أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - بشاره الخوري














المزيد.....

بشاره الخوري


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3130 - 2010 / 9 / 20 - 22:44
المحور: سيرة ذاتية
    


هل تعلموا بأن غالبية العظماء في الفنون والأدب لم يكن أحد منهم يعرف أنه موهوب ونجم ولامع؟ وبشارة الخوري واحدٌ من هؤلاء إذ لقب نفسه بالأخطل الصغير تيمنا بالشاعر النصراني الأخطل الذي عاش في بلاط الدولة الإسلامية الأموية, وليس هو وحده من خالف هواه أو هواه خالفه وبحث عن نفسه كثيرا حتى اكتشف أخيرا بأنه شاعرٌ أصيل بايعه الأدباء على إمارة الشعر فكان بحق ثاني أمير من أمراء الشعر العربي بعد أحمد شوقي , إذاً ليس بشارة الوحيد الذي لم يكن يعرف بأنه شاعر فقد كان فاغنرأيضاً يحلم بأن يصبح كاتبا مسرحيا على خطى شكسبير وغوته, ولكنه أصبح موسيقارا, ويقال ولا أدري عن صحة ما سمعته من أصدقائي الموسيقيين بأن أبو بكر سالم أرسله أبوه لدراسة الطب أو القانون ولكنه عاد له بلحن:

يا مروح بلادك

الليل والشمس غابت

على دلال لا إن طربنا

والتلاحين طابت

.وكان المتنبي أيضاً يحلم بأن يكون واليا وسياسياً واستخدم الشعر والثقافة للوصول إلى السلطة ولكن غلبت عليه أشعاره فملأ الدنيا وشغل الناس وأصبح مشروعه الشعري طاغياً على مشروعه السياسي وكان عبد الحليم حافظ(شبانه) يعتقدُ جازماً بأنه ملحن موسيقي ولكنه اكتشف أنه مغني عظيم, وليس الأدباء وحدهم من يقع بهذه الإشكالية فعلى صعيد الحياة العامة يصبح الطبيب شاعرا أو مهندسا ميكانيكيا, والطبيب يتحول فجأة إلى روائي والروائي يكتشف بأنه طبيب أو مهندس وآلاف من الشعراء كتبوا الشعر وفشلوا والعشرات منهم الشعرُ هو الذي اقتحمً عليهم حياتهم وعالمهم الخاص, كنزار قباني الذي اقتحم الشعرُ عالمه الخاص حتى دخل في فرشاة أسنانه ومعجون حلاقة ذقنه.

ولا يقل الأخطلُ الصغير(بشارة الخوري) عن كل هؤلاء العظام تحولا مفاجئا في حياته الثقافية فقد كان يحلم بأن يكون صحفيا لامعا وأنشأ لذلك صحيفة (البرق) في بيروت وكان يتردد على مجلس الشيخ(إسكندر العازر) ولم يكن اسكندر العازر لديه أي تصور عن بشارة الخوري بأنه يكتب الشعر أو بأنه سيصبح شاعرا مميزا فقد كان يقولُ عنه دائما بأنه صحفي وكاتب مقالات فقط لاغير وإذا قيل له بأن بشارة يكتب الشعر كان يستغرب ويستهجن ويتهم بشارة بأنه مجرد رجل يهذي كثيرا وكان اسكندر يقول (بشارة صحفي وسليم العازر شاعر عظيم, حتى سمع من بشارة يوما شعره حين أنشده:
عشتَ فالعب بشعرها يا نسيمُ

واضحكي في خدودها يا كرومُ


فقال عنه: ظل الغلام يهذي حتى نطق الشعر أخيرا.

وأول من لحن قصائده كان محمد عبد الوهاب إذ لحن له أجمل ما كتبه بشاره الخوري وكان ذلك في الثلاثينيات وبداياتها عبر قصيدة(الهوى والشباب)و(الصبا والجمال)و(جفنه علّم الغزل ومن العِلم ما قتل) فسئل عبد الوهاب كيف قام بتلحينها فأجاب: لقد جاءتني ملحنة من قلب وفم ناظمها.

ولم يكن الأخطل الصغير بشاره الخوري يدري عن نفسه بأنه أيضا زجّال من الدرجة الأولى حتى طلب منه عبد الوهاب في جلسة خاصة أن يكتب له زجلا عن الوردة في فيلم (يوم سعيد) فكتب رائعته العظيمة ومطلعها :

يا ورد مين يشتريك وللحبيب يهديك؟

يهدي إليك الأمل والمُنى والقبل.
فقال بشاره: جزاه الله لقد جعل مني زجالا , ولم يكن يعلم بشاره بأن تلك القصيدة ما زالت من أروع ما غناه عبد الوهاب.

وغنى له فريد الأطرش أغنية :

عش أنت إني مت بعدك
وأطل وإلى ما شئت صدك

ويقال بأنه كان يعشق في بيروت امرأة مسلمة فكتب فيها هذه القصيدة وهو مسيحي وحين غناها فريد الأطرش في السبعينيات بدل بها بعض الكلمات حين غنى:
وحيات عينيك وهي عندي
مثلما الإيمان عندك.
والأصح:
وحيات عينيك وهي عندي

مثلما القرآن عندك.
وبدلها الأطرش لكي لا يلقى تعارضا مع الناس والأزهر في القاهرة.

وكذلك أغنية:
أضنيتني بالهجر ما أظلمك

فارحم عسى الرحمانُ أن يرحمك.

وغنت له في فيلم (بنت الحارس) :

يا عاقد الحاجبين.

.على الجبين اللجين

إن كنت تقصدُ قتلي

قتلتني مرتين.

وغنت له من أجمل ما كتبه وهي قصيدة:

قد أتاك يعتذرُ

لا تسله ما الخبرُ

كلما أطلت له
في الحديث يختصرُ

في عيونه خبرُ

ليس يكذبُ النظرُ.



وغنى له :أديب الدايخ:

بلغوها إذا أتيتم حماها

بأنني متُ بالغرام فداها.
وتوفي بشارة الخوري الأخطل الصغير سنة 1968 وكان في آخر زمانه يهذي كما في أوله وكان من الصعوبة أن يتعرف على زائريه حتى قصائده نسيها ونادرا ما كان يتذكرها فيقرأها من جديد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالون لميس
- الفرق إكبير
- كثر الشد برخي
- مساعدة الضعفاء
- الهبيله
- فن الكذب
- متعة الكذب
- إضاعة الوقت
- هل أنت صاحب خبره؟
- سيئ جدا
- الحاضر الغائب
- الحب بالطرق الملتوية
- فساد المظهر
- عائلات يهوديه مسلمه
- الحاجة ليست أم الاختراع
- أنت في حياتي
- ثلاثة أضعاف حجمك
- الحق على العده
- رمضان كريم
- رسالة إلى الأستاذ نبيل


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - جهاد علاونه - بشاره الخوري