العراقيون مسجلون في منظمة الشعوب المنقرضة؟

رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3134 - 2010 / 9 / 24 - 00:24
المحور: كتابات ساخرة
    

في شمال ايطاليا انقرض الشعب السمبري القديم عن بكرة أبيه وإلى الأبد، ولم يعد له ذكر إلا في كتب تاريخية طليانية متخصصة. لا أحد يتذكر السمبريين الآن، إلا نحن هنا في العراق؛ لأننا ربما مثلهم آيلون إلى الانقراض أيضا! وما هذا الأمر بغريب ولا عجيب، يهلك قوم ويستخلف آخرين، وهذه سنة الله في خلقه. تنقرض الدول وتأتي دول جديدة وينقرض الملوك والرؤساء والأمراء والكتاب واللصوص ومهربو النفط والشركات الكبرى والذباب على حدّ سواء، ثم يأتي من يعوضهم عن هذا الانقراض القسري حتما بأناس آخرين وذباب آخر. لكن ان تنقرض الشعوب فهذا أمر قليل الوقوع إن لم يكن نادر الحدوث في التاريخ. لقد غادر الشعب السمبري خارطة العالم بعد أن تمت إبادته من القائد الروماني ماريوس في عام 201 قبل الميلاد. وكذلك كان شعار الشعب التوتوني المنقرض أيضا: الحرية أو الموت! لذلك قاتلوا حتى آخر رجل منهم وانقرضوا هم الآخرون أيضا. محترمون هؤلاء الناس بانقراضهم.
لم يقبل السمبريون أن يقادوا عبيدا إلى روما حيث يتم البصق في وجوههم كما جرت العادة في العصور القديمة. شافوها كبيرة عليهم، في حين تجد شعوبا – وليس أشخاصا- يقبلون يد الجلادين فيدوسها الأجنبي ببسطاله وهم يتمتمون! الله كريم .. تخلص.. لله في خلقه شؤون.. ما تلك الشؤون وما هذا الخلاص؟ نعرف ذلك إذا ما تأملنا الشعوب المنقرضة جيدا. لكن وجد السمبريون صعوبة كبرى في تقبل أهانتهم على طريقة وشنسوي هذا قدرنا ، فأبيدوا حتى آخر رجل منهم. كما انقرض الهكسوس الرعاة في سيناء كشعب هاجم مصر في العصور القديمة ولم يبق احد منهم. كلهم غادروا غير مأسوف عليهم فقد كانوا محض رعاة مدمرين ليس إلا. فبعض الشعوب المنقرضة تستحق الانقراض لأنها عاثت في الأرض فسادا وشعوب أخر انقرضت بسبب ضعف إرادتها في الدفاع عن نفسها فذهبت غير مأسوف عليها أيضا مشيعة بالعار والشنار وإلى حيث ألقيت.. لكن شعوبا أخر تحتاج إلى وقفة وتأمل كالهنود الحمر سكان أميركا الأصليين الذين أبيدو بدعوات توراتية وإنجيلية ساذجة؛ أولئك يستحقون الأسف فعلا ويستحق من أبادهم العار والشنار أيضا. لكنهم دخلوا منظمة الشعوب المنقرضة ولم يتبق منهم ( كانوا يقدرون حسب بعض علماء السكان الاميركان ب(30) مليون نسمة) إلا بضعة آلاف معزولين في أقصى الشمال في الولايات المتحدة حيث يحوم حولهم البحر لاستكمال المهمة بسبب ذوبان الجليد.
ويوجد في الوقت الحاضر منظمة تدعى منظمة الشعوب المنقرضة Society for Threatend People ربما سجلوا الشعب العراقي فيها من مزدوجي الجنسية.. وللحقيقة أودّ أن أسجل الشعب العراقي العظيم قد يكون مسجلا فعلا في هذه المنظمة التي تبحث في الشعوب المنقرضة او الآيلة للانقراض منذ زمن بعيد ولا يدري العراقيون بذلك. ليساعدنا السادة الإعلاميون الحكوميون المنقرضون من الآن في معرفة المعلومات الدقيقة حول تاريخ انقراض الشعب العراقي الرسمي. لماذا الخوف يا جماعة ليس ثمة مبالغة فمثلما تنقرض جميع الأشياء في هذا العالم قد تنقرض الشعوب، ونحن لدينا من أسباب الانقراض ما يكفي. لم الهلع؟ شعب لا يشرب مياها نقية ولا توجد لديه كهرباء مستمرة ولا حكومة لديه منذ أكثر من ستة أشهر أي نصف عام ويزيد! ويقال له ربما تتشكل لديك حكومة في العالم القادم..وكثرت لاءات العدم لديه لا أخلاق معروفة لا تعاطف اجتماعي لا نخوة لا صدق إلا هنا وهناك و(الكيرف) في تراجع دائم.. لماذا لا يكون كلّ ذلك مدعاة لأن تنهشه ذئاب الدول الطامعة القريبة والبعيدة؟ تصوروا يقال إن مخابرات اريتريا تعمل في العراق وكذلك مخابرات حماس من خلال حماس العراق! وكذلك مخابرات محمود عباس ومخابرات جزرالقمر!! ليش لا؟ ولم لا ينقرض بربكم؟ خاصة وأن هذا الشعب يتربع على عرش ثروة نفطية هائلة حتى بات من شبه المؤكد إن آخر برميل بترول سوف يصدر من أرض العراق العظيم التي يسكن عليها غير شعب العراق طبعا؟؟ هللي يا عمشه يا فطيم الخوثة: ماكو حكومة تصير والصراعات موجودة! على وزن ماكو مؤامرة تصير والحبال.. ليش لا؟ دعونا ننقرض على الطريقة البايدنيه ( نسبة إلى جو بايدن نائب الرئيس أوباما وصاحب مشروع تقسيم العراق – أي انقراضه- العم جو العزيز جدا الذي يستقبل بالأحضان ويقبّل ما تحت سرّته.. يريد للعراق هذا اللئيم المتصهين جدا ان ينقرض على النحو التالي:
- فدرالية في شمال العراق تصبح لقمة سائغة للأتراك والفرس والسوريين.
- فدرالية توركمان إيلي
- فدرالية العوجة وناحية العلم
- فدرالية سهل نينوى
- فدرالية جرف الصخر
- فدرالية سوق مريدي
- فدرالية السود في جنوب العراق
- فدرالية الوسط
- فدرالية الجنوب
- فدرالية الانبار
- فدرالية سوق الشيوخ
تقول فطيم العمشه إنها ستطالب بفدرالية لحيّ المربع داخل مدينة الحيانية بالبصرة..

#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات