أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض سبتي - اصدقاء الريّس















المزيد.....

اصدقاء الريّس


رياض سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 3128 - 2010 / 9 / 18 - 19:20
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


المصطلح اعلاه كان قد انتشر خلال الحرب العراقية الايرانية حينما كان الرئيس الاسبق يمنح نياشين وانواط الشجاعة للقادة والجنود الذين ابلوا بلاء مميزا في تلك الحرب , ولا يحوز على هذه الصفة الاّ من حصل على ثلاثة انواط او اكثر ,, وتغير معني المصطلح بعد ان استمرت تلك الحرب وطالت سنواتها ، واصبح يطلق على الذين يهربون من جبهات القتال او من الجيش برمته (حسب ما اخبرني الصديق الكاتب محمد نوري قادر ) فبدلاً من ان تسأل صديقك هل انت هارب من الجيش ؟ يكون السؤال : هل انت من اصدقاء الريسّ ؟ وهي تسمية تهكميّة يراد بها التورية ، حتى لايقع الهارب بايدي قوات الرئيس ويكون مصيره الاعدام في حالات ، والسجن لا محالة في حالات اخرى في ذلك الوقت .
على ان اي من المعنيين لمصطلح (اصدقاء الريّس ) ليس هو المقصود فيما وددت الحديث عنه هنا .
في ليلة سابقة كنت اتابع مذيعة الاخبار المعروفة دايان سوير على محطة الـ (أي بي سي ) الاميركية وهي تنقل خبرا عاديا عن زيارة الرئيس اوباما لاحد المصانع في احدى الولايات ، وانتهى الخبر بابتسامة سوير المعتادة ، لكنه لم ينته في مخيلتي فرحت اسأل نفسي , لماذا مثلا لم تنقل لنا دايان خبرا عن زيارة اوباما لاصدقائه الا يملك هذا الرجل اصدقاء؟ ثم اتخذ السؤال منحا اخر لماذا لم نر اي رئيس امريكي او غربي يقوم بزيارة اصدقائه؟ ربما يفعلون ذلك بعيدا عن وسائل الاعلام وربما لا يملكون اصدقاء اساسا,ثم عرجت بسؤالي نفسي وقلت لماذا لم يظهر لنا الاعلام العربي زيارة رئيس عربي واحد لإصدقائه ، اي رئيس من الذين ما زالوا في السلطة او الذين غادورها ؟ وهنا استثنت مخيلتي الملوك والشيوخ والامراء العرب , لان هؤلاء يولدون امراء وبذا فان اصدقاءهم هم امراء مثلهم ويقال لهم العائلة المالكة او الحاكمة .
وإذن فأنا فعلا ابحث عن حقيقة هل للرئيس اصدقاء مثلما لنا نحن ام لا ؟ بمعنى الصداقة الحقيقية التي تصيبنا نحن العامّة من الناس ، وحتى احصر المسألة في اضيق حدودها رحت اسأل نفسي عن رئيس وزرائنا المنتهية ولايته و(صلاحيته ) منذ اكثر من ستة شهور ,, هل هذا الرجل لديه اصدقاء مثلنا وهو الذي كان في يوم ما من العامّة عندما كان يشتغل في حي (السيدة زينب ) ؟ فلابد ان يكون قد التقى هناك وبنى علاقات صداقة بحكم عمله في السوق الشعبي ببائع شربت او صاحب محل صيرفة او بائع (ترب حسينية ) كان (دولته ) قد اشترى منه تربته في عيد ما او مناسبة دينية ربما ,, او ان لديه اصدقاء عندما كان طالبا في المدرسة او في الجامعة ( لا ادري هل ان رئيس وزراؤنا يملك شهادة جامعية ام لا ؟ صدقوني لا اعرف ) او ربما اكتسب بعض الاصدقاء من ايام المعارضة ضد النظام السابق ,لماذا لا نعرف ذلك ؟ هل هو من اسرار الدولة ام من اسرار (دولته ) التي لا يريد ان يبوح بها لنا حتى لا نعرف مستوى علاقاته السابقة مثلا ؟
عدت الى اسئلتي ثانية ثم اطلقت لخيالي ان يتصورني رئيساً لوزراء العراق في هذا الوقت بالذات الذي يعج بزيارات الوفود السياسية من جميع المكونات العراقية لبعضها البعض ، وبالتأكيد فان هذا سيسبب بعض التعب والاجهاد لرئيس الوزراء الذي هو (انا ) ,, فقررت ان ازور اصدقائي للتخلص من بعض الاجهاد و تعب المسؤولية الملقاة على عاتقي من قبل الشعب العظيم الذي انتخبني ,, وبما انني اكبر (رأس ) في الدولة فمن حقي اذن ان آخذ قسطاً من الراحة اقضيه أنّى أشاء ( وللوضوح فــ أنّى هنا تأخذ معاني متى واين وكيف ) وبما انني من مدينة الناصرية المقدسة (الحزينة ) آثرت ان تكون ( أنّى أين ) اليها لرؤية اصدقائي هناك .
في الليل بدأت اتصالاتي (الشخصية ) من تلفوني المحمول بالاصدقاء ,, علي , احمد ,اياد , جبار , شاكر , شريف الشاعر الشعبي , احمد المسرحي , حسن الكاتب , كريم التشكيلي ,, وعلي الموسيقي واحمد الشيوعي ,, وبعد ان وصلوا تعانقنا من شدة شوقنا لبعضنا ، ثم قررنا ان نقيم جلسة على غرار جلساتنا السابقات في ثمانينات القرن الماضي على نفس المكان السابق، والتي كنا نشرب وننطلق فيها ثم نغني ونتناقش في اي موضوع ابتداءً من الحرب والفقر والاجازات الدورية وليس انتهاء بالحرية او الخلاص من الحياة او الهروب من العراق في ذلك الوقت ,, كنت قد جلبت معي مشروبأ غالي الثمن يليق بمقامي ومقام اصدقائي الاعزاء، لمعرفتي ان الشرب في الناصرية غير متوفر حالياً وان توفر فبصعوبة, رغم اني رئيساً للوزراء الا انني لا استطيع السيطرة على الاحزاب الدينية وما تصدره من فتاوٍ وقرارات,, ثم كانت المفاجأة بعد ان دبّ دبيب الخمر في رؤوس اصحابي ،انهم بدأوا يناقشون نفس المواضيع التي كنا نناقشها قبل اكثر من عشرين سنة ولم يراعوا ان صديقهم هو رئيس الوزراء الذي هو حضرتي وخرجت قعدتنا عن سيطرتي تماما وكأنني في مجلس الوزراء حين تتطاحن الاحزاب ممثلة بوزرائها ولا سلطة لي عليهم ولا حتى بتحريك جندي واحد من مكانه ,, وولكي اغير الموضوع طلبت منهم ان نغني اغنية جذاب او يا ليل صدّكَ ما اطخ لك راس ,, الا ان الجماعة كانوا في عالم اخر تماما ولم يكملوا الجلسة معي وانتهت وذهبنا كلٌ الى بيته .
خبران صحفيان ظهرا في اليوم التالي ،على الفضائية الرسمية للدولة احدهما حقيقي والاخر مفبرك فكان الاول :
زار السيد رئيس الوزراء رياض سبتي مسقط رأسه ، والتقى باصدقائه القدامى في امسية اقامها على شرفهم في نادي المهندسين , وقد تطرق سيادته الى احتياجات اصدقائه بشكل خاص والمدينة بشكل عام ,, وبعد انتهاء الامسية اوعز سيادته ببناء مسرح كبير في المدينة يكون خاصا بالعروض المسرحية وليس لنشاطات مجلس المحافظة او مديرية الشرطة في المدينة او النشاطات الدينية , واصدر امرا الى وزير الشباب والرياضة لبناء ملعبا جديدا لكرة القدم يكون بديلا عن الملعب الحالي الذي لا يصلح حتى لان يكون ملعبأ شعبيا لمحلة صغيرة رغم صرف ملايين الدولارات على ترميمه .واعفى سيادته مدير بلدية الناصرية بعد ان شاهد النفايات والبرك الآسنة تملأ المدينة من اقصاها الى اقصاها , وكذلك قام سيادته بتكريم مدير التوزيع الكهربائي في محطة الناصرية تقديرأ لجهود الاخير في تقليص عدد ساعات الانقطاع الى ساعتين في اليوم بعد ان كانت اربعة عشر ساعة يومياً .
توقفت مخيلتي عند هذا الحد لتصحوعلى الخبر الثاني الذي يقول :
التقى السيد رئيس الوزراء جمعاً غفيرا من رؤوساء العشائر الذين جاؤا ليقدموا الولاء لسيادته والدفاع عن منجزات حكومته ضد الارهاب وميليشياته التي تعكّر صفو الامن المستقر في ربوع الوطن ,, وقال السيد رئيس الوزراء خلال لقائه وفد العشائر هذا :ان هذه الحكومة (جاءت بصناديق الاقتراع وبمسيرة ديمقراطية ولاتذهب إلا عبر هذه المسيرة الديمقراطية وصناديق الاقتراع ) ومع ذلك ما ننطيها .
انتهى الخبر ولعنت نفسي لانني سألتها ذلك السؤال عن اصدقاء الريّس ,, فمن الواضح انهم لا يملكون اصدقاءً البتة وتمنيت ان التقي اصدقائي قريبا حتى نعاود جلساتنا القديمة ( وبنفس صفتي الاولى ,, صديق مع سبق الاصرار,, ) التي هي بالتأكيد اكثر فائدة من لقاء مسؤول حكومي او سماع حديثه البائس على الفضائيات في هذه الايام فصرخة (ولك يا ليل صدّكَ ) بعد البيك الثالث احسن من طلاسم (القادة الاشاوس) الجدد.



#رياض_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الكرسي .. ثانية .. الى الشاعر الراحل كمال سبتي
- فيس بوكّيّات
- ثائرُ والإمام ( * )
- مسؤولية الحكومة في رحيل الفنان ثائر خضير
- بغداد راحت غدر
- نِفاقنا الوطني وتفجير الكنائس
- وماذا عن مخفر الشلامجة يا برلمان ؟
- وبراءة من المشركين يوم الحَجّ الاكبر
- ذَهَبَ الاحد ايتها الاربعاء(*)
- سرياليّات عراقية ..
- أروِقَة الموت الواحد....نصٌ مسرحيٌ استثنائيٌ لزيدان حمود
- انهم يخلقون الفرح
- التورابوراويون ( * )
- بلاد ئذٍ
- بعثيٌّ تكفيريٌّ صفويٌّ
- بوش الشبيه البشع لصدام
- حقأ يا حلو .. كيف يكتب التاريخ ؟
- وداعا ً رائحة ُ المسك , وداعا ً عزيز عبد الصاحب
- حروفئذ ٍ
- رؤى


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض سبتي - اصدقاء الريّس