أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - الإنسان وحده تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها ... عبد الله القصيمي















المزيد.....



الإنسان وحده تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها ... عبد الله القصيمي


حسنين السراج

الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 19:06
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن الإنسان هو وحده الذي تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها ...
إن من أسوأ ما في المتديِّنين أنهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون مع المفكرين ...(1)



عبد الله القصيمي (1907ـ 1996) *1


الشاعر والكاتب اللبناني أنسي الحاج : أقرأوا القصيمي . لا تقرأوا الان أي شيء سوى القصيمي . فلكم حلمنا بأن نكتب بهذه الجرأة ولكم تهربنا من أن نقول ما يقوله ولكم روضنا أنفسنا على النفاق وتكيفنا على الظروف القائمة .(2)

الكاتب و المحقق السوري صلاح الدين المنجد : أن اراء القصيمي السلبية الى أقصى الحدود سيكون من نتائجها نكبة أعظم خطرا من تلك النكبة الحربية (نكبة حزيران) لأنها ستقتل الانسان العربي وتقضي على كل أيمان وقوة فيه وعندئذ لن تقوم للعرب قائمة .(3)

ثمة تشابه كبير بين القولين السابقين فكلاهما يتحدثان عن نفس الشخص وبنفس القوة ونفس الثورية وبنفس الوقت تقريبا (1966/1967)لكن الفرق الوحيد هو في الدعوة أليه والدعوة ضده . الواقع أن كلا القولين يشيران الى تفرد القصيمي بقوة تأثير مخيفة لما تحويه كتاباته من جرأة أذهلت مؤيدي أفكاره قبل معارضيها . من يمر على كتابات القصيمي وتحولاته الفكرية يقف كثيرا لتأمل ذاته بشكل جديد وفي مكان جديد . يقول أنسي الحاج أنه كان يحلم أن يكتب بهذه الجرأة ويقول صلاح الدين المنجد أن أفكار القصيمي ستقضي على كل الأيمان في الانسان العربي وكلا القولين دلالة واضحة على أستثنائية كتابات القصيمي .

عاش الكاتب والمفكر السعودي عبد الله القصيمي طفولة خالية من الطفولة . أنفصل والده عن والدته وهو في سن الرابعة , حين يضحي الأنسان بطفولته ليعيل عائلته يكون لهذه التضحية فائدة تذكر , لكن حين يعمل الأنسان في سن الخماسة بلا أجر فهذا ألم مجاني وعذاب عبثي . تولى جده من أمه تربيته في ظروف صعبة جدا أضطر فيها القصيمي للعمل بلا أجر وهو في سن الخامسة , انتقل في سن العاشرة من قريته خب الحلوة الى الرياض ودرس فيها , ثم ذهب الى الشارقة بحثا عن والده والتقى به وعاش معه وكان والده متشددا دينيا لدرجة كبيرة , توفي والده عام 1922 , أحتضنه صديق والده الذي أخذه معه الى العراق وسوريا والهند ومصر .

التحق بجامع الازهر عام 1927 . في عام 1931 دافع عن أنتمائه السلفي الوهابي ورد على مقال للشيخ الازهري يوسف الدجوي عنوانه (التوسل وجهالة الوهابيين) في كتاب أسمه ( البروق النجدية في أكتساح الظلمات الدجوية) فصل على أثره من الازهر , ألف بعد هذا الكتاب مجموعة من الكتب في الدفاع عن عقيدته كلها موجهة الى مدارس أسلامية أخرى(4)

يلاحظ بسهولة من عناوين بعض كتبه أنها دفاع مستميت عن السلفية والوهابية و موجهة نحو الاخر بشدة ومنها على سبيل المثال :

- البروق النجدية في أكتساح الظلمات الدجوية(1931) ( في الرد على مقال التوسل وجهالة الوهابيين للشيخ الازهري يوسف الدجوي) .
- شيوخ الازهر والزيادة في الاسلام (1931) .
- الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم (1934) .
- نقد كتاب (حياة محمد) لهيكل (1935) .
- الثورة الوهابية (1936) .
- الصراع بين الأسلام والوثنية (جزءان ,1937-1939)(في الرد على كتاب كشف الأرتياب في أتباع محمد بن عبد الوهاب للعلامة الشيعي محسن الأمين العاملي) وغيرها .

ويبين القصيمي سبب هذه الشدة مع الاخر في مقدمة كتابه (الفصل الحاسم بين الوهابيين وخالفيهم) قائلا: (ولا يكبرن عليك ما ترى في الكتاب من بعض الشدة . فأننا ما فعلنا ذلك الا غضبا لله وغيرة على دينه) .(5)
ويقول أيضا في نفس الكتاب موجها خطابه الى شيخين من شيوخ الازهر(الشيخ الظواهري والشيخ الدجوي) : (فالذي نرجوه الان منكم ونطلبه بألحاح وألحاف أن ترجعوا ألينا وأن تعلنوا البراءة مما دعوتم أليه وأن لا تتمادوا على أغلاطكم وجموحكم عن سبيل الرشاد).(6)
أن الأنسان الذي يعتقد أنه يملك سبيل الرشاد لا بد ان يكون قد وصل الى أعلى درجات اليقين بعقيدته , القصيمي كان ذائبا في المدرسة السلفية و الفكر الوهابي الى درجة اليقين الملطق .

يتحدث الباحث الالماني يورغن فازلا الذي حصل على شهادة دكتورا في شخصية القصيمي عن تلك المرحلة من حياة القصيمي مستشهدا بكلامه :

(وأنطلاقا من ضرورة الدفاع عن المنجزات الثورية يشتق القصيمي دفاعه عن الممارسة المختلف عليها في الأسلام وهي قضية التكفير فبعد أن يعلن مرة أخرى أيمانه المطلق غير المشروط وغير المحدود بعقيدة التوحيد يؤكد على أن عقيدة التوحيد هذه والمباديء المشتقة منها يجب المحافظة عليها وحمايتها بجميع الوسائل . ويقول أن أهمال التوحيد ولو في المجال الشكلي من الممارسة الدينية الأسلامية يؤدي حتما الى تدمير الكل . لذلك فان الناس الذين لا يخضعون طوعا للمباديء الوهابية يجب طردهم من جماعة المسلمين لأنهم ليسوا سوى وصمة عار في جبين المؤمنين وأعضاء فاسدة في جسم الأسلام تنقل العدوى الى الجسم كله . ولتبرير الاجراءات القمعية ضد المخالفين يدعو القصيمي صراحة الى الاقتداء بالدكتاتورين هتلر وموسليني , ويقول أنهما كليهما ادركا أن المباديء الجديرة بالحماية لا يمكن المحافظة عليها ألا بخلق شعور جماعي متطور – عصبية- ) .(7)


ما الذي يدعو الأنسان , أي أنسان , ان يفكر في لحظة أنه يجب أن يكون الاخرين مشابهين له والقوة هي السبيل الأول لحدوث ذلك ؟ . ما الذي يريح هذا النوع من الناس حين يشاهد أن الجميع أصبحوا مثله ؟ وما الذي يؤذيه حين يكون أنسان ما يختلف عنه في أسلوب الحياة وفي الأعتقاد ؟ القصيمي نفسه بعد تحوله الفكري خير من يجيب عن السبب لأنه كان من المؤمنين بأقصاء الاخر ويعلم أكثر من غيره في أي طريق سار العقل الى أن وصل الى هذه النتيجة .

يقول القصيمي : (الذي يقول أقاتلك دفاعًا عن الله أو عن الحرية أو عن النظام والعدل إنما يعني الدفاع عن أسلوب من الحياة قد رتب مصالحَه عليه ... إننا لا نعادي المخالفين لنا لأنهم ضد الفضيلة أو ضد الإيمان والحق ، ولكن لأنهم ضدنا . إنهم مخطئون لأن إرادتهم ومصالحهم تناقِض مصالحنا وإرادتنا ). (8)

لم يكن القصيمي سلفي تقليدي , مع أنه في مؤلفاته قمة في السلفية ألا انه لا يخفى على من يقرأ كتبه أنه كان مثقفا مطلعا على مدارس فكرية فلسفية غير أسلامية , حتى أنه يستشهد في كتبه التي يدافع فيها عن السلفية باقوال فلاسفة من أمثال أرسطو ليدعم بها أفكاره . فضلا عن دعمه لفكره الأقصائي بمنهج شخصين غير مسلمين (هتلر وموسليني) وهذا أمر جدير بالأهتمام .

في فترة الأربعينيات أنقلب منهج القصيمي بشكل ملفت للنظر بل مفاجيء للكثيرين , وألف كتاب (كيف ذل المسلمون - 1940) وكتاب ( هذه هي الاغلال - 1946) الذي يقارن فيه بين العجز والتخلف في الدول الاسلامية وأسبابه والتطور في الدول الاوربية وأسبابه , ويبدو أن هذا الموضوع أخذ منه الكثير من التامل والبحث , كما يقول في مقدمة الكتاب :

(لقد فكرت في هذه المسئلة تفكيرا شاقا مضنيا , وما زلت منذ ست سنوات أو يزيد ورأسي يلتهب بالتفكير ... وما فتئت كل هذه الاعوام أثير مع الأصدقاء ومن يظن بهم الفهم حولها المعارك الكلامية والحروب الجدلية , بغية الاحاطة بها من كل أطرافها , والالمام باسبابها).(9)

يبدو أن خلفيته السلفية جعلته واعيا لقوة الهجوم الذي سيتعرض له فحاول أن يمتص شيء من رد الفعل المتوقع . فختم كتابه بالقول التالي :
(أني لم أحاول ألا أن أكون مؤمنا بالله ورسله وكتبه واليوم الاخر , لكني حاولت ان يكون هذا الايمان سليما قويا كأيمان عمر أبن الخطاب وعمرو أبن العاص وخالد أبن الوليد وأمثال هؤلاء , وأبيت أن يكون مثل أيمان الشعراني والغزالي وأبن عطاء الله والأسيوطي وغيرهم من شيوخ الطريق وحداة الجهالة ورسل الفقر – ممن نكبوا البشر وأنحرفوا عن الغاية التي يجب أن يبلغوها).(10)


يبين يورغن فازلا مستوى التباين بين أفكار القصيمي السابقة وأفكاره في كتاب (هذه هي الاغلال) :
(أن شيئا من الثبات في مواقفه الاساسية ظل قائما أيضا بحيث أنه ظل يعتبر نفس أشكال التدين , التي هاجمها سابقا , كالصوفية وتقديس الاموات والقبور والمعتقدات الخرافية , مسؤولة عن أنحطاط العالم الأسلامي , ألا أن مطالبته بتحرر الفرد من التصورات الدينية التي تعيق تفتح شخصيته أصبحت أكثر جذرية وجعلته يقترب بصورة متزايدة من المواقف العلمانية . ففي كتاب هذه هي الأغلال يصبح التفاؤل غير المحدود بالتقدم الموضوع الطاغي . وهذا الموقف قاده في نهاية المطاف بالضرورة الى شن هجوم مباشر على التصورات الطوباوية للسلفية الوهابية وبمطالبته رفاقه في العقيدة بالتخلص من عبأ الأرث الثقافي).(11)

كان يعتقد في تلك المرحلة من حياته أن المشكلة في المسلمين وبالتحديد في فهم المسلمين للأسلام وليس في الاسلام نفسه . ويبدو هذا واضحا في خاتمة كتابه حيث يبين انه يريد أن يكون مسملا منتجا كعمر أبن الخطاب وليس كشخصيات أسلامية عطلت المجتمع كما يرى . ويرى أن مجاراة العلم والأبتعاد عن الخرافات هو سبيل المسلمين للتطور . وهذا دلالة على أتساع دائرة تأثره بالحضارات والمدارس الأخرى غير الاسلامية فبعد أن كان يكتفي بالأستشهاد بقول أرسطو أو بدعم ارائه المتطرفة بأفكار موسليني وهتلر . أصبح يدعو الى التفاعل مع العلم والأعتراف به كحقيقة فاعلة تؤدي حتما الى سمو الانسان . لكنه في تلك المرحلة كان يحاول جاهدا وضع الدين موضع المظلوم . الذي أسيء فهمه .
توقف فترة طويلة عن الكتابة وأصبح طابع كتبه بعد ذلك ناقدا للفكر الديني وللواقع العربي بشكل أكثر قوة ووضوح ومن أبرزها :

- العالم ليس عقلا 1963 .
- هذا الكون ما ضميره 1966 .
- كبرياء التاريخ في مأزق 1966 .
- أيها العقل من راك 1967*. 2
- يكذبون كي يروا الأله جميلا 1972 .
- الأنسان يعصي لهذا يصنع الحضارات 1972 .
- العرب ظاهرة صوتية 1977 .
- الكون يحاكم الاله 1981 .
وغيرها .

أصبحت مفردة ملحد مرادفة لأسمه لكن هذه المفردة وغيرها من المفردات كمفردة زنديق أو كافر أستهلكت على مر التاريخ الاسلامي وأستخدمت مع المسلم الذي ينتمي لمدارس أسلامية أخرى لتسقيطه فليس كل من قيل عنه ملحد هو ملحد فعلا , لذلك لا يمكن أن تكون سمعة الالحاد التي تصيب شخصا ما مقياس حقيقي لمعرفة واقعه الفكري فقد يكون مجرد ناقد لشخصيات تاريخية وقد يكون أثار تساؤلات غير تقليدية بصوت عالي وقد يكون كسر حاجز الصمت على شيء مقدس هو لا يراه يستحق الوجود في أطار القدسية وقد يكون ملحدا فعلا , والشواهد التاريخية كثيرة في حالات يوصف فيها المخالف بالراي بالزنديق والكافر, لذلك لا تعد مفردة كافر أو زنديق أو ملحد دلالة على أن من أطلقت عليه يملك فكر ألحادي بالضرورة . ولا زال الخلاف قائم حول تصنيف الكثير من الشخصيات التاريخية هل هم في خانة الألحاد حقا ؟ أم كانوا ضحية الفكر أو الرأي السياسي أوالخروج عن الجماعة . المشكلة ليست في أن الألحاد شيء سلبي والأيمان شيء ايجابي . المشكلة أكثر أهمية من هذه التصانيف . المشكلة تكمن في تحديد الأتجاه الفكري الحقيقي لشخص ما . والمزعج أن التاريخ جعل شخص ما زنديقا لانه ترك الصلاة مثلا . مع أنه لا يعرف شيء عن فكر الزنادقة . وهذا أمر يحبط المهتمين الى أقصى درجات الاحباط .

الأمر الجدير بالأهتمام في فكر القصيمي بعد تحوله هو طريقة تناوله للنص الديني . فأسلوبه مثير للدهشة حقا قياسا ببداياته . ويبدو هذا واضحا في طريقة تناوله لقصة النبي موسى والخضر في كتابه (يكذبون كي يروا الاله جميلا) حيث يقول :

(أن ذلك الرجل الروحاني الغامض القادم من السماء ليعلم أهل الأرض ألغاز السماء وفنون عبقريتها يقول أنه قتل ذلك الغلام لأنه خشي على ابويه من كفره وطغيانه . أنه يقتل غلاما بريئا لأنه فيما يقول يخشى أن يكون مؤذيا أو رديئا أو كافرا . أنه يقتل بالخشية , وأن الخشية من الكفر أو الظلال أو الفجور أو الطغيان . توجب القتل أو تجعله شيئا جائزا أو طيبا أو عملا صالحا ... اسمع أذن . ان لك ان تقتل كل أحد وأن تدمر كل شيء لأنك قد تخشى أن يكون كل شيء ضارا أو متعبا أو غير ملائم أو غير عادل .
أسمع : أن لك أن تقتل كل أحد وأن تدمر كل شيء كلما خشيت منه الضرر والفساد ... ثم تقول أيها الصديق : أن كان هذا الرجل الغامض أنما يطيع أوامر الله ومشيئته في قتله لهذا الغلام (وهذا هو المفروض والمسلم به) فالتفسير أذن لهذا أن الله يأمر بقتل الغلام ويريد موته لانه أي الغلام سيكون بالقدر شريرا وهو يرفض أن يعيش الأشرار... أن كان الله يدبر ويريد قتل من سيكون كافرا ويأمر بقتله ويرفض أن يحيا فلماذا أذن خلقه ودبر خلقه ؟
لقد كان هذا الرجل الغامض نبيا للأنبياء وأيهم أذكى او أتقى أو أقوى تعاليم ونبوات الانبياء أم أنبياء الانبياء ؟ أجل , أن للأنبياء أنبياء . اجل أن لكل نبي عديدا من الانبياء ... لماذا أيها الاله , أيها القدر , أيها الرجال الاتون من السماء , من عند الالهة لتعلمونا ذكاء وأخلاق السماء والالهة ؟ لماذا لم توجد حماية الا لهذين الوالدين ؟ لماذا لم تطلب الحماية الا من هذا الغلام ؟ لماذا أيها الاله , أيها القدر , أيها الرجال الاتون من فوق السماء؟).(12)


نلمس في كلمات القصيمي شعورا شديدا بالألم ولدته علامات الأستفهام الكبيرة التي أنبثقت من عميق تأملاته , انه ألم الحيرة ومخاض التأمل . أذا كان النبي موسى لم يستطع مع الخضر صبرا فكيف بحال القصيمي ؟ قد يكون الكثير من الناس مرت بخاطرهم هذه الأسئلة وقد تكون أكثر قوة من أسئلة القصيمي , لكن الفرق بينهم وبين القصيمي هو جرأته على تدوين ونشر أفكاره وأعطائها أهمية كبرى في ميدان حياته ليس أكثر . يقول الشاعر والناقد اللبناني كميل سعادة : أن القصيمي يعتبر خطيرا جدا على الثقافة العربية (في نظر منتقديه) لأن غالبية العرب لا يتجرأون على التعبير عما يؤمنون به فعلا .(13)
لا يوجد سؤال لن تجد له جواب عند رجل الدين فلكل سؤال جواب وقد يكون جواب رجل الدين (عميقا منطقيا مقنعا )لدى البعض و قمة في (التعسف والغاء العقل) لدى البعض الاخر والمحبط هو أن أجوبة رجال الدين لا تعطي نفس المفعول مع الجميع . فقد تعيد مشككا ما الى دائرة الأستقرار وقد تدفع مشكك اخر الى دائرة أستقرار أخرى خارج حدود الدين .

التفكير في حقيقة الوجود يثير في داخل الانسان الكثير من الأسئلة بل وابل من الأسئلة لذلك حين يتاح له طرح سؤال لا ينتظر دائما سماع جواب بقدر لهفته لطرح سؤال اخر لأنه متيم بحالة التفاعل الواقعي مع ما يلج في أعماق نفسه ليعود مرة أخرى الى تأملاته التي تكون أحيانا قمة في الأيمان وأحيانا قمة في الالحاد , وأحيانا قمة في الشك والحيرة .

يقول عبد الله القصيمي في مقدمة كتابه العالم ليس عقلا مدافعا عن أيمانه :

(أيماني بالله والأنبياء والاديان ليس موضوع خلاف بيني وبين نفسي أو بيني وبين تفكيري . ... لو أني نفيت أيماني بالقول لما صدقت أقوالي , فشعوري أقوى من كل أقوالي !... أن أيماني يساوي : أنا موجود , أذن انا مؤمن – أنا أفكر , أذن انا مؤمن – أنا أنسان , أذن أنا مؤمن ... لو أن أعرابيا ألف كتابا ضخما ينكر فيه الايمان ويطالب فيه الناس بوقاحة أو ضراعة أن يحكموا عليه بالزندقة وأن يصدقوا أنه قد خرج من كل أبواب الايمان , لما أستطعت أن أصدق ذلك ولضللت مصرا على أنه مؤمن – مؤمن بأعماق تاريخه وروحه ومزاجه وبيئته وتلافيف نفسه , بل لأعتقدت أن هذا الكاتب وهذا الكتاب ظاهرة من ظواهر الايمان القوي , وأنهما أثبات للشيء بأسلوب نفيه وهو أقوى أساليب الاثبات . أن هذا المؤلف لا يعني الا ما يعنيه الطفل حينما يقول لأمه : لست أمي ! أو ما تعنيه الام حينما تقول لوليدها : لست ولدي !, أنه تعبير عن الأحتجاج المحب الحاني أو عن الحب العصبي أو عن التدلل والثقة المتبادلة . وهو لا يكون أبدا أسلوب من أساليب الأنكار ... أني لا أشك في الله ... ولكني كذلك لا أشك في أن من يؤمن به يلوث أيمانه بكل الاثام المعروفة وغير المعروفة هو أشد كفرا من أنسان لا يؤمن ويتنزه عن هذه الاثام . ولو قلت غير هذا لكنت هاجيا للأله ... أن أيماني لا حدود له ولشدة أطمئناني الى ايماني لم أخف عليه من بعض التعبيرات التي قد تجيء متبرمة غاضبة . لقد وثقت بقوة الاله والأديان الأنبياء في نفسي وفي نفوس الناس من حولي , فلم أخف على الله ولا على الأديان ولا على الانبياء من الألفاظ . ولو أني خفت من الخوف لأتهمت ايماني بالضعف والهوان .) .(14)

ان دفاع القصيمي عن أيمانه سبق تناوله لقصة النبي موسى والخضر بتسعة أعوام . و يمكن تمييز الخط العام لقلمه و السمات العامة لفكره بعد التحول (بالجرأة في أثارة كبريات القضايا الفلسفية والأجتماعية والثورة على أنتهاك كرامة الانسان باسم الدين والثورة على الموروث وأعطاء الأنسان قيمة عليا والبحث الدائم عن مغزى الحياة ولغز الأله ولغز الألم وحقيقة الوجود وغاية الوجود) .

يقول يورغن فازلا :

ينتقد القصيمي في كثير من كتاباته تصور المتدينين للأله بصورة مشابهة للانسان , ويصف الاثار السلبية لهذه التصورات على أمكانيات التفتح وعلى حياته الأجتماعية . ولكنه يتفادى في باديء الأمر التكلم عن الله , الله الواحد الأحد في الدين الأسلامي . ويستعمل بدلا من ذلك تعبيرا أحاديا هو (الأله ) الذي يأتي أحيانا بصيغة الجمع أيضا (ألالهة ) وبمكن أستعماله لجميع أشكال ألالهة في مختلف العقائد , أو أنه يستعمل كلمة أكثر عمومية هي الألوهية . أما في كتاباته المتاخرة في الثمانينات فقد سقطت هذه المحظورات أيضا وأخذ يستعمل بصورة متزايدة كلمة الله مباشرة . أضافة الى ذلك بدأ أيضا ينادي الأله مباشرة :( يا اله – يا الهي – يا الله ) فقد تحولت الشكوى من صورة الأله في أذهان المتدينين الى شجار مع الأله . وخاصة كتاب الكون يحاكم الأله لعام 1981 هو وثيقة نادرة لهذا التنازع الداخلي الشخصي جدا ... هذا الشجار مع الأله مسألة قديمة في الفلسفة العربية والتصوف الأسلامي . توجيه الأنتقاد الى مسؤولية الأله عن أحوال الدنيا والشك في رحمته نجدها عند أبن الراوندي و أبن سينا والمعري . وعند فريد الدين العطار وغيره من المتصوفة يتجسد هذا الشجار في شخصية المجنون الذي يتمتع بسبب جنونه بحرية أكبر من الأشخاص العاديين لمناقشة الأله وأنتقاده ولعل القصيمي أستعمل نوعا من حرية المجانين بأن وضع أقواله التي تحطم الصور في سياقات تبدو غريبة وعبثية .(15)

لا أجد أن هناك ضرورة ملحة للوقوف على حقيقة معتقد القصيمي أهو ملحد أم مؤمن أو متشكك, وأن كان هذا الموضوع محل خلاف المهتمين , فهناك من يقول أن ألحاد القصيمي أمر واضح غير قابل للشك ولا يشك به ألا أعمى . وهناك من يقول أنه لم يخرج عن دائرة الأيمان مطلقا . وهناك من أعتبره ملحدا منذ (هذه هي الأغلال) مع انه يؤكد أيمانه بقوة في هذا الكتاب! وهناك من يقول أنه أصبح ملحدا بعد ذلك وما كتاب هذه هي الأغلال ألا بداية التحول مع أنه يؤكد أيمانه في كتاب العالم ليس عقلا الذي كتبه بعد (هذه هي الأغلال) ب17 عام !, وهناك من يقول انه عاد مؤمنا في اخر أيامه وهو في المشفى , وفي كل الاحوال ليس لمعرفة معتقده الشخصي أي فائدة جوهرية ولا أجد فرق كبير أن كان ملحد أو مؤمن . أو مشكك . لو فرضنا أنه مؤمن فايمانه أستثنائي لا يمكن أن تستخدم معه مفردة مؤمن بالمعنى المتعارف عليه . ولو فرضنا أنه ملحد فألحاده أستثنائي غير تقليدي فحتى حين قام بمحاكاة فرويد ينفي أن لمؤلفاته تأثير عليه .(16) فهو يعتقد ان له فكر خاص به.


ترك القصيمي للمؤمنين الذين يشبهونه قبل أنقلابه أرثا فكريا لا زالوا يعتمدون عليه في الرد على مخالفيهم كهذه الكتب :

- الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم
- الثورة الوهابية
- الصراع بين الوثنية والاسلام

وترك للملحدين أرثا فكريا يعتبرونه من ايات الألحاد الراسخة و شذرات الكفر المضيئة كهذه المقاطع :
- أن الأنبياء لم يبعثوا الى الناس والوحي لم ينزل عليهم لأنهم أفضل من الكائنات الأخرى
بل لأنهم أجرأ وأقدر على الادعاء والكذب بأسم الكائنات البعيدة الصامتة .(17)
- كيف يعاقِبُ الإلهُ على فعل أشياء هو يفعلها – مع أن الناس يفعلونها بالشهوة والضرور
وهو يفعلها بلا شهوة ولا ضرورة .(18)
- إن الإيمان بالله يلوِّث الله ويُسقِط الكون والإنسان. أما الإيمان بالكون والإنسان فإنه
يُسقِط الله . وأما الإيمان بالله والكون والإنسان فإنه يحقِّر الإيمان والذكاء). 19)


وترك للمؤمنين العقلانيين أرثا يعدونه من كنوز العقل البشري كهذه المقاطع :
- إن من أسوأ ما في المتديِّنين أنهم يتسامحون مع الفاسدين ولا يتسامحون
مع المفكرين.(20)
- ما أسخف الحياة لو كنا لا نفكر ولا نعتقد إلا ما نفعله. (21)
- إن اختلاف الناس في الآراء والمعتقدات لا يعني اختلافهم في تفسيرهم للكون،
وإنما يعني اختلافهم في تفسير أنفسهم. (22)

هو كاتب أستثنائي بل أنسان أستثنائي بل حالة أستثنائية وأستخدامه أسلوب طلسمي رمزي في كتاباته يعطيه اهلية للبقاء في دائرة أهتمام الفكر الانساني أطول وقت ممكن لأن الأسلوب الرمزي الطلسمي في الكتابة يحاكي المنلوج الداخلي للأنسان الممتليء ألغاز وطلاسم .

يقول محمود كبيبو مترجم كتاب القصيمي بين الأصولية والانشقاق : القصيمي مهما أختلفت حول أرائه الاراء ومهما وجه له من أتهامات , رجل صادق لا وجهان له , مؤمن أيمانا عميقا بالخير وكرامة الأنسان .(23)

يقول الكاتب اللبناني يوسف الحوراني : عندما يقرأ المرء كتب القصيمي يشعر وكأنه يجلس في غرفة غطيت جدرانها بالمرايا حيث يرى المرء نفسه من جميع الجهات وبجميع الأبعاد . (24)

من السهولة ان تلاحظ تكرار القصيمي للفكرة أكثر من مرة بصياغة أخرى مشابهة وأحيانا يكون التكرار في نفس الصفحة . وهذه الحالة يعتبرها النقاد من نقاط ضعف القصيمي فهي تملل القاريء وتشعره بالضجر .
يقول كميل سعادة : أن ما يمكن ملاحظته عليه (القصيمي) كأنتقاد فيقتصر على أنه كان من الأفضل لو تخلى القصيمي عن التكرار الكثير جدا لنفس المقولات والأفكار . ولعله تعمد التكرار خوفا من أنه لن يستطيع أيصال هذه الأفكار غير المألوفة الى القاريء بذكرها مرة واحدة . (25)

أتفق مع كميل سعادة في أن السبب وراء التكرار هو ضمان أيصال الفكرة . فهو كعازف الناي الذي يريد أن يعزف لحنه الخاص وسط حشد كبير من قارعي الطبول . أما عن سلبية التكرار فقد يكون ثمة تأثير نسبي في بعض الشعور بالملل والضجر وهذا صحيح جدا . ألا أن تكرار أفكار غير تقليدية بمضمونها وأسلوب كتابتها فضلا عن مقدار كبير من الجرأة لن يعطي نفس المقدار من الملل ولن ياتي الملل بنفس السرعة . فمن الممكن أن يمل الانسان بسرعة هائلة حين يقرأ كتاب ليس فيه جمل مكررة ألا أن مضمونه يشبه ألاف الكتب الاخرى وليس فيه شيء جديد .


يقول الدكتور علي الوردي : (أن كلمة تكرر قولها على نفسك مرة بعد مرة لقادرة على أن تطبع في عقلك الباطن شيء من الأيمان بها قليلا أو كثيرا . والأيمان يزلزل الجبال كما يقولون). بل يذهب الدكتور علي الوردي الى أن التكرار في القران هو الذي طبع الأيمان في قلوب المسلمين : (ينتقد بعض الكتاب القران لأنه يكرر القصص وايات المواعظ مرة بعد مرة ويذكر الله واثاره في الكون في كل صفحة من صفحاته . وما دري هؤلاء المغفلون بأن هذا التكرار الذي ينتقدونه هو الذي طبع في نفوس العرب ذلك الأيمان بالله وجعلهم يحطمون أيوان كسرى وعرش القيصر في سنوات معدودة ) .(26)


دعا القصيمي في يوم ما الى الأقتداء بأسلوب هتلر لأرغام الجماعة على أتباع الدين بنظرة احادية أقصائية لا مكان فيها للرأي الاخر حتى لو كان منبثق من نفس الدين . وهذا يعني كمية هائلة من الرعب وكمية هائلة من الدماء لجعل الجميع توائم احدهم يشبه الاخر .
من كان يصدق ان هذا الأنسان سيقول في يوما ما : (أني أتعذب بكل الام العالم . ليس لاني قديس , بل لأني أنسان). توحد القصيمي مع الألم والحزن الأنساني بعد أن كان متوحدا مع الجلاد .

يقول في كتابه العالم ليس عقلا :

( ما رأيت أنسانا يبكي الا أحسست أن الانسان الذي في داخلي يبكي , وما رأيت حيوانا مفترسا يجوع الا أحسست ان حياتي هي التي تجوع . أذا رأيت وجها حزينا وجدت الحزن في أشعة الشمس وفي أريج الزهر وغناء الطير لأني قد وجدته في فكري ووجهي وكل مرئياتي . أني أحزن أذا رأيت محزونا , وأذا رأيت مسرورا فأنه يذكرني بالمحزونين وأنهم الاكثرون . فأحزن أمام الحزن وأحزن امام السرور . أني أتعذب بكل الام العالم . ليس لاني قديس , بل لأني أنسان ... أني أنقد لأني أبكي وأتعذب , لا لأني أكره أواعادي ... ما أفضع أن تكون مبصرا وحساسا ثم لا تكون حزينا ولا ناقدا ... دعوني أبكي فما أكثر الضاحكين في مواقف البكاء ).(27)

لعمري أن مشاعر القصيمي عصية على أكبر الرهبان والقساوسة والشيوخ الذين يشعرون أنهم أحباء الله , الشعور بالام الاخرين وكانها نبضات قلب لا تسكت مرحلة لا يصلها الا نوادر البشر . الفرق كبير بين من يشعر بالام الناس ويتالم معهم دون قيد أو شرط وبين من يضع قيود وشروط للتفاعل مع عذاب الاخرين .



ثمة قوة جذب تربط القصيمي بمصر . عام 1937دافع عن أنتمائه السلفي فطرد من الأزهر , عام 1954 مارس النقد الذاتي الأسلامي وتأثر به مجموعة من الطلاب اليمنيين في مصر وبدأ يجتمع بهم بشكل دوري فكانت النتيجة أن يتم طرده من مصر الى لبنان تحت تأثير الحركات السلفية وفي لبنان أستمر في نشر كتاباته .(28) كأن لسان حال القدر يقول له (أينما يجتمع القصيمي مع السلفية في مصر مدافعا أو مهاجما فمصيره الطرد) . اخر سنوات حياته قضاها في مصر وكانت تقام في منزله جلسة نقاش أسبوعية يحضرها حلقة ضيقة من أصدقائه . (29) فارق الحياة عام 1996 في مصر . توقف قلمه عن الكتابة وعقله عن التفكير . مدحه الكثير من المفكرين الكبار وانتقده الكثير من المفكرين الكبار في حياته وبعد مماته . ترك ورائه أفكار صيغت بطريقة تعطيها الأهلية للأستمرار في الأنتقال من جيل الى جيل ومن تفسير الى تفسير ومن رأي الى راي ومن مكان الى مكان ومن زمان الى زمان . وتبقى المعظلة الأكبر والأزمة الأضخم في عالمنا المنحدر هي التعاطي مع المفكرين الغير تقليديين وتبقى حالة الخوف من تغير أحدهم وأنقلابه . وتبقى القلوب والعقول تبحث عن الرتابة الألمعية . جرب ان تحرك أحد الكراسي في الغرفة الى مكان اخر وأنظر رد فعل المحيطين بك أو رد فعلك انت حين يغير أحدهم موقع التلفاز . ليس في تغيير موقع التلفاز فضيلة . لكن الفضيلة هي في بقاء كل شيء على وضعه . محل النزاع هو تفسير العقل الأنساني للأمور . وردود فعله تجاهها . الامر مرتبط أرتباط وثيق بالأنسان نفسه وليس فيما يحدث حوله من تغيرات فكرية وعقائدية وحتى مادية . حين يتم نقاش أفكار كاتب كالقصيمي أول ما يفكر فيه المتلقي هو عقيدته الشخصية . يشعر أن هكذا أفكار تزعزع عقيدته وتعادي ربه . الواقع أن الذي يفكر في فهم الاخر والتعرف عليه بتجرد لا يمكن أن يشعر بالخوف ألبتة. عقلية (الضد الدائم) هي من تخلق هذا الشعور الكبير بالخوف من الاخر فليس السب والشتم واللعن والدعاء على الاخر بالحرق ألا تعبير عن مشاعر هائلة من الخوف . من يفكر في فهم الاخر والتعرف عليه دون أستحضار العقائد الشخصية لن تخطر في ذهنه فكرة الخوف على العقيدة . يقول القصيمي :
لا يخشى على الأيمان من الصدق مهما كان , وأنما يخشى عليه من النفاق والأدعاء والحديث عنه بلا فضيلة سلوكية أو نفسية . أنه حينئذ لا يعني غير مقاومة فضائل الدين تحت شعار حماية الدين .(30)

المصادر :

ملاحظة : (ن - أ) تعني نسخة ألكترونية

1- أيها العقل من راك – عبد الله القصيمي – صفحة 2 – ( ن - أ )
2- الرجل القادم من الصحراء – أنسي الحاج – ملحق النهار – 28/8/1966- نقلا عن (القصيمي بين الاصولية والأنشقاق – يورغن فازلا – ترجمة محمود كبيبو - صفحة 187) – ( ن - أ )
3- دراسة عن القصيمي – صلاح الدين المنجد – الطبعة الثانية 1972 – نقلا عن ( القصيمي بين الأصولية والانشقاق صفحة 179)
4- أنظر - الفصل الحاسم بين الوهابيين وخالفيهم - عبد الله القصيمي - ما بعد صفحة 176-(ن- أ )
5- الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم - عبد الله القصيمي - المقدمة - صفحة 9
6- الفصل الحاسم بين الوهابيين ومخالفيهم - عبد الله القصيمي – صفحة 167
7- القصيمي بين الاصولية والانشقاق – يورغن فازلا – ترجمة محمود كبيبو- صفحة 56
8- أيها العقل من راك – عبد الله القصيمي – (صفحة 4- 29) – ( ن - أ )
9- هذه هي الأغلال - عبد الله القصيمي - صفحة 22 – ( ن - أ )
10- هذه هي الأغلال - عبد الله القصيمي - صفحة 353
11- القصيمي بين الاصولية والانشقاق – صفحة 62
12- يكذبون كي يروا الأله جميلا - عبد الله القصيمي – الصفحات (70-71-76) – ( ن - أ )
13- أدب القصيمي قرف من العرب – كميل سعادة – ملحق النهار – 16/4/1974 – نقلا عن (القصيمي بين الأصولية والأنشقاق صفحة 190 )
14- العالم ليس عقلا - عبد الله القصيمي – الصفحات (5 – 6 – 7- 8 ) – ( ن - أ )
15- القصيمي بين الأصولية والأنشقاق – صفحة 158
16- أنظر القصيمي بين الاصولية والانشقاق – صفحة 212
17- أيها العقل من راك – عبد الله القصيمي – صفحة 11
18- أيها العقل من راك – عبد الله القصيمي – صفحة 18
19- أيها العقل من راك – عبد الله القصيمي – صفحة 14
20- أيها العقل من راك – عبد الله القصيمي – صفحة 2
21- أيها العقل من راك – عبد الله القصيمي – صفحة 10
22- أيها العقل من راك – عبد الله القصيمي – صفحة 12
23- القصيمي بين الأصولية والأنشقاق – صفحة 9
24- أرشح القصيمي للموت حرقا – يوسف الحوراني – ملحق النهار 31/7/1966 – نقلا عن ( القصيمي بين الأصولية والانشقاق - صفحة 187)
25- أدب القصيمي قرف من العرب – كميل سعادة – ملحق النهار – 16/4/1974 – نقلا عن (القصيمي بين الأصولية والأنشقاق صفحة 190 )
26- خوارق اللاشعور – علي الوردي – صفحة 128
27- العالم ليس عقلا - عبد الله القصيمي – (صفحة 13- 14)
28- أنظر – القصيمي بين الاصولية والأنشقاق - الصفحات (121-122-123- 124)
29- أنظر – القصيمي بين الاصولية والأنشقاق – (صفحة 11- 215 )
30- العالم ليس عقلا – عبد الله القصيمي – صفحة 7


الهوامش :

1- حسب يورغن فازلا تاريخ مولد القصيمي غير معروف والقصيمي نفسه لا يعرفه وتم تحديد 1907 بنائا على معطيات تتعلق بالعمر التقريبي الذي كان فيه حين حدوث احداث معينة (أنظر القصيمي بين الاصولية والأنشقاق صفحة 23)

2- الطبعة الثانية من كتابه (العالم ليس عقلا) عام 1967 تكونت من ثلاث أجزاء هي : 1- عاشق لعار التاريخ 2- صحراء بلا أبعاد 3- أيها العقل ... من راك (أنظر القصيمي بين الأصولية والأنشقاق صفحة 218)




#حسنين_السراج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخمار المؤمن
- لو كان النبي محمد من الصين
- تخيل دولة عربستان لتفهم دولة كردستان
- حقيقة الله


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن استهداف قاعدة -عوفدا- الجو ...
- معرض روسي مصري في دار الإفتاء المصرية
- -مستمرون في عملياتنا-.. -المقاومة الإسلامية في العراق- تعلن ...
- تونس: إلغاء الاحتفال السنوي لليهود في جربة بسبب الحرب في غزة ...
- اليهود الإيرانيون في إسرائيل.. مشاعر مختلطة وسط التوتر
- تونس تلغي الاحتفال السنوي لليهود لهذا العام
- تونس: إلغاء الاحتفالات اليهودية بجزيرة جربة بسبب الحرب على غ ...
- المسلمون.. الغائب الأكبر في الانتخابات الهندية
- نزل قناة mbc3 الجديدة 2024 على النايل سات وعرب سات واستمتع ب ...
- “محتوى إسلامي هادف لأطفالك” إليكم تردد قنوات الأطفال الإسلام ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسنين السراج - الإنسان وحده تحدث عن الآلهة ودعا إلى الإيمان بها ... عبد الله القصيمي