أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - جلبير الأشقر - عن العرب والمحرقة النازيّة















المزيد.....



عن العرب والمحرقة النازيّة


جلبير الأشقر
(Gilbert Achcar)


الحوار المتمدن-العدد: 3135 - 2010 / 9 / 25 - 09:14
المحور: بوابة التمدن
    


جلبير الأشقر



(مقاطع رئيسيّة) راجع النصّ الأصلي على النسخة الورقيّة* نقله عن الإنكليزيّة: سماح إدريس





بدأتْ حكايةُ هذا الكتاب هنا في برلين، حيث عشتُ أربعةَ أعوام عملتُ خلالها باحثًا في مركز أبحاث مارك بلوخ الفرنسيّ ـ الألمانيّ للعلوم الاجتماعيّة. هنا شرعْتُ البحثَ في هذا الموضوع: فقد دُعيتُ إلى الإسهام في كتاب إيطاليّ عن المحرقة النازيّة، وهو مؤلَّفٌ ضخمٌ مكوّنٌ من أجزاءٍ عدّة، وطُلب إليّ كتابةُ فصل عن المشرق العربيّ ضمن الجزء المخصّص للتفاعل الدوليّ مع المحرقة. هكذا بدأت الحكايةُ بأسرها، إذ سرعان ما اكتشفتُ أنّ الغالبيّة الساحقة من المنشورات المعنيّة بهذا الموضوع قطعٌ دعاويّة ]پروپاغندا] لا تحقيقاتٌ علميّة.

شجّعني الأصدقاءُ والناشرون الذي قرأوا فصلي ذاك على تطويره ليصبح كتابًا. وعليه، فإنَّ ما بدأ مشروعًا لتأليف كتابٍ صغيرٍ من حوالى 40 ألف كلمة انتهى إلى أن يكون مخطوطةً من 150 ألف كلمة، أو 525 صفحةً من النسخة الفرنسيّة الأصليّة التي ظهرتْ في تشرين الأول (أكتوبر) 2009. وفي كانون الثاني الفائت صدرتْ طبعةٌ عربيّةٌ في القاهرة، وأخرى في بيروت مؤخّرًا. كما صدرت الطبعة الإنجليزيّة في نيويورك ولندن منذ مدّةٍ قصيرة. أمّا الطبعة الألمانيّة فسوف تصدر في بداية سنة 2010.

العنوان الفرعيّ للكتاب هو "حربُ المرويّات العربيّة ـ الإسرائيليّة." وأعني بالمرويّات الطرقَ المختلفةَ التي عُرضتْ فيه العلاقةُ التاريخيّةُ بين العرب والمحرقة. وصيغة الجمع في كلمة "مرويّات" لا تُحيل على تعارضٍ ثنائيٍّ فحسب، بل على تعدّديّةِ خطاباتٍ أيضًا. فليست هناك مرويّتان، عربيّة وإسرائيليّة، فقط. بل إحدى النُّقَط الرئيسة التي أواصل التركيزَ عليها في الكتاب هي أنّ الحديث عن مرويّةٍ عربيّةٍ واحدة، أو خطابٍ عربيٍّ واحد، أو موقفٍ عربيٍّ واحد، منافٍ تمامًا للحقائق التاريخيّة، خلافًا لما يودّ مؤلّفون كثيرون إقناعَنا به.

لا معنى للحديث عن "خطاب عربيّ" بصيغة المفرد: بل إنّ المرء ليجدُ في العادة تيّاراتٍ إيديولوجيّةً أو سياسيّةً مختلفة حتى ضمن الفئة الاجتماعيّة الصغيرة الواحدة ـ باستثناء الأحزاب السياسيّة والجماعات الدينيّة الأحاديّة المتراصّة، طبعًا. فكم بالأحرى حين يجري التعاملُ مع قسمٍ كبيرٍ من سكّان المعمورة، كما هو حالُ العالم العربيّ؟!

إنّ الاعتقاد أنّ هناك خطابًا أو موقفًا عربيًا واحدًا محضُ عبث. وبمقدوري أنّ أقول الشيءَ نفسَه عن المجتمع الإسرائيليّ، الأصغرِ بكثير؛ إذ ليست هناك بالتأكيد مرويّةٌ إسرائيليّةٌ واحدة، وإنّما آراءٌ مختلفةٌ عن تاريخ الصراع العربيّ ـ الإسرائيليّ؛ ولعلّكم مطّلعون على "المؤرّخين الإسرائيليّين الجدد" الذين أسهموا إسهامًا كبيرًا على الصعيدين الثقافيّ والأكاديميّ في دحض المفهوم المهيمن في إسرائيل.

هذا وتحيلنا "حربُ المرويّات" على "المرويّات الحربيّة." بكلام آخر، نحن نتعامل ههنا مع پروپاغندا زمن الحرب. وقد تركّز بحثي على المرويّات المتعلّقة بالبعد الدعاويّ للحرب، وهو بعدٌ يؤدّي في هذا الصراع تحديدًا دورًا أهمَّ ربّما ممّا قد يؤدّيه في أيّ صراعٍ آخر يمكن أن يَخْطر في بالي. ولا يَصْعب فهمُ سبب ذلك، إذ هو مرتبطٌ بطبيعة المشروع الصهيونيّ ذاتها (...)

لقد كان هناك دائمًا جهدٌ صهيونيٌّ/إسرائيليٌّ لمخاطبة الرأي العامّ الغربيّ، في حين تميّز الجانبُ العربيّ بغياب أيِّ جهدٍ مماثل، على الأقلّ حتى حلول سنة 1967. والمثال على هذا الفارق هو حين قرَّر جان پول سارتر عام 67 أن يخصِّص ملفًا من مجلّته، الأزمنة الحديثة، للصراع العربيّ ـ الإسرائيليّ: فاللاتكافؤ المذهل بين حجم المساهمات العربيّة وحجمِ المساهمات الإسرائيليّة لصالح الأخيرة، على الرّغم من جهود المحرِّرين في الموازنة بين المساهمات جميعِها، يشير إلى الخلل آنذاك في الأهميّة التي يوليها كلُّ طرف من أجل كسب عقول الغربيِّين وقلوبِهم إلى قضيّته.


* * *

بيْد أنّ الأمور تغيّرتْ بعد حرب حزيران 1967، التي حطّمتْ كلَّ أوهام العرب في تحرير فلسطين عن طريق الحرب. وفي المقابل أدّت هزيمةُ 67 إلى صعود المقاومة الفلسطينيّة المسلّحة، التي أخذتْ بزمام منظّمة التحرير الفلسطينيّة (م.ت.ف). فلقد تزايد إدراكُ القيادة الفلسطينيّة الجديدة، على مرّ السنوات، لأهميّة العامل الدعاويّ، ولاسيّما العمل على كسب الرأي العامّ الغربيّ، بسبب الموقع المسيطر للدول الغربيّة ـ وعلى رأسها الولاياتُ المتحدة ـ في الشرق الأوسط. هكذا سَعَتِ القيادةُ المذكورةُ إلى تطوير خطابٍ يستميل الغربيّين المتنوّرين، وإنْ بقي وقعُهُ محصورًا إلى زمنٍ طويل في أقسامٍ من اليسار فقط.

أما الصهاينة فاحتاجوا منذ البداية إلى دعم الرأي العامّ الغربيّ لكي ينشئوا دولتهم، ولكي يرسّخوا وجودَها في قلب محيطٍ معادٍ بعد إنشائها. ولهذا احتاجوا إلى إقناع ذلك الرأي العامّ بشرعيّة دولتهم، وبشرعيّةِ أفعالها وحروبها. ومن هنا الجهدُ الدائمُ والمكثّفُ الذي بذلتْه الحركةُ الصهيونيّةُ لشرعنة مشروع دولتها حتى قبل أن تنال موافقةَ الجمعيّة العامة للأمم المتحدة عام 1947 (عبر قرار التقسيم).

في الأصل تركّزت الحجّة الصهيونيّةُ على "معاداة الساميّة،" منظورًا إليها من المنظار الصهيونيّ بوصفها محتومةً وعصيّةً على العلاج ما دام اليهودُ يعيشون وسط الأغيار، بحيث يكون الحلُّ الوحيدُ لمعالجة هذه المشكلة هو خلق "دولة اليهود" (Judenstaat) ـ وهو العنوانُ الألمانيّ الأصليّ لبيانٍِ مؤسِّس الصهيونيّة الدولتيّة الحديثة، ثيودور هرتزل. وإلى جانب حجّة "معاداة الساميّة" كان للصهيونيّة بعدٌ قومويٌّ موجَّهٌ حصرًا إلى اليهود. في الأصل لم يكن هذا البعدُ مقيَّدًا بفلسطين وحدها: فهرتزل، النمساويّ العلمانيّ، كان يرغب في إيجاد "دولةٍ لليهود" في أيّ مكان، أكان ذلك في أفريقيا أمْ أميركا اللاتينيّة؛ بل هو رغِبَ في أن تكون الألمانيّةُ لغتَها الرسميّة. لكنّ ذلك لم يحصلْ في النهاية، وإنما استند المشروعُ الى نوعٍ جديدٍ من الشرعنة: شرعنةٌ مستندةٌ إلى الدين، وإلى البعد التوراتيّ تحديدًا، ومؤدّاها أنّ الشعب اليهوديّ عاش في فلسطين قبل ألفيْ عام وأنّه "سيعود" إلى فلسطين ـ وفي ذلك تطبيقٌ لحلم "العودة" إلى القدس، الذي يقع في قلب التراث الدينيّ اليهوديّ. وجاءت رسالةُ بلفور إلى روتشايلد لتدفعَ بهذا الخيار قُدُمًا، وبشكلٍ حاسم، وذلك بإعلانها أنَّ حكومتَه تنظر بعين العطف إلى "إنشاء وطنٍ قوميٍّ للشعب اليهوديّ في فلسطين."

إلاّ أنّ الشرعنة الكولونياليّة ـ الدينيّة ازدادتْ ضعفًا، وتناقصتْ فعّاليّةً، في إقناع الرأي العامّ الغربيّ والحكوماتِ الغربيّة بين الحربيْن العالميّتيْن وبعد الحرب العالميّة الثانية. فبدخول العالم مرحلةَ ما بعد الاستعمار، لم تعد الحركةُ الصهيونيّةُ قادرةً على تلقّي الدعم بوصفها مشروعًا استيطانيًا كولونياليًا متأخّرًا لكون هذا البعد من أبعاد هويّتها بات مفوّتًا ]مناقضًا للتاريخ]. وفي المقابل، قوّت المرحلةُ النازيّةُ حجّةَ "معاداة الساميّة" على نحوٍ هائلٍ ومروِّع. غير أنَّ الحركة الصهيونيّة كانت في هذا الصدد تواجه حجّةً قويّةً من الجانب العربيّ: إنّها الحجّة العربيّة الكلاسيكيّة، وهي الحجّةُ الوحيدةُ التي تسمو فوق اختلافات العرب، مواقفَ وخطاباتٍ، وتمّ التعبيرُ عنها مبكّرًا جدًا، منذ قبض النازيّون على السلطة في ألمانيا. وهي تمضي كالآتي: "النازيّة شنيعة، ومعاداةُ الساميّة دنيئة، ونحن ـ عربًا ومسلمين ـ نمتلك تراثًا مختلفًا يقوم على التعايش السلميّ مع اليهود. لا يجوز لأحدٍ أن يحمِّلنا مسؤوليّةَ الجرائم الألمانيّة والأوروبيّة، ولا أن يُطلبَ إلينا أن ندفعَ الثمنَ نيابةً عن المجرمين. لا يجوز أن تُحلّ المسألةُ اليهوديّةُ على حسابنا، على حساب فلسطين."

احتاج الصهاينةُ إلى مواجهة الحجّة العربيّة هذه. وكانت الطريقةُ الأسهلُ هي إنتاجَ مرويّةٍ تصوِّر العربَ عامّةً، والفلسطينيين العربَ تحديدًا، وكأنّهم يواصلون المشروعَ النازيّ. هكذا استطاعت الحركةُ الصهيونيّةُ أن تصوِّر نفسَها بعد العام 1945 وكأنّها تواصلُ القتالَ ضدّ النازيّة، وأنّ تصوّرَ الحربَ ضدّ العرب عامَ 1948 وكأنَّها ـ بشكلٍ من الأشكال ـ المعركةُ الأخيرةُ في الحرب العالميّة الثانية. هذه المرويّة "الصهيونيّة" تمحورتْ حول شخصيّة مفتي فلسطين، الحاجّ محمد أمين الحسيني، الذي كان في المرويّة الصهيونيّة، وما يزال، شخصيّةَ "الشرّير" التي لا تنفكّ تتصدّر حربَها الدعاويّة.


* * *

لا شكّ في أنّ أمين الحسيني لعب دورًا دنيئًا أثناء الحرب العالميّة الثانية، بعد أن التجأ إلى أوروبا بين عاميْ 1941 و1945. فقد تنقّل بين برلين وروما، وتعاون مع دولتَي المحور، إيطاليا وألمانيا، مسهمًا في دعايتهما المكثّفة الموجّهة إلى العرب والمسلمين. بل شارك في بناء وحدات "إس. إس" نازيّةٍ بين مسلمي البلقان. وفي مخاطبته العربَ والمسلمين لحساب ألمانيا، نقل أطروحاتٍ رئيسةً في النازيّة. وكان على قرابةٍ وثيقةٍ باللاساميّة النازيّة، متّفقًا مع البعد المعادي لليهود في النظرة النازيّة إلى العالم، وإنْ لم يَنتسبْ إلى الحزب النازيّ ولم يتبنَّ إيديولوجيّته بالكامل.

بيْد أنّ المفتي تحوَّلَ، بفضل الپروپاغندا الصهيونيّة، إلى ممثّلٍ لكلّ الفلسطينيين، إنْ لم يكن لكلّ العرب. ومؤخّرًا، مع التصاعد المذهل لرُهاب الإسلام (الإسلاموفوبيا) بعد اعتداءات 11 سبتمبر 2001، "رُقّي" المفتي إلى منزلة ممثِّل المسلمين، وإنْ لم يكن الإسلام عامّةً، فإلى منزلة ممثِّل "الفاشيّة ـ الإسلاميّة،" وهو تعبيرٌ يُقصد به أن يَشْمل كلَّ الحركات التي تُحيل على الإسلام في صراعها ضدّ الاحتلالات والاعتداءاتِ الغربيّةِ و/أو الإسرائيليّة، سواء كانت مجموعاتٍ إرهابيّةً هامشيّةً أو حركاتٍ شعبيّة. غير أنَّ الحقيقة تخالف ذلك تمامًا: فلئن كنتُ لا أكنّ إلاّ الاحتقارَ للدور الذي أدّاه الحسيني أثناء الحرب العالميّة الثانية، فإنَّ تضخيمَه إلى درجةِ تصويره أحدَ مقترفي الإبادة النازيّة الأساسيّين، وإلى درجة تصويره ـ فوق ذلك كلّه ـ ممثّلاً عن الشعب الفلسطينيّ بأسْره، إنْ لم يكن العرب جميعهم، لهو افتراءٌ مناقضٌ للحقيقة التاريخيّة. وهناك حججٌ كثيرةٌ تعزّز ما أقول، بل هي أكثرُ من أن يُحتمَل ذكرُها في هذا العرض الموجز.

ولكنْ فلنتأمّلْ، على الأقلّ، الإشارةَ الأوضحَ إلى أثر المفتي الفعليّ، عنيتُ: التأثير الفعليّ لحَضِّه الفلسطيِنيين والعربَ، من برلين وروما، على حمل السلاح ضدّ البريطانيّين، وعلى القتالِ إلى جانب ألمانيا وإيطاليا. فالحقيقة هي أنّ ذلك الحضَّ كان ذا أثرٍ ضئيلٍ جدًا، إذ يكاد ألاّ يكونَ قد حدث أيُّ تمرّدٍ عربيّ ضدّ البريطانيّين أثناء الحرب. والإشارة الوحيدة في هذا الصدد تتعلّق بالانقلاب الذي وقع في العراق عام 1941 [حركة رشيد عالي الكيلاني] وتصِفه الأدبيّاتُ الدعاويّةُ بأنَّه كان مؤيِّدًا للنازيّة. وهذا تشويهٌ للحقيقة التاريخيّة، إذ إنّ جُلَّ ما يمكن قولُه إنّه كان انقلابًا معارضًا للبريطانيِّين. بل علينا أن نتحوَّطَ عند إصدار هذا القول الأخير نفسه: فالحال أنّ قادة الانقلاب المذكور كانوا، قبل كلّ شيء، قوميِّين استقلاليين، وقد حاولوا استمالةَ البريطانيِّين في البداية قبل أن يَقمعَهم التدخّلُ العسكريُّ البريطانيّ. لقد كان التعنُّتُ البريطانيّ هو ما دَفَعهم إلى السعي وراء دعم برلين، بل ودعم موسكو أيضًا.

بعد فشل الانقلاب في العراق، ذهب المفتي إلى برلين وروما. وكلُّ مناشداته العربَ والمسلمين، من الإذاعتين الألمانيّة والإيطاليّة، لم تُجْدِ فتيلاً. والدليل الأبرز على ذلك هو العددُ الإجماليُّ للعرب الذين التحقوا بالمنظّمات العسكريّة الألمانيّة النازيّة من كلّ العالم العربيّ، من العراق إلى المغرب: 6300 عربيّ على وجه أحد التقديرات. قارِنوا هذا بعدد العرب الذين قاتلوا في صفوف الحلفاء: فمن فلسطين وحدها كان هناك 9000 عربيّ انخرطوا في الجيش البريطانيّ، ناهيك بربع مليون من شمال أفريقيا (أمازيغَ وعربًا) قاتلوا في جيش التحرير الفرنسيّ (بقيادة شارل دوغول) وشكّلوا غالبيّةَ ضحايا هذا الجيش.

أنا لا أزعم طبعًا أنَّ المفتي لم يمثّل سوى نفسه؛ فلقد كان لديه عدد كبيرٌ من الأتباع. لكنّه كان أبعدَ ما يكون عن زعيمٍ يحظى بالإجماع. على العكس: كان المفتي محطَّ خلافٍ وتشكيكٍ شديديْن، وكان أعداؤه كثيرين سواء في فلسطين أو في بلدانٍ عربيّةٍ أخرى. غير أنّ السبب في أنّ الحسيني كان وما يزال موضعَ اهتمامٍ كبيرٍ ]في الخطاب الصهيونيّ] يعود إلى أنَّه يقع في صميم أكثر الأطروحات ملاءمةً للدعاية الصهيونيّة التي تودّ تصويرَ الفلسطينيِّين أو العرب مؤيّدين للنازيّة، وتصويرَ الحرب العربيّة ـ الإسرائيليّة عام 1948 وطردِ الفلسطينيِّين بمثابة معركةٍ يهوديّةٍ ضدّ لاساميّين أشباهِ نازيين. وبحسب تعبير ]المؤرِّخ الإسرائيليّ] بني موريس، في مقابلةٍ سيِّئة السمعة مع هاآرتس عام 2004، أثارت صيحاتِ استنكارٍ بسبب عنصريّتها الفجّة، "فإنَّ الخيار ]عام 1948] كان بين التطهير العرقيّ ]بحقّ الفلسطينيّين العرب] والإبادة ]بحقّ اليهود]." هنا يمكن القولُ إنَّ موريس أقرّ، على الأقلّ، بأنّ الحركة الصهيونيّة ارتكبت "التطهيرَ العرقيّ" في فلسطين (وإسهامُه في تبيان هذه الحقيقة حين كان ما يزال ضمن فئة "المؤرّخين الإسرائيليِّين الجدد" هو ما أَشْهَرَه)، في حين تُواصل الپروپاغندا الصهيونيّةُ إنكارَ هذه الحقيقة التاريخيّة بشراسة.


* * *

امتدّ تصويرُ الحربِ المؤسِّسةِ للدولة الإسرائيليّة بأنّها حربٌ ضدّ النازيّة ليَشملَ حروبًا أخرى. فبعد المفتي وحرب 1948، صُوّر جناحا القوميّة العربيّة الأساسيّان في الخمسينيّات والستينيّات، أيْ جمال عبد الناصر وحزب البعث في سوريا والعراق، بأنّهما من أشباه النازيين. وهناك منشوراتٌ كثيرةٌ تحاول أن تشرحَ أنّ مؤسِّسَ البعث، ميشيل عفلق، كان معجبًا بالنازيّة. وهذا أمرٌ غيرُ صحيحٍ على الإطلاق: فالحقّ أنّه كان متأثّرًا باليسار الماركسيّ، وتعاوَنَ مع الشيوعيّين في الأربعينيّات. كما أنّ هذه الپروپاغندا تصوِّر عبد الناصر معاديًا للساميّة وتُشبِّهُه بهتلر، وذلك استنادًا إلى أطروحاتٍ واهيةٍ أناقشها في القسم الثاني من كتابي، الذي يتناول مرحلةَ ما بعد النكبة حتى أيّامنا (...)


* * *

شهدتْ أواخرُ العشرينيّات، إذًا، انبثاقَ مرويّةٍ مشابهةٍ في العالم العربيّ، مع بعض الإحالات على التراث الإسلاميّ. وجاءت نتيجةً لتفاقم التوتّر في فلسطين. نعم، لم يكن ذلك الخطابُ كامنًا في الثقافة العربيّة أو التاريخ العربيّ من قبل. بل إنّ برنارد لويس نفسَه، الذي لا يمْكن الاشتباهُ في تعاطفه مع العرب، سبق أن شدّد على أنّ معاداة الساميّة في العالم العربيّ الإسلاميّ قد تمّت نتيجةً للمسألة الفلسطينيّة، ولم تكن متجذّرةً في التاريخ العربيّ ـ الإسلاميّ، خلافًا لما حَدَثَ في الغرب المسيحيّ.

في كتابي أبيِّن بالتفصيل كيف انبثق هذا الخطابُ في العالم العربيّ، وكيف أنّ الرجل الذي أدى الدورَ الأساسَ في صياغته عربيًا سبق أن شَجَبَ الغربَ المسيحيَّ للاساميّته في حادثة دريفوس أواخرَ القرن التاسع عشر. بل إنّ هذا الرجل، محمّد رشيد رضا، حاول أن يبني علاقاتٍ بالحركة الصهيونيّة سعيًا إلى إقناعها بالتعاون العربيّ ـ اليهوديّ إنْ هي نَبَذَتْ مشروعَها لخلق دولةٍ يهوديّةٍ في فلسطين. لكنّ رضا انتهى إلى فقدان أيّ وهمٍ بإمكانيّة هذا التعاون، وطوّر بعد انتفاضة العامّ 1929 في فلسطين خطابًا معاديًا للساميّة، "مُدبلِجًا" الخطابَ الغربيّ المعادي للساميّة إلى العربيّة، وناثرًا فوقه آياتٍ من القرآن واقتباساتٍ أخرى مأخوذةً من العناصر المعادية لليهود في التراث الإسلاميّ. ومن المعروف جيّدًا أنّ هذه العناصر أكثرُ حضورًا في التراث المسيحيّ، وأنّ هناك عناصرَ معاديةً للمسيحيّة ومعاديةً للإسلام أيضًا في التراث اليهوديّ. فمع أنّ الديانات التوحيديّة الثلاث تدعو الناسَ إلى أن "يحبّوا بعضَهم بعضًا،" فإنّها تكره بعضها بعضًا كراهيةً عميقةً في الواقع.


* * *

هذا التيّار الذي نقل الخطابَ الغربيَّ المعادي للسامية إلى العربيّة سيلعب لاحقًا دورًا بارزًا في استيراد خطابِ "إنكار المحرقة" ونشرِه في العالم العربيّ. لم يكن العربُ هم مَن بادروا إلى إنكار المحرقة طبعًا، بل بدأ ذلك في الغرب، وتحديدًا هنا في ألمانيا، منذ زمنٍ بعيد، بعد سنة 1945، وفي بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة. وقد تطوّر ذلك في العقود الأخيرة إلى ما تُمكن تسميتُه "صناعة إنكار المحرقة،" وذلك مع إصدارٍ مكثّفٍ للكتب والكتيّبات والمنشورات الإلكترونيّة وهلمجرًا. إنَّ إنكار المحرقة لهو في الأساس محاولةٌ مخبولةٌ، لاساميّةٌ بشكلٍ عميق، من أجل نفي أن يكون النازيّون قد اقترفوا إبادةً ضدّ اليهود الأوروبيّين، أو للتقليل ممّا حدث فعلاً واختزالِه إلى محض مجزرةٍ ذاتِ أبعادٍ ونسبٍ أقلَّ بكثير ممّا هي عليه في الواقع.

بدأ إنكارُ المحرقة الغربيُّ بالانتشار في العالم العربيّ قبل حوالى 20 سنة، بما يتخطّى الهامشَ الذي كان محصورًا ضمنه حتى ذلك الوقت. ويرتبط انتشارُه ارتباطًا وثيقًا بتصاعد التوتّرات في الصراع العربيّ ـ الإسرائيليّ، ولاسيّما احتداد الكراهية الناجم عن الغزو الإسرائيليّ للبنان عامَ 1982. وقد تفاقمتْ هذه المشاعرُ مع القمع الإسرائيليّ للانتفاضة الفلسطينيّة منذ كانون الأول (ديسمبر) 1987، ومع التوتّرات المتزايدة في الأراضي الفلسطينيّة واللبنانيّة المحتلّة، وصولاً إلى إعادة احتلال الجيش الإسرائيليّ (وبشكلٍ وحشيّ) عامَ 2002 للأراضي التي سبق أن أخلاها في الضفّة الغربيّة. وتبع ذلك كلَّه القصفُ البالغُ العنف للبنان عامَ 2006، وخنقُ قطاع غزّة بعد العام 2007 وقصفُه الهمجيّ له في كانون الأول 2008 ـ كانون الثاني 2009.

إنَّ تلاحُقَ أعمال العدوانيّة العسكريّة الإسرائيليّة الوحشيّة والقمعِ الضاري طوال ثلاثة عقودٍ أدّى إلى مشاعرَ حادّةٍ جدًا على جانبي الصراع العربيّ ـ الإسرائيليّ. وبدءًا من غزو لبنان عام 1982 تسبّبتْ تلك الأحداثُ في تدهورٍ حادٍّ في صورة إسرائيل في الغرب. فإلى ذلك الحين كانت تلك الصورةُ إيجابيّةً بشكلٍ عامّ، أكثرَ إيجابيّةً بكثيرٍ من صورة العرب أو الفلسطينيين. لكنّ الوضعَ تغيّر تغيُّرًا كبيرًا بعد غزو لبنان ذاك: فخلافًا للحروب الإسرائيليّة السابقة، لم يكن بإمكان الدولة الصهيونيّة إقناعُ الرأي العامّ العالميّ بأنّ غزوَ لبنان "حربٌ دفاعيّة،" نظرًا إلى الاختلال الواضح في موازين القوى [بين القوات المشتركة اللبنانيّة ـ الفلسطينيّة، وجيشِ الاحتلال]. ثم إنَّ مشهدَ الجيش الإسرائيليّ وهو يحاصر بيروتَ، عاصمةَ أضعفِ جارٍ لإسرائيل، صَدَمَ خيالَ العالم أجمع.


* * *

ردّت إسرائيلُ على تدهور صورتها باللجوء من جديد إلى توظيف المحرقة، ولكنْ على نحوٍ أشدّ كثافةً وإفتراءً ممّا حدث في أيّ وقتٍ مضى. وكان مناحيم بيغن، رئيسُ وزراء إسرائيل أثناء ذلك الغزو، معروفًا بإشاراته المتكرّرة إلى المحرقة (اقرأوا كتاب توم سيغيف الممتاز بهذا الصدد، وعنوانُه المليونُ السابع)، حتى في أمور السياسة المحلّيّة الإسرائيليّة، إذ كان يشبِّه خصومَه السياسيّين بالنازيّين.

ولقد مارس بيغن هذا الاستغلالَ إلى أقصى مداه، ووصل فيه إلى مستوياتٍ بالغةِ الحماقة فعلاً، حين كان في سدّة الحكم: يورد سيغيف، مثلاً، أنّ بيغن، أثناء اجتماعٍ للحكومة الإسرائيليّة، برّر غزوَ لبنان، الذي كان على وشكّ شنّه، بتأكيده أنّ البديل سيكون "تربلينكا" [اسم أحد معسكرات الإبادة النازيّة]، مثيرًا بذلك شبحَ المحرقة النازيّة. وذلك هراءٌ محضٌ إنْ فكّرتم بالخلل الهائل في موازين القوى آنذاك (...)


* * *

على أنّ هذا لا يعني أنّ إنكار المحرقة بات التيارَ المسيطرَ في العالم العربيّ، على ما تَزْعم الپروپاغندا المعاديةُ للعرب. فهذا، من جديد، محضُ افتراء. غير أنّ ذلك الإنكارَ اتّسع بلا شكّ أثناء العقدَيْن الأخيرَيْن أو أكثر، وترافَقَ مع انزياحٍ كاسحٍ في المشهد السياسيّ العربيّ ـ ممّا كان عليه في الخمسينيّات والستينيّات وصولاً إلى السبعينيّات حين كانت التيّاراتُ اليساريّةُ هي المسيطرةَ على الحركات الجماهيريّة، قوميّةً كانت أو ماركسيّةً، إلى حقبةٍ باتت الحركاتُ الجماهيريّةُ فيها تقع في غالب الأحوال تحت سيطرة الحركات الأصوليّة الإسلاميّة الأقرب إلى تبنّي مواقفَ تُنكر حصولَ المحرقة. ولكنّ الحركات الأصوليّة الإسلاميّة نفسَها لا تُدْمن هذا النوعَ من الخطاب إدمانًا لا شفاءَ منه.

خذوا مثلاً حركةَ حماس، التي تضمّن ميثاقُها الأساسيُّ إشاراتٍ لاساميّةً صارخةً إلى پروتوكولات حكماء صهيون. فلو راقبتم تحوّلاتِ الحركة في السنوات الأخيرة للاحظتم اختفاءَ مثل تلك العبارات اللاساميّة نتيجةً للخبرة السياسيّة التي اكتسبتْها الحركة. والواقع أنّ هذا التوجّه الجديد سهّله بعضُ أعضاء الحركات المطّلعين على الثقافة الغربيّة، والذين أدّوا دورًا فاعلاً في تغيير خطابها: فلقد شَرَحوا كيف أنّ العبارات اللاساميّة تُضرّ بالقضيّة الفلسطينيّة، بل تَخدم فعليًا الپروپاغندا الصهيونيّة. والحال أنّ هناك مواقعَ إلكترونيّة ومنشوراتٍ صهيونيّةً لا تُحصى تورِدُ كلَّ شارِدةٍ وواردةٍ في العالم العربيّ معاديةٍ للساميّة أو مُنْكرةٍ للمحرقة. هذه التصريحات المشؤومة ـ وهي للأسف كثيرةٌ ـ يتمّ تضخيمُها ]في الإعلام الغربيّ والصهيونيّ]، في حين أنّ التصريحات العربيّة والفلسطينيّة التي تُقرّ بحصول الإبادة النازيّة وتتعاطف مع ضحاياها اليهود تكاد ألاّ تُذكرَ حين تصْدر عن نقّادِ إسرائيل (...)


* * *

بعد أحداث 11 أيلول 2001، وما تبعها من طفرةٍ في رُهاب الإسلام في الغرب، غذّاها استغلالُ صورتيْ تنظيم "القاعدة" والسلفيّة الإسلاميّة المتطرّفة، تكثّفت الدعايةُ التي تصوِّر العربَ والمسلمين وكأنّهم نازيّون. وقد نتج من ذلك صدامٌ بين مرويّاتٍ يمينيّةٍ متعصّبة، يقف في جانبه العربيّ سلفيّون إسلاميّون، وفي جانبه الإسرائيليّ ما سُمّي "نيو ـ صهيونيّة،" أيْ ذلك التيّار الصهيونيّ اليمينيّ المتطرّف الذي تطوّر في السنوات الأخيرة الى أن أصبح طرفًا مهمًا في الحكومة الإسرائيليّة. ويترافق صدامُ المرويّات المذكور مع صدامٍ بين نوعيْن من الإنكار.

غير أنه أيًا ما كان غباءُ إنكار العرب للمحرقة أو دناءتُه، بحسب المُنْكِر وبحسب الظروف [التي يُنْطَق فيها ذلك الإنكارُ]، تبقى حقيقةُ أنَّ مَنْ يُنكر المحرقةَ، عربًا أو فلسطينيين، إنَّما يُنكر إبادةً تاريخيّةً لا يتحمّلُ العربُ أو الفلسطينيّون أيّةَ مسؤوليّةٍ عنها. وفي المقابل، فإنّ الإسرائيليّين يُنْكرون، على المستوى الرسميّ، وقوعَ النكبة الفلسطينيّة عام 48! صحيح أنّ النكبة لم تكن إبادةً جماعيّةً ـ لحسن الحظّ ـ غير أنّها كانت تطهيرًا عرقيًا، أيْ جريمةً ضدّ الإنسانيّة، ما زالت إسرائيلُ تُنْكرها إلى حدّ سعيها إلى منع استخدام كلمة "نكبة." فحين أرسل أمينُ عامّ الأمم المتّحدة، بان كي مون، رسالةً إلى الرئيس الفلسطينيّ محمود عبّاس عام 2008 بمناسبة الذكرى الستّين للنكبة، كتبتْ إليه وزيرةُ خارجيّة إسرائيل تسيپي ليفني احتجاجًا رسميًا ضدّ استخدامه هذه الكلمة. إنّ إنكارَ جريمةٍ ما، حين يأتي من الدولة التي اقترفتْها، لهو أخطرُ بكثير من الإنكار الغبيّ والرجعيّ للمحرقة النازيّة الذي يمارسه بعضُ العرب (...)


* * *

أيّةُ دروسٍ يمكن أن نستخلصَها من المأساة التاريخيّة العظيمة التي مثّلتْها المحرقة النازيّة؟ الدرسُ الخطأ هو أن ينتقل المرءُ من اللاساميّة إلى نوع من محبّة الساميّة (philosemitism) التي انتقدها أشخاصٌ مثل إليونوره شتيرلينغ 1925-1968] وهي باحثة ألمانيّة يهوديّة تخصّصتْ في تاريخ اللاساميّة في ألمانيا]، أو فرانك ستِرْن، الأستاذ السابق في جامعة بن غوريون في النقب.

إنّ استخلاصَ الدرس الصحيح من المحرقة لا يكون بالانتقال من معاداة الساميّة إلى نقيضها، ليبقى المرءُ ضمن منظورٍ يُفرِد اليهودَ خارج مجرى الأمور الطبيعيّة؛ فهذا المنظور لا يشكّل قطيعةً فعليّةً مع الذهنيّة المعادية للساميّة. إنَّ استخلاصَ الدرس الصحيح من المحرقة ينبغي أن يقودَ إلى التمرّد والقتال بشراسةٍ ضدّ كلّ تمظهرات العنصريّة والكراهية الإثنيّة، أكانت العداءَ للساميّة أمْ رُهابَ الإسلام. والحقّ أنّ العنصريّة المعادية للمسلمين هي اليوم الشكلُ الطاغي للعنصريّة الموجودة فعلاً في أوروبا المعاصرة، وهو ما ينبغي أن نبقيَه راسخًا في أذهاننا إذا أردنا أن نستوعبَ دروسَ المحرقة بشكل صحيح (...)

لندن

المصدر: مجلة الآداب عدد ٩-١٠ /٢٠١٠



#جلبير_الأشقر (هاشتاغ)       Gilbert_Achcar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار العربيّ: حوار مع جلبير الأشقر [ القسم الأخير ]
- اليسار العربيّ: حوار مع جلبير الأشقر (الجزء الثاني)
- إنكار المحرقة... وإنكار النكبة
- اليسار العربيّ: حوار مع جلبير الأشقر
- النكبة المحدقة وكيفية مواجهتها
- وراء أزمة غزة : مقابلة مع جلبير الأشقر
- الاستشراق معكوسا: تيارات ما بعد العام 1979في الدراسات الإسلا ...
- -الولايات المتحدة الأمريكية تزرع بذور مأساة طويلة المدة-
- أزمة لبنان لم تنته بعد
- حوار حول الوضع في العراق:الولايات المتحدة الامريكية والانهيا ...
- الولايات المتحدة: الانهيار العراقي
- لبنان: المطامع الامبريالية في محك الواقع
- المطامع الإمبريالية الأميركية سفينة قيد الغرق
- الحرب في لبنان
- إسرائيل تتخذ شعبا بكامله رهينة
- العدوان المزدوج على فلسطين ولبنان
- إخفاق المشروع التنويري في المنطقة العربية وشروط استنهاضه
- همجية - الرسالة المتمدنة
- الانطباعات الأولى حول فوز -حركة حماس- الانتخابي
- إحتلال العراق في سياسة واشنطن الإمبراطورية الراهنة


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- حَمّاد فوّاز الشّعراني / حَمّاد فوّاز الشّعراني
- خط زوال / رمضان بوشارب
- عينُ الاختلاف - نصوص شعرية / محمد الهلالي
- مذكرات فاروق الشرع - الرواية المفقودة / فاروق الشرع
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 9 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة ,, العدد 8 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 7 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة الالكترونية , العدد 6 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة , العدد 5 / ريبر هبون
- صحيفة الحب وجود والوجود معرفة العدد 4 / ريبر هبون


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - بوابة التمدن - جلبير الأشقر - عن العرب والمحرقة النازيّة