ) ’ عمو تريد ترتاح ... عمو اخاف تعبان ... عمو اجيب الك تاكسي ... جعلتني اشعر حقاً اني برفقـة ابنتي .
ليس في الأمر غرابـة ’ بيداء النجار امرأة ايزديــة ’ لاتختلف عن شقيقاتها ’ فقد استضافتني عائلـة ايزدية في مدينة زاخو لأربعة ايام تقريباً ’ فمن حيث الترحيب والأريحيـة والألفـة والكرم ’ شعرت وكأني في مظيف جنوبي’ روح المودة تلك ’ كانت حاضرة ايضاً اثناء لقاء الوفد مع مراجعهم وامرائهم وشيوخهم وشرائحهم ’ انهم يقابلون خوفهم من الآخر بالتسامح والمحبة ’ وهم لايملكون غير الصفحة البيضاء ’ ويطلبون من الآخر ’ ان يقلب ويستبدل صفحاتـه معهم ’ انهم مسالمون حـد التطرف .
كان التعرف على اشقائنا الأيزديين ’ هدف حققتـه لي الصدفـة ’ كنت ارغب التعرف على تقاليدهم عاداتهم سجاياهم علاقاتهم ومجمل خصوصيتهم ’ فوجدتهم اهـل اعزاء ’ يدخلون القلب بعفوية جميلـة ’ ويستقرون فيـه ذكريات اجمـل ’ احببتهم قطعـة من الجنوب العراقي ’ فتلك المكونات التي نقول عنها اجحافاً ( اقليـة .. ) هي الأكثر عمقاً في التاريخ العراقي واجمل ما في نسيج هويته الرافدينية’ ورغم كل رعونة التهجير وجنون الأجتثاث’ فجذورهم لازالت تحتضن العراق ارضاً وانساناً ’ وقلوبهم اكثر حزناً عليـه .
اذا ما استثنينا القوميتين الرئيسيتين والدين الرئيسي بمذهبيـه ’ فالقوميات والأديان والشرائح الأخرى ’ واضافـة الى همجيـة الأجتثاث المنظم ’ فأنها تتعرض مـع الدقائق والثوني ’ الى تجاوزات واهانات على عموم العراق دون استثناء ’ فتلك حقيقـة من المخجل التستر عليها لأعتبارات سياسيـة ’ ولا اريد هنا التطرق الى ما لمستـه هناك ’ لأنها حقاق اكبر مـن ان نشير اليها ’ فهي وفي جميع الحالات ’ مخجلـة تتحمل مسؤوليتها الدولـة والمجتمع ’ واقولها بوضوح ’ اذا ما استمرت معاناة تلك المكونات التاريخيـة الحضاريـة ’ فعلى العراق ان يخلع حروفـه ويغادر اسمـه .
نرجو الا تتصور العزيزة بيداء النجار ’ اننا قد نسينا موقفها .. ابـداً ..انها وموقفها لازالا في الزاكرة ’ ننتظر اللقاء معها يوماً ولمرات وفي منتهى الأشتياق .



#حسن_حاتم_المذكور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المجلس الأعلى : الى اين ... ؟
- دمع السوالف ...
- سبعة ايام لأنتخاب الرئاسات الثلاثة ...
- عادل عبد المهدي ... في الطريق الى العراقية !!!
- الأنتهازيون : لا انتماء لهم ...
- رفقة البعث ... ليس طريقاً للعراق الجيد ...
- منظمات المجتمع المدني : بين التبعية والأستقلالية ...
- الذات التالفة : تنتج الرذائل ...
- الحياد : انتهازية او احتيال على الحقيقة ...
- ماهية الأستقطابات في الواقع العراقي...
- تقليد ساده ..
- سمفونية الردة ...
- المخاوف وبلورة القناعات ...
- الدكتور عبد الخالق حسين : على الطريق الموحشة ...
- دولة القانون ... بين المر والأمر ..
- يا جنوب ...
- حكومة الشراكة ( الشركة ) الوطنية ...
- انها محاولات لأعادة تبعيث العراق ...
- الثورة والزعيم : بياض في غرة التاريخ العراقي ...
- اين وصل سباق تشكيل الحكومة ... ؟


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن حاتم المذكور - بيداء سالم النجار : موقف في الذاكرة ..