أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - سلاح المظاهرات














المزيد.....

سلاح المظاهرات


ساطع راجي

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 17:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش الذي نشرته في 17 أيلول الجاري ليقرع جرسا كبيرا ومدويا ينبه العراقيين وقواهم السياسية للمآلات الخطرة التي تنتظر حرياتهم وحقوقهم الدستورية، فقد أشار التقرير الى خطورة القيود التي وضعتها الحكومة العراقية على حق التظاهر بذرائع شتى، وهي قيود ستؤدي عمليا الى الغاء حق التظاهر، وبذلك سيفقد العراقيون وقواهم السياسية واحدا من اهم الاسلحة للمطالبة بالحقوق وللدفاع عن النفس والمجتمع.
لم تهتم وسائل الاعلام ولا القوى السياسية كثيرا عندما قررت الحكومة فرض قيود على حرية التظاهر، كما ان وسائل الاعلام والقوى السياسية لم تهتم كثيرا بتقرير هيومن رايتس ووتش، وهو امر يكشف حالة من اللامبالاة السياسية والثقافية بحرية أساسية اقرها الدستور ويحتاجها اي شعب للتعبير عن مواقفه ومطالبه.
لقد خسرت الحكومة العراقية وخسرت العملية السياسية كثيرا بالتقرير الذي أصدرته المنظمة الدولية المهتمة بمتابعة حقوق الانسان، وتتمثل هذه الخسارة في دخول العراق بنظامه السياسي الجديد في قائمة الدول التي تنتقص من الحريات العامة وتقيد تمتع المواطنين بحقوق الانسان، وهذه القائمة غالبا ما تضم البلدان المحكومة بنظم دكتاتورية كان العراق في ظل النظام السابق من بينها وبمعنى آخر، فإن العراق قد عاد في احد اوجهه الى مكانه السابق رغم المعاناة التي عاشها العراقيون للتخلص من ذلك المكان.
لقد خسرت القوى السياسية العراقية، مهما كانت علاقتها بالسلطة، من تقييد حرية التظاهر لأنها فقدت واحدا من اهم الاسلحة السياسية في مرحلة خطرة في مسيرة بناء الدولة، فأي من هذه القوى ستكون بحاجة للتعبير عما قد يلحق بها من مظالم او غبن عبر التظاهر، كما انها ستحتاج الى التعبير عن مطالبها بهذه الوسيلة المهمة في التعاطي السياسي، ومن المستغرب ان تصمت القوى السياسية هذا الصمت الرهيب وهي تفقد اهم اسلحتها.
تضرر بعض الممتلكات العامة، حدوث حالات شغب، تجاوز بعض المتظاهرين على القوانين، عرقلة المسير الروتيني للحياة مؤقتا، كلها امور تحدث نتيجة للتظاهر في جميع البلدان التي تشهد تظاهرات جماهيرية، ومهما كان شكل النظام الحاكم، لكن الخروقات او المخاوف لا يمكن ان تبرر الغاء حق التظاهر او تقييده بطريقة عشوائية وبمحددات غامضة ومعقدة تقود عمليا الى الغاء التظاهر.
عندما يقدم اي نظام سياسي وفي اي ظرف وتحت اي ذريعة، بتقليص الحريات العامة، فأنه يدفع بنفسه للدخول في قائمة النظم الاستبدادية من جهة، ويدفع بالمواطنين الى انتهاج اساليب غير سلمية وغير قانونية للتعبير عن ارائهم وتحقيق مطالبهم، وتصبح الاليات الديمقراطية فاقدة للقيمة والفائدة كما تصبح النصوص الدستورية فاقدة للمعنى.
تقرير منظمة هيومن رايتس ووتش، كشف عن ملابسات إتخاذ قرار تقييد التظاهر وهي ملابسات تؤشر الى المنهج العشوائي والشخصاني في التعامل مع المطالب الشعبية والحقوق الدستورية، كما كشف التقرير عن قلق حقيقي على مصير بقية الحقوق وقدرة السلطات التنفيذية على وضع العراقيل امام المواطنين وحتى معاقبتهم في حال قرروا الاعلان عن امتعاضهم من تردي الخدمات والفساد وتبديد الاموال واهمال المصالح العامة من قبل الحكومة.
تتحمل منظمات المجتمع المدني العراقية قدر كبيرا من مسؤولية اللامبالاة تجاه فقدان وتقييد الحريات، فصمتها يدفع للتساؤل عن جدوى وجودها ام انها لا تعرف بهذه القيود الا في اللحظة الاخيرة وبعد فوات الآوان؟.



#ساطع_راجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائف عراقي
- وكذب المنجمون
- بايدن ذهابا وايابا
- العراق والنموذج الصومالي
- في القسمة والتقاسم والتقسيم
- مجلس النواب في غيبته
- ما بعد الانسحاب
- للأزمة أكثر من وجه
- إنها معركة كبيرة
- تقرير خطير
- رسالة أوباما
- قشة مجلس الامن
- الصمت الرهيب
- هدية غير متوقعة
- مستوى التهديد
- لافضائح في العراق
- الرسائل المفقودة
- السلطة بلا حدود
- من سيعترف بالفشل؟
- معضلة حطمت التوقعات


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ساطع راجي - سلاح المظاهرات