أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - حلم اللقاء














المزيد.....

حلم اللقاء


البتول المحجوب

الحوار المتمدن-العدد: 3135 - 2010 / 9 / 25 - 20:03
المحور: الادب والفن
    



إلى من كنتٌ له وطنا يتفيأ ظلاله..
إلى من حلم يوما بلقاء امرأة تدثره بعبق
رائحة الوطن المدفون في رمال الصحراء
إلى "س"

في ركن من أركان غرفتها الباردة الجدران تنزوي وحيدة،تحلم بمساءات دافئة يفوح منها عبق رائحة الثرى المبتل، بعيدا عن صخب المدن الكبرى..بعيدا عن أرصفة المنافي، وعن كآبة وجوه باردة. يراودها الحلم وتراودها ذكرى كلماته ذاك المساء. مساء الحنين لمرابع البدو ،ودفء خيام الوبر،حيث القمر وليالي السمر،حيث الأمهات الطيبات المتشحات سوادا، حيث الكلمة الشعرية ونغم شجي الإيقاع يتردد صداه في ربوع صحراء ،بعيدا عن جدران لها أذان .
حلما معا بالصحراء...بدفء رمالها،ببسمة شمسها الصباحية على الكثبان،بغروبها المسائي الراحل عن الخيام..
يأسرها دفء كلماته المطل، كحلم جميل على ذاكرتها المثقلة بهم، من رحل ذات مساء شاحب...أربكتها حكاياتك التي لاتنتهي ،حين همست لها حالما ،بدفء أنفاس امرأة مترعة بالوجع والحب معا.تتذكر مسا ء حكاياتك الشجية النغمات على مسامعها، وتنام ببراءة الأطفال على دفء ساعدك.. أطلت التأمل في ملامح وجهها الموغل في بداوته، مررت أناملك بدفء ،على تفاصيل وجهها ،قرأ ت كلمات وكلمات في خريطة الوجع البدوي المرسوم بوفاء على قسماتها..تأملت حروف ملامحها المتعبة طويلا، حتى غفت عيناك على براءة وجهها. لتستيقظ صباحا على قبلة دافئة من ثغر شمس الصحراء..
تحتفي بالصحراء فرحا، بعيدا عن جدران باردة وعن أرصفة منافي أتعبك الرحيل منها و إليها..بعيدا عن مدن ابتلعتك طويلا، مدن لم تتخلص منها إلا حلما. تتوحد أحلامكما في ربوع الصحراء بعيدا عن صخب المدن.
وترحل صوب الأرض السمراء، بحثا و عشقا في مرابع البدو ،ورائحة الثرى المبلل بعرق المعاناة على من رحل وما عاد من رحلته...
تستيقظ الطفلة الصغيرة التي تأبى أن تكبر في انتظار أحبتها،تعانقها ابتسامتك عندما يداعب نسيم الصباح عيناها العسليتان،تفرح بقدح الحليب المشترك بينكما ،فلحليب النوق حنين وذكرى،ولطعم القدح البدوي لذة لايعرفها إلاّ من خبر الصحراء.. تحتضنك نظراتها..فتزداد عشقا للدفء أيها القادم من المنافي الباردة.
تمرر أناملها المرتعشة على قسمات وجهك، تقرأ بقايا زمن مر من هنا. تريدك أن تنسى الزمن الماضي، و تعيش حاضرها ومستقبلها الأتي. تراودها هواجس أنثى جبلت على القلق والسؤال المحير .أنثى تخاف الفرح القادم من هناك.. تخشى الفقدان وحرقة الغياب، يطمئنها دفء صوتك قائلا:
-سأظل قربك أحكي، كل ليلة حكاية حتى يداعبك النوم، وأحملك بين ذراعي..... لاقلقك الدائم ولا ذاكرتك المثقلة، بهم الغياب ستحرمني منك...
تنظر طويلا في عمق عينيه، بحثا عن دفء يحتوي صقيع أيامها الماضية، علّها تنسى جدران غرفة باردة الزوايا وحيطان دامعة هناك..يقترب منها أكثر تحس دفء أنفاسه، ترتبك، يربت على كتفها، يمسد شعرها..يقربه من أنفه، بحثا عن رائحة الأوطان البعيدة.تشرد في ذكرى من فقدته في جمعة عاصف، من ذبلت سنين عمره الجميل ،من لفظ أنفاسه وحيدا على إسفلت زنزانة باردة موحشة. دون مواساة ،دون شربة ماء، أو قطعة سكر. تتذكره بحرقة في القلب وغصة في الحلق، تسقط دمعة على خدها الشاحب. تواري وجهها عنه يقترب أكثر يقبل وجهها المبلل بالدمع.ويرتشف بدفء شفتيه ملوحة الدمع والوجع معا...
يغرق في عشق امرأة قادمة من بعيد، و يحلم بعبق رائحة الوطن في ضفائرها.ضفائر أنثى تعلقت بدفء نظراته ،وحلمت بالنوم على صدره،بعيدا عن هواجس أنثى القلق والسؤال المحير... تبتسم له بدفء في هذا الربع الخالي، فيبتسم بحب، لدفء ابتسامتها، لنقاء دمعتها..لوفاء جميل يسكنها، على من توارى في الغياب..

البتول المحجوب لمديميغ/طنطان/المغرب



#البتول_المحجوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وجع تموز
- جلاد يحرس شهيد
- كأس شاي معتق
- الزنزانة رقم 3
- الارض السمراء
- منفضة سجائر
- رائحة ضفائر أمي
- جزء من حكاية الوجع
- ايام معتمة
- رائحة الوطن
- صمت المدن
- سر الحكاية
- الكوخو
- السبحة
- ذكرى
- حكاية امراة
- اوتار
- برودة المنافي
- الجمعة الحزين
- علبة بريد


المزيد.....




- باتيلي يستقيل من منصب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحد ...
- تونس.. افتتاح المنتدى العالمي لمدرسي اللغة الروسية ويجمع مخت ...
- مقدمات استعمارية.. الحفريات الأثرية في القدس خلال العهد العث ...
- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - البتول المحجوب - حلم اللقاء