أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - إسرائيل دولة غربية بمرجعية يهودية (3_6)














المزيد.....

إسرائيل دولة غربية بمرجعية يهودية (3_6)


نهرو عبد الصبور طنطاوي

الحوار المتمدن-العدد: 3128 - 2010 / 9 / 18 - 20:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(*أوضاع اليهود في المجتمعات الغربية قبل قيام إسرائيل*)

لقد أثرت التعاليم الدينية التلمودية على الشخصية اليهودية بشكل كبير وأثرت على تفكيرها وسلوكها وعلاقتها بغير اليهود عبر قرون طويلة ما جعلهم يعيشون في مجتمعات شبه منعزلة ومنغلقة على نفسها منبوذة من كل الشعوب ونابذة لكل من حولها من الشعوب، فالتعاليم التلمودية أمرت اليهودي أن يحتقر كل من هو غير يهودي وأباحت قتله وسرقة أمواله وانتهاك عرضه، وأن كل من هو غير يهودي قد خلقه الله لخدمة اليهودي، وأن أرواح غير اليهود هي أرواح شيطانية، راجع باستفاضة كتابهم الشهير: (الكنز المرصود في قواعد التلمود).

فجعلتهم تلك التعاليم الدينية يعيشون في الدول الأوروبية قبل نشأة دولة إسرائيل دون أي شعور بالانتماء الوطني أو القومي لأي دولة أوروبية تواجدوا فيها، بل لم يؤثر عنهم أنهم قد شاركوا أهل البلدان الأوروبية في أي من مناسباتهم الدينية أو القومية أو الوطنية أو العسكرية أو غيرها من المناسبات، مما جعل شعوب البلدان الأوروبية يتوجسون منهم خيفة وجعلهم يظنون بهم الظنون، بل حين بدأت الشعوب الأوروبية تطلع على العقائد والأفكار الدينية التلمودية لليهود أيقنت الشعوب الأوروبية أن وجود الشخصية اليهودية بهذا الفكر الديني الإجرامي بينهم سوف تكون له عواقبه الكارثية على المجتمعات الغربية جميعها، وأدى ذلك إلى تعقب اليهود في الدول الغربية واضطهادهم واحتقارهم ومناصبتهم العداء.

قال الدكتور أسعد رزق في كتابه (التلمود والصهيونية) (ينبغي علينا كذلك أن لا نتجاهل المسئولية التي تقع على عاتق اليهودية التلمودية منذ أن استتبت لها السيطرة على حياة اليهود وحتى أواخر القرن الثامن عشر وقيام الثورة الفرنسية. فالمجتمع اليهودي المغلق من سياج التلمود ليس من صنع العداء المسيحي لأتباع الديانة اليهودية، بل هو التجسيد المتعمد للنظرة الضيقة والانفصالية التي يظهر اليهود من خلالها أنفسهم، فولدت عندهم الاستعلاء والانعزال وجعلتهم لا يلتفتون إلى ما عداهم من الشعوب الأخرى إلا من مقام عليائهم وتفوقهم، ومن خلال القناعة التي رصدوها في كتبهم الدينية عن الصفوة والشعب المختار) انتهى.

ولم يكن العداء بين الشعوب الغربية وبين اليهود عداء دينيا وحسب، بل تحول العداء في القرنين الأخيرين من الألفية الثانية إلى عداء مالي واقتصادي كذلك، قال "وول ديورانت" في كتابه "قصة الحضارة": (إن الخلافات الدينية وإن كان لها أثراً في كراهية اليهود فإن السبب الرئيسي في الحقد عليهم يرجع إلى عوامل اقتصادية وذلك لأن اليهود قد أقبلوا على الذهب، فقد حرم التلمود عليهم زراعة أرض أجنبية فتهافت اليهود على الذهب الذي يسهل نقله وتهريبه، واعتقاد اليهود أنهم الشعب المختار الذي قُدِر له أن يسود الشعوب الأخرى، كان له أثره في إصرار اليهود على الحصول على الذهب وبأي وسيلة، لأنه سبيلهم في تحقيق الاختيار اليهودي وفرض سيطرتهم على الشعوب. وبهذا يكون الذهب وتجارته عامل اقتصادي وقد أضاف سبباً جديداً لاضطهاد اليهود) انتهى. ويقول وليم كار في كتابه (على رقعة الشطرنج): (لقد كان أقصى ما يفعل اليهود _في أوروبا_ هو جمع المال، وإقراضه بالربا الفاحش للمحتاجين، وإيقاع أمراء الإقطاع في الدين ليستولوا في النهاية على ثرواتهم. ولكن تأثيرهم في مجموع الناس كان معدوماً أو ضئيلاً إلى أقصى حد، خاصة واليهود في أوروبا في ذلك الحين محتقرون مهينون، فوق البغضاء الموجهة إليهم والاضطهاد الحائق بهم على أساس أنهم قتلة المسيح كما كان يعتقد المسيحيون) انتهى.

إن كثيرا من المفكرين والكتاب العرب وغير العرب يظنون واهمين أن قيام دولة إسرائيل كان مطلبا يهوديا بامتياز، وأن مساندة الغرب لليهود في قيام دولة إسرائيل كان تلبية لرغبة اليهود في ذلك، إلا أن الحقيقية غير ذلك تماما، إن قراءة التاريخ قراءة واعية تبين أن قيام دولة إسرائيل كان مطلبا غربيا في المقام الأول قبل أن يكون مطلبا يهوديا، والغرب المسيحي هو من قام باستدراج اليهود إلى إقامة دولة إسرائيل وليس العكس، وما يؤكد هذا أن اليهود بحملهم لتلك العقلية الدينية المعادية لكل من هو غير يهودي لم يستطيعوا التعايش مع الشعوب الأوروبية حتى رغم وجود بعض الحركات اليهودية التنويرية الإصلاحية كحركة (الهسكلاء) التي ترأسها (موسى مندلسون) في القرن الثامن عشر الميلادي، فقد حاولت هذه الحركة التنويرية بكل ما أوتيت من قوة وجهد أن تصهر اليهود في المجتمعات الأوروبية إلا أنها فشلت فشلا ذريعا في تحقيق ذلك، والسبب يعود للمعتقدات الدينية اليهودية التي ترسخت وتجذرت في نفوس اليهود، وكذلك ممارساتهم العنصرية الكارهة للبشرية وتعاملاتهم الاقتصادية التي كانت تقوم على امتصاص دماء الشعوب الأوروبية عن طريق الربا والاستغلال الفاحش للمدينين كل ذلك جعل الشخصية اليهودية كالجسم الغريب المنبوذ المحتقر من قبل الشعوب الأوروبية، وقد حال كل ذلك دون تحقيق أي تعايش أو قبول لليهود في المجتمعات الأوروبية، ثم بدأت عمليات الاضطهاد العنصري لليهود في الظهور خاصة في روسيا بعد مقتل القيصر (الكسندر الثاني)، ثم تسارعت عمليات الاضطهاد العنصري ضد اليهود في أوروبا ما بين الأعوام 1890_ 1945 وكانت بداية الأحداث هو التوجه المعادي للسامية في روسيا ومروراً بمخيمات الأعمال الشاقة التي أقامها النازيون في أوروبا وانتهاءً بعمليات الحرق الجماعي لليهود وغيرهم على يد النازيين الألمان إبّان الحرب العالمية الثانية.
(للحديث بقية)

نهرو طنطاوي
كاتب وباحث في الفكر الإسلامي _ مدرس بالأزهر
مصر_ أسيوط
موبايل/ 0164355385_ 002
إيميل: [email protected]



#نهرو_عبد_الصبور_طنطاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل دولة غربية بمرجعية يهودية (2_6)
- إسرائيل دولة غربية بمرجعية يهودية (1_6)
- ديمقراطية فقه الدين
- دعاة الفضائيات والدعوة إلى التقمص وتناسخ الشخصيات
- الفضائيات الدينية تجعل من الإسلام دينا رجعيا
- محاولات رهبنة الإسلام على يد دعاة الفضائيات الدينية
- رجال الدين وشرعنة الطغيان والاستبداد
- أمة الادعاء والأدعياء والكذب على النفس والناس
- رمضان شهر تقوى وهدى أم شهر برامج ومسلسلات؟
- هل نعي كيف تكون استخارة الله؟
- هل تموت الأمم بموت قادتها؟
- منى الشاذلي وتبرير الخروج على القانون
- الإعلام الديني يروج المخدرات بين مشاهديه
- شهوة التدين
- دعاة الدين الكنتاكي
- انغلاق الإعلام الديني وجنايته على الدين والناس
- عبثية الإعلام الديني وغياب المنهج وتعدد المرجعيات
- الإعلام الديني وخطيئة احتكار الدين
- هل صوت المرأة عورة ؟؟
- الدين بين استقذار الجنس وازدراء المرأة


المزيد.....




- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نهرو عبد الصبور طنطاوي - إسرائيل دولة غربية بمرجعية يهودية (3_6)