أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - شامل عبد العزيز - سولجنستين وثورة أكتوبر ؟















المزيد.....

سولجنستين وثورة أكتوبر ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 12:55
المحور: في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
    


إلى أصحاب العقول المريضة , إلى كافة سجناء الأدلجة , إلى الذين ألقى بهم التاريخ إلى حيث , إلى المناهضين لكل ما هو عصري وحديث , إلى الذين يقرأون بالبصر لا بالبصيرة , إلى أصحاب الشتائم والتخوين والتكفير , إلى العاجزين عن السير نحو عالم يتغير ويتطور فيه كل شيء , إلى الذين يحاولون الوقوف امام تقدم الحياة ولكن عجلة الحياة سوف تسحقهم كما سحقت أفكارهم البالية.
يتهكم بعض السادة ويتطاولون على بعض الرموز والكتاب والمُعلقين من الذين يعتبرون أنفسهم مُلاك الحقيقة المطلقة والعارفين بلغة الأدب والخطاب .
الذين يمتلكون وحدهم حق الكلام , على أنه لا يجوز الكتابة في الماركسية إلا لمن كان يفهم الماركسية ؟ ولا يجوز كذلك التحدث عن ثورة أكتوبر ورموزها والطاغية ستالين بحجج واهية .
سوف نوافق على هذا القول والذي يصفنا ويصف معنا بعض السيدات والسادة بأننا لا نملك اللغة الماركسية من اجل نقد الأفكار والتجارب والمراحل التي مرت بها وبما اننا لا نملك تلك اللغة المطلوبة التي تؤهلنا لكي نقول رأينا ولكي نعبر عن وجهة نظرنا التي يرأها البعض من اننا نكتب لكوننا مأجورين لجزر الواق واق ؟
هذا القول فيه مغالطة كبيرة ولكن سوف نتماشى مع هذه المغالطة لكي لا يكون للبعض حجة فيما سوف نورده ومن أجل إثبات فشلهم وعجزهم .
لماذا هذه المقدمة التي تبدو مزعجة للبعض ؟
هذه المقدمة من أجل أننا سوف نختار من هو مؤهل لكي يقول رأيه في / التجربة السوفيتية / ألا وهو : ألكسندر سولجنستين .
سارتر يقول عنه : إنه الثلج الذي يتعذب .
هو كذلك الذي يدعو إلى إبعاد النص الديني عن أصحاب الرؤوس المجنونة .
هو الذي قال عنه الرئيس الفرنسي ساركوزي :
أحد أكبر الضمائر الروسية في القرن العشرين , هو الذي فتح أعين العالم على حقيقة النظام السوفيتي عندما اعطى تجربته بُعداً عالمياً .
ولد في العام 1918 مع نهاية الحرب العالمية الأولى وثورة اكتوبر وقعت قبل سنة من مولده وهو الذي عاش طفولته الأولى في كنف شعارات أيدلوجية وإعلام ديماغوجي وأقتتال اهلي وإنقسامات سياسية اطاحت برؤوس الملايين من البشر .
هو الذي شارك في المعركة دفاعاً عن بلاده لا عن الحزب والنظام وسقط أسيراً ليخرج في نهاية الحرب العالمية الثانية 1945 في رؤية مضادة للسلطة الفردية المستبدة ( والتي يصورها لنا البعض بأنها جنة الله على الأرض ) ؟
أعتقد بأنه لا خلاف على أن الكاتب العظيم يمتلك من المؤهلات ما تجعله يدلو بدلوه وهذه المؤهلات لا يمتلك المدعين نسبة 1 % مما يمتلكه سولجنستين , أو حتى نصف بالمائة .
الذي دعاني للكتابة عن هذا العظيم وما قاله بحق / ثورة اكتوبر / هو مقالة الأستاذ الكبير سيمون خوري / إنه .. زمن الزهايمر الفكري .. ؟ / والتي عرى فيها أصحاب الحقيقة المطلقة بأسلوب رائع وبديع وكانه يعزف أروع قطعة موسيقية دون أن يستطيعوا أن يردوا عليه وتواروا خلف أوهامهم وجمودهم .
ما أتمناه أن لا يطال التخوين والتكفير المسكين سولجنستين الذي يرقد في قبره متمنياً دخول الجنة ؟
طبعاً سولجنستين هو الذي أفشى الجرائم الستالينية وليس / شامل عبد العزيز ورفاقه / ؟
في معسكرات قمع : يوسف ستالين : وعبودية العمل الشاق الإجباري المنهك للجسد لمعاقبة المنشقين والمشكوك بولائهم ؟ طبعاً من وجهة نظر / زعيم الإنسانية / ستالين .
ما هو الفرق بين أي بربري وستالين في معاملة مخالفيه ؟ هل تعلم حكامنا من ستالين ؟
قال سولجنستين في مقابلة تلفزيونية :
إن شعوراً استحوذ عليه منذ شبابه المبكر ( هو من مواليد 1918 ) بوجود مهمة ملقاة على عاتقه لكتابة تاريخ ثورة اكتوبر البلشفية الذي ( زُيف ولُفق ولم يجر الكشف عن حقائقه ) .
يقول عن ثورة البلاشفة :
ثورة أكتوبر لم تكن خياراً جماهيرياً أو تاريخياً لروسيا , لقد دبرها الغرباء والدخلاء وأصبح الشعب الروسي ضحيتها الرئيسية مدللاً على ذلك بما يسميه / عمليات الإبادة الجماعية / التي تعرض لها الروس .
هل هذا القول من تأليف اعداء ثورة اكتوبر من كتاب وقراء الحوار المتمدن ؟
بعد تولي بوتين قال سولجنستين :
لقد ورث بوتين بلداً منهوباً جاثماً على ركبتيه , غالبية سكانه يشعرون بالإحباط وغارقون في البؤس .
سوف يقولون بعد ستالين أصبح الشعب الروسي بهذه الحالة ونحنُ نقول أن ستالين والعنف الذي استخدمه والإبادة هي التي حولت الشعب الروسي لمسخ .
لقد كان سولجنستين مؤمناً بقيم – الحرية – العدالة – الإنسانية التي لا يمتلكها / قادة ثورة أكتوبر وخصوصاً الدكتاتور الأوحد ستالين .
في عام 1945 انتقد سولجنستين في رسالة لأحد أصدقاءه كفاءة ستالين العسكرية ( التي يتفاخر بها البعض ) فماذا كان جزاء المسكين , من جراء الجريمة الكبرى ؟
حكموا عليه بمعسكر اعتقال . هل لا حظتم عمن تدافعون ؟ مجرد كلمات يرتعش منها الدكتاتور .
وكانت العقوبة 8 سنوات في الاعتقال . ويقولون تاريخ ناصع البياض للدكتاتور ؟
أُفرج عنه قبل موت الدكتاتور في عام 1953 ببضعة أسابيع .
قال في أواخر أيامه :
امل ان تشكل المادة التاريخية التي جمعتها جزء من وعي وذاكرة مواطنيَ وتجربتنا الطويلة المريرة ستساعدنا في حال تعرضنا لظروف اجتماعية مضطربة في تفادي التعرض لاخفاقات مؤلمة .
جمع سولجنستين وثائق عمله / أرخبيل الغولاغ / من معايشاته الشخصية وشهادات المعتقلين واستمر في كتابته عشر سنوات وتهريبها سراً لتنشر في الغرب ( المتوحش ) ؟
مع صدور / أرخبيل الغولاغ / فجاء ملحمة بكائية بالحزن والنقمة على شرور المعتقلات ( التي شيدها أبطال الثورة وزعماء الإنسانية ) ؟
تخلل كل ذلك تاملات فلسفية تفسر العنف .
أحدث الأرخبيل هزة عميقة في الضمير الأوربي .
وعلى ضوئها أجرى العديد من مفكري ومثقفي اليسار مراجعة لمواقفهم الأيدلوجيا / عدا بعض الديناصورات / , وأعلن بعضهم القطيعة مع الفكر الاشتراكي – الماركسي .
هل سولجنستين : صهيوني – مأجور – عميل – من الرجعية العربية ؟
لقد نال جائزة نوبل عام 1970 وهذه النقطة سوف يعتبرها البعض ليست ذات قيمة لأن رئيس الوزراء الإسرائيلي أيضاً نال نوبل وسوف يقول بعض المغيبين هي الثمن ولكن سولجنستين تعرض للغرب بنقد لاذع نتيجة بعض السياسات التي ينتهجها عندما عاش 20 عام خرج روسيا بين سويسرا وألمانيا وأمريكا ولكنه عاد لبلاده بعد الانهيار المدوي .
قال سولجنستين :
ماذا تريد أمريكا من روسيا ولماذا تحاصرنا من الجهات الأربعة هل تريد أن نستبدل ماركس ب جورج بوش ؟
قال عنه رئيس حكومة الإتحاد الروسي بوتين في عام 2007 عندما زاره لتسليمه جائزة الدولة أنه :
رجل كرس حياته للوطن ثم قال : روسيا هي نحن ونحن لحمها ودمها ونحن شعبها .
نعاه بوتين ووصف رحيله بالخسارة الكبيرة لروسيا وقال نحن فخورون به كمواطن سنتذكره كشخصية قوية شجاعة وجليلة .
لقد لعب سولجنستين دوراً تاريخياً من خلال كشفه للروس وللعالم أجمع الجانب اللانساني لمعسكرات الاعتقال السوفياتية وجعل موسكو الشيوعية ترتعد أمام روايته .
كرس حياته لمحاربة التوتاليتارية الشيوعية .
حطم سولجنستين أحد المحرمات من خلال روايته فعمت الصدمة الاتحاد السوفيتي واهتزت الأوساط المؤيدة وشعر ملايين الاشخاص الذين قضوا فترات في معسكرات اعتقال بأنه تم تحرريهم ثانية .
قال عنه غورباتشوف :
رجل عرف مصيراً فريداً وكان من أوائل المنددين بصوت عال بالطابع اللانساني للنظام الستاليني وكان من أوائل المتحدثين عن هذا الطابع ومن أوائل الذين عرفوه لكنهم لم ينكسروا .
ختاماً وكما قال الأستاذ سيمون خوري في مقالته :
وفي كلا الحالات وعبر التاريخ تعرض حملة راية الإصلاح الى مطاردة من قبل الأصوليين الدينيين والعقائدين معاً . بليخانوف أو تروتسكي أو سولجنستين أو جدانوف وحتى غورباتشوف لم يكونا سوى الوجه الأخر المقابل للمعري وإبن رشد والفارابي وإبن المقفع . في صدر الإسلام وجرى وصفهم " بالزندقة " و هدرت دمائهم . وفي الإتحاد السوفياتي زمن الجنرال " ستالين " تم تصفية كل المعارضين لسياساته . ومن لم يصفى عبر قناة الحزب الترشيحية كان مصيره " سيبيريا " بإستثناء من حالفه حظه وتمكن من الخروج من الستار الحديدي كما في حالة " سولجنستين " وحتى " غورباتشوف صاحب نظرية التغيير والإصلاح ، إعتبره البعض " عميلاً " رغم أن الرجل يعيش من دخلة من بيع كتبه وليس عالة على شعبة ولا حزبة القديم . بغض النظر عن عقلية " المؤامرة " وإستسهال إطلاق الإحكام السلطانية على المخالفين ووصفهم بالتحريفيين أو المنشقين أو الإنهزاميين .. الخ . بيد أنه عندما تصاب الأيديولوجيا المحنطة بأمراض البؤس والزهايمر النظري ،فهي تصبح كمن ينقل الماء بالغربال . و الماء لا ينقل إلا وفق شروط محددة وأدوات معينه .
سيداتي – سادتي :
الثورة خلفت نظام شمولي قمعي دمر البلاد والعباد نتيجة السياسة الرعناء لقادتها وخصوصاً / زعيم الإنسانية / وسوف تحتاج لمدة طويلة لكي تداوي الشعوب جراحها .
أخشى أن يطل علينا من بلغ أرذل العمر لكي يقول لنا كلاماً في المشمش , أو حتى في البطيخ ؟
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثوار والثورات !!
- إلى السيد فؤاد النمري ورفاقه !!
- ما هي أسباب قوة الفكر الديني ؟
- الجمود العقائدي عند الماركسيين . الأخيرة !!
- الجمود العقائدي عند الماركسيين 1
- الجمود العقائدي عند الماركسيين !!
- الأوهام الثلاثة ؟
- سلسلة المقالات 7
- من وحي أفكار الدكتورة ابتهال الخطيب .
- سلسلة المقالات 6
- سلسلة المقالات 5
- سلسلة المقالات 4
- سلسلة المقالات 3
- هل يسير العراق نحو الديمقراطية أم نحو الهاوية ؟
- سلسلة المقالات 2
- سلسلة المقالات 1
- قراءات سابقة في دفاتر قديمة 3 ( الأسفار ) .
- تقديم كتاب داوكنز الأخير 1
- قراءة بسيطة لأفكار الدكتورة ابتهال الخطيب ..
- داوكنز وفيروس الإيمان !!


المزيد.....




- الرئيس الإيراني: -لن يتبقى شيء- من إسرائيل إذا تعرضت بلادنا ...
- الجيش الإسرائيلي: الصواريخ التي أطلقت نحو سديروت وعسقلان كان ...
- مركبة -فوياجر 1- تستأنف الاتصال بالأرض بعد 5 أشهر من -الفوضى ...
- الكشف عن أكبر قضية غسل أموال بمصر بعد القبض على 8 عناصر إجرا ...
- أبوعبيدة يتعهد بمواصلة القتال ضد إسرائيل والجيش الإسرائيلي ي ...
- شاهد: المئات يشاركون في تشييع فلسطيني قتل برصاص إسرائيلي خلا ...
- روسيا تتوعد بتكثيف هجماتها على مستودعات الأسلحة الغربية في أ ...
- بعد زيارة الصين.. بلينكن مجددا في السعودية للتمهيد لصفقة تطب ...
- ضجة واسعة في محافظة قنا المصرية بعد إعلان عن تعليم الرقص للر ...
- العراق.. اللجنة المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر -كالس ...


المزيد.....

- عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها / عبدالرزاق دحنون
- إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا ) / ترجمة سعيد العليمى
- معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي / محمد علي مقلد
- الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة ... / فارس كمال نظمي
- التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية / محمد علي مقلد
- الطريق الروسى الى الاشتراكية / يوجين فارغا
- الشيوعيون في مصر المعاصرة / طارق المهدوي
- الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في ... / مازن كم الماز
- نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي / د.عمار مجيد كاظم
- في نقد الحاجة الى ماركس / دكتور سالم حميش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - في نقد الشيوعية واليسار واحزابها - شامل عبد العزيز - سولجنستين وثورة أكتوبر ؟