أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شذى احمد - رضعوا وما خلوه يرضع














المزيد.....

رضعوا وما خلوه يرضع


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3140 - 2010 / 9 / 30 - 11:58
المحور: المجتمع المدني
    


صالح الحمداني كاتب عراقي ساخر.. تتسم سطوره بالبساطة واللمحة الذكية ومع هذا تقطر مرارة واسى على ما إل إليه حال العراق والدمار والتمزق الذي يعيشه من بداية الاحتلال الى يومنا هذا.
في مقالته المعنونة ب .. نعله على عرضك حمودي يروي لنا الحمداني يوميات جندي عليه واجب تأدية الخدمة الإلزامية والمعاناة التي يمر بها ولا يلتفت إليه احد ، يطلعنا على مشاعره الدفينة واشتهائه للحب بطريقة لا تخلو من براعة وحلاوة تتميز بها سطوره . باختصار يصور رحلته من بغداد الى الموصل حيث مكان خدمته ومشاركته الرحلة شابة جميلة ترضع صغيرها.. ولأن الصغير عنيد فإنها اعتادت كما يبدو على تهديده بالقول: "حمودي .. ترضع لو أخلي عمو يرضع !!"يتلقف (الجندي ) الذي تكالبت عليه الصعاب والمصائب التهديد بمزيج من الأمل والفرح وينتظر بفارغ الصبر أن يعاند حمودي وهو الرضيع ويصدق الملاك وهي السيدة الشابة كما وصفها في وعيدها!. لكن حمودي كان يرضخ لإرادة أمه فما كان من الجندي في نهاية المشوار وهو يغادر الأزبري كما اعتادوا تسمية مثل هذا النوع من السيارات في كراج الموصل إلا أن يلتفت الى حمودي بلوعة قائلا" نعله على عرضك حمودي، لا خليتنه نرضع .. ولا خليتنا ننزل بتكريت!!".
ويسترسل قلمه ليطول باقي القائمة في لعناته فيدون.......

نعله على عرضك بريمر: لا أنت حكمت البلاد كمحتل، ووضعت لنا دستورا ً– كما فعلتم في اليابان المحتلة – ولا أنت سلمت الأمور بيد حكومة انتقالية تضع دستورا ً وتدعوا لانتخابات، ولا (ظلينا على بنيان أول العام !) .
تركتنا بيد الجماعه يتعلمون برؤوسنا فن الحلاقة، وذهبت إلى واشنطن دي سي! لتلعب الغولف وحدك، وبقينا نحن هنا يتدرب علينا مجاهدو القاعدة ومن خلفهم عزت الدوري وقاسم سليماني وأسامة بن لادن على (فن دخول الجنة ، والزواج من 72 حوريه في ليلة واحده ، بدون استخدام الفياغرا أو الدبس وراشي!) .


عند انتهائي من قراءة مقالة الحمداني ، واستماعي لزفراته ، ومشاركته الأسى أظن بان بريمر رضع حتى الشبع هو ومن أتى بهم ، وان من حرم نعمة الرضاعة من ضرع أمه الوطن هو العراقي لأنهم ما خلوه يرضع.. بل ضرجوا ضرع الوطن بدماء أولاده. مسكين العراقي لم يعد حقلا لكل اللاعبين بقدره كما سطرهم قلم صالح الحمداني يرتع منه كل من هب ودب ويحقق به إغراضه سواءا الذين ذكرهم أم الذين لم يذكرهم مقاله ولهم أطماع في العراق لا تخفى على احد وفي مقدمتهم كما اصطلح على تسميته دول الجوار،ومن يعمل لها في العراق فحسب بل صار ضرعه حكرا على من يرضع بلا رحمة حتى الشبع، ثم يدير ظهره مغادرا دون كلمة شكر ، أو امتنان لان وقته لا يتسع وقد صار لتوه من أصحاب الثروات الطائلة والعقارات الفخمة في بلاد الغرب وعليه رعايتها.

إن الوازع الأخلاقي يفترض بالأمريكان أن يتحملوا مسؤولياتهم إزاء البلد الغارق في الاضطرابات والفوضى وعدم الاستقرار , وان يساهموا في إعماره مثلما كانت لهم اليد الطولى في دماره. عليهم الدفاع عن سمعتهم ،وان يكونوا أوفياء لآبائهم الذين أعانوا أعدائهم في الحرب العالمية الثانية اليابان وألمانيا وأعادوا بنائها وساهموا في نهضتها. عليهم تقديم المساعدة للعراق بشكل صحيح وليس صوري كما تطالعنا شبكات الأخبار ، فليس انسحابهم بكافي وليس كلمات الإطراء التي تشيع بان العراقيين قادرين على تحمل مسؤولية امن بلدهم وحدها بكافية لكي تعيد ما سحقته ألتهم الحربية وجحافلهم التي زحفت الى العراق واحتلته.
سيرد علي متحدث باسمهم ساخرا.....لكنهم ضحوا لأعمار العراق ما يقارب ال600مليار دولار حتى عام 2008 ،ولم يتم بها اعمار وبناء البلد بل سرقت بحسب المتحدث الأمريكي كما نشر في تحقيق معد فياض المنشور بعنوان ((7سنوات أحالت بغداد الى خراب...)) قد يكون ذلك صحيحا. لكنهم كانوا بطريقة مباشرة سببا في سيطرة الجماعات الفاسدة على مقاليد الحكم .
حتى تصرفاتهم التي اتصفت حينا بالا مسؤولية، والأخرى بالأمر الناهي ليست من الحكمة بمكان. عليهم أن يكلفوا أنفسهم عناء البحث بحكم دوائرهم التحليلية وقدراتهم السياسية وباعهم الطويل في حل الأزمات العالمية للمساعدة في إيجاد أفضل الحلول للازمة العراقية ودعم القرار الصحيح . فلا يعقل أن تلعب الإدارة الأمريكية دور الحمل الوديع أخر الأمر وهي المحتل الذي تلطخت صفحات احتلاله بالأخطاء الكبيرة من فضائع السجون الى سوء التعامل مع الشعب المحتل والأزمات، فتدعي فجأة بأنها ضيف طيب ومهذب يرتدي بدلته الأنيقة ليرقب اختيار الشعب .. ذلك الذي لم يبقى منه القادر على اتخاذ القرار بسبب الإرهاب والقتل والتشريد.
على إدارة الرئيس اوباما مسؤولية أخلاقية لا تقل أهميتها عن وعوده بتنفيذ أجندته الانتخابية تطلب منه إعانة الشعب العراقي الذي تسببت إدارة سلفه في معاناته الحالية .وان يسجل في السلم انتصارا يستحق أن يذكر له.



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خسارة الفوز
- صناعة الروائع
- قراءة في فكر القراء الخصب
- مخلفات حرب
- مرارة العسل الهندي
- همس
- النساء أنواع
- الرجال أنواع...
- زواج سردشت و تشلسي
- الأسرار الخفية لعدم تشكيل الحكومة العراقية
- نعم للزوجة لا للمرأة
- أقبية الموت السرية
- سأنتظر المهدي
- حبيبة العرفج .. السعودية بقرة خاوية الفكر
- السعوديات أبقار عذرا للابقار 2
- السعوديات أبقار اما التنويرين
- لن أتتنازل عن ليلتي
- أشتهي
- عدد زوجاتك بالقانون
- إسقي العطاشى


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - شذى احمد - رضعوا وما خلوه يرضع