أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خالد إبراهيم المحجوبي - اتصالية النهضة واللغة القومية














المزيد.....

اتصالية النهضة واللغة القومية


خالد إبراهيم المحجوبي

الحوار المتمدن-العدد: 3127 - 2010 / 9 / 17 - 07:40
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


يحمل مصطلح النهضة (Renaissance) معانيَ: الرقي ، والتطور ، والتميز . وهي معانٍ تعدُّ مظاهر أساسيةً للحضارة . من هنا فالنهضة نفسها هي المظهر الحاسم لوجود للحضارة ، وهي النتيجة القاطعة لتحقق الحضارة .
أما اللغة القومية التي سأعنيها هنا ، فهي اللغة العربية التي هي وليدة بلاد العرب ، بما تحتويه من لهجات متعددة متفاوتة الخصائص والأوصاف ، وكل لغة قومية هي لغة القوم الذين نشأت فيهم ومارسوا الكلام بها ، والتفكير بها ؛ حتى غدتْ جزءاً مركزيًا من أجزاء هوِيتهم الذاتية ، وعنصراً أساسياً من عناصر خصوصيتهم الثقافية. اللغة القومية رابطة متينة من روابط الأمة وقومها ، إلى جانب الرابط العرقي ، والديني ، والتاريخي .
ليس بالضرورة أن تكون اللغة القومية هي اللغة الرئيسية ، فقد تغلب بعض اللغات على اللغة القومية ، كما هو حال الدول التي تعرضت لحقب استعمارية ، أو إمبريالية طويلة كدول وسط وجنوب أفريقيا ، وأميركا اللاتينية.
وظاهرٌ – بالدلالة اللغوية والتاريخية - أن مصطلح النهضة يقتضي أسبقية المرور بمرحلة سقوط ، فالنهوض يستوجب سقوطاً، أو قعوداً قبله ، وإلا ما جاز أن يسمى نهوضاً ، فالواقف لا ينهض ، كما أن الجالس لا يسقط. وهذا ما توكّده وقائع قيام الحضارات والأمم ، وانبعاث نهضاتها.فما من أمة نهضت وارتقت إلا كانت قد مرت بمرحلة سقوط وانحدار ، ولنا هنا أن نشير إلى حالة العرب قبل القرن السابع الميلادي ، وحالة أوربا قبل القرن الخامس عشر الميلادي .
إن كل أمة تسعى لتحقيق حضارة لا يمكنها أن تبنيها دون الاعتماد الأساسي على عناصر خصوصيتها الثقافية والتاريخية ، التي تحتاج بدورها إلى تطعيم وإمداد خارجي من حضارات أخرى ، بطريق التبادل التآثري - أي القائم على التأثير والتأثر- .
ولا يغيب عنا أن خصوصيات كل أمة لا تكفي- وحدها- لاصطناع حضارة تفضي إلى نهضة ، لذلك ذكرتُ دور الإمداد الخارجي الذي يستنكف بعض الناس عن الاعتراف بأهميته في غمرة الحماس للدعوة إلى حضارة ونهضة تخصّ أمتنا العربية والإسلامية.
إن شواهد التاريخ على أهمية الإمداد الخارجي قوية وكثيرة ، ويكفي لتوكيدها النظر إلى كل الحضارات القوية والمؤثرة في العالم ، من حيث بنيتها ، وتاريخها ، فالحضارة العربية الإسلامية –مثلاً- احتاجت واستفادت من الإمداد الإغريقي والروماني ، والفارسي والهندي ، فكل ذلك أسهم في بناء حضارة ونهضة باذخة قوية حين امتزج بتراث العرب، وثقافتهم، ونصوص وإرشادات الإسلام.
كذلك الأمر مع الحضارة والنهضة الأوربية الحديثة ، التي تغذت بمنجزات وجهود العرب والمسلمين، وارتفقت على حضارتهم ، مع ما بذله الغربيون من جهد خاص ، وإبداع ذاتي ؛ أفضى كل ذلك إلى ظهور الحضارة الغربية ونهضتها الحديثة.
سأنظر إلى النهضة بصفتها حصيلة لحضارة الأمة ، فهي زُبْدَتها وحاصل مخاضها، وسأنظر للغة القومية بوصفها حاضنة ، وقنطرة لثقافة الأمة ، -وهنا علينا استحضار الفرق بين الحضارة والثقافة- .
ليس يخفى عنا أن تمتين اللغة القومية هو قائد إلى تقوية فرص المتانة النهضوية ، فلا نهضة لقوم دون لغة خاصة بهم ، وكل النهضات المؤثرة لم تنفك عن لغاتها القومية ، كما هو الحال في :الأمة الصينية ، والفارسية ، والعربية، واليابانية.
اللغة عنصر ثقافي ، أي مكوّن ثقافي. والنهضة عنصر حضاري ، أي أنها مكوّن من مكونات الحضارة بل هي الشاهدة على تمامها وتحققها ، وإنما قلت إنها من مكونات الحضارة بناء على رؤيتي إلى أن نتيجة الشيء هي امتداد عضوي له .
لو أراد العرب اليوم تحديد مناط أهميتهم في العالم سيجدون أنهم مالكون لثلاثة أشياء هي :
1-العنصر الاقتصادي الماثل في الثروات الطبيعية
2-التراث الغني والماضي المنير ، حيث كانت حضارتهم قائدة للعالم علمياً وفكرياً ، طوال القرون الوسطى.
3-اللغة القومية ، حيث إن العربي في غُنية عن الاتكاء على لغات أخرى ليبث أفكاره ، ويظهر آراءه، إلا في بلدان محدودة من المغرب العربي.
النهضة التي نتغياها لن تستطيع الاستغناء عن اللغة القومية للعرب ، وهي التي نراها عنصراً مركزياً في إقامة كيان نهضوي خاص بنا، فضلا عن كون اللغة القومية عنصراً مؤسساً لهوية كل عربي ،فضلاً عن دينه وعرقه.



#خالد_إبراهيم_المحجوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة الأديان ، وتسويتها
- إسلامات مع الإسلام
- تفسير القرآن بين التجديد والاجترار
- الدين والدولة بين التواصل والتفاصل
- الخصومة الفارغة للاستشراق
- النشاط العسكري في العهد النبوي
- رسالة مسيحي إلى المسلمين
- الترجمة: بين تصور القيمة ، ومسؤولية الإتقان
- تجديد الفكر الديني
- الأدب عند الإغريق
- خصومة الفقه والتصوف
- المجاز عند الزركشي
- تأصيل حق الأمان في منظومة حقوق الإنسان
- (إشكالية الوضع التاريخي والتأريخي للدولة الفاطمية)
- الإعلام والتنمية : نظرة في الترابطية والتفاعلية
- إشكالية الانتماء عند سكان المغرب العربي: نظرة في المرجعية ال ...
- السيميائيات ، بين غياب الريادة وإشكالية التصنيف
- الإبداع بين قيد التوظيف، وفضاء التحرر
- الفكر الجماهيري :نظرة نقدية
- العوائق التنموية في القارة الأفريقية : تشخيص وعلاج


المزيد.....




- اختيار أعضاء هيئة المحلفين في محاكمة ترامب بنيويورك
- وزير الدفاع الأميركي يجري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الـ -سي آي إيه-: -داعش- الجهة الوحيدة المسؤولة عن هجوم ...
- البابا تواضروس الثاني يحذر من مخاطر زواج الأقارب ويتحدث عن إ ...
- كوليبا: لا توجد لدينا خطة بديلة في حال غياب المساعدات الأمري ...
- بعد الفيتو الأمريكي.. الجزائر تعلن أنها ستعود بقوة لطرح العض ...
- السلاح النووي الإيراني.. غموض ومخاوف تعود للواجهة بعد الهجوم ...
- وزير الدفاع الأميركي يحري مباحثات مع نظيره الإسرائيلي
- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - خالد إبراهيم المحجوبي - اتصالية النهضة واللغة القومية