أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - فيروس العقل: الفيروسات العقلية الدينية















المزيد.....



فيروس العقل: الفيروسات العقلية الدينية


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 02:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عزيزي القارئ أقدم لك هنا ترجمة وافية للقسم العاشر من الكتاب الرائع "فيروس العقل: ريتشارد برودي" الذي أعتبره _حسب وجهة نظري الشخصية_ من أحد الكتب الطليعية التي يجب أن تزين مكتبتنا العربية المليئة بالأوراق الصفراء والنغبرة، لذلك أقدم ترجمتي اهذا الكتاب الذي بقيت أعمل عليه حتى هذه اللحظة وهو في طريقه إلى النشر قريباً... أرجو أن تستمتع بقراءه هذا القسم المثير، علّه يحفّزك لقراءة بقية هذا الكتاب القيّم ويساعدك في فهم واستيعاب هذا العلم الجديد.
(( أنا أحبّ مسيحك، لكني لا أحبّ مسيحيّيك... فمسيحيّيك لا يشبهون مسيحك أبداً))
[موهانداس (المهاتما) غاندي]

قيل من قبل أنّ الإيمان بإله يسوع هو خيار واضح: فإذا كان موجوداً، فستكون عقوبة غير المؤمنين عظيمة، أمّا إذا لم يكن موجوداً، فلن يخسر الإنسان شيئاً؟ هذه الحجّة تضغط على أزرارنا النفسية، وبالأخصّ زر "التأمين الرخيص"، ممّا يجعلها تبدو حجّة لا بأس بها*. لكنني، متحيّر وأقولها من دون خجل وذلك في سبيل الحقيقة، سأستكشف على الأقل إمكانية ألاّ تكون المعتقدات والأفكار الدينية مصدرها من الأعلى، بل إنها نتاج بعض أقوى الفيروسات العقلية في الكون.
أنا أتكلّم هنا الآن عن الدوغما الدينية. وسأتحدّث عن السؤال: لماذا هناك معتقدات دينية يؤمن بها الناس؟ من أين تنبع مثل هذه المعتقدات؟ وكيف تستمرّ وتنتشر؟ الناس متعلّقون بالكتابات والنصوص الدينية بجميع أشكالها وأطيافها من الإنكار الصارم إلى الحكمة العميقة والمفيدة، إلى التمسّك الأعمى والمتطرّف، وفي حين أنّ الميكرومات هي السبب في نشر هذه التعاليم والنصوص، فسلوك شخص مبرمج بفيروس "الدوغما – الحقيقة المطلقة" مختلف تماماً عن شخص آخر ينظر إلى التعاليم نفسها على أنها من صنع البشر، أو ميثولوجيا.
يمكنك أن تبرمج نفسك، وبشكلٍ واعٍ، بميكرومات تساعدك على تحقيق أهدافك وأمانيك في الحياة. هذا هو أحد أهمّ الميكرومات الاستراتيجية في المنظومة الميكروماتية. إلا أنّ هذه المنظومة هي ضدّ تلك الاستراتيجية التي تدفعك لاعتناق عقيدة دوغمائية دينية بشكل لا شعوري كطريقة لتحسين أو دعم حياتك الخاصّة. كما أنّ السبب عائد إلى المنظومة الميكروماتية لاعتناق ميكرومات دينية أو أيّة ميكرومات تلبس عباءة الحقيقة الصرفة، بدلاً من أنصاف الحقائق المفيدة ضمن سياقها الخاص.
الميكرومات الدينية التي استطاعت البقاء والاستمرار حتى وقتنا الحالي هي تلك التي تمكّنت من اجتياز اختبارات عملية التطور الميكروماتية الصعبة. وكغيرها من الميكرومات الأخرى، عليك أن تختار إمّا برمجة نفسك بمساعدتها أو إعاقة مجرى حياتك.
۞ أصل ونشأة الدافع الديني
ما هو أصل أو مصدر الميكرومات الدينية؟ من أين جاءت؟ أقدّد لك عزيزي القارئ أحد السيناريوهات المحتملة. إنها حقبة إنسان ما قبل التاريخ، وقد تبيّن أنّ مهارات "إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات" Problem-Solving Skills هي مكسب هام جداً وتقدّم ملحوظ في لعبة نجاة الأفضل والأنسب. فالبشر الذين نجوا ليحافظوا على مسيرة التكاثر والاستمرار هم أولئك الذين تطوّروا ليبحثوا عن أجوبة للأسئلة على غرار:
● ما هي أفضل طريقة للاختباء من الحيوانات المفترسة؟
● أين أجد الغذاء؟
● كيف أعثر على الشريك المناسب؟
أي الهموم والمشكلات اليومية التي يعانيها سكّان الكهوف المتطوّرين اليوم.
"القدرة على إيجاد الحلول المناسبة للمشكلات والعوائق" كانت بمثابة مهارة بقائية رائعة. لكن ما أن ظهرت تلك الآلية إلى الوجود، حتى حوّلها البشر المبكّرين بطريقة طبيعية إلى مشكلة كبيرة، وهي المشكلة التي ظلّ يعاني منها كل الفلاسفة واللاهوتيين على مرّ التاريخ:
● من أين جئنا؟
● لماذا نحن هنا؟
● ماذا نفعل؟
إذن، إنّ الإجابة عن تلك الأسئلة كانت أصعب بكثير من تلك الأسئلة المحدّدة المتعلّقة بالخطر، الغذاء، والجنس، لكنها لم تكن على تلك الدرجة من الصعوبة على ملكة التخمين التي تميّز بها إنسان العصر القديم. فعنصر التمايز الإدراكي الذي نشأ نتيجة وجود هذه الأسئلة في العقل كان السبب في نشوء بعض الميكرومات التي بدت معقولة كأجوبة. ومن هذه التخمينات والأفكار نشأت الميثولوجيا، الفلسفة، والدين.
كيف حدثت عملية التطوّر هذه؟ كالعادة، عن طريق "بقاء الميكرومات الأفضل". لكي لا نغرق في مستنقع التاريخ الفعلي للدافع الديني، دعونا نكمل سيناريو العصر الحجري. تخيّلوا عائلتي "فلينستون" و"روبلس" وهم يتأمّلون السّؤال: من أين جئنا؟ وكل واحدٍ منهم خرج بتخمين معيّن: تستنتج "ويلما" أنّ الله قد خلقنا أجمعين، لكنها تحتفظ بالجواب لنفسها. "بارني" كان يفكّر بالسؤال ملياً لسنوات عديدة، لكنّ الأبله المسكين لا يعثر على جواب. "بيتي"، تفكّر بالسؤال ببصيرة نافذة وإبداع استثنائي، وتقترح أنّنا تطوّرنا من كائنات صغيرة جداً وحيدة الخلية. لا داعي للقول أنّ فكرة "بيتي" لم تُفهَم أو تُستَوعَب بشكل جيد.
لكنّ "فريد"، الفخور بنفسه والمغرور يجد حلاً لهذه المعضلة، يستنتج أنّ الله قد خلقنا، وقد أخبرنا أن ننشر كلمته وتعاليمه أو نلقى العذاب الأبدي في الجحيم [1]. يابا دابا دوووو....
الذي حدث هنا أنّ "فريد" قد أوجد مجموعة مناسبة من الميكرومات كحلّ مناسب لهذه المعضلة. هل فعل ذلك عن قصد؟ أمر غير قابل للتصديق تقريباً. لكن تخيّلوا أنّ ملايين الناس جميعهم يفكّرون من وقت لآخر حول هذا السؤال، ومجوعة المعتقدات التي تؤسّس هذه الإجابة المقبولة بشكل ثابت "كتحسين"، والتي تتطوّر لتمتلك ميكرومات أفضل وأقدر على الانتشار بشكل أبعد وأوسع وبسرعة أكبر، حتى تتخلّل هذه المنظومات العقائدية المجتمع وتغزوه وتتحوّل إلى دين.
أي ديانة تشكّلت بهذه الطريقة، كفيروس ثقافي (أي أنها تطوّرت من دون وعي إنساني)، لا تتطوّر تجاه الحقيقة، ولا حتى تجاه تحسين حياة أتباعها، بل تجاه تطوير ميكرومات فعّالة أكثر. وهذه أهمّ نقطة في هذا الكتاب:
عملية التطوّر الميكروماتية ليس القصد منها منفعة أو مصلحة الأفراد.
لذا بالنسبة للأديان التي لم يخترعها أفراد وبنيّة واعية لتبدأ كفيروسات عقلية مصمّمة _والحالة هذه أتصوّر أنها تنطبق على كافة الديانات على سطح الأرض_ فالمنظومات العقائدية غير مضمونة لأن تصلح لا كحقائق يمكن الوثوق بها ولا كطرق جيدة للحياة. إنها ببساطة تضمن الاستمرار الذاتي.
عندما قلت أنّ لم يكن هناك أي نيّة واعية لإطلاق فيروسات مصمّمة، لم أقصد أنّه لم تكن هناك نيّة واعية لنشر الفيروسات التي تهدف إلى تحسين نوعيّة الحياة ورقيّها. فهناك العديد من القادة الدينيين، كبوذا أو يسوع المسيح، الذين كانت لديهم النيّة الكافية لتحقيق ذلك. لكنّ الافتقار إلى المعرفة الكافية بعلم الميكرومات من جهة مؤسّسي تلك الديانات، فإمّا أنها اندثرت واختفت، أو أنها تطوّرت بسرعة إلى مؤسّسات ذاتية الاستدامة، همّها الوحيد هو وجودها واستمرارها أكثر من اهتمامها بسعادة ونوعية حياة أتباعها. والعديد من المؤسّسات الدينية فعلت ذلك من خلال الادّعاء بأنّ ميكروماتها هي المنظومة الوحيد الصحيحة، بغضّ النظر عن نيّة مؤسّسيها وقاداتها.
۞ الحقيقة المطلقة
عندما كنت في مرحلة النمو، أحد الأسئلة النموذجية المراهقة التي كثيراً ما تأمّلت بها كانت: بوجود هذا العدد الكبير من الديانات على هذه الأرض وجميعها تدّعي الحقيقة المطلقة، كما أنّ العديد منها تزعم أنها الحقيقة الوحيدة، كيف لي أن أعرف أيّ منها هو الحقيقة الفعليّة؟. ليس هناك وسيلة سهلة للقول: بدا أنّ أغلب الأديان العالمية أنها نظرت إلى الناس الآخرين من ديانات أخرى بمواقف تتراوح بين اللامبالاة إلى السّخط الشديد والازدراء، وفي أغلب الحالات كان هذا السخط مترافقاً مع حسّ التفوٌّق والاعتقاد المتعجرف بأنّ أديانها هي السبيل الوحيد والحقيقة المطلقة. إلا أنّ هناك البعض من الذين لم يدّعوا تلك المزاعم لمعتقداتهم: هل كانت تلك المعتقدات صحيحة حقيقية؟ من علينا تصديقه؟
أحد أكبر الأفخاخ التي يقع فيها البشر خلال حياتهم هي استغراقهم في المحاولة لحلّ المشكلات الثانوية على حساب أشياء أكثر أهمية بالنسبة لهم. فالميل "لإيجاد الحلول المناسبة للمشكلات العالقة" الذي يوجد عند أغلب البشر قويّ جداً لدرجة أننا نميل_من دون أي قاعدة معلوماتية متينة وصلبة وفهم أوضح لأولوياتنا الشخصية الخاصّة_ لتكريس جلّ حياتنا في حلّ المشكلات التي لا توصلنا إلى أي شيء مفيد لنا ولوجودنا. كيف نحصل على أموال أكثر، كيف نغيّر سلوك شركائنا، كيف نتغلّب على مخاوفنا: هذه المشكلات العالقة تحدّق بوجوهنا كل يوم ولذلك نراها أنّها مادّة دسمة للكثير من الكتب التي تندرج في قائمة "أفضل الكتب مبيعاً"، البرامج الحوارية، والمحاضرات.
لكنّ أكبر فخّ يقع فيه حتى الناس المثقّفين والمتعلّمين والأذكياء هو "السعي خلف الحقيقة المطلقة".
نحن البشر لدينا جوع هائل لفهم واستيعاب العالم من حولنا، وهذه الميّزة كانت ذات فائدة كبيرة عندما كان العالم لا يزال بسيطاً ومتوافقاً أغلب الأحيان مع الجوائز والمخاطر الفيزيائية. في مجتمع الميكرومات، نحن في محاولة دائمة لفهم واستيعاب وعقلنة الأشياء غير المعقولة والتي ليس لها أي معنى على الإطلاق.
نحن نعتقد أنها ذات معنى، لأنّ أدمغتنا لم تجد أمامها الفرصة لتتطوّر بشكل كافٍ وتنتقل تدريجياً من الزمن الذي لم تكن فيه هذه الأمور الثقافية والسيكولوجية لم موجودة. لذا فقد هدرنا الكم الكبير من وقتنا، وأموالنا، وطاقاتنا محاولين فهم وحل تلك المشكلات التي لا معنى لها.
المشكلة الكبيرة التي لا معنى لها إطلاقاً هي: أي من هذه الديانات الكثيرة هو الصحيح والحقيقي؟ وهذا يقودنا إلى المشكلة الثانوية الأخرى وهي: هل الله موجود؟ كيف شكله؟ هل هناك جنّة؟ هل هناك جحيم؟ هل كان يسوع المسيح ابن الله؟ ما الذي يريد مني الله أن أفعله؟... ثمّ هذه الأسئلة الثانوية تقود إلى أسئلة ومشكلات ثانوية أخرى لا معنى لها: هل الله رجل أم امرأة؟ أبيض، أسود، أحمر، أصفر...؟ أين يعيش أو تعيش؟ كم نحتاج من البطاقات البريدية لنرسل إليه برسالة؟ متى يكون في إجازة؟ هل يستلم رسائله مسبقاً؟ كم ملاكاً بإمكانه الرقص على رأس الإبرة؟
عندما يكون الإنسان غارقاً في بحر الأسئلة السابقة، يصبح من الصعب جداً أخذ نظرة واضحة عن ماهية الدين ومصدره. لكن من منظور ميكروماتي، كافّة الديانات التي تطوّرت بشكل طبيعي _الفيروسات الثقافية_ ما هي إلا حزم من الميكرومات. الديانات من صنع عقولنا الخاصّة، توصيلات إضافية زائدة جاءت من تلك الحقبة التي كنّا نقضي فيها معظم وقتنا في تجنّب الخطر والبحث عن الطعام والجنس. الديانات هي حزم ذهنية تصوّر العالم ما قبل التاريخي كانت تستخدمها عقولنا لتدخل عالمنا الحالي الأخلاقي والثقافي والاجتماعي. وما لم نخترع أدياننا الخاصّة _ فيروس مصمّم ومدعوم بغرض محدّد في العقل_ فالطريقة التي تتشكّل فيها هذه الحزم محدّدة بعملية التطوّر الميكروماتية: الديانات تتطوّر ليكون لديها ميكرومات صالحة.
هذا كلّ ما في الأمر! هذا هو الأمر برمّته! ولا واحد من هذه الديانات يمتلك الحقيقة المطلقة، فجميعها عبارة عن متغيّرات في النموذج _ميكرومات. لكن دعونا نلقي نظرة أقرب على أي من تلك الميكرومات تصنع ديانة ناجحة.



۞ الميكرومات الدينية
إذا كنتُ محقّاً بأطروحتي بأنّ الأديان تتطوّر لتمتلك منظومات من الميكرومات الفعّالة، وأنها ليست من عند الله، فسأتوقّع أنّ كافّة ميكروماتنا المفضّلة ستظهر في أكثر الديانات نجاحاً. لذا دعونا نلقي نظرة. دعونا نبدأ بالنظر إلى الميكرومات البنيوية، تلك التي تتلاءم ببساطة مستندة إلى قوانين علم الميكرومات وقواعده:
● العُرف Tradition: إنّ ميكروم "العرف" الاستراتيجي ينقسم ويتكاثر لأنه يبرمج الناس للسعي من أجل استدامته الذاتية _بالإضافة إلى باقي الميكرومات المحزومة. والأديان تمتلك أقوى التقاليد والأعراف الموجودة على سطح الأرض. من مكّة، إلى الكنائس والكاتدرائيات القديمة، والأديرة الشرقية، إلى قوانين "كوشر"، والحفظ الحريص للكتاب المقدّس، الأعراف تتخلّل معظم الديانات. تذكّروا: ليس السبب وراء الحفاظ على التقاليد والأعراف هو أنّ تلك الديانات صحيحة أو حقيقية _لقد تمّ عكس مسلّمة "السبب ـ النتيجة"! لقد بقيت الأديان حتى الآن بفضل _ولو جزئياً على الأقل_ طقوس وأعراف معيّنة تجذّرت وتشرّبت بها. فالأديان من دون أعراف وطقوس قوية تكون فرصتها في البقاء ضئيلة.
● الهرطقة Heresy: الهرطقة هي أي معتقد أو منظومة فكرية تختلف عن الدوغما الدينية المنتشرة. الوجه الآخر من العُرف، فميكروم "الهرطقة" التمييزي شأنه كشأن الخلايا البيضاء في الدم، وظيفتها التعرّف على الميكرومات الغريبة المعدية ومحاربتها. كما أنّ الهرطقة تحمل معها قائمة كاملة من الميكرومات الترابطية التي تسهب في الكلام عن الذي سيحدث لك إذا كنت مهرطقاً.
● التبشير Evangelism: ميكروم "التبشير" الاستراتيجي ينقسم ويتكاثر لأنه يصرخ وبأعلى صوته "قم بنشري إلى الناس الآخرين"!. وهذا الميكروم هام جداً ومميّز لأنه ليس كل الديانات تبشيرية إذا اعتبرنا التبشير هو الوقوف عند زاوية الشارع وتوزيع الكرّاسات والكتيّبات على الناس. لكن عليك البحث بشكلٍ أعمق لترى ديانة رئيسية لا تبشّر بتعاليمها لأتباعها وأبنائهم. ويكون ذلك فعّالاً أكثر عندما تدمجه مع ميكروم "أنجب أكبر عددٍ ممكن من الأبناء" والذي حضّ عليه البابا، المورمون، ونظامنا الرفاهي الحالي.
بالإضافة إلى أنّ البشر هم كائنات مخلصة ويمتلكون أسباباً جيّدة للتبشير بمعتقداتهم: "يسوع/ السينتولوجي Scientology/ المنتدى The Forum/ الطريقة الأمريكية هي التي قلبت حياتي رأساً على عقب وجعلتها نحو الأفضل وأريد للجميع أن يستمتعوا بهذه التجربة". المؤسّسات التي تشجّع التبشير _أي تلك التي تكيّف الناس للتبشير_ تتمتّع بأفضلية ميكروماتية، بصرف النظر عن الصدمة التي يخلّفها الدين على حياة الناس. الدين هو مشروع ناجح لأنّ ميزة التبشير تصبح بشكلٍ ما جزءاً من منظومته الفكرية. أي يمنح أتباعه سعادة كبيرة لكنّه لا يبرمجهم للتبشير بتعاليمه ونشرها سيكون ديناً فاشلاً ومصيره الاندثار.
● استيعاب الأمور Making Sense: الأفكار المعقولة والسهلة الاستيعاب تنقسم وتتضاعف بشكل أفضل من تلك التي يصعب على العقل البشري هضمها وفهمها _هل تتذكّرون اللعبة التي لعبناها جميعنا خلال مرحلة طفولتنا "الهاتف Telephone". الأديان التي تمتلك تفسيرات واضحة وسهلة على تلك التساؤلات الصّعبة أكثر شعبية وقبولاً من تلك التي تحفّز الناس على التفكير بأنفسهم، كمذهب الزّن Zen مثلاً. طبعاً، تلك الأجوبة والتفسيرات قد لا تكون صحيحة بل أشبه ببابا نويل أو أرنب الفصح، طالما أنها سهلة ومفهومة.
● التكرار Repetition: هناك الكثير من الطقوس في أغلب الأديان، من الذهاب إلى الكنيسة يوم الأحد حتى الصلاة على مائدة الطعام. وكلّما كرّرنا فعل أو فكرة أو معتقد ما، كلّما أصبحنا أكثر راحةً بالتعامل معها وزالت شكوكنا وتساؤلاتنا حولها: نصبح متكيّفين أكثر أو مبرمجين بها. الديانات الناجحة قد تطوّرت لتجسيد ما يقوله لك أي مدير تنفيذي في المجال الإعلاني: التكرار يحقق المبيعات.
جرعة قويّة من كل ميكروم على حدة ستصنع لك ديانة ناجحة، لكنّ مسيرة التطوّر الميكروماتي لا تتوقف عند هذا الحدّ. الآن دعونا نلقي نظرة على الميكرومات التي تعلب على أزرارنا النفسية، تلك التي تمتلك القدرة على التكيّف والتلاؤم لأنها تستغلّ طبيعتنا البشرية البدائية:
● الأمن Security: أغلب الديانات قائمة على عنصر الخوف: الخوف من غضب الله، الخوف من العذاب الأبدي، الخوف من النبذ من المجتمع. إنّ اختراع مخاوف اصطناعية والادّعاء بوجود سماء وجنّة آمنة من تلك المخاطر هو جزء قوي جداً في النظام العقائدي. وفي حالة النبذ Ostracism، الخطر ليس اصطناعياً حتى: أفراد شعب الآميش Amish يعيشون في خوف دائم من النبذ و"التجنّب Shunned"، أو المقاطعة الدائمة من أبناء مجتمعهم لبقية أيام حياتهم. فالاستغراق الكامل في الحياة الدينية هو الخلاص المفترض.
● الأزمة Crisis: العديد من الطوائف، ليست قوية في لضغط على الأزرار النفسية التي تجعل الأمور معقولة أو مقبولة، تمّ التعويض عنها هنا. رئيسي طائفة الزواج المتعدّد "جيم جونس" و"ديفيد كورش" كانا يؤكّدان دائماً على الخطر المحدق والوشيك، من غضب الله ومن الأعداء الخارجيين. وهما الوحيدان الذين يملكان مفاتيح الخلاص في الأزمات _كما كانا يزعمان.
● الغذاء Food: نعم... الغذاء! الولائم والإفطار جميعها تجعل الديانة أكثر جاذبية وذلك عن طريق التعلّق بأكثر حاجات البشر بدائية وحيوية. حتى أني كنت على وشك اعتناق العقيدة البهائية إحدى المرّات لأني اعتقدت أنه أمر عظيم إقامة وليمة كل 19 يوم! [3]. ولائم عيد الفصح، الأضاحي، والفترة التي ستتناول فيها طعام الإفطار في شهر رمضان، جميعها تضيف ميكرومات مغرية للدين. الولائم في الواقع، تخلق حالة تناقض إدراكي لتدعيم الميكروم الذي دفعك للصيام من أجله.
● الجنس Sex: ليس هناك ديانة واحدة إلا وعندها ما تقوله بشأن موضوع الجنس. وليكون مكوّناً فعّالاً في النظام العقائدي، فممارسة الجنس يجب أن تتّفق مع باقي النظام العقائدي. الأديان لها أساليب متنوّعة لتحقيق ذلك، من الزواج الأحادي داخل الكنيسة إلى عاهرات معبد روما القديمة إلى طوائف الجنس المشاع كالراجنيشي Rajneeshees. عندما يجيء عضو من هذه الطائفة في أوريغون يبدأ بزيارات منتظمة بحافلات مليئة بالرجال الذين يسيل لعابهم من شدّة الشهوة، قرّر "الباغوان شير رانجيش" أن يضع مدّة انتظار تبلغ عشرة أيام مفروضة على القادمين الجدد، تغيّر ميكروماتي ضئيل صعّب عملية انتشال الطعم من الفخّ، كما كان من قبل.
● المشكلة Problem: هذه المسألة بالذات خبيثة جداً وفعّالة في الصيد والاقتناص بذكاء، وخصوصاً البشر المثقّفين. الفكرة القائلة أنّ هناك جسداً غريباً للمعرفة والذي يمكن تحصيله فترة حل المشكلة هو إغراء قويّ. وهذا هو حجر الزاوية لبعض الديانات والعقائد الشرقية كالزّنّ Zen والتّاويّة Taoism، بالرغم من أنّ الأتباع سيخبرونك على الأرجح أنّ الأمر ليس كذلك. (هذا ما يجعل الأمر غامضاً ومبهماً!) فالأديان الكبرى كالمسيحية لديها الكثير من الكتابات والنصوص المقدّسة المتعلّقة بها حتى أنك لن تتمكّن من الطّعن بها خلال حياتك. لكن بالنسبة للعديد من المسيحيين، دراسة اللاهوت هي جزء كبير وهام من نمط حياتهم. إنّهم يمعنون النظر في الكتاب المقدّس، ويعتقدون أنّه كلام الرّب الذي يجلب لهم النور الأبدي إذا فهموه بشكلٍ صحيح.
● السيطرة والسيادة Dominance: إنّ وجود سلّم اجتماعي يتسلّق عليه الأفراد هو أمر عظيم في صيد الناس وزرع ميكرومات قوية فيهم، وأغلبهم من الرجال، بما أنّ هذا المفتاح أو الزر مرتبط تطوّرياً للدخول إلى النساء. إنّ الفكرة الأساسية من الدّرجات أو التدرّجات الاجتماعية تسري على كافة المنظّمات شبه الدينية كمخيّمات الكشّاف الدينية والبنّائين الأحرار (الماسونيين).
من الملفت للانتباه أنّ الكنيسة الكاثوليكية، وهي لديها أقصر سلّم في بنيتها الهيراركية _خمس درجات فقط من رجل دين عادي حتى مرتبة البابوية_ لا تعيّن سوى الرجال بشكلٍ خاص ويتطلّب الصعود في السلّم إيفاء شرط العزوبية بشكل صريح. قد تخدع فكرة العزوبة العقل لتغذية الدافع لتسلّق السلّم الهيراركي.
● الانتماء Belonging: جميع البشر لديهم زر نفسي يدفعهم للانتماء إلى مجموعة ما. فبالنسبة للعديد من الناس الذين يعانون الوحدة، هذا الميكروم بالذات سيكون كافياً لتحفيزهم للانخراط في أي نشاط ديني متوفّر والالتزام بحضور اللقاءات المنتظمة. أنا أعرف العديد من الأشخاص المسيحيين الذين ينكرون عقيدة الثالوث وقد أعلنوا بصراحة أنهم لا يؤمنون بالله، بل إنهم يحبّون الذهاب إلى الكنيسة والالتقاء بأصحابهم.

۞ العلم مقابل الدين
بالرّغم من أنّ علم الميكرومات يعطينا صورة واضحة وشاملة عن الطرية التي تطوّرت بها الأديان، إلا أنه لا يجبرنا على الاعتقاد أو الاستنتاج أنّ الديانات هي أمور سيّئة. تلك النتيجة الاعتباطية غالباً ما يصل إليها الناس عندما يكتشفون أنّ الميكرومات كانت القوّة الدّافعة والتي يعود إليها الفضل في نجاح واستمرار الدوغما الدينية، وهذه نتيجة سطحية واعتباطية. وبالعكس تماماً، قد يساعدنا علم الميكرومات في إعطاء كل من الدين والعلم حقه بعد سنوات وقرون طويلة من الصراع والنزاع.
إنّ الفجوة الشاسعة بين العلم والدين بدأت عملياً مع بداية العلم. فقد كانت التعاليم الدينية متعارضة ومتناقضة مع الحقائق والنظريات العلمية لعصور طويلة. ومن كل اكتشاف علمي جديد، كان العلم يضغط على الدين أكثر وأكثر طالباً منه إجابات وتفسيرات. والعديد من الناس من أصحاب العقول العلمية لم يفهموا السبب الحقيقي وراء رغبة أي شخص في الإيمان بشيء من الواضح تماماً أنه غير حقيقي، أو حتى تصديق أمر ما ثانوي من أجل تفسير الكون والعالم من حولنا.
معظم الأشخاص الذين أعرفهم والذين يمتلكون درجة عالية من الذكاء شطروا أنفسهم إلى معسكرين وخصوصاً في المسائل التي تتعلّق بالدين: فمن جهة، إمّا أن يصبحوا لاأدريين أو ملحدين، ينكرون كافة القصص والروايات المستحيلة والقوى الخارقة للطبيعة، ولادة العذارى، شق البحار، أو أي معجزات أخرى. من ناحية أخرى، تبنّوا ديانة وأصبحوا بارعين جداً في تبرير "صحّة" مثل هذه القصص والأساطير [4] أو تعاملوا معها على أساس أنها أساطير رمزية أكثر من كونها حقيقية.
إذاً لقد وصلنا إلى نهاية مسدودة. معظم المتديّنين يعلمون حق العلم أنّهم يحقّقون قيمة ما من إيمانهم: إنهم يرون ويشعرون بالنتائج الملموسة في حياتهم. كما أنّ معظم الملحدين أو اللادينيين يعلمون أنهم على حق: إنّ فهمهم للعالم من حولهم يعطيهم صورة واضحة وقناعة راسخة أنّ هذه الأساطير ما هي إلا حكايات خيالية، وهل من المعقول أن يؤمن أي أحد بالحكايات الخيالية؟ لذا كلا الفريقين يقفان على طرفي نقيض، كل واحد منهما يقف على حافة من الوادي، يصرخون على بعضهم أي يديرون ظهورهم لبعضهم البعض، لكن نادراً ما يتفقون على رأي أو فكرة.

۞ عظمة الله وجلالته
هناك اعتقاد شائع جداً بين المتديّنين وخصوصاً المتشدّدين _فإذا سألتهم عن غرضهم في الحياة_ وهو أنّ يجب أن يكرّسوا معظم وقتهم خلال حياتهم على هذا الكوكب لعبادة الله وتمجيد اسمه. ما الذي يعنيه ذلك؟ فمن جهة، يعني ذلك أنّ يدركون بوضوح أنّ هناك غرض أو غاية ما من حياتهم، ويخالفهم في هذا الرأي العديد من غير المؤمنين.
لكن ما الخطأ في الموضوع؟ قد يكون موقف المجتمع العلمي القاسي من هذا الموضوع على الشكل الآتي: "أنا أشفق على هؤلاء المتديّنين المساكين والأغبياء الذين يدورون حول أنفسهم كالدجاجات التي قطعت رؤوسها، وهم يكرّسون حياتهم لتمجيد إله غير موجود أصلاً". وطبعاً، ينظر المؤمن إلى أولئك الأشخاص غير المؤمنين مشفقاً عليهم لأنهم لم ينعموا بنعمة معرفة الله ومجده.
إنّ ما يعترض عليه الأشخاص ذوي العقليات العلمية فيما يخصّ الدين هو الإفراط في الإيمان_ أو الإيمان المطلق بشيء ليس له دليل، أو حتى إذا كان هناك دليل يثبت العكس. إنهم يشيرون إلى الحملات الصليبية ومحاكم التفتيش الإسبانية على أنها أمثلة واضحة عن المدى المدمّر الذي يمكن أن يصل إليه الإيمان الديني الأعمى. وهذا غالباً ما يحيّرني بما أنهم _بصفتهم علماء_ يجب أن يعلموا أنك لا تستطيع إثبات نظرية من خلال الاستشهاد بمثالين فقط، وخصوصاً عندما يكون هناك مجموعة كبيرة ومتنوّعة من الأمثلة الجيّدة التي توصّل إليها أشخاص معيّنون كنتيجة لإيمانهم، وأمثلة أخرى غير جيّدة ابتكرها أشخاص غير متديّنين _ومن قبل العلماء، فيما يخصّ هذا الموضوع! الاتحاد السوفييتي الذي يعتبر البلد الملحد الرسمي وترسانته الحربية يفرض نفسه كمثال واضح عن هذه النقطة بالذات. أنا لا أقول أنّ جميع العلماء الذين عملوا في مجال تصنيع الأسلحة هم من الملحدين، بل أشير فقط إلى أنّ إيمانهم لا يمثّل القوّة الدافعة التي تكمن وراء عملهم.
لكن لنأخذ نظرة قريبة إلى بعض الأمور التي أصبحت بمثابة نتائج مباشرة للإيمان: أغلب الأعمال الفنية والعمرانية والموسيقية على مرّ التاريخ! سنكون أكثر فقراً من دون كاتدرائية السيستين Sistine Chapel، العشاء الأخير The Last Supper، أو سمفونية باخ "Jesu, Joy of Man s Desiring". حتى أنّ الولايات المتحدة الأمريكية قد تمّ إنشائها على أساس العمل الأخلاقي البروتستانتي، أمّا الثورة التي خرجت منها الولايات المتحدة إلى الوجود قامت على الاعتراف بالحقوق الإلهية الممنوحة. ولابدّ من التنويه إلى أنّ معظم الأعمال الخيرية والإنسانية لمساعدة الفقراء والمحتاجين هي من عمل مؤسسات دينية، والتي تؤدّي مهامها ووظائفها بطرق أكثر فاعلية من المؤسسات والإعانات الحكومية. حتى أنّ أكثر المتشكّكين تشدّداً لن يتمكّن من تجنّب الاعتراف بالمزايا والنتائج الجيدة للإيمان.
السبب في أنّ الإيمان بالله يؤتي ثماره بين الناس هو أنّهم يؤمنون بأن لديهم هدفاً أو غاية في الحياة، فهم يرون أنّ الأشياء كاملة وتامّة حتى وإن لم تكن كذلك.
إنّ الأفكار أو المعتقدات (الميكرومات) التي تمتلكها في أي زمان تبرمج عقلك على أن يعمل وفق خطّة معيّنة، والأمر أشبه بتنصيب برنامج ما على حاسوبك ليؤدّي مهام دقيقة ومحدّدة. فإذا برمجت نفسك بأفكار تقول أنّ الحياة خالية من المعنى وعشوائية، فعلى الأرجح أنّ حياتك الفعلية ستكون بلا معنى و تملؤها الفوضى. من ناحية أخرى، إذا برمجت نفسك على فكرة أنّ هناك هدف أو غاية ما من حياتك، فستكون في حياتك ميالاً لأن تكمل ذاك الهدف وتحقّقه.
إنّ ميكروم "التحقيق الذاتي" الاستراتيجي الذي يعطي المعنى والحسّ بتحقيق الهدف في الحياة هو أحد المفاتيح الأساسية التي لنجاح واستمرار المنظومات الدينية. والآن، إذا كان اعتراضك بأنك لست بقادرٍ على ابتلاع مجلّدات من القصص الخرافية فقط من أجل الشعور بمعنى الحياة والاكتمال، فأنا لا ألومك أبداً. لكن لا تقيّد نفسك بفرضيّة أنّ الصورة التي تمتلكها عن كيفية سير العالم صحيحة أيضاً. فنحن جميعنا نحيا ومعنا مجموعة معيّنة من الأوهام والأضاليل والخدع الذاتية، على الأرجح أنّ المسألة مجرّد مسألة اختيار واعي، اختيار المجموعة المناسبة من الأضاليل والأوهام التي نسترشد بها خلال الطريق الذي نرغب بالمضي فيه.
********************************
[*] أيضاً تعرَف هذه الحجّة "رهان باسكال" يقول العالم الرياضي الفرنسي "بليز باسكال" أنه مهما كانت الدلائل على وجود الله ضئيلة، فإنّ الإيمان به هو أسلم وأصح الطرق. فإن كنت مؤمناً بالله وكان موجوداً فستكافأ في جنّات النعيم، أمّا إذا لم يكن موجوداً فلن تخسر شيئاً من إيمانك به، وسيكون أشبه بالإيمان بأرنب الفصح أو البابا نويل. لكنك إن لم تؤمن به وكان موجوداً فستكون الخسارة جسيمة، وستعذّب روحك في الجحيم إلى الأبد. [المترجم]
[1] ترجع الدراسات التاريخية الحالية اختراع ميكروم "الجحيم" إلى الشعب اليهودي الذي عانى تحت وقع الظلم الروماني. والذي لم يكن مرتبطاً حينها بالتبشير evangelism، كان يعتقد أنّه التفسير والتبرير الوحيد للعذاب الذي عاني منه الشعب المختار أكثر من غيره من الشعوب الأخرى. قد ينعم الرومان بالسعادة والخير الآن، لكنّ الجحيم بانتظارهم لاحقاً. فكرة الجحيم هي مجرّد جزء ثانوي من الدوغما/ المنظومة الدينية اليهودية. إلا أننا نراها فيما بعد عند المسيحيين عندما _ممزوجة بميكرومات استراتيجية كميكروم التبشير_ أصبحت فكرة جوهرية ومحورية لنشر الدين المسيحي، وبذلك إنقاذ أرواح غير المؤمنين.
[3] عليك أن تؤمن أولاً قبل أن تأكل: والطعام مخصّص للبهائيين فقط.
[4] حتى أنّ هناك زميل يسافر إلى كافة أرجاء العالم ويحاضر محاولاً إثبات زيف وخطأ نظرية أصل الأنواع عن طريق التطور الطبيعي، نوع من أنواع التضليل الديني! شاهدت إحدى محاضراته على التلفزيون، وأنا أستمتع باكتشاف الفجوات والمغالطات في منطقه. وكانت على الشكل التالي:
((تأمّلوا جمال ريش الطيور! ليس هناك أي تفسير علمي لذلك! إنها جميلة فحسب! ومن الواضح تماماً أنها من عمل الرّبّ!))
((شاهدوا مدى تعقيد العين! ليس من المعقول أنها نتيجة التطوّر! بل إنّ يد الله قد صنعتها!))
((الديناصورات قد انقرضت من دون أي سبب معقول! ولم يستطع العلم إيجاد أي تفسير لانقراضها حتى الآن! يبدو أنّ الأمر من تدبير يد الخالق: لا بدّ وأنها قضت بالفيضان!))
[وأنا شخصياًَ أعتقد أنها كانت كبيرة جداً لتركب فُلْك نوح]
إذا كانت الفجوات والمغالطات المنطقية في هذه الحجج غير ظاهرة على الفور، وأنت تستمتع بإثارة الهجمات القاسية على أنصار نظرية الخلق Creationism، اقرأ كتاب ريتشارد دوكينز "صانع الساعات الأعمى".
Richard Dawkins: The Blind watchmaker (Norton, 1987)



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تصوّروا عالماً بلا أديان... ريتشارد دوكينز
- ما الله؟... Ali Sina
- الأسباب الجيدة والسيئة للإيمان... ريتشارد دوكينز
- ما الفائدة من الدين؟... ريتشارد دوكينز
- أكذوبة الإصلاح الإسلامي... Ali Sina
- جدال حول القرآن... حوار مع كريستوف لوكسنبرغ
- فلسفة الإلحاد... إيما غولدمان
- هل الإسلام دين أم طائفة؟
- هل تحسّن وضع المرأة في الإسلام؟؟... Ali Sina
- تصوّري!!... Ali Sina
- هل جاء محمد بأية معجزة؟
- مرور الكرام: ردود على قرّاء مقالة -حدث ذات مرة في مكة-
- حكى يوسف البدري... وانشرح صدري
- حدث ذات مرّة في مكّة
- الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة العاشرة)
- الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة التاسعة)
- الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة الثامنة)
- الفلسفة لجميع الناس... (الحلقة السابعة)
- مع ألبير كامو ضدّ المقصلة 2
- مع ألبير كامو ضدّ المقصلة 1


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - فيروس العقل: الفيروسات العقلية الدينية