أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الرحمن تيشوري - متى نحول مؤسسة البريد الى شركة عصرية ذات حس تجاري؟؟















المزيد.....

متى نحول مؤسسة البريد الى شركة عصرية ذات حس تجاري؟؟


عبد الرحمن تيشوري

الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 10:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


لماذا لا نحول مؤسسة البريد الى مؤسسة عصرية ذات حس تجاري وتنافسي ؟؟؟
عبد الرحمن تيشوري
شهادة عليا بالادارة
يعد البريد اليوم من مرافق الدولة الهامة وهو الوسيلة الوحيدة من وسائل الاتصال حين تنعدم الاتصالات السلكية واللاسلكية وغيرها من وسائل الاتصال الحديثة لاسيما في الأرياف و المناطق النائية .
ويلعب البريد دورا غير منظور كعامل من عوامل التنمية الاجتماعية والثقافية والاقتصادية في أي بلد من بلدان العالم مما يستدعي بالضرورة منحه ما يستحقه من اهتمام.
إن الديناميكيات الاجتماعية والاقتصادية الحديثة يجب أن تكون قادرة على دعم التنمية في البلد. ومن الواضح أنه بدون بنية تحتية كافية في مجال الاتصالات، لا يمكن لبلد مثل سورية أن ينجح في تحقيق تقدم في مسيرته التنموية.
لذلك فإن الاستثمار في الاتصالات ليس بديلاً، بل هو ضرورة ذات أولوية عليا، يؤدي إغفالها إلى خلق تعقيدات في النمو الثقافي والسياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة. وبما أن البريد جزء أساسي من قطاع الاتصالات، فمن غير الممكن التطلع إلى مستوى أعلى من التنمية الوطنية، دون البدء باتخاذ الإجراءات اللازمة لإصلاح القطاع البريدي. وتشكل البنية التحتية القوية التي ينتفع منه المجتمع أساساً لهذا القطاع. وتشير الدراسات حول البريد في مختلف أنحاء العالم أنه من أجل كل زيادة بمقدار 1% في الناتج المحلي الإجمالي للبلد، يكون النمو المتولد في الحركة البريدية بمقدار 0.8-1%. كما أن النمو في هذا القطاع يعبر عن النمو السكاني، فكل نمو 1% في عدد الأسر، يؤدي إلى نمو 1% في الحركة البريدية. وهذا يدل على أن القطاع البريدي يعبر بشكل واضح عن التقدم الاجتماعي والاقتصادي في البلد.
وبالتالي فإن محاولات إصلاح قطاع البريد، وتطويره وتقييمه ليس مجرد حل لمشاكل هذا القطاع، بل هي أيضاً استثمارات تدعم التنمية الاجتماعية الاقتصادية في البلاد.



اولا - الرؤية المستقبلية والأهداف الإستراتيجية :
أين نحن اليوم؟؟
مؤسسة تقيدها التعليمات والروتين، موازنتها خاسرة،غير تنافسية ، قليلاً ما تستغل إمكانيات اسمها، تستخدم آليات عمل يدوية وغير اقتصادية ، كادر بشري من ذوي الكفاءات الواعدة لكنهم غير محفزين وغير مدربين للمستقبل.


مـاذا نريـــــد ؟
مؤسسة عصرية ذات حس تجاري.
التطلعات الآن نحو ضمان تقديم خدمات أساسية جديدة وابتكار منتجات وخدمات جديدة.
احتضـان الإبـــداع في ظل طاقـم عمـل مُحفــز.
مـرونـة اقتصاديــة.
نمــو ربحــــــــــي.
اسم تجاري قـــوي.
الحرية التجارية والتوجه نحو السوق.
تنفيذ العمل استناداً إلى معايير الجودة.
تركيز على العملاء و كسب ثقتهم وتلبية احتياجاتهم.

هل بالإمكان التغيير؟؟؟
نعم ، بإمكاننا أن نجعل البريد السوري مكاناً ديناميكياً ، منافساً، تجاري الوجهة ،يركز على الزبون، و صاحب سمة تجارية جذابة و مكاناً يرغب الجميع العمل فيه حيث التدريب جيد و فرص التقدم متاحة.
وهذا يتطلب تدريب جيد وبرنامج تطويري لتجنيد استخدام مهارات الطاقم الإداري وجميع العاملين لتنفيذ إستراتيجية المؤسسة، وهذا لا يتم إلا من خلال تحفيز العاملين وإقناعهم بالإستراتيجية وأهدافها بتحقيق المصلحة العامة أولاً،و النفع الذي سيعود عليهم بعد ازدهار عمل البريد ،وهذا لن يتم إلا من خلال تنمية ثقافة المؤسسة . فالعاملين عادة إما أن يكونوا عائقا في وجه التغيير، أو أن يزيدوا من سرعة هذا التغيير.

يجب النظر بعين الاعتبار إلى النقاط التالية كجزء من العمل على تطوير البريد:
أ- المــفـهـوم الـتنظـيـمـي:
لا يزال البريد السوري جزء من منظومة الخدمات العامة المدنية الحكومية التابعة لوزارة الإتصالات. في هذه الحالة، فهي في كثير من الحالات مؤسسة تقليدية ذات عدة طبقات، هرمية الإدارة و بيروقراطية يحكم فيها شأن التوظيف قوانين متعددة و تعليمات نافذة تجعل من الصعوبة بمكان و حتى من المستحيل إدارتها كتجارة، أو ممارسة أي نوع من الإدارة التقييمية، أو اتخاذ أي قرار تجاري متجاوب (مع متطلبات السوق).فالمدراء تقيدهم المتطلبات العامة و القانونية التي هي خارجة عن سيطرة البريد و التي لم تصمم للعمل التجاري أصلاً.

ب- الإدارة الأدائية (تقيم الأداء):
بينما الراتب متعلق بمؤهلات الفرد و تحصيله العلمي، فإنه من الممكن تحصيل مكافآت مالية تصرف مقابل حسن الأداء،وهنا يجب ربط التقييم الدوري بالحوافز المادية وبنائها على أسس موضوعية ،إذ غالبا ما تطغى ثقافة التعاطف أو حتى العلاقات الشخصية على هذه التقييمات في كثير من مؤسسات الدولة.(جرت العادة في الخدمة العامة أنه من الصعب تسريح الموظفين أصحاب الأداء الضعيف المستمر و الغياب المتكرر. ولا يفكر أحد بالتسريح إلا بارتكاب الموظف لجنحة كبيرة على الأقل . فالأداء الضعيف فهو محتمل إلى حدٍ ما ، أما الغياب أو المرض لأكثر من 180 يوماً يسمح بالتفكير للبدء بعملية التسريح والخطوة الأولى في حال المرض هي إحالة الموظف إلى لجنة طبية و خبراء مختصين.
في بعض الحالات من عدم الكفاءة المستفحلة، فإنه من الممكن نقل الموظف إلى قسم أخر من أقسام القطاع العام.)

ج- الترقية والتطوير: المعلومات الموجودة عند كل موظف عن إدارة الموارد البشرية محدودة بمعلومات عن التحصيل العلمي (شهادات...)،خبراتهم (بما في ذلك تلك التي حصلوا عليها من وظائف سابقة).
سجلات تدريبهم مدونة في سجل التدريب ولكن لا يوجد سجل عن جوانب القوة و الضعف لكل منهم أو المهارات و الكفاءات بما في ذلك المهارات الإدارية البدائية أو مهارات اختصاصية معينة أو علم.

د- عـامـــل الســـن: إن الملاحظ بالنسبة للعمر أن معظم الموظفين في الفئة الثالثة سيحاولون على التقاعد خلال /20/ سنة القادمة، وهذا يعني أن ما يشكل 40% من الموظفين الحاليين .فإذا رغب البريد السوري أن يحقق تحولا ملحوظا خلال السنوات الخمس القادمة عليه التركيز على تأهيل هؤلاء الموظفين وتدريبهم ليتمكنوا من العمل ضمن التوجيهات الجديدة وأن يتقبلوا إدخال التحسينات والتطويرات للعمل البريدي وإلا شكلوا عائقا أمام عملية التغيير والإصلاح.

ه- تغيير ثقافة المؤسسة :إن عقلية القطاع العام للبريد السوري تشكل عائقا في وجه التغيير والتحول إلى مؤسسة تجارية هدفها التوجه نحو العميل و التركيز على الجانب التجاري والذي بدوره ضروري لتحقيق الإستراتيجية التجارية المخطط لها والمتفق عليها عام 2007 تشكل خطوة إلى الإمام على طريق البريد العصري الذي نتطلع إليه.


اخيرا – الخـاتمــة:
يمكن للبريد استخدام مركبة التدريب والتطوير كممكن قوي لدفع التحول الذي تحتاجه المؤسسة، وتغيير ثقافتها، ومخالطة طاقم العمل ، وتوسيع القدرات الإدارية و بناء الكفاءات حتى نستطيع كأفراد و مؤسسة تحفيز واستنهاض أعلى مستوى من القدرات الكامنة لنمو بريدنا السوري.



#عبد_الرحمن_تيشوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من اقوى تيار الاصلاح ام تيار ممانعي الاصلاح ؟؟؟
- سورية تدرس الشراكة الاوربية بجدية
- لا نريد قطاع عام فاشل خاسر ولا نريد خصخصة متوحشة لا تدفع حقو ...
- السيد وزير العدل انحني امام دعوى مخاصمة قرار اخلاء سبيل تجار ...
- متى نضع نظم اسناد وظائف معيارية سليمة غير مخترقة؟؟؟
- اذهبوا الى تركيا وتعلموا صناعة السياحة وجذب السياح
- وصفات طبية ادارية لمعالجة الاورام الادارية
- اقتصاد السوق السوري الاجتماعي في عامه الخامس
- الاتمتة الادارية حل للكثير من المشاكل والروتين والبيروقراطية ...
- الادارة نتائج محققة وليس خطط منمقة وخطابات مدججة
- المنهاج التربوي الجديد اساس لمدرسة المستقبل لكنه غير كاف لوح ...
- اصبح التأهيل العالي مشكلة لحامله حيث تتعرض للتهميش لانك مؤهل ...
- هل من جهة تدير الاصلاح بشكل سليم وتتصف بالاستمرار؟
- ادارة الشركة وبيئة العمل العامة والخاصة - تبادل وتفاعل -
- دور نظام النقد الدولي في التخلف ونهب العالم 2-2 - عبد الرحمن ...
- حتى لا يكون التعليم المفتوح مفتوح على المجهول
- دور نظام النقد الدولي في نهب العالم وصنع التخلف 12
- القنبلة السكانية في سورية كبيرة وخطيرة وستنفجر قريبا
- تنظيم اقتصاد الظل والاقبية وحده كفيل بزيادة الرواتب 100%
- هل يتوثب الفكر العربي في عصر المعلومات والرقميات؟؟؟


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - عبد الرحمن تيشوري - متى نحول مؤسسة البريد الى شركة عصرية ذات حس تجاري؟؟