أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - المعتقدات الإنسانية-1















المزيد.....

المعتقدات الإنسانية-1


كامل علي

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 14:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذه السلسلة من المقالات ساتناول بعض المعتقدات الانسانية بشكل ملّخص كالوثنية والالحاد واللادرية والربوبية والمعتزلة والرائيلية والعلمانية والزرداشتية والديانات في الهند ( كاسفار الفيدا و فلسفة أسفار يوبانشاد والبوذية ) وكذلك فلسفة الفيلسوف الصيني كونفشيوس واخيرا نظرتي الى الاديان الابراهيمية الثلاث اليهودية والمسيحية والاسلام.
منذ اوّل يوم وُجِد الانسان على كرتنا الارضية بحث عن ماهيّة وسبب وجوده. معتقداته وتصوّراته عن الكون والقوى ما وراء الطبيعة تطوّرت بتطوّر عقله، ففي البداية كانت معتقدات وتصّورات الانسان لما وراء الطبيعة والاله اوالآلهة بدائية، ثمّ تدرّجَت معتقداته من الطوطمية الى عبادة الظواهر الطبيعية كالرعد والبراكين وتقديس وعبادة بعض الجمادات كالقمر والشمس والنجوم وبعض النباتات والحيوانات ثمّ الى عبادة آلهة متعددة ثمّ توصَّلَ الى عبادة اله واحد. بعد توّصلِّهِ الى التوحيد ورسوخ فكرة الاله الواحد في عقله بتأثير الاديان السماوية الثلاث...اليهودية والمسيحية والاسلام وقبلهم دين الفرعون الثائر اخناتون الّذي يُعتبر اوّل من وحّد الآلهة في اله واحد سمّاه اتون ( الشمس).
نتيجة لتطوّر عقل الانسان في العصر الحديث، ظهرت الى الوجود نظريات علمية تناقض الفكرة الدينية الّتي تدّعي بأنّ الله خلق الانسان الاوّل مباشرة اي خلق آدم وحوّاء اولّا ثمّ تكاثر نسلهما في الارض وكذلك تُناقِض هذه النظريات الاعتقاد الديني بانّ الانسان هو مركز الكون واهم نظرية علمية ناقضت العقيدة الدينية للخلق هو نظرية العالم تشارلس داروين في النشوء والارتقاء ونشرها في مؤلّفه اصل الانواع.
في القرن التاسع عشر وبعد ان اثبت العالم الفلكي غاليلو غاليلي انّ الارض تدور حول الشمس قامت الكنيسة الكاثوليكية بمحاكمته والحكم عليه بالاعدام لانّ قول غاليلو كان يتناقض مع العقيدة الدينية القائلة بأن الشمس تدور حول الارض وأنّ الارض هو مركز الكون ولكن الحكم لم ينفّذ لتراجعه غن مقولته خوفا من الموت الذي كان مصير سلفه العالم كوبرنيكس. طروحات العالم غاليلو غاليلي واقرانه كانت بداية الصراع بين العلم والدين واستمر هذا الصراع الى يومنا هذا.
اكتشاف الشبكة العنكبوتية ( الانترنت ) فسح مجالا واسعا للمعارضين للافكار الدينية لأبداء اراءهم وانتقاداتهم للعقائد الدينية بحريّة لانّ هذا الاكتشاف اتاح لهم فرصة لاعلان افكارهم المناقضة للاديان بدون خوف من سيف الجلاد، ولكن بالرغم من هذا فأنّ العديد من المفكرين الّذين جاهروا بارائهم وانتقدوا العقائد الدينية كان مصيرهم الاغتيال على يد المتطرفين الدينيين.
في عام 1973 ولاوّل مرة في تاريخ الانسانية ظهر الى الوجود دين يحاول المزاوجة بين الدين والعلم، ففي فرنسا ادّعي كلود فوريلهون بانّه التقى بالقرب من بركان هامد بكائنات قادمة من كوكب بعيد وانّ هذه الكائنات هم الّذين خلقوا الجنس البشري باستخدام تكنولجيتهم المتقدمة في الهندسة الوراثية وعلم الجينات.

اهم المعتقدات الإنسانية يُمكن حصرها في المعتقدات التالية :
• الوثنية :
هي الاعتقاد بعبادة الجمادات كالشمس والقمر والنجوم والاوثان المصنوعة من الجمادات او تقديس النباتات او الحيوانات او مظاهر الطبيعة كالنّار او الرعد او الاعتقاد بآلهة متعددة.
بعض الديانات الوثنية تعتبر اصنامها او آلهتها رمزا او رموزا للاله او وسيلة للاتصال به وعلى هذا الاساس يُمكن اعتبار بعض المتدينين الّذين يزورون اضرحة الائمّة والاولياء ويطلبون منهم تحقيق امانيهم وثنيين لانّهم يعتبرون الامام او الولي وسيلة للاتصال بالله.
• الالحاد :
هو الاعتقاد بعدم وجود خالق واعي للكون والمخلوقات حسب الفهم الديني، ويَعتَبِر المُلحدون المادّة والكون ازليا والدين وهما من تخيّل الانسان. يعتبر الملحدون الايمان بوجود الخالق غير مُثبت وانّ التصديق به هو نمط من الايمان الشخصي لا يستند على ادلّة ولهذا يُمكن رفضه بدون دليل. لايوجد تعاند بين الالحاد والدين فالبوذيون يؤمنون بالدين ولكنّهم لا يؤمنون بالاله.
• اللاأدرية:
اللاادرية توجه فلسفي يقول انّ القيمة الحقيقية للقضايا الدينية أو الغيبية غير محددة و لا يمكن لأحد تحديدها وانّ قضايا وجود الله أو الذات الإلهية بالنسبة لمعتنقي هذه الفلسفة موضوع غامض كليا ولا يمكن تحديده في الحياة الطبيعية للإنسان. من اشهلر الفلسفة اللاادريين الفيلسوف الصيني كونفشيوس.
• الربوبية :
اتجاه فلسفي يرى أن الخالق خلق الوجود وأعطاه قوانينه ثم تركه تسير حسب النواميس الّتي وضعها .
• المعتزلة :
تيار فلسفي اسلامي عربي نشأ في بداية القرن الثاني الهجري اي في اواخر العصر الاموي في مدينة البصرة ، وهو تيار فكري ليبرالي حر جاء كردّة فعل لمحاولة كتابة الشريعة وفق الخرافات والمصالح الشخصية ، وهي عقيدة تعتمد على العقل كمقياس وحيد للأشياء والعقل عندهم مقدّم على النقل. المعتزلة يؤمنون بانّ العقل الانساني وفطرته لهما القدرة على تمييز الحلال من الحرام بصورة تلقائية.
اكّد المعتزلة في طروحاتهم على التوحيد والعدالة الاجتماعية، من اسباب ظهور مذهب الاعتزال:
- الاختلاف في بعض الاحكام الدينية كالحكم على مرتكبي الكبائر.
- بعد دخول اقوام غير عربية في الاسلام امتزجت ثقافاتهم بالثقافة الاسلامية المنتشرة في تلك الفترة كما تعرّف المسلمون على التيّارات الفلسفية وتفتحت عقولهم بعد اطّلاعهم على حضارات الشعوب الاخرى لذا لم يعد المذهب النقلي والنصي يفي بحاجات عقول بعض العلماء في تلك الفترة ونتيجة لهذا التطوّر الفكري بدأ المعتزلة بتأويل بعض الآيات القرانية بما يتناسب مع العقل والمنطق.
من آراء المعترلة نفي صفات الله الثبوتية كالعلم والقدرة لانّ اتّصافه بهذه الصفات اثبات لقدمها واثبات قدمها سيكون اثباتا لقديم غير الله. ومن آرائهم قياس احكام الشريعة بالعقل والحكمة ونفي اية احكام متعارضة مع العقل وكذلك نفوا انْ يكون الله خالقا لاعمال عباده، والعقل حسب المعتزلة هو مقياس الحكم على اعمال الانسان، فالاعمال الّتي يستحسنها العقل خيرّة والاعمال الّتي لايستحسنها شريرة وعلى هذا الاساس يكون الثواب والعقاب في الآخرة.
حسب مذهب المعتزلة فانّ الفاسق في الدنيا لا هو بكافر ولا هو بمؤمن وانّما هو بمنزلة بين المنزلتين وهذا الادعّاء كان بداية الخلاف بين فقهاء الاسلام وادّى الى اعتزال الفقيه واصل بن عطاء في احد اركان المسجد الّذي كان يتلّقي العلوم الدينية فيه من معلّمه .
ومن اراء المعتزلة قولهم بانّ القرآن مخلوق، ووجوب محاربة الامام الفاسق، وانّ الله لايقبل شفاعة مرتكبي الكبائر انْ لم يَتُب ويكون جزائه النّار ويبقى خالدا فيها امّا اذا تاب فيكون عقابه اخفَّ من الكافر يوم القيامة. ومن عقائد المعتزلة انكار وجود كرامات للاولياء كما نفوا امكانية رؤية الله في الدنيا والآخرة لانّ رؤية الله تثبيت لجهته والله منزّه عن الجهة والمكان لذا اوّلوا الآية الّتي تذكر بانَّ اهل الجنّة سينظرون الى وجه الله في الآخرة.


• الرائيلية:
دين حديث ظهر في فرنسا في السبعينات، يعتقد منتسبوه بأنّ البشر خلقوا من قِبل كائنات فضائية متقدّمة علميا وحضاريا بخمس وعشرين الف سنة نسبة للانسان، هذه الكائنات قدِموا من كوكب آخر وخلقونا بواسطة علم الجينات والهندسة الوراثية والرائيليون يُسمّون هذه الكائنات بالالوهيم. الرائيلية بأختصار هي محاولة للتزاوج بين الاديان السماوية والعلم وقد حاولوا في كتابهم الرسالة تأويل آيات الكتاب المقدّس ( التوراة والانجيل ) لتتماشى مع معتقدهم والرائيليون يدعمون عملية استنساخ البشر واسسوا شركة مقرّها في جزر البهاما لهذا الغرض.
مؤسس هذا الدين هو الصحفي وسائق سيارات السباق كلود فوريلهون. ولِدَ كلود فوريلهون الّذي اتّخذ اسم رائيل بعد ادعّاءه بالنبوّة في 30 من ايلول عام 1946 م في فيجي/ فرنسا. عدد اعضاء الحركة يبلغ اليوم 70000 شخصا موزّعين على 97 بلدا.
• العلمانية:
مصطلح العلمانية تعني فصل الدين والمعتقدات الدينية عن السياسة والحياة العامة للمجتمعات واطلاق الحريّة لافراد المجتمع لاعتناق اي معتقد او دين وعدم اجبارهم على تبنّي معتقد او دين او مذهب بعينه.
العلمانية عبارة عن موقف ومبدأ للواجب الانساني يرتكز على اعمدة ثلاثة هي:
1) ان الوسائل المادية ، بالدرجة الاساس، هي التي تضمن تحسين حياة الانسان وتطوير نوعيتها ، ولايكفي الاعتماد على الاعتقادات الروحية وحدها في انتشال الانسان من براثن بؤس الحياة وفاقتها وقسوتها وويلاتها.
2) ان العلوم وتطورها هي السبيل الاول الكفوء لانقاذ الانسان واعانته في كفاحه الدائم في الحياة ومؤازرته في مسيرته نحو الافضل، وهي بهذا تشكل البديل الاكثر منطقية وعقلانية من الاعتماد على "العناية الالهية".
3) ان عمل الخير يجب ان يكون واجبا انسانيا يُمليه الضمير وتُفرزه القناعة، ولا يفترض فيه ان يكون ناجما عن الخوف من عقاب الله او لغرض زيادة رصيد الحسنات للفوز بالجنة.
انّ اهم مايميّز سياسة النظام العلماني هو تطبيق مبدا " فصل الدين عن الدولة" الذي يُعتبر العمود الفقري الذي يستقيم به المنهج العلماني.
المصادر :
1- موسى والتوحيد....... سيجموند فرويد
2- اصل الانواع ....... تشارلس دارون
3- الموسوعة الحرّة ( ويكيبيديا )
4- عن العلمانيّة....... مقالة لمصدّق حبيب
5- الرسالة........... كتاب الرائيليين



#كامل_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسان وألخالق
- الحج
- السحر والملكان هاروت وماروت
- لماذا لم يختر اللّه انبياء ورسلا من النساء؟
- الملائكة كتبة الاعمال
- عذاب القبر والملكان منكر ونكير
- هل هناك حاجة لتنقيح وتجديد الاديان الابراهيمية؟
- هل ألشيطان معضلة أم حل؟
- قصّة إيمان أبوبكر ألصدّيق
- لماذا نقد ألأديان ألإبراهيمية؟
- سبارتكوس
- مسنجر بين الجنّة وجهنم-2
- ابراهيم والاله الواحد
- عبارات ساخرة من العراق
- باراك حسين اوباما وعثمان بن عفّان
- تكهنات علماء المستقبل
- حوار مع رائيلي
- سليمان والهدهد
- عيسى ابن مريم ومعجزاته
- اسباب نزول الايات القرانية


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل علي - المعتقدات الإنسانية-1