أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح العلي - العراق في قائمة الدول الاغنى عالميا














المزيد.....

العراق في قائمة الدول الاغنى عالميا


نجاح العلي

الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعد مدخول الفرد الشهري والسنوي والقدرة الشرائية علامة مميزة على مدى رقي مستوى المعيشة للفرد والمجتمع، وهو أمر ثابت لاجدال عليه في كل زمان ومكان، لكن الامر في العراق مختلف، كما هو شأنه على مر العقود،إذ انه رغم ارتفاع معدلات الدخل للفرد الا ان مستوى معيشته ومستوى الخدمات التي يحصل عليها متدنية جدا، بسبب انهيار البنية التحتية لديه، ففي الثمانينيات على سبيل المثال رغم ان العراق تبوأ مراكز متقدمة في مستوى الدخل عربيا وعلى مستوى الدول النامية الا ان اغلب هذه الاموال المرصودة والمحسوبة ضمن مستوى دخل الفرد ذهبت على شراء الاسلحة والملذات والصفقات المشبوهة لرموز النظام السابق وحاشيتهم وزبانيتهم.
اما اليوم فيحتل العراق المركز الـ 13 عربيا والـ 124 عالميا من بين 182 دولة شملتها قائمة مجلة جلوبال فاينانس لأغنى وأفقر دول العالم، اذ بلغ نصيب الفرد من اجمالي الناتج المحلي في العراق 3758 دولارا في عام 2010 مقابل 3570 دولار في عام 2009، وطريقة الحساب ببساطة بتقسيم ايرادات الناتج المحلي على نفوس الدولة، اي تقسيم ميزانية العراق لعام 2010 البالغة 72.4 مليار دولار، على سكان العراق الذين يقدر عددهم 30 مليون نسمة. وتعادل ميزانية العراق لعام 2010 ميزانية أربع دول مجتمعة هي سوريا 16 مليار دولار والأردن 7.6 مليار دولار ولبنان 6.2 مليار دولار ومصر 36.5 مليار دولار رغم ان عدد سكان مصر 85 مليون نسمة.

لكن رغم الميزانية الانفجارية للعراق الا ان مستوى دخل الفرد العراقي الحقيقي لايتجاوز المئة دولار باحتساب دخل الاسرة الشهري التي تتكون من خمسة افراد في افضل الاحوال 500 دولار شهريا، اي اقل بثلاثة اضعاف مما معلن رسميا في قائمة جلوبال، والسبب في ذلك وبحسب احصائيات وزارة المالية العراقية ان 90% من ميزانية الدولة العراقية، اي ما يقارب 60 مليار دولار يذهب كمرتبات ومنح مالية شهرية للموظفين والمتقاعدين ومنتسبي القوات الامنية الذين يفوق عددهم المليون فرد، اما الاموال المخصصة للبنى التحتية والاستثمار فلا تتجاوز العشرة مليارات دينار سنويا، وهو مبلغ زهيد جدا لايغطي حاجة العراق التي تقدر بمئات المليارات وخاصة في مجال الكهرباء والطرق والنقل والمواصلات والماء ومشاريع الاسكان، وهي فجوة تزداد مع مرور الوقت لان ما منجز من هذه المشاريع لا يتناسب مع الزيادة العددية في نسبة السكان، لذلك من المتوقع ان يستمر الاختلال في ميزان المدفوعات بارتفاع نسبة الاستيراد على التصدير واستمرار سوء الخدمات وارتفاع البطالة وهروب رؤوس الاموال لعدم وجود بنية تحتية للنهوض بالعملية التنموية اذا ما اريد للعراق اللحاق بركب الدول المتقدمة او حتى اللحاق بالدول النامية.
وبحسب قائمة مجلة جلوبال فاينانس لأغنى وأفقر دول العالم تصدرت قطر القائمة عربيا وعالميا في نصيب الفرد من إجمالي الناتج المحلي حيث بلغ 90149 دولارا سنويا في عام 2010 مقابل 83841 دولارا في عام 2009، وجاءت الامارات في المركز الثالث عربيا والـ18 عالميا بنصيب للفرد 36176 دولارا في عام 2010 مقابل 36537 دولارا في عام 2009 ثم البحرين بالمركز الرابع تليها سلطنة عمان في المركز الخامس ثم السعودية في المركز السادس تليها لبنان في المركز السابع ثم ليبيا في المركز الثامن تليها تونس في المركز التاسع ثم مصر في المركز العاشر العاشر تليها سوريا في المركز الـحادي عشر ثم المغرب في المركز الـثاني عشر.

ان الارقام التي تعلنها المؤسسات والمنظمات المالية الدولية رغم انها تعطي مؤشرات عن حجم الاموال والاستثمارات ومستوى النمو الاقتصادي الا انها لاتعبر في الحقيقة عن مستوى رقي الفرد ومستوى المعيشة المرتفع، فعلى سبيل المثال ان هناك دولا يتفوق عليها العراق في مستوى دخل الفرد، الا ان مواطنيها يعيشون في مستوى معيشي مرتفع عن نظرائهم في العراق، وان مقدار الخدمات المقدمة لهم من ماء وكهرباء وخدمات عامة من طرق مواصلات وتعليم ونظام صحي كفوء وضمان اجتماعي يفوق بكثير ما مقدم للفرد العراقي، فما فائدة ارتفاع مداخيل الفرد العراقي اذا كانت تذهب خمس ميزانية الاسرة العراقية للكهرباء في فصل الصيف الحالي ناهيك عن تلف الاجهزة الكهربائية التي تستقطع جزءا اخر من ميزانية الاسرة وينطبق الامر على بقية مناحي الحياة من ماء وتعليم وصحة والتي تؤثر على انخفاض مداخيل الادخار الضرورية لتحريك عجلة الاقتصاد.
وحتى لو احتل العراق المركز الاول عربيا وعالميا في مستوى الدخل مع انهيار البنية التحتية ستظل موارده تذهب على امور ثانوية لتحسين الخدمات المقدمة له وهي من مهام الدولة لان اي مشاريع وخطط لتحسين البنية التحتية وهي مشاريع عملاقة لايستطيع انجازها الا المؤسسات الحكومية، ستنعكس اثارها الايجابية على الفرد العراقي في تحسن مستوى حياته وبالتالي دفع عملية التنمية التي توقفت منذ مطلع الثمانينات ليلحق العراق بركب الحضارة الذي لاينتظر احدا.
*اعلامي واكاديمي



#نجاح_العلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -تجربتي في لهيب الديمقراطية- لعز الدين المحمدي.. سرد لمذكرات ...
- اليات تطبيق العدالة الانتقالية في العراق
- اعلام غير مسؤول
- اشهر الروايات الدرامية العالمية ودوافعها النفسية-.. كتاب يسل ...
- نشأة الديمقراطية الثورة الحديثة لمارسيل غوشيه
- تصويب مسار الديمقراطية الناشئة في العراق
- غياب الاحساس بالمواطنة العراقية
- الكتابة للاطفال هي الاصعب!
- الكهرباء العراقية تدخل موسوعة غينيس!!
- الخيار الدستوري هو الحل للخروج من الازمة السياسية
- القمر الصناعي (عراق سات) ضرورة ملحة وليس ترفا
- هل العراقيون يعيشون في كوكب آخر؟
- السرقة الصحفية في الصحافة العراقية
- العراق بحاجة الى سياسيو قراط
- نظرة من داخل أروقة إلاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق
- ما بعد العلمانية وامكانية تحقيقها في عالمنا العربي
- القضاء على الامية في العراق
- تنظيم عمل شركات الانترنت وليس منعها
- مفارقات في نتائج انتخابات مجلس النواب العراقي
- قراءة في نتائج الانتخابات العراقية


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نجاح العلي - العراق في قائمة الدول الاغنى عالميا