أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !














المزيد.....

تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3132 - 2010 / 9 / 22 - 00:19
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    



ستتشكل حكومة بعد استعصاء مرير تتعاظم عواقبه الوخيمة. ولا ريب أن من سيشكلون الحكومة من المتنفذين ومن المحيطين بموائدهم سيهللون، كلٌّ على طريقته، لتشكيل حكومة "الشراكة الوطنية" الجديدة، بعد أن دخل الصراع المقيت على السلطة والثروة شهره السابع. وسيتصرف هؤلاء، بعد أن ضمنوا، مجدداً، امتيازاتهم في إطار منهجية المحاصصات، كما لو أن هذا التشكيل، بحد ذاته، سيخرج البلاد من أزمتها المتفاقمة، متجاهلين حقيقة أن هذه الحكومة ستكون ضعيفة ومشلولة، وأنه من باب الأوهام الاعتقاد بأن المعضلات في طريقها الى الحل مادامت منهجية المحاصصات هي السائدة، ومادام الصراع على الامتيازات هو الحاسم، ومادام المتنفذون لا يبالون إلا بمغانمهم، ومادام "المحررون"، المخفقون المتخبطون، لا تعنيهم غير مصالحهم.
وبين غيض من فيض بوسع المرء أن يشير، عابراً وعلى نحو وجيز، الى بعض من تجليات المأزق الاجتماعي.
فربع العراقيين يعيشون تحت خط الفقر، ومعدل البطالة يصل الى 30 في المائة. وهناك أكثر من ستة ملايين أمي في بلاد الأبجدية الأولى، وأكثر من نصف الأطفال لم يكملوا تعليمهم الابتدائي، وبينهم نسبة غير قليلة من المتسولين وجامعي القمامة ومن يتعاطون المخدرات. أما العوائل المجهزة بشبكات الصرف الصحي في الريف فتبلغ نسبتها 2 في المائة فقط. هذا ناهيكم عن معضلات مستعصية أخرى تمتد من غياب الكهرباء، وتمر بالمصاعب المعيشية وانتهاكات حقوق الانسان، ولا تنتهي عند معاناة النساء المريرة.
ولعل من الصعب تجاوز ذكر ازدياد معدل استهداف الصحفيين مؤخراً، وهو ناجم عن الفراغ السياسي والبيئة التي وفرها هذا الفراغ، ويشكل جزءاً من محاولة الارهابيين إثبات وجودهم وإشاعة الفوضى واليأس، فضلاً عن ترويع الوسط الصحفي وتكميم الأفواه وتوجيه رسالة الى الصحفيين مفادها أن كل من يقول الحقيقة يمكن أن ينتظر المصير نفسه.
ألا يحق للمرء أن يتساءل في هذا السياق: كيف يمكن تصور حكومة "شراكة وطنية" حقيقية وفاعلة وهذه هي سبل الوصول اليها ؟ وهل تقاسم المغانم على أساس المحاصصات، وعقد الصفقات خلف الكواليس، وتغييب إرادة الملايين والاستهانة بهم واللاأبالية بمعاناتهم المريرة، واستمرار الاحتلال وتدخل "الجيران" والتدهور الأمني وغياب الخدمات وتفشي الفساد والنهب والبطالة .. وكل تجليات الخراب المادي والروحي الذي لا نظير له، هل هذا وسواه من المصائب هو السبيل الى حكومة "شراكة وطنية" !؟ من يوهمون ويخدعون !؟ ومن سواهم والمنتفعون منهم ومعهم بهذه الكذبة يصدّقون !؟
ومما يثير الأسى أننا في الشهر السابع على الانتخابات ومجلس النواب الموقر بلا فعل أياً كان سوى جلسة يتيمة، وهو ما يعد مخالفة صريحة للدستور يمارسها متنفذون في تحدٍ صارخ للمحكمة الاتحادية، التي لا تحرك، هي الأخرى، ساكناً لايقاف هذا الانتهاك الفظ، المتمثل في الجمع بين عضوية المجلس والموقع الوظيفي في الدولة. وتغض هذه المحكمة، ذاتها، الطرف عن انتهاك صارخ آخر، متمثل في إطالة أمد الجلسة المفتوحة لمجلس النواب، وهو ما يكشف عن عجز قيام أعضاء المجلس بواجباتهم الدستورية، مما يعني فقدان المجلس شرعيته.
أوليس من حق منصف ملتاع القول: مرحى لـ "ديمقراطية المحررين"، مرحى لحكومات "الشراكة الوطنية" التي لن تفعل سوى المزيد من الاستحواذ على المغانم واللهاث وراء المال والجاه، والمزيد من اللامبالاة بمصائر وحقوق الملايين من نساء ورجال هذه البلاد المنكوبة !
وعلى أية حال فمن الحق القول إنه ما من مخرج من المأزق العراقي إلا بتخلي المتنفذين عن نهج المحاصصات وسلوك الاستحواذ واللهاث وراء المغانم. وكل حل آخر لن يكون سوى ضرب من الأوهام، ذلك أنه بدون نمط التفكير الجديد الذي يتجنب نزعة الاستقواء بالمحاصصة والمليشيات و"الجيران"، وأساليب التهميش والاقصاء، ستستمر الأزمة، بل وستتفاقم على نحو قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه.
أما مأساة القبول بالحلول الترقيعية، ومهادنة "واقعيين" لهذا العقل القاصر أو المغرض فليست سوى تعبير عن روح الخنوع لثقافة التخلف السائدة.
ألا ليت المتنفذين يعودون الى رشدهم ولو قليلاً، ويتفقون على التخلي عن نمط تفكيرهم وسلوكهم الحالي، ويشرعون بالخطوات الأولى الحقيقية التي تنقذ البلاد من أزمتها وتضعها على طريق التطور الاجتماعي الحقيقي. أسيفعلون !؟ ربما بدا هذا تفكيراً رغائبياً يحل الأمنيات محل الوقائع، ذلك أن الرياح تجري بما لا تشتهي السفن.
* * *
لقد جاوز المتنفذون المدى، فحقَّ السخط، مثلما حق تحويله الى احتجاجات ومسيرات ترغم المتنفذين على أن يوقفوا استهانتهم بارادة ومصائر الملايين من المحرومين ..
يمضون كلٌّ في طريق .. نخبة الى نعيم، وملايين الى جحيم .. غير أن هؤلاء الملايين سينتفضون يوماً، وستطيح انتفاضات الخبز والسلم والحرية بالنهّابين من أهل النعيم الزائف. وسيعود الحق الى أهله الخارجين من جحيم المعاناة الى فضاء الحرية ..
ستنتعش الآمال، وتتبدل الأحوال، فدوام الحال من المحال ..
بالأمل والعمل سترحل أيام نوائب لتحل محلها أيام مسرّات للملايين من ضحايا الاضطهاد، وليس سواهم من يستحق المسرّات !


طريق الشعب 21/9/ 2010



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات - أفجر جديد حقاً !؟ من يخدعون !؟
- تأملات - شوارع -خضراء- وأخرى تسيل فيها الدماء !
- تأملات - كل هذه الكوابيس .. وينامون رغدا !
- تأملات - هذه الأوهام المغرضة !
- تأملات - طفح الكيل .. ألا يستحون !؟
- تأملات - في التيار الديمقراطي (4)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (3)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (2)
- تأملات - في التيار الديمقراطي (1)
- تأملات - شرارة سخط تنذر باللهيب !
- تأملات - يا لهذا -الصبر الجميل- !
- تأملات - في -حرية النقد- وتدقيق الخطاب السياسي
- تأملات - من برودة المكاتب الى دفء الحياة !
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (2)
- تأملات - في رسائل ماركس الى كوغلمان (1)
- تأملات - ليس بالبرلمان وحده !
- تأملات - بِمَ نبدأ ؟
- تأملات - جوهر الصراع لم يتغير
- تأملات - ننهض وسط الناس بانطلاق جديد
- تأملات - سخط نستثمره وضفاف نسعى إليها


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات - نخبة الى نعيم وملايين الى جحيم !