أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رمضان متولي - الوجه الآخر للحرب الأنجلو-أمريكية ضد العراق وأفغانستان














المزيد.....

الوجه الآخر للحرب الأنجلو-أمريكية ضد العراق وأفغانستان


رمضان متولي

الحوار المتمدن-العدد: 948 - 2004 / 9 / 6 - 07:43
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لم تكن الحرب التي شنتها حكومة بوش بالولايات المتحدة وحكومة توني بلير في بريطانيا موجهة فقط ضد الشعب العراقي أو شعوب دول صغيرة أخرى مثل أفغانستان، وإنما كانت امتدادا لحرب أخرى شنتها كل من الحكومتين ضد شعبيهما في الداخل. فقد أصدرت مؤسسات رسمية في كل من الولايات المتحدة وبريطانيا تقارير خلال الأسبوع الماضي كشفت عن عنف من نوع آخر مارسته كل من حكومة بوش وحكومة بلير ضد مواطنيها في وقت أجهد فيه قادة المؤسسات الاقتصادية أنفسهم تفكيرا في مستقبل الأوضاع الاقتصادية.
كشف التقرير الأول الذي صدر عن معهد بحوث السياسة العامة في بريطانيا والمعروف بتأييده لحكومة توني بلير، أن مستويات الفقر في المملكة المتحدة في ظل حكم بلير، وخلال السنوات السبع التي سيطرت فيها حكومة حزب العمال الجديد تجاوزت ما كانت عليه في ظل حكومة تاتشر وحزب المحافظين، وأن 22 % من السكان انخفض دخلهم في عام 2003 إلى أقل من 60% من متوسط دخل الفرد في بريطانيا، وأن 23% من جملة الأطفال في المملكة ينتمون إلى أسر فقيرة رغم برنامج مكافحة الفقر الذي تبناه وزير المالية، جوردون براون، عندما كانت بريطانيا موطنا لأفقر أطفال الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي في عام 1998، ورغم كونها واحدة من كبرى الدول الأعضاء، فمازالت في الترتيب الحادي عشر من حيث مستويات الفقر بين الأطفال في دول الاتحاد الأوروبي، لتأتي في الترتيب بعد دول أفقر منها بكثير مثل اليونان والبرتغال، وبينما يصل هذا المعدل في بريطانيا إلى 23% من أجمالي عدد الأطفال، نجد هذا الرقم في الدنمارك لا يتجاوز 5%، وفي السويد 10% وفي ألمانيا 14%.
ولم ترحم بريطانيا أيضا عجائزها، حيث أن نسبة أصحاب المعاشات الذين يعانون من الفقر لم تتغير منذ عشرة أعوام عن مستواها الذي يبلغ 21% من إجمالي أصحاب المعاشات، وبينما ينخفض نصيب أغنى 1% من السكان في دول الاتحاد الأوروبي بسبب الركود الاقتصادي خلال الأعوام العشرة الماضية، إلا أن نصيب هؤلاء في بريطانيا خلال هذه الفترة ارتفع بنسبة 288% مقابل زيادة بنسبة 45% فقط في دخل العمال، ومازال أغنى 10% في بريطانيا يستحوذون على 30% من إجمالي الدخل القومي منذ عام 1997. ويكشف التقرير أيضا أن أغنى 10% من سكان بريطانيا ارتفع نصيبهم من إجمالي ثروة البلاد من 47% في عام 1990 إلى 55% في العام الحالي، فيما ارتفع عدد الذين لا يملكون شيئا في المملكة من 5% من إجمالي السكان إلى 10% خلال العقد الماضي.
الولايات المتحدة ليست أفضل حالا من انجلترا في هذا الشأن، ووفقا للتقرير الذي أصدره مكتب الإحصاء القومي التابع للحكومة الأمريكية، ارتفع عدد الأمريكيين الذين يعانون من الفقر في ظل إدارة جورج دبليو بوش بحوالي 1.5 مليون شخص في عام 2003، وذلك للعام الثالث على التوالي، ويصل عدد الأمريكيين الذين يعانون من الفقر حاليا إلى حوالي 36 مليون وفقا للمعايير الخاصة بمكتب الإحصاء القومي الأمريكي الذي يعتبر الأفراد الفقراء هم الذين لا يتجاوز دخلهم 6 آلاف دولار سنويا، وبلغت نسبة هؤلاء في الولايات المتحدة حوالي 12.5% من عدد السكان، وبلغ عدد الأطفال المنتمين إلى أسر فقيرة ما يعادل 17.6% من جملة الأطفال الأمريكيين بزيادة 1% عن العام السابق، والمفاجأة أن هذه المعدلات ليست أفضل من معدلات الفقر في الولايات المتحدة في أواخر الستينات.
لم تتحسن أيضا مستويات الدخل في الولايات المتحدة وفقا للتقارير الحكومية، فقد ثبتت مستويات الدخل المتوسط في ظل إدارة جورج بوش بعد إجراء التعديلات الخاصة بالتضخم، ولكن الأغنياء فقط ارتفعت أرباحهم نتيجة تخفيض الضرائب، ومقابل ذلك فإن 45% من الأمريكيين لا يتمتعون بالتأمين الصحي في بلد ترتفع فيه تكلفة العلاج ارتفاعا هائلا.
ورغم ما كشفته هذه التقارير فإن قادة الاقتصاد في كل من البلدين لا يخفون ارتياحهم بأن معدلات النمو المتوقعة سوف تتراوح بين 3 إلى 4 % مقابل 2% في معظم دول القارة الأوروبية، وأن معدلات البطالة في الولايات المتحدة وفي بريطانيا تبلغ 5% وفقا للأرقام الرسمية، بينما بلغت ضعف هذا الرقم في فرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا، وبلغت مستوى قياسيا في اليابان.
الحرب التي خاضتها الولايات المتحدة وبريطانيا على دول أخرى في العالم تعتبر في جانب منها امتدادا لحربهما ضد الشعب البريطاني والشعب الأمريكي، ومحاولة للخروج من أزمة اقتصادية كان يمكن أن تمتد بهما سنوات لولا توظيف الآلة العسكرية الجهنمية في مذبحة هدفها تعزيز فرصهما في السيطرة على العالم، وفتح مجال لتوظيف الطاقة الإنتاجية المعطلة توظيفا مربحا، ولو في التخريب والدمار.



#رمضان_متولي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عام على الاحتلال الأمريكي للعراق نهاية الحرب الباردة والإمبر ...
- رسالة سندباد اليانكي – أيها الراعي، لابد أن تنسى
- الأزمة في هايتي وخرافة الديمقراطية الأمريكية في العراق - تصح ...
- أوهام وحقائق مشروع الشرق الأوسط الكبير
- تفجيرات أربيل وحق الأكراد في تقرير المصير
- أحيانا أندهش!
- متى تكون الديمقراطية من مصلحة الأمريكيين في العراق؟
- محكمة بلا ذراعين، وقادة بلا أنصار!
- طريق التغيير لا يمر عبر -مرآة أليس
- الطريق إلى الحرية – معادلة لم تجد لها حلا بعد!


المزيد.....




- الإمارات تشهد هطول -أكبر كميات أمطار في تاريخها الحديث-.. وم ...
- مكتب أممي يدعو القوات الإسرائيلية إلى وقف هجمات المستوطنين ع ...
- الطاقة.. ملف ساخن على طاولة السوداني وبايدن
- -النيران اشتعلت فيها-.. حزب الله يعرض مشاهد من استهدافه منصة ...
- قطر تستنكر تهديد نائب أمريكي بإعادة تقييم علاقات واشنطن مع ا ...
- أوكرانيا تدرج النائب الأول السابق لأمين مجلس الأمن القومي وا ...
- فرنسا تستدعي سفيرتها لدى أذربيجان -للتشاور- في ظل توتر بين ا ...
- كندا تخطط لتقديم أسلحة لأوكرانيا بقيمة تزيد عن مليار دولار
- مسؤول أمريكي: أوكرانيا لن تحصل على أموال الأصول الروسية كامل ...
- الولايات المتحدة: ترامب يشكو منعه مواصلة حملته الانتخابية بخ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - رمضان متولي - الوجه الآخر للحرب الأنجلو-أمريكية ضد العراق وأفغانستان