أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات؟ أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟.....3















المزيد.....

نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات؟ أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟.....3


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 16:09
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    




4) التعامل مع النقابة كإطار للإعداد، و الاستعداد لتأسيس حزب معين، وفي هذه الحالة، فان العاملين بالنقابة، لا يهتمون بقضايا العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين، بقدر ما يهتمون بنسج علاقات واسعة في صفوف مختلف شرائح العمال، وباقي الأجراء، من أجل تصريف مشروع تأسيس الحزب إليهم، حتى يصير الشغل الشاغل هو تأسيسي الحزب كهدف مركزي، واعمل عل تقوية ذلك الحزب بواسطة العمل النقابي بعد ذلك.

ونقابة من هذا النوع، تصير المبدئية بالنسبة إليها وسيلة لخدمة العمل على الإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين.

ولذلك نجد:

ا ـ الديمقراطية لا تأخذ مسارها الصحيح، بقد ما تتخذ طابعا شكليا، يصير تغطية لتمرير الممارسات المصرفة لتوجيه الإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، كما يصير تغطية لتركيز العاملين على تأسيس الحزب في المسؤوليات النقابية، في مستوياتها المختلفة، من أجل تمكينهم من العمل استدرج منخرطي النقابة، للمساهمة في عملية الإعداد، والاستعداد المذكورة. وهو ما يجعل الممارسة الديمقراطية، بمعناها الداخلي، وبمعناها الواسع، غير واردة.

ب ـ التقدمية، التي تصير بدورها مجرد شعار لا مضمون له، مما يجعل النقابة مجرد مجال لاستغلال تقدميتها، واتجاه توظيفها للإعداد، والاستعداد لتأسيس حزب معين، حتى وإن كان هذا الحزب تقدميا، قولا، وعملا، الأمر الذي يترتب عنه كون التقدمية غير واردة في الممارسة النقابية؛ لأن ورودها لا يعني إلا احترامها كمبدإ نقابي صحيح، والابتعاد عن استغلالها لأغراض أخرى، غير العمل النقابي السليم.

ج ـ الجماهيرية التي تصير فاقدة لمضمونها النقابي، لتتحول إلى مجرد تعبير عن الجماهير المستهدفة بالعمل الحزبي المستقبلي، أو التي يمكن أن تصير كذلك.

ومعلوم، أن العمل النقابي، عندما يصير بمضمون حزبي قائم، أو محتمل، تفقد الجماهيرية مدلولها النقابي، الذي ينصب على أحقية مجموع العمال، وباقي الأجراء، في الانتظام في النقابة، وفي العمل على النضال من أجل تحسين أوضاعهم المادية، والمعنوية، وفي إطار الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي.

وعندما تفقد الجماهيرية مدلولها النقابي، ليصير لها مدلول حزبي مستقبلي، تفقد قيمتها النقابية، وتصير عاتقا أمام تطور النقابة، وإعداد الأطر النقابية المبدئية، العاملة في صفوف العمال وباقي الأجراء.

د ـ الاستقلالية التي تفقد مدلولها القاضي باستقلالية النقابة عن أجهزة الدولة، وعن الأحزاب السياسية، مهما كانت هذه الأحزاب بعيدة عن النقابة، أو قريبة منها، لتصير مجرد شعار يرفع أمام المنتمين الى الأحزاب الأخرى، من اجل التقليص من حجمهم، وإضعاف تأثيرهم في النقابيين، وفي العمال، وباقي الأجراء، المنتمين إلى الأحزاب الديمقراطية، والتقدمية، والوطنية، شريطة احترام هذا المبدأ، الذي يفرض عدم العمل على جعل النقابة تابعة لحزب معين، أو حزبية.

ه ـ الوحدوية، التي تفقد مدلولها التنظيمي، والمطلبي، والبرنامجي، والمواقفي، والنضالي، لصيرورة النقابة مجالا لإعداد المنتمين إليها، أو لإعداد غالبيتهم، من أجل المساهمة في تأسيس حزب معين. وهو ما يضرب مبدأ الوحدوية في الصميم، ويجعلها غير واردة في الممارسة النقابية، حتى وإن تم التنصيص عليها في الأدبيات الخاصة بنقابة معينة.

وعندما يتم ضرب مبدأ الوحدوية، فان التشرذم يستهدف حتى النقابة التي تعتبر الوحدوية من مبادئها، كما تدل على ذلك مختلف الوقائع، التي عرفها تاريخ العمل النقابي، تبعا للتشرذم الحزبي، وخاصة في صفوف اليسار.

وهذه المستويات من المبادئ، التي يتم الإخلال بها، تجعل النقابة مجرد مجال تفتقد فيه أهمية المبادئ، بسبب الممارسات المتناقضة معها، والساعية، فقط، الى إعداد النقابيين، ومن ورائهم العمال، وباقي الأجراء، من أجل العمل الجماعي على تأسيس حزب معين.

وعمل كهذا، لا يمكن أن يقود إلا الى إنتاج الصراع بين مختلف التوجهات الحزبية، التي يعمل المنتمون إليها في النقابة، مما يؤدي بالضرورة الى الانقسام، والتشرذم.

ولذلك نرى أن المحافظة على قوة النقابة المبدئية، يقتضي احترام المبادئ المنصوص عليها في الأدبيات النقابية قولا، وفعلا، من أجل قطع الطريق أمام كل الممارسات التي يترتب عنها تشرذم النقابة، والنقابيين.

ووضع حد لأمراض البيروقراطية، والتبعية، والحزبية، والإعداد، لاستعداد لتأسيس حزب معين، لا يمكن أن ينتج إلا احترام المبادئ النقابية. واحترام المبادئ النقابية هو المنطلق للتصدي للممارسات الانتهازية المختلفة، وخاصة تلك التي تعمل على استغلال العمل النقابي لتحقيق التطلعات الطبقية.

وهكذا ننتهي إلى إعادة طرح السؤال / العنوان:

"هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات، أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟".

إن العمل من أجل تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية للعمال، وباقي الأجراء، يقتضي:

1) الحرص على البناء التنظيمي المبدئي: الديمقراطي، والتقدمي، والجماهيري، والاستقلالي، والوحدوي، حتى يصير التنظيم قويا بمبادئه، قبل أي شيء آخر.

2) الربط الجدلي بين النضال النقابي، والنضال السياسي، حتى يتأتى التفاعل المستمر بين النضال من أجل تحسين الأوضاع المادية، والنضال من أجل تحسين الأوضاع المعنوية للعمال، وباقي الأجراء.

3) الحرص على إشراك جميع النقابيين، ومعهم العمال، وباقي الأجراء، في كل ما يتعلق بالحياة النقابية، انطلاقا من بناء التنظيم، ومرورا بصياغة، وتبويب الملفات المطلبية، ووضع برنامج للعمل النقابي، واتخاذ المواقف، والقرارات النضالية، وانتهاء بخوض المعارك من أجل فرض تلبية المطالب المادية، والمعنوية.

4) الحرص على تكريس القيادة الجماعية، في مستوياتها الوطنية، والجهوية، والإقليمية، والمحلية، لقطع الطريق أمام إمكانية إنتاج الممارسة البيروقراطية، في مختلف الأجهزة، التي يسيطر عليها أفراد معينون، الذين يمركزون كل شيء بين أيديهم.

5) تفعيل مبدأ النقد، والنقد الذاتي، الذي يقود الى إخضاع الممارسة للتشريح، من أجل نفي كل ما هو منحرف، وإثبات كل ما يمت بصلة للعمل النقابي الصحيح؛ لان غياب النقد، والنقد الذاتي، لم ينتج لنا إلا الممارسة التي تغرق القادة النقابيين، في مستوياتهم المختلفة، إلى تكريس كل أشكال الانحراف النقابي، التي تغيب بشكل فج مصلحة العمال، وباقي الأجراء.

6) تفعيل مبدأ المحاسبة الفردية، والجماعية، المطلوب للوقوف على مدى قيام كل مسؤول نقابي، بالمهام التي يكلف بالقيام بها.

وغياب مبدأ المحاسبة الفدية والجماعية على مستوى الأجهزة النقابية: التنفيذية، والتقريرية، في مستوياتها المختلفة، لا يمكن أن ينتج إلا الجمود النقابي، وتجسيد النقابة في شخوص القادة الأفراد.

7) الحرص على التكوين الأدبي، والعملي، للنقابيين في مستوياتهم المختلفة، من أجل إنتاج الأطر النقابية المبدئية، التي تضمن استمرار النقابة على مبدئيتها، التي تؤهلها إلى القيام بدورها في صفوف العمال، وباقي الأجراء، ولصالحهم، وضدا على توظيف العمل النقابي، لتحقيق التطلعات الطبقية، الذي ابتلي به بعض النقابيين المحسوبين على النقابة المبدئية.

8) الارتباط النقابي / العضوي بالعمال، وباقي الأجراء، عن طريق استحضار مشاكلهم، وهمومهم اليومية، والدفاع عن مصالحهم الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وتبني مطالبهم المادية، والمعنوية، وبصفة تلقائية، عن طريق فرض العمل بالسلم المتحرك، كما هو معمول به في الدول الديمقراطية، والتقدمية.

ذلك أن الارتباط العضوي بالعمال، وباقي الأجراء، ليس هدفا، بقدر ما هو نتيجة لاحترام مبادئ العمل النقابي، واحترام كرامة الإنسان، المتمثلة في النضال من أجل فرض احترام كرامة العما،ل وباقي الأجراء.

9) اعتبار النضال من أجل تحقيق مطالب العمال، وباقي الأجراء، جزء لا يتجزأ من النضال الساعي إلى تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية لسائر كادحي الشعب المغربي، على مستوى القطاعات غير المنتظمة في النقابات، والمنتمية إلى الفلاحين الفقراء، والمعدمين، وإلى التجار الصغار، والحرفيين، والعاطلين، والمعطلين، والتي يأتي من بين صفوفها العمال، وباقي الأجراء، العاملون في القطاعات الإنتاجية والخدماتية.

10) الارتقاء بالعمال، وباقي الأجراء، إلى مستوى امتلاك الوعي الطبقي: الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والمدني، والسياسي، حتى يتأتى ارتباطهم بالحركة الديمقراطية، والتقدمية، واليسارية، ومن أجل أن يتحول نضالهم المطلبي إلى نضال سياسي، من أجل تحقيق الحرية، والديمقراطية، والاشتراكية، كأهداف كبرى تعمل على جعل المجتمع حرا وديمقراطيا، واشتراكيا، تحكمه دولة ديمقراطية، تحرص على أن تصير دولة للحق، والقانون.

وهذا الاقتضاء الناجم عن العمل على تحسين الأوضاع المادية، والمعنوية، هو الذي يؤهل النقابة، والعمل النقابي، والنقابيين، إلى الحرص على خدمة مصالح العمال، كما هو مفترض في النقابة المبدئية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول ...
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....10
- نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول ...
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....9
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....8
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....7
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....6
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....5
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....4
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....3
- الغياب الدائم للهمة عن منطقة الرحامنة، وعن جماعة ابن جرير: ا ...
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....2
- الإعلام والتواصل الجماعيين: أي واقع وأية آفاق؟.....1
- الجمعية المغربية لحقوق الإنسان إطار لجميع المغاربة، وفي خدمت ...
- الحزبوسلامي بين الحرص على استغلال المناخ الديمقراطي، والانشد ...
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 2
- هل الشعب المغربي صار تحت رحمة لوبيات الفساد....؟ !!!...4 / 1
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...
- الشهيد محمد بوكرين، أو الثلاثية المقدسة: الامتداد التاريخي – ...


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة ومدمرة أمريكيتين وسفينة إسرائي ...
- وزير الخارجية الأيرلندي يصل الأردن ويؤكد أن -الاعتراف بفلسطي ...
- سحب الغبار الحمراء التي غطت اليونان تنقشع تدريجيًا
- نواب كويتيون يعربون عن استيائهم من تأخر بلادهم عن فرص تنموية ...
- سانشيز يدرس تقديم استقالته على إثر اتهام زوجته باستغلال النف ...
- خبير بريطاني: الغرب قلق من تردي وضع الجيش الأوكراني تحت قياد ...
- إعلام عبري: مجلس الحرب الإسرائيلي سيبحث بشكل فوري موعد الدخو ...
- حماس: إسرائيل لم تحرر من عاد من أسراها بالقوة وإنما بالمفاوض ...
- بايدن يوعز بتخصيص 145 مليون دولار من المساعدات لأوكرانيا عبر ...
- فرنسا.. باريس تعلن منطقة حظر جوي لحماية حفل افتتاح دورة الأل ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد الحنفي - نقطة نظام: هل يناضل النقابيون من أجل تنمية مصالحهم، والحصول على المزيد من الامتيازات؟ أم من أجل العمال، وباقي الأجراء؟.....3