أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - معركة المقاطعة الانتخابية ودكاكين المعارضة















المزيد.....

معركة المقاطعة الانتخابية ودكاكين المعارضة


إلهامي الميرغني

الحوار المتمدن-العدد: 3133 - 2010 / 9 / 23 - 07:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


بدأ مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشعب تصاعد دعوات مقاطعة الانتخابات لأنها تفتقد لأي ضمانات حقيقية وان نتيجتها معروفة مسبقاً.رغم الشروط التي وضعتها الجمعية الوطنية للتغيير من اجل المشاركة والتي تجاهلتها الحكومة ومطالب ائتلاف المعارضة التي تعامل معها الحزب الوطني بما يليق بها لأنه اعلم بقدر هذه الأحزاب ونفوذها وسط الناس.
إن هذه الأحزاب جزء من صفقة التغيير القادم كما تأكد من نتائج انتخابات المجالس المحلية ومجلس الشورى. لهذا جاء قرار حزب الوفد بالمشاركة ليحسم الكثير من الجدل بأن كل أحزاب المعارضة الحكومية ستشارك.ولم تحسم جماعة الأخوان المسلمين موقفها بعد رغم صدور بعض التأكيدات بأن لديها 200 مرشح منهم 10 سيدات.بينما يبقي موقف دكاكين المعارضة وجماعات المثقفين المعزولة علي السلالم والوقفات الاحتجاجية العشرية ( التي لا يتجاوز المشاركين فيها بضع عشرات ) ولا توجد لديهم وسائل للتواصل مع جموع المصريين المغروسين في مشاكل مصر ويعانون الويلات ويصطفون بالملايين في صلاة التراويح يبكون ويبتهلون بالدعاء " بألا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين" أو الدعاء" اللهم اهلك الظالمين " وهذه هي قمة الرفض بالنسبة إليهم.
الجموع الأخرى من المصريين في الاحتجاجات العمالية والفلاحية ومظاهرات العطش أسري المطالب الاقتصادية المحدودة ولا زالوا أسري العفوية والوعي الاقتصادي في ظل غياب قوي طبقية تطرح رؤية مختلفة للتغير.ولا أدل علي عمق الأزمة سوي تأمل عشرات الاحتجاجات التي يناشد فيها المضربين والمعتصمين السيد رئيس الجمهورية والسيدة قرينته والسيد جمال مبارك والوزراء بالاستجابة لمطالبهم ويهتفون بأسمائهم طلباً للعون.بل أن تصاعد الحدة الطائفية ووصول مصر لحافة انفجار البركان الطائفي لا يمنع بعض المثقفين من مناشدة رئيس الجمهورية بالتدخل وكذلك فإن عشرات النشطاء المسيحيين يرون في الرئيس مبارك الحامي الحقيقي لهم.عن أي جمهور إذا تحدثنا دكاكين المعارضة ؟!
أزمة اليسار
يفتقد اليسار منذ سنوات لوجود حزب أو تنظيم قائد له رموزه ومنظماته الجماهيرية وتأثيره في الواقع ورؤيته الواضحة وبرنامجه الذي تتبناه قطاعات من الجمهور صاحب المصلحة.إن الانتخابات علي اختلاف مستوياتها تحتاج لوجوه شريفة ومحترمة لها نفوذ حقيقي بين الناس وليس مجرد أسماء عديمة التأثير والفاعلية.
إن اليسار بحاجة لتجاوز أزمته وبناء تنظيمه الحقيقي بدلاً من اللافتات التي تملئ الساحة السياسية دون فاعلية حقيقية.إن اليسار يحتاج لرموز حقيقية ورؤية مختلفة لمستقبل مصر، وعمل طويل النفس لبناء مرتكزات واختبار أفكاره .بدون الجماهير لا قيمة للأفكار العظيمة وستظل حبيسة الغرف المغلقة، بينما روح البشر وتفهمهم وتبنيهم لرؤية اليسار هي التي يمكن أن تبعث الروح والحياة في الحركة السياسية الميتة وتعيد لليسار اعتباره بأنه لا يطرح أفكار محلقة بل رؤية قابلة للتحقق.
معركة المقاطعة
أعلن البعض مبكراً مقاطعة الانتخابات مالم توفر الدولة الاستبدادية ضمانات لنزاهة الانتخابات. ولا أعرف ما الذي يجبر دولة بوليسية تحكم بالعسكر منذ 58 سنة أن تتخلي عن عسكرتها؟! ماهي القوة التي تجبر نظام استبدادي مثل نظام الرئيس مبارك أن يقود انتخابات نظيفة ؟! ما الذي يمنعه من التزوير وحزبه جزء من آلة الدولة القمعية ؟! هل يغير قوانين الانتخابات وشروط اللعبة السياسية إرضاء للدكتور البرادعى ومن معه؟!أم خوفاً من ردة فعل دكاكين المعارضة والواقفين علي السلالم؟! يعتبر البعض المقاطعة إبراء للذمة السياسية يتبعها بضع بيانات علي الانترنت وكل انتخابات وأنتم بخير.
إن المقاطعة معركة أشد واقسي من المشاركة في الانتخابات ولها ضمانات لا بد من توافرها وبدون ذلك تصبح أشبه بإقرارات الذمة المالية التي يقدمها كبار موظفي الدولة في مصر!!
إن المقاطعة تعني أن لدينا نفوذ وسط الناس وإننا قادرين علي التأثير في الناس ودفعهم لعدم الذهاب لصناديق الاقتراع لأنهم مقتنعين برؤيتنا للمقاطعة وحتمية التزوير وإنهم فاقدين الأمل في النظام الحاكم ويسقطون عنه شرعيته.هل يتوافر لدينا 10% من هذه المقومات أم إنها مجرد معركة مزايدات وطق حنك فقط.
أما إذا كنا نفتقد للوجود بين الناس ، ولا توجد لدينا رموز تقود الجماهير، وإن الجموع لا زالت تري مبارك المخلص ونظامه به بعض العيوب فقط وان الفساد ليس القاعدة فإن المقاطعة تعد خيانة للناس.وإذا كانت نسب التصويت أصلا تتراوح بين 15% في القاهرة و25% في المحافظات فإن الناس مقاطعة فعلياً بدون وجودنا وضجيجنا وبدون أي برادعي. وإذا كان هناك ملايين المصريين ممن لهم حق التصويت وليست لديهم بطاقات انتخابية فهل دعوة المقاطعة ستحل هذه المشكلة .
إن اليسار معركته مع العمال والفلاحين والفقراء ومن اجل مصلحة جموع الناس وبدون ذلك تتعمق الأزمة وتتواصل حلقاتها.
- هل ستقاطع الناس الانتخابات لأن نظام مبارك مرغ الكرامة الوطنية في الوحل وأصبح جزء من السياسة الأمريكية ؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات لتواطئ السياسة المصرية مع إسرائيل؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات لأنهم ضد توصيل المياه والغاز لإسرائيل بينما نعاني العطش وأزمة البوتاجاز؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات لأنهم ضد بيع القطاع العام؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات لأنهم ضد تخريب الزراعة المصرية والصناعة واعتمادنا علي الخارج؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات من أجل حد أدني للأجور 1200 جنيه وفقاً لأحكام القضاء؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات معترضين علي السياسات الحالية في التعليم والصحة؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات لاعتراضهم علي خصخصة التأمينات الاجتماعية والتأمين الصحي؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات لأنهم ضد سرقة لوحة زهرة الخشخاش وتردي حال الثقافة المصرية؟
- هل سيقاطع الناس الانتخابات لأنهم ضد تخلي الدولة عن دورها وعودة المجالس العرفية وتفجر الصراعات الطائفية؟

إذا كانت كل هذه الأسباب ليست سبب المقاطعة ، وإذا كانت المقاطعة واقعة بدون دعوة المعارضة.فإن النتيجة والمحصلة هي أن يبقي الوضع علي ما هو عليه. لنتأمل انتخابات النقابات المهنية أو العمالية ونسب التصويت فيها؟ ألا يعد ذلك مستوي من المقاطعة ؟ إذا ما هو الجديد؟!نحن نحتاج لمشاركة أعلي وفاعلية أكبر والمقاطعة تثبت الوضع الحالي.
ما العمل؟!
دورنا وواجبنا هو طرح البديل وشرحه للناس ولو لم تقتنع به الناس وتلتف حوله وتموت من اجل الدفاع عنه يكون لدينا خطأ كبير علينا أن نفكر فيه ونعرف أسبابه. إن المقاطعة معركة كبيرة لا تتوافر لدينا الإمكانيات والمقومات اللازمة لخوضها.ولم يصل إليها وعي جموع العمال والفلاحين في مصر بعد ولم يصل إليه نفوذنا وسط الناس.
لذلك إذا كان هناك بعض الشرفاء لديهم حرص علي بناء يسار حقيقي فعليهم استثمار الانتخابات الحالية لطرح رموزهم وممثليهم الحقيقيين وطرح رؤيتهم لمواجهة مختلف قضايا الوطن ، وطرح البديل والمخرج من الأزمة الحالية. وبناء المرتكزات والمنظمات الجماهيرية التي تستمر في العمل ولا تنتهي بانتهاء مولد الانتخابات.
إننا نواجه مرحلة فاصلة في تاريخ مصر وفي تاريخ اليسار المصري.لكن للأسف لا يزال هناك كثير من الناس يصر علي استخدام نفس الأساليب القديمة ولا يستفيد من خبرات التاريخ، ولا يتأمل تأثير المقاطعة علي نفوذه ووجوده.هل تكون انتخابات البرلمان البداية لبعث حقيقي ليسار جديد، أم سندخل طور جديد من الأزمة . ذلك هو ما سيتضح خلال الأسابيع القادمة.
إلهامي الميرغني
20/9/2010



#إلهامي_الميرغني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان والضمانات وأزمة الديمقراطية التي نريدها
- أزمة اليسار المصري وأزمة العمل الجماهيري
- العمال والاشتراكيين وجذور الأزمة
- يوسف درويش .. مناضل من طراز فريد
- الوضع الصحي في مصر علي ضوء نتائج تنفيذ البرنامج الانتخابي لل ...
- مفهوم ودور النقابات المهنية في مصر
- اليسار المصري ومعضلات إعادة البناء
- تحليل للتشكيل الجديد لمكتب الإرشاد بجماعة الأخوان المسلمين
- وزير البيزنس .. عندما يصبح مسئولاً عن صحة الفقراء( 2-2 )
- وزير البيزنس .. عندما يصبح مسئولاً عن صحة الفقراء(1-2 )
- كلمات متقاطعة محاولة لفهم ما حدث
- هرطقة يسارية
- الوعي العمالي والوعي اليساري إضراب طنطا للكتان كنموذج
- ماذا حدث لمصر والمصريين ؟!
- مكافحة الفقر بين جهود الحكومة والمجتمع المدني والإسلاميين
- علاقات العمل
- تمثيل المرأة ونظام الحصة
- التغيرات في بنية الطبقة العاملة المصرية
- الفردية والاستثناءات وثقافتنا
- الرأسمالية المصرية تجدد نفسها بإعدام الفقراء


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - إلهامي الميرغني - معركة المقاطعة الانتخابية ودكاكين المعارضة