أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*














المزيد.....

حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*


جعفر المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 3136 - 2010 / 9 / 26 - 09:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*
جعفر المظفر
إن أمريكا باتت تحكم العالم, أو على الأقل تديره بما يتفق مع مصالحها, ولقد أوجب التطور على مستوى طرق وأساليب الهيمنة, إضافة إلى التحولات الأساسية في المناهج السياسية, تغييرات جذرية على طبيعة وبنية الدول الغربية وفي المقدمة منها أمريكا, فالعالم قد تغير بشكل كبير, وكان في مقدمة ما أفرزه التطور, على صعيد حرية الإنسان وحقوقه, وما جاءت به العولمة أيضا, أن تغيرت تركيبة المجتمعات الغربية, وتطورت ثقافتها بالاتجاه الذي جعل تلك المجتمعات تحاول النأي بعيدا عن العنصرية, وتفتح أبوابها لاستقبال المهاجرين الجدد من العالم الثالث على شرط أن لا يؤثر ذلك على البنية الأساسية لثقافتها.
من الأكيد إن هذا التطور لم يأتي نتيجة لنزعة أخلاقية سامية بحتة, أو انبعاث لقيم الفروسية المنقرضة, أو لتسامح ديني إستيقض فجأة ليعبر فوق ركام التاريخ الدامي العنصري والاستعماري الذي كان تستر بعباءة الدين قبل أن يقطعها مقص العلمانية , فالناظر إلى المنظومة الأخلاقية الغربية سيشهد إن تطورها باتجاهات إنسانية لم يأتي مطلقا بمعزل عن التغييرات التي تحصل من حين إلى آخر على صعيد البنية الاقتصادية لتلك المجتمعات, حتى يمكننا القول إن القيم الأخلاقية هنا هي حاجة لحاجة اقتصادية وليس العكس.
وفي حين إن النظام الشيوعي ترك لعقيدته أن تتحكم باقتصاده.
فإن النظم الرأسمالية تركت لاقتصادها مهمة تأسيس عقيدتها ومنظومتها القيمية.
وسيخبرنا نصف قرن من الزمن عن مقدار التطور الأخلاقي الذي حصل على أيدي أشخاص كانوا هم, أو كان آباءهم, يضطهدون الإنسان الأسود, في حين إنهم ذاتهم من اختار اليوم رجلا أسودا لمنصب الرئاسة.
ولم يكن ذلك قد حدث بفعل عودة المسيح, ولا بفعل الخوف من يوم القيامة, وإنما كان نتاجا لحاجات اقتصادية كانت قد تضافرت لتنجبه.
ولقد كانت الثورة الصناعية وحدها, وليس الدين أو المناهج الفكرية, من أنقذ الرجل الأسود, يوم أن قامت بتغيير وسائل وعلاقات الإنتاج, واستبدلت قيمه بقيم إنتاجية أخرى تقوم على السخرة ونظام العمل.
وفي كل خطوة تقدم علمية وصناعية إنتاجية, كانت القيم تتكيف وتتطور بإملاءات اقتصادية واضحة. ويحتفظ لقوانين السوق الحر أولا, وللعلاقة بين الاقتصاد والقيم المتأسسة عليه, بأفضال تطور المنظومة القيمية لأمريكا ووصولها إلى هذه الدرجة من الرقي والتقدم.
ولو قدر لأي شكل من أشكال الأدلجة أن يسيطر على العلاقات الاقتصادية للدولة, وأن يرتب المعادلة بين الاقتصاد والقيم الأخلاقية بشكل معكوس, لما حدث هذا التطور على صعيد المناهج السياسية والأخلاقية, ولصار النظام الاجتماعي والفكري بنهايات مغلقة وميتة.
ومعنى ذلك, أن الاقتصاد الذي أنتج هذه القيم بإمكانه أن ينتج غيرها, أو ينتج عكسها, فيما لو انتكس أو إرتد أو تعثر, فما دامت القيم الأخلاقية هي التي تتأسس على رأس المال وتنضبط من خلال قوانينه وليس العكس, وما دام هذا المجتمع قادر على الثورة على ذاته بسهولة يكفلها نظامه الديمقراطي, دونما حاجة إلى إله أو نبي أو رئيس قائد أو إنجاب تاريخي, وإلى الحد الذي يرفع رجلا أسودا من قاعه لكي يجلس أعلى قمته, فإن تعثر القيم الأخلاقية أو الردة عنها هو وارد في حالة وجود تعثرات أو انهيارات اقتصادية مؤثرة.
وبمثل ما أنتج الاقتصاد المريح, قيمه المريحة, فإن بمقدور الاقتصاد المتعثر أن ينتج قيمه المتعثرة.
وبإمكانكم أن تطلعوا اليوم على أفكار (حركة أو حزب الشاي) الذي نشأ بفعل الأزمة الاقتصادية الأخيرة, وذلك لمعرفة الأخطار التي تهدد المنظومة القيمية الأمريكية الحالية, وبإمكاني أن أقتطع ثلاثة نقاط من قرارات أول مؤتمر عقد له في ناشفيل أخيرا لمعرفة طلائع تلك الردة:
ـ إعادة الاعتبار السياسي والاجتماعي للإنسان الأبيض الأنجلوسكسوني البروتستاني الذي شكل العمود الفقري لأمريكا في الخمسينات والستينات.
ـ مواجهة سياسة التساهل مع الهجرة،ومطالبة المهاجرين الجدد باحترام الثقافة الأمريكية الأصيلة المتمثلة في الثقافة الانجليكانية.
ـ تأييد مطلق لإسرائيل والتحفظ على سياسة أوباما التصالحية مع العالم الإسلامي، فجزء من هذه الحركة وخاصة أحد ابرز وجوهها غلين بك تعتبر أوباما مسلما مدسوسا في البيت الأبيض لتقويض أسس البلاد.
ولكم أن تعلموا إن الإحصائيات الأخيرة كانت أشارت إلى تأييد الأمريكيين لهذا الحزب باكثرية إثني وخمسين بالمائة.
فيا أيها الناس خارج أمريكا.. ويا أيها المهاجرون إليها.
حضروا أقداحكم.. إن حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها.

*حزب الشاي.. حزب أو تجمع أمريكي برز قبل أقل من عام ويضم مستقلين وجمهوريين إلى يمين الحزب



#جعفر_المظفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هروب إلى الخلف.. وهروب إلى الأمام
- إنهم يطبخون التاريخ.. أليس كذلك..؟!
- أمريكا.. لماذا نجحت في ألمانيا وفشلت في العراق.. ؟!
- مع القرآن.. ماذا سيحرق القس جونز
- الحادي عشر من أيلول.. ليس الأمريكان وحدهم الضحايا
- العراق بين حل الأزمة وأزمة الحل
- الحرب العراقية الإيرانية.. هل كانت أمريكية
- كلنا عملاء لأمريكا.. فمن الوطني إذن ؟!
- من نسأل
- إسلام بدون مسلمين
- الأمريكي المسلم والمسلم الأمريكي
- الأستاذ جاك وجامع قرطبة
- الديمقراطية.. وصواريخ صدام على تل أبيب
- عن الحب والكراهية في السياسة ومقالات الدكتور عبدالخالق حسين
- طائرة إسمها الكويت
- صدام .. كم, مما كان فيك ما زال فينا
- العراق.. النجاح في الفشل
- من إنحرف عن ثورة تموز.. قاسم أم عارف ؟!
- من الذي بدأ القتال بعد الثامن والخمسين.. الشيوعيون أم البعثي ...
- سقوط النظام الملكي وعيوب نظرية الْ.. ( لَوْ ) لقراءة التاريخ ...


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جعفر المظفر - حضروا أقداحكم.. حزب الشاي قادم إليكم بقوارير لا سكر فيها*