أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - كَغَيمةٍ سَارية..كيَمَامِ دمشق














المزيد.....

كَغَيمةٍ سَارية..كيَمَامِ دمشق


بسام الهلسه

الحوار المتمدن-العدد: 3138 - 2010 / 9 / 28 - 04:07
المحور: الادب والفن
    


*لمَّا تحِن بعد ساعته. وكل ما يتوقُ إليه هو الصفاءُ: كذاكَ الذي لِغَيْمَةٍ ساريةٍ لا يقلِقُها لغَطُ الارض, والطمأنينةُ الوادعةُ كتلك التي لِيَمَامِ دمشق الأليف الآمِن من أن أحداً لن يصطاده.
يقارب نفسه الآن أكثر من ذي قبل: ينشرها كخيوط الشمس وقت الشروق تارة, ويلتفُّ عليها كما الوَشِيْعَة تارة اُخرى.
يفعل هذا إرضاء لنفسه: فلم يعد يعنيه أن يرضى عنه أحد أو أن يسخط منه أحد. وما من وصِيَّة لديه ولا موعظة يقدمها للآخرين المنهمكين بدأبٍ في شؤونهم العائلية ومطامحهم المهنية.
لهم ما يشغلهم!
وله ألَمُه وأمَلُه.
حسبه أن يتصالح مع ذاته, وأن ينشد خلاصها ويمنحها السَّكِينة في عالم صاخب مضطرب يمضي سادراً فيما هو فيه, لاهِيَاً عمّا يسير اليه..
يَعْرفُ ما اختاره منذ أمَدٍ بعيد: ليس له حرص الموظف على استحسان رؤسائه وموعد ترقيته, ولا مثابرة رجل الأعمال المستغرق بأحوال السوق, ولا هِمَّة رجل السلطة وسعيه في تعزيز مركزه.
كل ما يملكه في هذا الكون: قلب حَي نابض يفرح ويحزن, وعقل يتساءل عما هو كائن وعما سيكون, وروح أمَّارَة بالشوق ناداها وَعْدٌ بعَالمٍ آخر مختلف.
* * *
في لحظة صحوٍ كاشفة, يستعيد العبارة المُنَبِّهة:"ماذا يفيد الإنسان لو ربح العالم وخسر نفسه؟" ويَعِيها من جديد.. يعرف أنها سؤال يضمر إجابته, ويقرر لا يستفهم. فالمقصود بالإنسان هنا هو الجنس البشري عموماً الذي استبَدَّ به تَمَلُّكُ الأشياء وشغله عن امتلاك ذاته ومصيره, فأحَاله الى آلَةٍ تجهد للبقاء في السباق المحموم للفوز بالجوائز.
وكلما مضى في هذه الطريق كلما ازادت قيوده وأحكمت إطباقها عليه حدَّ الإستعباد. وهذا ما يجعل الكلام عن العقل, والحرية, والإرادة, والمسؤولية ـــ بما هي مميزات البشرـــ محض ثرثرة حالمة أو واهمة في عالم جرى بناؤه على أساس التَّمَلُّك, وتحددت معاييره وأحكامه في ضوء مواقع وحصص الأفراد والجماعات والطبقات والشعوب والاُمم فيه.
وما لم يقوَّض هذا الأساس, فسيظل الإنقسام والتنازع بين البشر قائماً على الإستحواذ والسيطرة, مما يفقد الناس إنسانيتهم وينحَط بهم إلى مستوى الكائنات المتوحشة الضارية المفترسة, بل أكثرها أنانية, وأشدها ضراوة وافتراساً وفتكاً. وهو ما تبيِّنه وقائع الصراع المعاصرة والتاريخية المعلومة, وما لا تنفع الأردية الايديولوجية والقانونية والفلسفية المُدَّعاة في تسويغه والتستر عليه.
* * *
ــ ماذا يفيد إنسان شغله هذا الوعي وعَذَّبه؟
لم يشارك في السباق الهمجي حيث "يقتلون الجياد", كما في الفيلم الشهير لسيدني بوللاك((Sydney Pollack, ولم يُدِر ظهره للمجابهة.
أراد أن يربح نفسه ـــ على الأقل ـــ في عالم خاسر. وأن يحافظ على ما يُبقي الإنسان إنساناً:
يحس, ويفكر, ويتألم, ويحلم, ويتغيَّر ويغيِّر...
فإذا ما ضاقت به الارض, ففي روحه فضاء يتَّسِع لغيمةٍ ساريةٍ لها ميقاتها.
* * *
ينشُدُ الصفاء..
ويتذكر بحنانٍ يمام دمشق ودَفِيفه, إذ يقبل عليه وهو يبسط له فتات الخبز اليابس.
* * *
إنتظَرَ, وترَقَّبَ, واصطفى..
ــ ما له ولعالم الأحياء الموتى؟
لهـم ديـنهـم, وله ديـنـه..
وبرغم مـا سـبق من كـلامٍ, فثمـة لديـه ما يقوله.
* * *
يفرد جناحيه, ويرنو بناظريه الى اُفقٍ يلوح لـه..
هو هكذا كان, وهكذا سيظل, وسيمضي.. وإنْ أمَضَّه الحُزن.
* * *
يــا لـلـيَمَـام الآمـِـن!
لمَّا تحِن بعد ساعته...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#بسام_الهلسه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكَّرتنِي بي فانتبَهْت
- ثمَّة ما لا يُقال
- عَصِيُ الدمع
- في الصمتِ مَسَّرةٌ...والقليلُ من الكلام يَفِي بحاجتك !
- تعرف الآن ما تريده
- كل شيء على ما يرام
- كل ما في الامر..
- صيف لاهب
- ماكريستال..افتضاح الاخفاق
- حق الاختلاف...البشر ليسوا اشياء !
- خبرٌ عابر..أسوأ من الخيانة !
- تشومسكي ..اضافة جديدة ؟
- سردشت عثمان..الجرأة على الاسياد
- مئة واربعون عاما على مولده.. لينين: التقديس, الانكار, وشجرة ...
- القمة والقاعدة..وجهة النداء
- سبب آخر للاعتذار
- خزانة الألم..السينما في خدمة السياسة
- مستعرب وعرب..حب وحوار!؟
- أمل دنقل..بلسان عربي مبين
- آفاتار:استعارات.. واحالات


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بسام الهلسه - كَغَيمةٍ سَارية..كيَمَامِ دمشق