أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - التعايش مع الطائفية














المزيد.....

التعايش مع الطائفية


فاخر السلطان

الحوار المتمدن-العدد: 3137 - 2010 / 9 / 27 - 13:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بما أن مجتمعنا، السني الشيعي، "منقسم" مذهبيا، بسبب "اشتعال" نقاشاته الطائفية الخلافية، فنحن لا نملك إلا أن نحث على التعايش بين مكوّنَيه الدينيين في إطار التعايش بين مكوناته الأخرى المختلفة، كالمكوّن القبلي.
غير أن التعايش، أي تعايش، بما فيه الطائفي، لابد أن ينبني على أسسه الحديثة ورفض ما يعرقل ذلك، وبالذات رفض الصور النمطية الدينية الفقهية التي عادة ما تساهم في "تفجير" محاولات التعايش، وهي صور تاريخية لا تلتقي مع شروط التعايش الحديثة، صور تنتمي إلى ثقافة الإقصاء الماضوية المستندة إلى التولي والتبري الدينيين.
فالمشكلات الطائفية التي هيمنت وتهيمن على مجتمعنا، لا تكمن فحسب في ممارسات الشخوص، كياسر حبيب أو عثمان الخميس أو غيرهما، بل تتعلق بالنهج الفقهي التاريخي الإقصائي، الذي لا ينتمي في ثقافته وفي كلامه وفي قوانينه وفي طرحه الضيق حول التعايش، إلى الواقع المعاصر. فهذا النهج يعرض أطروحاته النقدية الهجومية المزعجة دون أن يمتلك مقومات قبول طرح الآخر المغاير.
وبعبارة أخرى، هل التعايش يتعارض مع المفاهيم الفقهية التاريخية؟ هل نستطيع أن نعيد قراءة بعض تلك المفاهيم، مثل مفهوم التولي والتبري، بحيث لا يؤدي ذلك إلى نزاعات تكون نتيجتها إقصاء الآخر؟ هل يمكن طرح تلك المفاهيم بصورة حديثة بحيث لا تؤدي إلى ضرب مبدأ التعايش؟
إن ضمان الحقوق المدنية لجميع المواطنين وبمختلف انتماءاتهم، هو الأساس الذي يجب أن ينبني عليه أي تعايش في الكويت، سواء أكان تعايشا طائفيا أم قبليا أم غيره. ومن الضرورة بمكان أن تكون تلك الحقوق قائمة على قبول النقد اللاذع للتاريخ الديني وللرموز الدينية. ومن الأهمية أيضا أن يخرج تشريع جديد من مجلس الأمة يستبدل التشريع القديم الذي يحث على معاقبة من ينتقد أو يتعرض للصحابة ولآل البيت وللرموز الدينية.
وليكن القضاء هو الجهة التي يلجأ إليها الجميع لمواجهة أي خطاب يشتمّ منه رائحة الكراهية، الدينية وغير الدينية، ومواجهة أي محاولات تهدف إلى إقصاء الآخر المختلف وإلغائه. إن ذلك في تقديري يعتبر أحد المخارج الاستراتيجية التي قد تقفز بالمجتمع الكويتي قفزات مدنية مهمة.
ولا يمكن التطرق إلى احترام الرأي والرأي الآخر إلا بتقديم تنازلات فقهية ومفاهيمية واجتماعية رئيسية تساهم في تحفيز مفهوم التعايش الطائفي. أو، القبول بالحلول الحكومية الضعيفة، التي إما أنها تستهدف في الدرجة الأولى التعدي على الحريات تحت عنوان المحافظة على الوحدة الوطنية، أو تختار الحلول التي تحقق لها مصالحها السياسية، أو تفضّل تأجيل الحلول باعتماد سياسة "الترضية"، فيما كرة الثلج الطائفية الإقصائية تكبر وتكبر لتهدد بهدم اليسير مما تحقق من طموحات مدنية.
إن من الخطورة بمكان على الأمن والسلم الاجتماعي وعلى مستقبل التعايش في ظل النظام الديموقراطي في الكويت، أن تختار الحكومة حلولا للأزمات الطائفية تكون نتيجتها إحساس إحدى الطوائف - وبالذات الطائفة الأصغر - بأنها تعرضت لاضطهاد. خاصة وأن الطائفة الأصغر - أي الشيعة - تحمل مخزونا ثقافيا تاريخيا يساهم في إبرازها باستمرار بأنها "ضحية"، وهو ما يساهم في الإيحاء لدى الطائفة الأكبر بأنها لابد أن "تهيمن" على شؤون المجتمع، الأمر الذي سيؤدي إلى فرز طائفي مقيت تكون إحدى نتائجه سعي الطائفة الأصغر "الضحية" إلى الانتقام لمواقفها. وقد حدث في العراق ما يشبه ذلك، حينما انتقمت الأقلية السنية من مواقف الأغلبية الشيعية، بسبب إحساس الأولى بأنها مضطهدة وحقوقها مهضومة، مما أثر على الأمن والسلم وعلى استقرار النظام الديموقراطي، وساهم في ضرب التعايش الاجتماعي.
إنْ لم تكن مواقف الحكومة الكويتية "حكيمة" في معالجة الأزمات الطائفية - وليس فقط الإشارة إلى التساؤل بأن هل موقفها في سحب الجنسية من ياسر حبيب قانوني أم غير قانوني؟ - فإن ذلك سيساهم في "تأصيل" التنافر الطائفي بالمجتمع بدلا من المساهمة في وضع الخطط للتعايش الطائفي ووضع الحلول لمعالجة مشكلاتها وعلى رأسها مشكلة الإقصاء. فأي خطط أو حلول لابد أن تنتمي إلى "إصلاحات" تدريجية سياسية واجتماعية وقانونية تصب في النهاية في تطوير الدولة المدنية والمجتمع العصري. لكن الموقف الحكومي، بل والبرلماني والحزبي والمؤسسي أيضا، غير معني إلا بالسكوت أو بتبني معالجات تحقق حلولا مؤقتة تخدم مصالح ضيقة.
إن الخوف كل الخوف بشأن الموقف الحكومي "غير الحكيم" والضعيف، هو أنه قد يساهم في تقوية النزعة الطائفية الإقصائية، والتي من شأنها أن تحدد هي العلاجات للمشاكل الطائفية، بسبب أن الحكومة قبلت أن يغيب منطقها الإداري العلماني المساهم في التعايش، وهو ما قد يستتبعه إضعاف المفاهيم التي تحث على التعايش مثل مفهوم المواطنة.

كاتب كويتي
















#فاخر_السلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقدّسات.. وواقع الحرية العالمي
- مأساة- صافيناز كاظم
- سلطة رجال الدين
- آليات الخطاب الديني وفق أبوزيد
- المنطلقات الفكرية في الخطاب الديني وفق ابوزيد
- الحق المطلق.. والباطل المطلق
- أبوزيد في وسط -غابة- التيار الديني
- ماهي الطائفية؟
- في الدفاع عن حرية التعبير في الكويت
- -الزعيم- في الثقافة الأصولية
- الخضوع للتراث
- -الليبرالويون-.. والحرية
- الانقسام الشيعي الجديد في الكويت
- الحرية.. والنقد.. والأزمات السياسية
- التسامح.. والرؤى التكفيرية.. والهوية الدينية
- الوجه المزدوج للإسلام السياسي
- العلمانية.. والحجاب
- -المثقفون المؤدلجون-.. وأنصار البرادعي
- التعايش الأصولي.. والتعايش الحداثي
- بين الأصولي والليبرالي


المزيد.....




- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى في ثاني أيام الفصح اليهودي
- المقاومة الإسلامية في لبنان .. 200 يوم من الصمود والبطولة إس ...
- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاخر السلطان - التعايش مع الطائفية