سوق الرهائن...سوق النخاسة العراقي

ليلي عادل

الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 08:04
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

يوما.. أثر آخر تصلنا فجائع الاختطاف المتغيرة الأساليب و الأهداف ..عن طريق الفضائيات الناطقة باسم الجماعات الإرهابية , أو الصحف أو من خلال تبادل الأحاديث في الجلسات الاجتماعية ..وكل قصة من تلك هي فاجعة بحد ذاتها , تزرع الأسى و الألم في قلوبنا و تجرنا نحو اليأس من يوم جديد خال من الفجائع و الفظائع ..و آخر ما يتداوله الناس هذه الأيام هي قصص عن أسواق بيع البشر ..من الضحايا الذين تجاهلوا الخطر ..المخطوفين بكل أشكالهم و أصنافهم , فهناك اليوم عصابات متخصصة بشؤون الخطف تبدأ بخطف الأطفال و المطالبة بمبالغ مالية و لا تنتهي عند خطف الصحفيين و بيعهم لعصابات الإرهاب لتحقيق مطالب سياسية و ان فشلت , يمكن استبدالهم ببضعة آلاف من الدولارات . و يعتمد السوق على العرض و الطلب في رواج بضاعة و كساد أخرى و نحن ما زلنا هنا نتحدث عن البشر …و قد نشطت تجارة خطف الأطباء كثيرا"في وقت من الأوقات مما أفرغ البلد من الأطباء المهرة الذين باعوا ما لديهم و هربوا بجلدهم …
بعض البضائع , أقصد الرهائن دفعوا حياتهم و هم يذبحون لتظهر تلك الجماعات جدية عملها و لتجبر الأطراف ذات الصلة على الانصياع لطلباتها ..
واليوم تقوم عصابات متخصصة بالخطف حيث تقوم بصيد الرهائن من الأجانب أو حسب الطلب ثم تعرض البضاعة على هذه الجماعات الإرهابية مع تحديد سعر لكل رهينة و تتم عملية البيع و الشراء …
وقد اتخذت إحدى مواقع هذه الجماعات الإرهابية , الإلكترونية عنوان كبير يقول : (سمّ بالله و انحر ) مزينة برسوم لدماء تسيل و قد لطخوا اسم الله بالدم المسفوح,وهم يجيزون لأنفسهم أي شيء و كل شيء باسم الدين ودفاعا" عن الدين …
أتساءل دوما ..كيف نشأ هؤلاء و من رباهم و أي أم تلك التي انبتت مثل هذه المخلوقات التي لا تمت للإنسانية بصلة , وأي أب و كيف كانت العلاقة الأسرية و الحياة الاجتماعية لهم !!! من كان معلمهم الأول ومن مرشدهم الديني الذي صور لهم الأيمان في القتل و الشجاعة في أخذ الرهائن والمساومة على أرواحهم بخسة و جبن مقابل مطالب وهمية غبية ثم مبالغ مالية !!! و لا أجد إجابة ولو متخيلة ….
متى تنتهي هذه المحن و متى يقضي الحق و الخير على هؤلاء ليعيش الإنسان ..الإنسان .

#ليلي_عادل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات