أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحى غريب - أدب الاجداد المصريين...حضاره الحياه....















المزيد.....

أدب الاجداد المصريين...حضاره الحياه....


فتحى غريب

الحوار المتمدن-العدد: 3139 - 2010 / 9 / 29 - 16:06
المحور: الادب والفن
    


** حضاره الحياه...مصرُ وادى النيل**
لن ينسى التاريخ فضل حضاره المصريون الاجداد على الإنسانية فى إختراع الكتابة بألحفر وعلى البرديات، تم ذلك قبل الملك مينا العظيم(نارمر) موحد القطرين..القطر الشمال وحدوده بحر الروم ,والقطر الجنوبى وينتهى الى مابعد نهر السوباط وعطبره ..
ولازال المصرى يشير الى الوجهين حنى الان ,الوجه القبلى..صعيد مصر.. والوجه البحرى,دلتاوادى النيل
والمصريون القدماء أول من علم البشريه تسجيل مظاهر حياتهم الاجتماعيه البسيطه والثقافية,,وتسجيل الاعياد الدينيه ,وفكره الحياة الاخرى بعد الموت .وتطورت الكتابه بأن جعلوا كل صوره ماديه ترسم كما هى لتدل على معناها ...وقد سميت هذه الكتابه بألهيروغليفيه التصويريه المنحوته على جدران المعابد ,وجوانب المسلات ,واللوحات الحجريه ..ولم يكن لها إتجاه معين فى كتابتها ..
ماعلينا إلا ان ننظر الى الاتجاه الصحيح للوجه فى الصوره لنعرف من أين تبدأ؟ فهى تبدأ من أى إتجاه,قم بزياره معابد الاجداد وأنظر الى طريقه الكتابه بألمسماريات,( أجنه الرسم,عباره عن قطعه من الفولاذ مدببه الطرف برع فى صناعتها المصريون الاجداد) كما صنهوا فرشاه الرسم لتلوين الاخشاب والكتابه عليها.
واللغه الهيروغليفيه لم تكن لغه الكلام والخطابه عند الاجداد المصريين,بل كانت نوعاً من الرسوم التعبيريه المقدسه لتأريخ أمجاد الاجداد والتذكير بها للاجيال القادمه هذا وقد أستخدم الاجداد التفنن فى إخفاء المقابر الملكيه,وأبدعوا فى السحر الذى تعلموه من كائنات يعتقد بأنها أتت من كون أخر,وعلمت أفراد من الشعب علومهم فصاروا هم كهنه مصر ورجال الدين فيه,وكانت لهم مكانه عظيمه نفوس المصريين ,وهم من صاغوا لهم الكتابات المقدسه,وأحجبه التحذير والترهيب من غضب الاله , فقد عرفوا ان لصوص العالم الهمجى قادم إليهم من أهل ساسان,لذا فقد امنوا بها المعابد والمقابر, وهذه النصوص بها لعنات على من ينتهكون حرمه الاموات وينبشون المقابر...ولقد ثبت هذا بألفعل وأعتقد انه حتى الان من ينهب أويسرق تابوتاً او يدنس مقبره مصرى من الاجداد يصاب بداء فى عقله يحميه لهباً,ويظل يراوده فى يقظته ومنامه حتى ينتهى أمره الى الموت,ثم تطال اللعنه أبنائه وأسرته حتى تجتثهم جميعاً من فوق الارض ,ولكن هذه اللعنات لاتطال هذه من يبحث ويكشف عن تاريخ أجداده دون أن يدنسها أويقصد التربح منها .
إن من ينتهك حرمه موتانا بقصد غير شريف وينهب كنوز الاجداد ليتاجر فيها هم اول من سيدفعون الثمن, يارحمه السماء على الاجداد الفراعنه وكأنهم كانوا يعلمون بما سوف يحدث لبلاد وادى النيل ,حين تأتى عهود القهر والظلام لتجعل أحفادهم مستسلمين للغزاه, ولكن سوف يأتى زمان يصنع أبناء الفراعين الصحوه الكبرى , للتفاخر بمجد وحضاره الدوله المصريه.
ولكن بألرغم من وصول يد الاعداء المدمرين لمعابدنا,وناهبى العطايا والتمائم الذهبيه والقبور الملكيه,ومن دنسوا حرمه موتانا من الاجداد..فأن ماتم العلم به حتى الان لايصل الى ربع المخفى فى باطن الارض..
وحين يصبح المصرى أصيلا منتمياً الى تاريخ بلاده الحقيقى,لامنتمياً الى تاريخ الجيران ,أو تاريخ الاغريق والرومان,ستفتح أمامه كنوز الارض جميعاً.
وأعود بك أيها المواطن المصرى الاصيل الى لغه رجال المعابد المصريه من أجدادنا القدماء ,والتى سميت بألهيروطيقيه (أى خط رجال الدين) وأستخدمت فى الكتب الدينية والنصوص الأدبية فى عصر الدوله الوسطى.
أخيراً ظهرت الكتابة الديموطيقيه(وكلمه ديمو تعنى الشعب فى لغه الاغريق) (أى الكتابة الشعبية) التى أُستعملت فى كل نواحى الحياة، وانتشرت فى ربوع مصر القديمه,فى زمن الاحتلال الاغريقى واليونانى..ألا أَن الشعب المصرى تعامل بها فى حياته اليوميه وصيغت بهاالتصرقات القانونيه فيما بينهم.
كيفيه إكتشاف اللغه الهيروغليفيه..؟
فى عام 1799 م عثرت البعثه العلميه بقياده شامبليون, التى رافقت نابليون فى غزو مصر, على "حجر ملقى بجوار جسر ترعه فى مدينه رشيد،عبارة عن كتلة من البازلت الأسود نُقش عليها حوالى عام 196 ق.م مديح للملك "بطليموس الخامس" ( وارث ملك مصرمن زمن الاحتلال الاغريقى)وهو على هيئة ثلاثة نقوش متوازية، وذلك باللغات الهيروغليفية، والديموطيقية المصرية، واليونانية. وبمقارنة اللغه اليونانيه المعروفه ,ومطابقتها كشفت النقاب عن تاريخ شعب عظيم وحضاره تمكنت يد الطامعين الغاصبين من إحتلاله وتدميره ,ونهب خيراته ..
تمكن العالم الفرنسى فرانسوا شمبليون .. من فك رموز الكتابة الموجودة عليه، فأمكن قراءة ما تركه المصريون القدماء من كتابات على جدران المقابر والمعابد، وعلى لفائف البردى ,وقد أطلقت حكومة مصر. إسمه على أحد الشوارع الكبرى فى مدينة القاهرة نخليداً له على هذا الاكتشاف.
رغم أن هذا الحجر لم يدخل مصر منذ ان سرقته الحمله الفرنسيه بحجه المحافظه عليه,إنجلترا التى إحتلت مصر,ولم تستطع ان ترث البلاد,كما فعل الغزاه الاتراك,ومن قبلهم عربان الصحراء,من جزيره العرب..
استخدم المصرى القديم القلم المدبب المصنوع من البوص، وصنع الاحبار بكل الالوان من أكاسيد الخامات الحجريه التى كانت موجوده بوفره فى وادى النيل كما إستخدم الالوان النباتيه،ووثق بفرشاته اجمل المناظر فى نقل واقع حياته المعيشيه, وعرف اسرار البقاء للالوان وجسد الانسان ,كتب ورسم على الألواح الخشبية وأوراق البردى، وكانت كتب المصريين القدماء عبارة عن لفائف من أوراق مصنوعه بخبره عاليه من نبات البردى المتوفر فى مصر حالياً، وقد أخذنا معظم معلوماتنا عن حضارة المصريين القدماء منها,ومن الكتابات المنحوته على الجداريات..
فكره الجنه والطرد منها(البعث بعد الموت),والعدل والرحمه,وقدسيه النيل فى فكر الاجداد المصريين..
فكره البعث والحياه الاخرى نحن اول من نقلها الى شعوب الصحراء الهمجيه , وفيها رسم المبدع الفنان المصرى,صوره المحاكمة بعد الموت.. أمام "أوزوريسا" إله حساب الموتى ( هو نيفر الكاتب الملكى). و تشرح الكتابة الهيروغليفية والرسوم فى هذا المقطع طقوس وزن قلب الميت قبل أن يمكن منحه حياة سرمدية سعيدة وتخيل العقل المبدع للفنان المصرى ان الانسان يحاسب بعد الموت,بأن يوضع قلبه فى ميزان ,وفى الكفه الاخرى ريشه,فمن ثقل ميزان قلبه كان من الهالكين المغضوب عليه من رب السماء,ومن خف ميزان قلبه فأنه ينال الخير والسعاده وترتد روحه الى جسده, لينتقل الى جنه الاله رب المعبودات جميعاً..
بالكتابة المصرية القديمة، سجل المصريون القدماء آدابهم المختلفة التى صورت جميع نواحى الحياة، مثل:الأدب الدينى: الذى يتناول عقائد الدين، ونظرياتهم عن الحياة الأخرى، والبعث والخلود، وخلق الكون، والآلهة، والأساطير الدينية. مثل: نصوص الاهرام المقدسه التى سجلت على جدران بعض الأهرامات لتكون عوناً للميت فى الحياة الأخرى، ونصوص الموتى وهو عبارة عن تمائم دينية تكتب على أوراق البردى، وتوضع مع الميت لمساعدته وحمايته من رب الشر ست ,وبها مماقام به الميت من اعمال خير فى طاعه الاله,وحتى تنجيه من الجحيم، وأيضاً الأساطير الدينية كأسطورة "إيزيس" و"أوزوريس" التى ترسخ فى ضمير المصرى مفهوم , انتصار الحق والعدل على الشر والظلم مهما طال أمده.
تعاليم الحكماء وألادباء المصريين ,والقصص الشعبى..من الواقع ..ومن الخيال..
ومن أشهر تلك النصائح كلمات الحكيم "بتاح حتب" فى الدوله القديمه، والحكيم "آنى" فى عصر الدوله الحديثه,والحكيم إيبور فى زمن الثوره
وهجوم الرعاع الصحراويون على البلاد..,وأما عن أدب المديح, تمجيد أعمال الملوك أو الحكماء ورجال الدوله ، فقد كانت الرسوم الهيروغليفيه أوثق متقاموا به بألحفرالمسمارى على الجداريات الصخريه مثل المسلات والمعابد,او بنحت التماثيل التى برعوا فيها وحتى لايطمسه أعداء البلاد من الجيران,وقد أثبت هذا الى اليوم بأنهم باقون مابقيت مصر ليذكر الاحفاد بطولتهم أو فضل حضارتهم التى علمت كل العالم القديم والحديث,فى كل الفنون,والاداب والعلوم.
قصة الملاح سنوهى والثعبان (من الأدب القصصى المصرى،الحقيقى والخيالى)
تدور القصة حول القائد "سنوهى" قائد جيش.. آمون حات الملك فى عصر الدوله الوسطى المصريه الفرعونيه، فقد هرب عندما سمع بوفاة الملك، وتولى ولى العهد "سنوسرت" الذى كان يكره القائد سنوهى.
يحكى أن سنوهى قتل واحدا من حاشيه ولى العهد سنوسرت,فما ان أعتلى العرش حتى أمر بالقبض القائد سنوهى ومحاكمته, حين علم سنوهى بما يدبره له الملك سنوسرت ومايبيت النيه له , قرر الهروب ..فساعده بعد اتباعه على الهروب من مصر وادى النيل,وإتجه الى الشرق عابرا صحراء سيناء حتى وصل القائد الشاب الهارب سنوهى إلى واحده القبائل الصحراويه فى شرق مملكه وادى النيل ,وإنتقلت حكايه هذا القائد الشاب سنوهى الى كبير هذه القبيله فأكرمه وزوجه كبرى بناته، إلا أن حقد ابناء القبائل الصحراويه زاد بسبب زواج سنوهى من أجمل بنات كبير القبليه من جيرانه وخوفهم من ان يحكمهم هذا الشاب لما يملكه من الحكمه وبعد النظر والقوه، وظهر منهم فتى طلب مبارزته، ودارت المبارزه أمام اعين رعاع القبيله وتمكن الفارس المصرى سنوهى من هزيمه الشاب الصحراوى وأصابه إصابه بالغه فى يده التى كانت تحمل السلاح فأعجزه عن القتال ,طلب منه الشاب الصحراوى العفو فصفح عنه, وأقامت قبيله الشاب حفله ومأدبه تكريم لهذا الفارس المصرى لفضله وحلمه وأخلاقه النبيله,وعاش القائد الهارب أميرا فى قبائل الصحراء يعامل بكل الاحترام والمهابه ذلك إنهم كانوا يعلمون أنه قائدا فرعونى عظيم من بلاد وادى النيل سيده العالم فى هذا الوقت,ولسوف يأتى من وراءه خيرُ عظيم لهم إن عاد الى بلاده..
ظلال القائد "سنوهى" فى قبيلتهم خمسه عشر عاماً, حتى أصبح فى العقد الرابع من العمر، فزاد حنينه لوطنه العزيز مصر وادى النيل،فأرسل الى الفرعون حابى رع العظيم نائب الملك أن يتوسط لملك مصر العليا والسفلى بألعفوعنه,ولما علم الفرعون بقصته فى بلاد البدو الصحراويه عفا عن القائد سنوهى وأكرمه وعينه وزيراً لخزانه الغلال الفرعونيه فى بلاطه.
قصة الملاح الغريق (وهى من القصص الخياليه)
تحكى القصة.. أن ملاحاً مصرياً أسمه حات , ركب سفينتة التجاريه فى البحر الأحمر لكى يبادل غلال مصر بأنواع من التوابل وزيوت جوز الهند والمشغولات البدويه،مع تجار القبائل البدويه الصحراويين على الجانب من البحر وصولا الى بلاد سبأ التى تقع فى نهايه النحر الاحمر عند مضايق باب المندب الحاليه..
هبت عاصفة شديدة أغرقت السفينة بركابها، وتمكن هذا الملاح المصرى حات أن يسبح مستعيتاً بقطعه من الخشب كسرت من احد مجاديفها حتى وصل شاطىء جزيرة، وإستلقى على رمال شاطئها من التعب الذى حل به من طول المسافه التى قطعها,ونام نوماً عميقاً ,وحين اطلت عليه شمش آمون فى اليوم التالى, وإذا به يواجه ثعباناً طوله 30ذراعاً، فتملكه الرعب،فتوسل الملاح حات أن يمنحه الامان..وقص للثعبان ماحدث له ولرفاقه وسفينته.
طمأنه الثعبان بعد أن روى الملاح ما حدث له وماقابله من أهوال وعواصف،وحكى له كيف غدر البحر بهم وهم فى طريقهم الى بلاد بنت,لمبادله القمح المصرى ,والذهب ,بألعطور والاصماغ وزيوت النخيل..
وعاش الملاح المصرى فى جزيرة الثعبان شهراً يعيش على صيد الاسماك من شاطىء الحزيره,ويقدم للثعبان نصفها بصفته سيد الجزيره ومالكها.. ويأكل هو النصف الاخر ،وصارت بينهما إلفه وعهد أمان ..
وإذا بسفينة مصرية تمر،فيشير إليها فترسوا على شاطىء الجزيره وينزلون بها ويتعرف الكثير منهم على الملاح حات ,ويحكى لهم قصه سفينته وماحدث مع الثعبان سيد هذه الجزيره...كان الملاحون قادرين على قتل الثعبان
ولكن حات الملاح منعهم وأخبرهم ,إن المصريون لاينقضون العهود..ولا يلوثون الانهار ..ولا يحاربون ويطمعون فى أرض الجار..تلك من تعاليم الحكيم بتاح ,ومن وصايا الفرعون العظيم رعمسيس ..
يذهب حات الى الثعبان مودعاً إياه ..
يدور الحوار الاتى ..يستعطفه الثعبان أن يبقى معه حتى ولو جعله هو سيد هذه الجزيره ..
يقول له الثعبان ..هربت صغيراً من بشر قساه القلوب لايعرفون الرحمه,ولكنى لم أقابل إنسان بهذا القدر من الطيبه والعرفان بألجميل ..
أرجوك ان تبقى ملكاً لجيرتى أيها السيد النبيل ..
لكن حات اعتذر بأدب وقال له ان له زوجه وأبناء ..به شوق أن يراهم ..ووعده بألعوده اليه حين يصنع سفينته الجديده..
يقول له الملاح حات بان مصر وادى النيل من يولد فيها لايفارقها,وهبها الاله خيرات لم تراها أيها الثعبان فى جزيرتك من قبل ,وبلادى هى من تزرع الخير وتحصد الخيرات وتمنح هباتها لكل جيرانها ,لانها بلاد النيل العظيمه ...
يسمع الثعبان هذه الكلمات ,يهز زيله طرباً,,يلتف البحاره حول حات الملاح والثعبان ....يسمعون كل مايقال .. وفجأه يرفع الثعبان جسده إلى منتصفه ويحنى رأسه ويلتف بجسده حول الملاح المصرى حات .. ثم يقبل يديه,ويقول تلك التى أطعمتنى وينحنى أكثر ويقبل قدميه,تلك التى ستقودك لى يوماً ما
وأمام دهشه وذهول زملاءه البحاره ...يقسمون أن يخبروا ملكه البلاد بما وقع امام أعينهم..
يركب البحار حات السفينه.. فتحمله إلى أرض الوطن مصر..وادى النيل,وحين لمست قميه ارض الوادى اعظيم سجد لله شكراً ومسح وجهه بترابها الاسود
فرحاً بأنه عاد الى أحضان أمه الكبرى ..
سمعت الملكه نفرتارى قصه الملاح ومافعله الثعبان مع هذا الملاح ,وكيف واجه الموت لولا هذا الثعبان,فأمرت بنحت صورته على المعابد تكريما له
أسطورة إيزيس وأوزوريس : من قديم الازل تزوج إله الأرض وإله السماء فأنجبا صبيين: "أوزوريسا"، و"ست"، وبنتين هما "إيزيس" و"نفتيس"، وتزوج "أوزوريسا" من أخته "إيزيس، وتزوج "ست" من أخته "نفتيس"، وقد حكم "أوزوريس" حكماً عادلاً فأحبه الناس، أما "ست" فكان شريراً مكروهاً، فامتلأ قلبه حقداً على أخيه "أوزوريس"، وأخذ يدبر المؤامرات للتخلص منه.
أقام "ست" وليمة تأمر فيها هو وبعض اعوانه للتخلص من أخيه أوزوريس الحكيم العادل ,محب الخير للناس جميعاً.
دعا إليها منهم أخيه "أوزوريس"، وأعلن "ست" على المدعوين أنه قد أعد تابوتاً من الذهب الخالص مزيناً بالأحجار الكريمة ,وبدهاء ومكر.. صرح فى مأدبته الملكيه,قال: يفوز بهذا التابوت الذى يساوى كنوز موادى النيل جميعاً من يكون على حجم جسمه كهدية، وكان "ست" قد صنع التابوت بحيث يلائم جسم أخيه "أوزوريس .(لازالت كلمه ست ينطقها المصريون حتى اليوم..ولسوف احكى لك أيها القارىء الكريم قصتها ,بعد ان ا سرد قصه الزواج المقدس فى فكر الاجداد") .
عندئذً أخذ كل واحد من المدعويين ينام فى التابوت لكى يرى إذا كان على مقاس جسمه حتى يفوز به، حتى جاء دور "أوزوريس"، وعندما مد "أوزوريس" جسمه فيه، سارع "ست"رب الشر.. وأعوانه وأغلقوا عليه التابوت، وألقوا به فى النيل، فحمله التيار إلى البحر المتوسط، وهناك حملته الأمواج إلى سواحل "فينيقيا".فى بلاد الساسانين وقتها..وارض الشام بعد هذا.
ولما علمت "إيزيس" بما حدث لزوجها، حزنت حزناً شديداً وأخذت تبحث عنه، حتى إهتدت إلى مكانه وحملت الجثة معها إلى مصر حيث خبأتها فى أحراش الدلتا، وأخذت تصلى إلى الله أن يرد لزوجها الحياة.
استجاب الله لنداء "إيزيس"، وعادت الحياة إلى "أوزوريس"، لكن "ست" الشرير تمكن من العثور على أخيه، ومزق جثته وألقى بأجزائها فى أقاليم مصر المختلفة.
وكانت "إيزيس" قد أنجبت من "أوزوريس" طفلاً هو "حورس" (ثم اصبحت حارس فى زمن الرومان) وحين شب حورس جهزت له قوه من السماء مدداً , عضده به الاله الاعظم خالق كل الممالك فى الكون,من اخر ارض فى مجرتنا,ليبقوا مع الرب حورس يدافعون معه ضد رب الشر ست.
وبهذا المدد السماوى, انتقم رب الحكمه والخير والنماء حورس.. من "ست" رب الشر وحاربه وانتصر عليه,وحكم كل اعوانه وسجنهم فى اظلام السحيق
واحاطهم نصهير من الاحجار والمعادن تحت الارض.
وأما أوزوريس الاب لحورس الاله حامى الارض , فقد أصبح إله الموتى بعد أن رفض العودة إلى هذا العالم الملىء بالشر.
لازال المصرى حتى اليوم يذكر الاله حورس ,ولكن بألطريقه الشعبيه مثل ألعين عليها حارس او حورس...أنظر الى عين حورس ..
وأما ست ربه الشر فقد ,فقد كان الرومان يحتقرون المرأه ,عكس ماكان يفعله أجدادنا المصريون.فقد ملكوها الحكم,وتساوت بألرجل فى الالقاب ونحتوا لها التماثيل , وكانت مستشاره فى الحكم وقاضيه بين الناس .
وإحترمها المصرى الى درجه أن ملك العصمه فى الزواج كانت تتقاسمه بينه وبينها ,بل وصل الامر الى أنها كانت ربه البيت وراعيه العمل فى آن واحد ,ولها حق التصرف القانونى مثل الزوج ,فى البيع والشراء والهبه,إلا أن احتلال الرومان لمصر وادى النيل , قلب الامر ورسخ فى العقل الجمعى للعوام من الشعب ,بأن المرأه هى ست الهه الشر,ومن ثم أصبحت الكلمه توصف بها الجده..وتنادى بيا ستى دون درايه بأصول المفرده للكلمه المصريه,وصار حتى الان يقال عن السيده او الزوجه ياست.أوالستات..فى الجمع بأللغه العاميه.ولكن الحقيقه أن ست هو رب الشر الذى قتل أخيه أوزوريس رب الحكمه,وهذه قصه من دراما التاريخ الدينى فى فكر الاجداد المصريين.



#فتحى_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعر الدراما الواقعى
- ربما يتحقق الخوف


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فتحى غريب - أدب الاجداد المصريين...حضاره الحياه....