أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اسلام احمد - المشهد العراقى















المزيد.....

المشهد العراقى


اسلام احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 14:04
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اعاد خبر انسحاب القوات الامريكية من العراق بعد ان انتهت مهمتها رسميا بنهاية اغسطس 2010 المشهد العراقى الى صدارة الاحداث مثيرا الكثير من التساؤلات فى الاوساط السياسية حول حقيقة الانسحاب واسبابه ؟؟ وماذا بعد الانسحاب الامريكي من العراق؟؟ , ما يدعونا الى فتح هذا الملف المهم بكل ما يحتويه من ماسي

بعض المحللين العراقيين قد شكك فى حقيقة الانسحاب الامريكي من العراق معللا ذلك بأنه من غير المعقول ان تنسحب الولايات المتحدة هكذا بكل بساطة من العراق بعد كل ما دفعته جراء الاحتلال دون ان يكون لها موطن قدم فيه كما ان بقاء 50 الف جندى امريكي بالعراق بغرض تدريب القوات العراقية يدعو الى الشك ! , ولكنى اعتقد ان الولايات المتحدة سوف تنسحب فعلا من العراق ولكن ليس كما تدعي , لأنها انهت مهمتها وصارت القوات العراقية مستعدة لتولى زمام القيادة وحفظ الامن , وانما للاسباب التالية :

1_لأنه من الصعب فتح حرب على اكثر من جبهة فقد رأت الولايات المتحدة الانسحاب من العراق بعد ان حققت اهداف الاحتلال

2_بعد مرور سبع سنوات من الحرب على العراق وافغانستان ومع انكشاف الوهم الكبير المتعلق بالخطر النووى العراقى ايقنت الادارة الامريكية ان الخطر الحقيقى المحدق بالولايات المتحدة يأتى من افغانستان , باكستان ومن ثم تزداد الحاجة الى تعزيز القوات الامريكية هناك لاسيما فى ظل الخسائر التى تتكبدها فى تلك الجبهات , الى جانب مطالبة الجنرال ماكريستال قائد القوات الامريكية السابق فى افغانستان بارسال مزيد من القوات الامريكية الى افغانستان لتعزيز قواته

3_فى ظل التهديدات الايرانية للمصالح الامريكية الاسرائيلية بالمنطقة فمن المحتمل ان تشن اسرائيل حربا ضد ايران وبالتالى سيتعين على الولايات المتحدة مساندة اسرائيل فى تلك الحرب لذا وجب انهاء ملف العراق حتى يتسنى للولايات المتحدة التعامل مع الملف الايرانى

4_مع قرب انتخابات الكونجرس ونتيجة ضغط الرأى العام الامريكي المعارض للحرب فقد رأت الادارة الامريكية انهاء ملف العراق لكسب مزيد من الاصوات لصالح الديمقراطيين

5_ثمة توجه جديد فى السياسة الامريكية للاهتمام بالشأن الداخلى , بعد الازمة المالية العالمية , لاصلاح الاقتصاد الامريكي ما يعنى وجوب توفير نفقات الحرب قدر الامكان

6_هذا فضلا عن الخسائر التى تكبدتها القوات الامريكية جراء الحرب على العراق حيث اسفرت عن مقتل ما يزيد على اربعة الاف جندي امريكي وهو ما صرح به الرئيس اوباما حيث قال : " ان بلاده دفعت ثمنا باهظا بسبب الحرب على العراق " كما اقر رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير بأنه لم يكن يتوقع "الكابوس" الذي تكشف في العراق بعد الإطاحة بنظام صدام حسين , واعترف بلير في مذكراته الصادرة بعنوان "رحلة" بأنه لم يؤخذ في الحسبان دور القاعدة أو إيران في العراق أثناء التخطيط لغزوه، حيث لم يتوقف سفك الدماء بعد هزيمة نظام صدام حسين وأعرب بلير في كتابه عن أساه الشديد لأقارب الجنود البريطانيين الذين قتلوا في الحرب، و"للذين سقطوا في ريعان الشباب وللعائلات الثكلى التي ضاعف من إحساسها بفقد أعزائها الجدل الدائر حول السبب الذي من أجله قتل أحباؤها، والظلم الذي وقع عليها بأن قدر لها هي بالذات أن تعاني الخسارة".

باختصار فان الولايات المتحدة مجبرة على الانسحاب من العراق ولولا ذلك لما حدث

فى الواقع يحزن المرء اشد الحزن كلما تم فتح ملف العراق اذ تبدو الصورة العراقية قاتمة والوضع صار معقدا من اكثر من وجه فمن ناحية ثمة انقسامات داخلية تعصف بالعراق وامنه وقد القت بظلالها على الانتخابات التشريعية والحكومية حيث يتنازع ثلاث تيارات على الحكم هم القائمة العراقية ودولة القانون والائتلاف الوطنى ورغم ان القائمة العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوى قد احرزت المركز الاول , فى مارس الماضى , الا انه ليس باغلبية تسمح له بتشكيل الحكومة ومن ثم الدخول فى متاهة المفاوضات بين التيارات الثلاث

ومن ناحية اخرى فقد صار العراق مفتوحا للتدخلات الخارجية على كافة الجوانب والاتجاهات بدءا من تركيا ومرورا بايران وسوريا وانتهاءا بتنظيم القاعدة , هذا فضلا عن الفساد الداخلى (العراق احرز المركز الثانى فى الدول الاكثر فسادا بعد الصومال) وانهيار المرافق والخدمات من كهرباء ومياه وخلافه ما ادى الى تدهور الوضع الامنى بالبلاد بشكل كبير اذ يكاد لا يمر يوم الا ونسمع عن احداث عنف بالعراق حتى صار العنف سيناريو يتكرر بشكل يومي

والسؤال الاساسى ماذا بعد الانسحاب الامريكي من العراق؟؟
فى سياق ما سبق ومن خلال قراءة الوضع على الارض فاتوقع ان تزداد احداث العنف بالعراق ومن ثم تفاقم الوضع الامنى وهو ما اكده رئيس اركان الجيش العراقى بابكر زيباري حيث صرح بأن الجيش العراقي لن يكون قدرا على تولى ملف الامن بصورة كاملة قبل اكتماله بحلول عام 2020 وبالتالى يجب على السياسين ايجاد البديل لسد الفراغ الامنى الذى سيخلفه الانسحاب الامريكي من العراق , كما اتوقع صعوبة تشكيل الحكومة فى الاجل المنظور نظرا لحدة الانقسام الداخلى فضلا عن وجود اطراف مهمة فى اللعبة تعمل فى جانب تفكيك العراق _ وفق مخطط مرسوم _ الى دويلات ثلاث (شيعة _ سنة _ اكراد) وهو سيناريو يتوقعه كثير من المحللين امل الا يحدث

اشعر بالاشمئزاز كلما استمعت الى تصريحات الجانب الامريكي بشأن العراق اذ دأب على ترديد ان كل شئ على ما يرام وان العراق يسير فى الطريق الصحيح نحو الامن والديمقراطية ! , فى تناقض صارخ مع الواقع على الارض !

الكرة الان فى ملعب العراقيين وعليهم ان يقرروا بانفسهم ما اذا كان الوطن يستحق منهم التضحية ام لا , امل ان يعي العراقيون مصلحة بلدهم ويقدموها فوق كل اعتبار وذلك بالاسراع فى تشكيل الحكومة فى اسرع وقت ممكن ومن ثم الشروع فى اصلاح الوضع الامنى بالبلاد فثمة ملفات عديدة ما زالت عالقة وفى مقدمتها ملف قوات الصحوات واعادة الاعمار وغيرها كما ادعو كل الدول العربية الى تقديم يد العون للعراق والعمل على استقلاله وتماسكه حتى وان اضطر الامر الى فتح حوار صريح مع ايران فى هذا الشأن

وختاما لى عتاب على المثقفين العرب بشكل عام والمصريين بشكل خاص _ ولا استثنى نفسى _ لاهمالهم الشأن العراقى بشكل ملفت وكأن العراق قد خرج من خريطة الوطن العربى , لا تسأل عن عدد المرات التى زار فيها وزير الخارجية المصرى العراق حتى لا تصاب بالاحباط !



#اسلام_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة يوليو من التحرر الى الاستبداد!
- اشكالية المصالحة الفلسطينية
- مأزق القضية الفلسطينية
- هل انتهى الدور المصرى لصالح تركيا؟ 2_2
- هل انتهى الدور المصرى لصالح تركيا؟ 1_2
- ازمة الطلاق بالكنيسة
- توحش السلطة
- نحو هزيمة اسرائيل


المزيد.....




- في ظل الحرب.. النفايات مصدر طاقة لطهي الطعام بغزة
- احتجاجات طلابية بجامعة أسترالية ضد حرب غزة وحماس تتهم واشنطن ...
- -تعدد المهام-.. مهارة ضرورية أم مجرد خدعة ضارة؟
- لماذا يسعى اللوبي الإسرائيلي لإسقاط رئيس الشرطة البريطانية؟ ...
- بايدن بعد توقيع مساعدات أوكرانيا وإسرائيل: القرار يحفظ أمن أ ...
- حراك طلابي أميركي دعما لغزة.. ما تداعياته؟ ولماذا يثير قلق ن ...
- المتحدث العسكري باسم أنصار الله: نفذنا عملية هجومية بالمسيرا ...
- برسالة لنتنياهو.. حماس تنشر مقطعا مصورا لرهينة في غزة
- عملية رفح.. -كتائب حماس- رهان إسرائيل في المعركة
- بطريقة سرية.. أميركا منحت أوكرانيا صواريخ بعيدة المدى


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - اسلام احمد - المشهد العراقى