أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - خسارة الفوز














المزيد.....

خسارة الفوز


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 23:15
المحور: الادب والفن
    


على بعد عشرات الكيلومترات صرخ عالياً... لقد حطمتني أفعالهم ،وأحبطتني دناءتهم إن قلبي ينزف ألما كل هذا الحقد والكره والقسوة أين خبئوا كل ذلك .. كنت أحسب في مجالسنا أحاديثنا خواطرنا.. ما كنا نتحدث عنه، واختلافاتنا كلها سحب تحلق في سماء الأفكار وتمضي، أما أن تكون أسنة رماح تصيب مقتلاً فذاك ما لم يخطر ببالي.
راحت تستمع له ولأوجاعه وبدل من الاسترسال استوقفته: تعرف أريد الصراخ بدوري بالذين ألموك .. فأقول لهم .....ما زال هناك متسع من الوقت يكفي لكي تتوقفوا . لا زال هناك أملاً كي تعبروا الى حيث الحياة بدلا من سراديب الموت المعتمة. فالذي يصرخ غاضباً يحب. ذاك من يستنزفه الوجع يضمر عظيم المشاعر بقدر الإصابات البالغة التي تركتها طعنات من أحب في نفسه. أما عندما تمر كل تلك الوجوه والأسماء مرور الكرام ، ولا يثيرنا من تهريجها وأحاديثها وتدبيراتها. لفتاتها تلميحاتها الخبيثة ودسائسها البشعة شيء. يعني إن مكانهم قد تهدم في نفوسنا ولم يعودوا يملكون شيئاً يفتخرون به في أعماقنا.

الكراهية مشاعر تتطلب طاقة مضاعفة لأنها تشحذ كل همتها من خلايا صاحبها الصحيحة تفخخها بالسموم وتحجز على كل المشاعر الايجابية وتغلق نوافذ النور والتواصل وتمضي في عتمة حالكة حتى حوافي الهاوية.

تحتاج الكراهية الى جرأة وإرادة سلبية متميزة حتى تقتل صاحبها قبل إيصال جرثومتها الى الأخر. تحتاج الى حظ والى حاضنة للفيروس بمراحله المتعددة من التخطيط والتدبير الى الإعداد ثم التخزين وبعدها التنفيذ. تحتاج الى فقع عيون الحقيقة لتحرمها نعمة وحرية الرؤيا. تحتاج الى بسالة لاقتلاع أضراس سليمة كي تتمتع بوجع الخواء في فك يسيل دمه بلا سبب.

كم باهظ ثمن الكراهية.أثمن من قتل ساعات الصباح في عتمة الحجرات،و الستائر الثقيلة مسدلة تحجب أشعة شمسه.فهناك من يقضيها مفكرا بوسائل هدفها النيل منك ومني.

أثمن من راحة الحاسدين وقد غادرتهم عند سماعهم ورؤيتهم الضحكات المجلجلة على شفاه الفرحين بمن يشاركونهم هم اليوم و أنس الليل.

ربما بثمن الوقت الذي يهدره من يفتح كتاباً أي كتاب في أي موضوع، وبدلا من قراءته يجهز سليط لسانه لكي يلعن كاتبه وناشره ومصممه وبائعه.

ربما بثمن ساعات من يزور مواقعنا الفكرية ولا يملك إلا تسديد فاتورة حقده ولؤمه ومتطلبات وظيفته وهو يشتم هذا ويقذف ذاك ويسفه هذا ويلعن ذاك دون الالتفات لروحه العطشى الى التعلم ومعرفة ما يكتب والتأمل بما يكتب

ربما بثمن احترام المرء لنفسه وإنسانيته وإنسانه الذي سيواجهه في أول خلوة سيخلوها مع نفسه بعد لحظات من ابتعاده عن الآخرين .. عند ارتكابه للحماقات فيعتصر قلبه ويسقط في هاوية الإحساس بالخسة.

ربما هذا الثمن الذي من الصعب على البعض تقديره، لكن بمقدورهم تجنب خسارته .

كي لا يمنى بفوز حصيلته ريح صفراء من الإحساس بالنفور منه، ومما يبثه من سموم الكراهية ورفض الأخر وعدم القدرة على التواصل والتعلم والفهم والتصرف بحضارية ورقي ..



هل يعلم البعض إن الوقت ما بين غضب الآخرين منهم لسوء سلوكهم، وعدم مبالاتهم أثمن الأوقات وعليهم عدم إضاعته بالتفكير والتخمين بل استثماره كي لا يجبروا لدفع ثمن الكراهية الغالي حيث لا يفوزون بعده إلا بالخسارة.

أسباب كتابة المقال

ـ محاورة بين الكاتبة و احد المع شعراء العراق ولوعته مما اعترى البعض من تحول في السلوك .
ـ تعليقات بعض القراء غير المهذبة على بعض المقالات،والتطاول على الأقلام المثابرة والرصينة في محاولة لدفعها للتخلي عن مبدئيتها والاقتصاص منها ربما لأسباب شخصية كتصفية حسابات، أو وظيفية كان يكون المعلق يؤدي وظيفته لخدمة الجهة التي استخدمته للإساءة لكتاب ومتابعي الحوار المتمدن.
ـ المحاولات المحمومة التي لا تكل ولا تمل للنيل من الكاتبات في الحوار وقد شاركتني بعض زميلاتي في الحوار هذه الحسرة وما تعرضن له من إهانات وتحرشات مخجلة سببها السلوك الأهوج البدائي الذي لا يقيم للفكر أي وزن.
ـ بحثت لموضوعي عن محور يناسبه فوجدت بان الحوار المتمدن وضع محور الأدب والفن في رفوفه الأولى ، فهل يستوعب العابثون هذا المعنى ويغترفوا من بعض الأدب والفن الذي يزخر به هذا الموقع الفكري. أم تراهم لا يستميلون إلا التعليقات المخجلة ،ولا يستحلون إلا طعم الشتم والسب والقذف كأنهم ما خلقوا لغير ذلك .

د. شــذى



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صناعة الروائع
- قراءة في فكر القراء الخصب
- مخلفات حرب
- مرارة العسل الهندي
- همس
- النساء أنواع
- الرجال أنواع...
- زواج سردشت و تشلسي
- الأسرار الخفية لعدم تشكيل الحكومة العراقية
- نعم للزوجة لا للمرأة
- أقبية الموت السرية
- سأنتظر المهدي
- حبيبة العرفج .. السعودية بقرة خاوية الفكر
- السعوديات أبقار عذرا للابقار 2
- السعوديات أبقار اما التنويرين
- لن أتتنازل عن ليلتي
- أشتهي
- عدد زوجاتك بالقانون
- إسقي العطاشى
- متى ترمى سهامكم


المزيد.....




- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا
- -يوم أعطاني غابرييل غارسيا ماركيز قائمة بخط يده لكلاسيكيات ا ...
- “أفلام العرض الأول” عبر تردد قناة Osm cinema 2024 القمر الصن ...
- “أقوى أفلام هوليوود” استقبل الآن تردد قناة mbc2 المجاني على ...
- افتتاح أنشطة عام -ستراسبورغ عاصمة عالمية للكتاب-
- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - خسارة الفوز