أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ويل لكل همزة لمزة















المزيد.....

ويل لكل همزة لمزة


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 11:36
المحور: كتابات ساخرة
    


صحى ابناء قريتنا المشهورة ببيوتها ذات الاسطح المتراصة على صوت جوهري يشق عنان السماء ويدخل في الآذان دون استئذان ، سمعوا الصوت يقول: ويل لكل همزة لمزة، ويل للكفار فقد جاء العهد الموعود وانشقت السدود والتهمت كل مافي الاخدود.
كانت السماء صافية لاتوحي بسبب لهذا الصوت الهادر والشمس توشك ان تشرق كعادة كل يوم والشيوخ ادوا صلاة الفجر قبل قليل بينما استعد الشباب الى الذهاب الى اعمالهم واسرعن بعض الزوجات – وعددهن ليس قليلا كما سنرى بعد قليل – الى وضع بعض الكحل والديرم وما قسم الله من احمر شفاه يكون بنيا في العادة ليودعن ازواجهن وهن في احسن حال، بينما انشغل الاطفال في العراك حول من يكون الاول الذي يحق له الذهاب الى الحمام قبل الاخرين كما يحدث كل يوم تقريبا.
لم يكن هذا اليوم يوما عاديا فهذا الصوت مزق سكون القرية و"لخبط" مسار حياة القوم فيها،ففي الوقت الذي اكد فيه شيوخ القرية انها علامة من علامات يوم القيامة قال بعض الشباب ان هذه الاصوات جاءت عبر مكبرات الصوت من القرية المجاورة بينما همست بعض النسوة فيما بينهن بان هذا الصوت لابد ان يكون لاحد السادة الذي مل من سكوت الناس على انقطاع الكهرباء والماء وعناد مأمور الجوازات بعدم استخراج بدل ضايع للبطاقة التموينية. ولكن ام محمود وهي المرأة الاكثر شعبية بين نساء القرية زادت في القول حين اكدت ان زوجها قال لها ان الحكومة سحبت كل الميغاواطات الكهربائية من قاعات مجلس البرلمان الفارغة الا من الفراشين واعطتها الى سكان الدورة تيمنا بالمثل القائل "فحل التوث بالبستان هيبة".
ولم يطل بالقوم استمرار هذا اللغط حتى رأى الجميع سحابة غبار آتية من بعيد ورأسها يكاد يصل الى عنان السماء، وانتظر القوم في خشية وخشوع وتقدم مختارهم ليستجلي الامر ، ولم تمض دقائق حتى انشق الغبار عن ثلة من الرجال يمتطون خيولا سمراء ويرفعون رايات سوداء وتبدو على وجوههم الملثمة سحنة من قوة وعزيمة وحين اقتربت الثلة منهم سمعوا صوت هتاف تقشعر له الابدان خوفا ورهبة، كان الصف الامامي من الفرسان يهتفون: الويل للغرب الكافر فقد جاءهم البحر الهادر، ولم يكاد الفرسان ان يترجلوا من على خيولهم حتى جاءت ثلة اخرى رافعة اعلاما حمراء ويتقدمهم شباب في عمر الزهور يهتفون: ضمينا الحيل لهذا اليوم.. خلي نصرخ للمظلوم.
وما ان اراح الفرسان خيولهم حتى جاءت ثلة اخرى واخرى واخرى وكلهم يهتفون: البيض فاسد والسيف واعد. ويبدو ان الثلة الاخيرة التي ظهرت من اعلى الرابية كانت اكثر هدوءا فلم يسمعوا منها هتافا بل كان يتقدمهم شاب رفع لافتة كتب فيها:نحن لها وليذهب كل الاخرين الى بئس المصير.
ادار القوم وجوههم الى بعضهم دهشة واستغرابا متسائلين فقريتهم لم تشهد مثل هذا الصخب من قبل ولم تتعالى فيها الاتربة بهذا الشكل من قبل حتى ان احدهم وهو معاون المختار صاح باعلى صوته :قدمت مئات الالتماسات الى القائمقام ليبلطوا لنا الشارع الوحيد بالقرية ولكن لاحياة لمن تنادي ولو سمعوا شكوانا لما تناثر هذا التراب الان والذي من الممكن ان يصيب اطفالنا بالربو.
ظل القوم على حالهم لايعرفون ماذا يفعلون، ولكن الصمت لايدوم فقد تعالت الهمسات بينهم ، هذا يقول ان قريتنا بها آثار وربما اكتشف الفرسان قبور بعض اصحاب الكرامات بينما سمعوا همسا آخر عن نية الفرسان في تبليط الشارع المؤدي الى قبر سيد محمود بناء على طلب القائمقام وقال آخر ان قريتنا تقع على الحدود الشرقية من بلد يسكنه شعب كافر بالله ورسوله وجاء الفرسان ليعيدوا لهم رشدهم، وقال آخر ثم آخر ولكن القوم ظلوا على حيرتهم يبحثون عن سبب هذه العاصفة الترابية ولماذا جاء هؤلاء القوم الملثمين.
لم يطل بهم الانتظار حتى شاهدوا شابا في مقتبل العمر يحمل منبرا بني اللون ويضعه في ركن قريب يتوسط القوم وسكان القرية، لحظة اخرى حتى رأوا شيخا جليل المظهر يخترق صفوف القوم الذين انحنت له روؤسهم احتراما وتقديرا.
اعتلى الشيخ الجليل المنبر وعدل من جلسته وبعد ان قرأ السلام على القوم الكرام قال:
اسمعوا ايها القوم ان كارثة كبيرة حلت في اراضينا ولم يعد السكوت عليها ممكنا، فقد صبرنا طويلا على الكفار الذين اعاثوا في عقول شبابنا وفسدوا في الارض ايما فساد.
(صمت اجباري)
ان اليهود والنصارى يريدون بنا الغدر ويتحينون الفرصة تلو الفرصة ليغروا شبابنا بالغالي والرخيص من اجل ان يرتدوا عن دينهم ولكن والله نحن لهم لواقفون وقوف شجرة اليوكالبتوس في حديقة البرلمان ووقوف البرزخ بين الجبلين.
(صمت اجباري)
ايها القوم ان اليهود يريدون بنا الذلة وهيهات منا الذلة فنحن قوم اذا قالوا فعلوا واذا فعلوا انهدت الرواسي من تحت اقدام الطغاة. اليهود ايها المسلمون الاشاوس يريدون بنا الاغراء بكل وسيلة حتى نقول انهم من اهل الكتاب وحاشا لكتاب الله ان ينزل على قوم هم والفسوق اولاد عم.
(صمت اجباري)
لقد نقل الينا عمالنا خبرا يشيب له الرضيع فقد صرح اليهودي ابن اليهودي،الكافر ابن الكافر والمرابي ابن المرابي اسرائيل كاتس* وهو كما تعلمون يشغل منصب وزير النقل في الحكومة العبرانية بان كل الموافقات قد استكملت لتنفيذ خطة تتضمن تصدير آلاف السيارات المستعملة الى العراق والاردن. ان هذا المجنون لايفقه شيئا في الاقتصاد ولا الديالكتيك ولا للضرورة احكام اذ كيف يصدر الى هذين البلدين الشقيقين سيارات تحتاج الى وقود والوقود يحتاج الى انابيب والانابيب صنعت خصيصا من اجل المص وبس مو للسيارات.
(صمت اجباري)
ان هذا المعتوه ايها المسلمون يريد بنا شرا وبشبابنا ان يرتموا في احضان الافك واغراءهم بسيارات حديثة يقودونها في شوارعنا ليقول الناس عنهم انهم اولاد الذوات الذين يسوقون الفيراري والمارجيني والاوستن وغيرها ، لا والله ايها الاخوة فخيولنا التي تلهث اليوم ولاتحتاج الا الى مياه من شطكم القريب لهي اشرف من سياراتهم كلها.
ملاحظة : لم يجد الكاتب فرصة لوضع جملة صمت اجباري بين قوسين اذ سمع القوم يهتفون: بالروح بالدم نفديك ياخيول.
وعاد شيخنا البهي الطلعة الى القول: الا ترون ايها القوم ان هذه الخطوة في غاية السفالة والرعونة، ولكن ماذا نقول فبعد ان خسروا كل شيء ورفعنا راية الجهاد ضدهم ودحرناهم خاسرين لجأوا الى رسهم اليهودي ليبيعوا لنا سيارات مستعملة ولكن الويل كل الويل لهم فنحن لا نركب سياراتهم ولا يمكن ان نزودها ببترولنا الاصيل.
نزل شيخنا من على المنبر وسط هتافات القوم وصيحات الاستنكار.
وفي وسط القوم كان احد المستمعين المعروف بفقره الشديد يهمس لنفسه فهو يعرف ان لا احد يصغي اليه" المشكلة مو بالسيارات، المشكلة بريحة الكراسي، ينراد اطنان من الصابون حتى تروح منها ريحة اليهود. بس الصابون وين يبيعوه؟؟.
نص الخبر كما منشور في وسائل الاعلام: كشف موقع (إسرائيل ناشيونال نيوز) الإلكتروني، اليوم، أن وزارة النقل الإسرائيلية وافقت على خطة لتصدير عشرات الآلاف من السيارات المستعملة إلى العراق والأردن.
وكان وزير النقل الإسرائيلي إسرائيل كاتس وافق على خطة لتصدير عشرات الآلاف من السيارات المستعملة من إسرائيل إلى العراق والأردن".

ونقل الموقع عن كاتس قوله إن "السماح بالقيام بعمليات التصدير سيساهم في تعزيز التجارة في سوق السيارات وتوفير العديد من الفرص الاقتصادية"، مضيفاً أنه "سيفسح المجال أمام الإسرائيليين لبيع سياراتهم التي كانوا يعانون من صعوبة بيعها".

وكان مجلس الوزراء العراقي قد أصدر قراراً، في آذار الماضي، يقضي بحصر استيراد السيارات الحديثة من قبل الشركة العامة للسيارات من الشركات المصنعة أو وكلائها الإقليميين مباشرة من دون الاعتماد على الشركات الوسيطة، كما ألزم القرار بتسقيط قيود سيارة قديمة بديلة لاقتناء سيارات حديثة من الشركة اعتباراً من حزيران الحالي.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سؤال بدون خيارات رجاء؟؟
- مزرعة الديكتاتورية ذات المسوؤلية غير المحدودة
- برقية تهنئة بعيد الفطر المبارك للسيستاني
- الفرق بين القردة والسعادين عند اهل الكفر ورجال الدين
- عركة لابو موزة بالسماء السابعة
- اعدائي السبعة تبا لكم
- طويلة العمر ليلى (2)
- المفلسون اخوان الشياطون
- ياأهل قريش ها اني اعلن اسلامي بين ايديكم
- كيف يكبر الصوص في بيت اللصوص
- سعودية اسرائيلية في قمة عربية
- حجا والحمار وأنا
- اية مقاومة..اية ديمقراطية..اية تظاهرات؟؟
- انا عراقي والسيستاني عراقي!!
- ما أندل دلوني يابابا ، درب المحطة منين
- المخابرات نوعان كما قال عبد المجيد الفرحان
- السهو والخطأ مرجوع للطرفين
- ارجوكم انحنوا معي الى الموقر عمرو موسى
- حزب شيوعي لصاحبه عبد الحميد الباججي
- اسباب انحسار الماء في نظر السادة العلماء


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - ويل لكل همزة لمزة