أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - موسى فرج - الأمريكان حولوا الفساد في العراق الى شكله الوبائي ...















المزيد.....



الأمريكان حولوا الفساد في العراق الى شكله الوبائي ...


موسى فرج

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 07:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الحلقة : 2 الوقفة الأولى : . في الأشهر التي أعقبت 9 /4 /2003 ..كان الأمريكان يتصرفون بشكل غريب في صرف الأموال من خلال تسييحهم للأموال العراقية وهي في معظمها أموال استولوا عليها من المصارف والبنوك العراقية بقوة السلاح ..فقد كانوا قد فتحوا المصارف العائدة للدولة عنوة واستدعوا مدراءها وموظفيها ووضعوا فوهات البنادق على رؤوسهم كي يفتحوا الخزائن الأمر الذي دفعني أن أسال أحد أبناء مدينتي ممن جاء مع الأمريكان مترجما عن الأمر فأخبرني أنه كان أمس عند بريمر مع مسئولي وموظفي سلطة الائتلاف في كافة المحافظات ووجههم بريمر أن ينفقوا دون اعتبار للقواعد المالية قائلا انه في نهاية الأمر حتى كانت الأموال مسروقة أو لقاء مقاولات غير صحيحة فإنها ستصرف في السوق العراقية وتنشط الوضع الاقتصادي ..قلت له أن الذي يسرق أو يغش في مقاولة وهمية سيخرج النقود للخارج أو يخزنها بعيد عن أعين الجميع بسبب الوضع الأمني ..قال: هذه توجيهات بريمر ..قلت له يبدو أن ممارسة الفرهود ستستمر .. بعد شهرين بعت سيارتي الأمبالا 1971 بمبلغ 600 ألف دينار ..وأقمت في فندق باخان القريب من ساحة الفردوس وكتبت المقالات المشار إليها في الحلقة السابقة وساهمت في اللجنة المنوه عنها سابقا ..انتهت أعمال اللجنة وبعد أيام فتحوا باب التعيين لوظيفة مفتش عام فاخترت التقديم إلى وزارة البلديات والأشغال باعتبارها تختص بالمحافظات والمحافظات واجهت من الفساد في العهد الصدامي أكثر من غيرها خاصة بعد انتفاضة آذار 1991 فقد خصص صدام لأدارتها أبشع عناصره الأمنية والمخابراتية فنهبوا الأرواح والأموال .. في هذه الأثناء نفذت فلوس الأمبالا ويتعين علي اختصار الأنفاق على الشاي والدخان وفقا للنظرية العراقية المعروفة : مادام كهوه وتتن موجود كل الأمور تهون.. حصل أني قطعت المسافة من الفردوس إلى قصر المؤتمرات مشيا اختصارا في الإنفاق وعند وصولي نهاية جسر الجمهورية المجاورة لوزارة التخطيط القديمة دارت مجموعة من الدبابات الأمريكية فأثارت زوبعة من الغبار دخل عيوني فركتها فكانت مشكلة حضرت اجتماعا وفي اليوم التالي كان موعد مقابلة ..راجعت مستشفى العيون قرب الواثق تبين أن شظية صغيرة من بقايا التفجيرات قد دخلت مع الغبار استقرت عموديا في بؤبؤ العين اليسرى ..حضرت لمقابلة ممثل بريمر ومعه الوزيرة في قصر المؤتمرات وقبل دخولي رفعت القطن الذي يغطي عيني ووضعته في جيبي فكنت أرمش كهذا الذي يظهر في الماسنجر ..ومن المقابلة للكراج ودفعت الكروة عندما وصلت السماوه .. . الوقفة الثانية : . في آخر يوم من الأسبوع الذي باشرت فيه بصفة مفتش عام وكان الأمريكان نصب العين فأكملت أعداد وتوقيع كتب رسمية إلى مسئولي سلطة الائتلاف والقادة العسكريين والمحافظين البدون صلاحيات في كافة المحافظات طلبت بموجبها الكتب والوثائق الخاصة بالأموال المستلمة من قبل كل منهم وبيان كيفية إنفاقها والوثائق الثبوتية وتحديد أماكن الأعمال المنجزة تمهيدا للكشف عليها موقعيا .. في الأسبوع الذي تلاه دخل علي مدير مكتبي .. هاه .. قال في غرفتي سفير جاء لمقابلتك .. قلت له تقول صدقا ..؟ قال والله ..قلت له أيه آنا ليش... ذاك الياور فخامته ويروح عليه آنا مو فخامته ..قال : جاي عليك موعلى فخامته .. ناوشته الموبايل ..وقلت له خابر زوجتي قل لها سفير منتظر مقابلة بعلك .. ضحك ..قلت له حرام ما أقابله إلا تخابرها ..خابرها .. خرجت لاستقباله ..شو هذا هندي ..هم ميخالف ..قدمه الرجل الذي معه وهو كربلائي قائلا بتطويله : سفير سلطان البهره ..أهلا وسهلا ..قال : كان لدينا خانات في النجف وكربلاء والبصرة نستخدمها لناسنا الذين يأتون لزيارة الإمام علي عليه السلام وهي مسجلة بأسماءئا منذ عهد بعيد وصادرتها الحكومة السابقة لأننا أجانب ..وبعدين سمح لنا عدي باستئجارها مساطحه لمدة 25 سنه على أن يعاد بناءها وفق تصاميم قدمها هولنا وبعد انجاز البنايات ألغوا العقود وطردونا والآن بعهد الديمقراطية نطالب بها ..انتهى كلام الرجل ولم أقاطعه على غير عادتي باعتباره سفيرا ..قلت له : أولا شنو علاقتكم بالزيارة وانتم هنود ..؟..قال الكربلائي منبها ..أستاذ سعادة السفير ..سفير سلطان البهره ..قلت له : أيه أدري بس شنو علاقتهم بالزيارة ؟.. قال : البهره مسلمين شيعه .. قلت له : الله يبلى الشيعة لهناك وصلوا ..قال نعم .. قلت له شغلتكم مو يمنا لأن وزارتنا تخص العراقيين ..بس راح أساعدك ..أوجه كتاب إلى وزارة الخارجية للموافقة لإيجاركم شرط المعاملة بالمثل يعني إذا عند جماعتنا حسينيه ، تكيه تسمحون لهم ..قال مستعدون ..جاء كتاب الخارجية بالموافقة حضر السفير ومضيفه وسعادة السفير يحمل رزمه ..قلت : ما هذا ؟ قال هدية أقدمها لكم باسم السلطان .. كان قربي أوراق صغيرة بلون اصفر على هيئة بلوك تلتصق ببعضها من احد جوانبها ..سحبت واحدة وقلت له سألصقها بظهرك واكتب عليها سجن 10 سنوات و10 ملايين دولار غرامة بموجب قانون المفتش العام ..قال أية هدية؟.. قلت الرمزية غير مشمولة ..قال ما هي الرمزية قلت له : صورتك مثلا أو صورة السلطان أو علم بلادك أو كتاب أنت قد ألفته أو سجادة صلاة أو سبحه 101 أو قرءان ..قال : افتح الرزمة قلت أنت افتحها فتبين انه القرءان الكريم ..قلت له نعم هي رمزية ..هذه الهدية الوحيدة التي تسلمتها في حياتي الوظيفية.. بعد ثلاث ساعات وصلني كتاب رسمي من وكيل الوزارة كامل نصير الجادرجي يشير إلى انه تسلم أيضا هدية عبارة عن سبحة وقطعة قماش فهل تعتبر رمزية ..كتبت له : يا رمزيه ؟ القماش بـ 100 ألف والسبحه بـ40 ألف ..تسلم للوزارة بوصل ويتم بيعها في مزايده وتسجل إيراد للدولة ..هكذا كانت بدايات أجهزة الرقابة وليس الآن ..في الأسبوع التالي وصلتني شكوى بصفحتين باللغة الانكليزية ..اتضح أنها مقدمة ضدي موجهة من مسز مولي مسئولة سلطة الأءتلاف في ميسان ( العمارة ) إلى بريمر .. تقول له ما هذا المفتش العام في حكومتك الذي يطالبني بوثائق وكشوفات ؟ ما هذه الحكومة حكومتك ؟ إنا يوم خرجت من فلوريدا ..أعرف ماذا افعل ..لكن تخاطبهم الرسمي ليس مثلنا يبدأ بتفخيم ويختتم بتبجيل ..كأنما مع زميلها وهي أمامه تضع ساق على أخرى ..شاع خبر الشكوى ضدي في الوزارة ، بعضهم فكر بصوت مسموع التخلص مني وبعضهم قالها شامتا بوجهي ألم تكفك الوزارة لتذهب إلى فساد الأمريكان .. تجاوزت المراجع ووجهت كتاب إلى رئيس سلطة الأءتلاف بريمر بطلب تأكيده على مسز مولي لإرسال الكشوفات والوثائق لأنه مرجعها ..بعد أسبوع وكنت أحضر مؤتمر في قصر المؤتمرات يختص بوضع ستراتيجية لإعادة النظر بالمناهج المدرسية للمدارس ( لم أكن أعلم أن ذلك يفضي لتغيير كتاب التربية الإسلامية للثاني ابتدائي ليتضمن مثلا كيفية الوضوء بالنسبة للشيعي وكيفية الوضوء للسني في حين أننا بأمس الحاجة للاندماج المجتمعي ...وإلا ما حضرت ..) حصل ذلك في وقت الوزير العلوان وكان معي في المؤتمر أخي وصديقي القاضي مهدي أبو المعالي مفتش عام التربية الذي فجعت باستشهاده اغتيالا وابنه المحامي الشاب في طريق عودتهم من بيتهم في كربلاء إلى بغداد ..عدت من المؤتمر في حوالي الثانية بعد الظهر وجدت ورقة صغيرة مستلة من البريد الالكتروني كانت تبليغ من سلطة الأءتلاف بحضوري أمامهم في الساعة 12،20 دقيقة في كلية النهرين ..كان الوقت قد تجاوز الموعد بكثير مع ذلك ذهبت وكنت أحسب أن الكلية في الجادرية تبين أنها في الكاظمية ، عدت من الجادرية ،وسرح ذهني في الطريق ..منذ عام 1990 وإنا خارج الوظيفة ومن مخيم اللاجئين في رفحا إلى السماوة ، كان في معظم الأوقات تشريبي لبلبي في حين كان تشريب الآخرين زنود ولحم ظهر ..لم يشغل والدي أو ممن سبقه وظيفة ملاحظ أو رزام ..فقد كانوا ريفيين ..ووظيفتي الحالية بدرجة وكيل وزير ..في هذه الأثناء تذكرت أمرا جعلني أشهق بالضحك فقد كان مكتبي في الطابق الثامن في البناية والمصعد عاطل من قبل مباشرتي لكني أقطع الطوابق الثمانية صباح كل يوم جريا ولا أتوقف إلا في غرفتي ، سألني مدير مكتبي يوما أنهم يسألونني عن فطورك الصباحي ..قلت ..لماذا ؟.. قال : كيف تقطع الطوابق الثمانية دون توقف لمرة واحدة ؟..قلت له : لا ..إنما ذلك لوجود موظفات في السلم وان توقفت أخشى أن يقلن علي ..شايب أو قليل.. الهمة .. وسبب ضحكي في السيارة إني أرجعت السبب إلى تشريب اللبلبي ..في المساء ظهر بريمر على التلفاز مجتمعا بالمفتشين العامين ..في صباح اليوم التالي خرجت الصحف وهي تحمل مانشيت مشترك ( بريمر : لا سلطة للحكومة أو سلطة الائتلاف على عمل المفتش العام ..) تمام ..هذه الرمية طاشت ..وذهبت شكوى مسز مولي ..البركة بالجايات .. نشرت أحدى الصحف أن مجلس الوزراء قرر استحداث منصب رئيس المفتشين ويكون مفتش عام مجلس الوزراء في نفس الوقت وقد تم اختيار المفتش العام موسى فرج لهذا المنصب ،قرأته في الصحيفة دون إن يكون لي علم مسبق بذلك ..حصلت أمور وأحلت وزيرتي وكبار موظفيها للمحكمة المركزية حصل تصادم وترادم بين الكتل البرلمانية في الجمعية الوطنية فقد كانت وزيرتي زوجة فخامة الرئيس وتنتمي إلى إحدى الكتل الكبيرة ..طالبت باستجوابها في البرلمان ، وقف رئيس الكتلة التي تنتمي إليها وقال لأعضاء الكتل الأخرى : إن حاسبتم وزراءنا نحاسب وزراءكم ..! كتبت إلى رئاسة البرلمان : إن كان السياق عندكم يقوم على أساس ..إن حاسبتم زيدنا حاسبنا عمروكم ..فاني لا أبالي بزيد وعمرو ..لأنت انتمي إلى الشعب وليس لأي من كتلكم .. نقلت إلى مفتش عام وزارة الدفاع أقسم وزيرها سعدون الدليمي أن دخلت وزارة الدفاع مفتشا عاما فأنه لن يدخلها بقيت شهرين عائم لا في هذه الوزارة ولا في السابقة مع أني سجلت مباشرتي في الدفاع ..اتصل بي السيد الراضي رئيس هيئة النزاهة طالبا حضوري .. قال رئيس الوزراء وإنا نريدك نائبا لرئيس هيئة النزاهة ..قلت له وأستاذ رحيم ؟ ( كان السيد رحيم العكيلي نائبا لرئيس هيئة النزاهة في حينه ) قال : بطّل .. استغربت ..قال منذ أسبوعين قد استلم منصبه الجديد قاضي في محكمة الكرادة ..نهضت دون كلام وذهبت إلى غرفة السيد رحيم وجدتها فارغة وتأكدت من الموظفين أكدوا لي ذلك عدت إلى الراضي وقلت له هذا المكان مهم بالنسبة لي لأنه يتيح مواجهة الفساد في كل الوزارات وليس في وزارة واحدة والعيب فيه انه يجعلني خاضعا لآخر والآخر قد لا يعجبه توجهي ..مع ذلك سأمر على السيد رحيم العكيلي في مسكنه وأترخص منه وجوابي في الغد ..حصل ذلك بحضور السيد محمود الشيخ راضي وزير العمل حاليا ..وفعلا مررت على السيد رحيم ليلا فرحب بالفكرة .. . الوقفة الثالثة: . بعد مباشرتي بأيام طالبت بملف صندوق تنمية العراق وهو حساب الأموال العراقية المجمدة من قبل الأمريكان والذي يصرفون منه على أعمار العراق ومبلغه 21 مليار دولار وهو تحت تصرف بريمر وألححت .. بعدها وجهت كتاب إلى رئاسة الوزراء ووزارة المالية والسفارة الأمريكية بينت في أن ألأمريكان يقولون أنهم صرفوا على أعمار العراق في سنة واحدة 18 وبموجب الدليل القاطع فأن المبلغ مهدور منه مقدما 50 ./. لأن العقود تحال على الشركات الأمريكية وخاصة بكتل وهاليبرتون وفق طريقة الكلفة زائد وتعني عدم تحديد مبلغ المقاولة مسبقا وإنما يتم لا حقا على أساس ماصرفته + 30 ./. بدل مخاطر أمنية + 10 ./. تحميلات أدارية + 10 ./. ربح ) وعليه أطالب الحكومة باستلام المبالغ من قبل وزارة المالية لتدخل الموازنة أو دون ذلك ويتم تشكيل لجنة مشتركة من الجهات الأمريكية والعراقية للأشراف على إنفاق المبلغ للأغراض المحددة له أصلا ..)..بعد أشهر أعلنت مساعدة المفتش العام الأمريكي أن 8 مليار دولار من برنامج الأعمار لتك السنة قد اختفت .. الأمريكان عادت يمنحون المقاولات للشركات الأمريكية التي يديرها ضباط أمريكيون سابقون وعلى سبيل المثال فان مقولة لبناء مستشفيات في الناصرية بمليون دولار ..يتم بيعها لاحقا من قبل الشركة إلى شركات مقاولات ثانوية في الغالب تركية أو كردية بمبلغ 400 ألف دولار ..هذه الشركات تحيلها على مقاولين عراقيين بـ 50 ألف دولار ..المقاول العراقي يلّطش .. يقوم ضده المواطنون ..هذه نتائج مليون دولار ؟..يقول لهم :أي مليون ؟ أنها محالة علي بــ50 ألف ..يترك العمل ..ولا نتائج ..، حصل أن شركة بلاك ووتر الأمنية سيئة الصيت قامت بطرق احتيالية بالاتفاق مع مسئولون عراقيون بسرقة 8 طائرات عراقية عمودية ..أحلت القضية إلى المحكمة المركزية ..تضايق الأمريكان مني جدا طلب احدهم الاجتماع بي في فندق الرشيد .. كان مترجمه شاب بحدود العشرين أبوه العقيد الصيدلاني عباس من أهل الديوانية كان صديقي وزميلي في مخيم رفحا وهاجر إلى أمريكا في حين عدت للسماوة وبعد سقوط نظام صدام عاد إلى العراق فتم خطفه في منطقة السيدية ولم يظهر لحد الآن راجعني الشاب ووالدته بشأن أبيهم قبل شهرين ..قلت لأبن صديقي : احمد ترجم الذي أقوله بحذافيره حتى وان حسبته كفرا فانا المسئول ..لا أنت .. قال : نعم ..قلت للأمريكي : لو أعطيت لوح خشبي طوله متر وعرضه نصف متر ووضع لك على حشيش الحديقة وطلب منك الضغط عليه ..هل تحقق نتيجة ؟ قال : نعم ..قلت له : اللوح الخشبي هو الحكومة العراقية في حين أن حجمي لا يعادل سوى حجم الإبرة وتوقفت ..ابتسم هو زهوا .. أضفت : لكني إبرة مغروسة في اللوح الخشبي من الخالف وجلها ظاهر عل السطح إن ضغطت علي ..حرام أخرم يدك وأخرج من ظاهر كفك ..نظر ألي أحمد ..قلت له : ترجم أحمد ..ترجم أحمد ما قلته فتحول وجه الأمريكي لا إراديا ..كوجه من ابتلع حفنة ليمون دوزي فقد تخيل تأثير الإبرة ..ونكث وجهه ونهض دون وداع ..تلك الحادثة سمع بها حكوميين كثيرون .. في حينه كان خلافي مع السيد الراضي على أشده للأسباب التالية : 1 . انه يتصرف بالهيئة وكأنها جهة قضائية فقد ألغى قراري بعدم إحالة القضايا إلى المحكمة دون تحري وتدقيق وتحقيق واستمرت حالة أحالة القضايا إلى المحكمة فتصدر أوامر قبض ويتم توقيف الناس لأشهر ويفرج عنهم لعدم كفاية الأدلة ..2 . انه يتصرف بها كقاض يهمه عدد القضايا المحالة وان كان ضررها يتعلق بــ 10 دولارات في حين إني توجهت إلى قضايا النفط ومليارات السفارة وهي من المال العراقي المجمد ، البواخر العراقية العائدة لوزارتي النفط والنقل والتي باعها النظام صوريا إلى عراقيين وعرب لتسجيلها باسماءهم ورفع علم دول أخرى عليها كي يتم تلافى الحصار وتوجد عقود سرية مع اؤلاءك تقول أن عائدية تلك البواخر تبقى للحكومة العراقية لقاء نسبة من الإيرادات للمسجلة باسماءهم ..وراحت البواخر في حين أن بعض المسجلة باسماءهم ذوو نفوذ في العهد الجديد ،الطائرات المدنية العراقية التي أودعها النظام في مطارات عدد من الدول المجاورة خشية قصفها ولأنها متوقفة بسبب الحصار ، الطائرات الحربية العراقية التي أودعها النظام في دول أخرى ، ملفات الدفاع والداخلية والمالية والتجارة وهكذا ..3 . السيد راضي الراضي أخضع الهيئة كليا للسفارة الأمريكية ويعتمد على حمايتها له ..4 .السيد الراضي مثارة ضده مخالفات مالية في تقارير ديوان الرقابة المالية والتي لم تتوقف مطالباتها بوجوب معالجتها ..وهو أمر بالغ الحساسة فالهيئة معنية بمكافحة الفساد وترتكب فساد ..؟( بعد مغادرة الراضي إلى واشنطن ذهب ممثل ديوان الرقابة المالية إلى المحكمة ليقول أنها مجرد مخالفات أدارية ..؟ )طالبت الراضي بمعالجة المخالفات وإعادة توجيه مسار الهيئة ليتطابق مع الدستور ..لم ينفع ..أحلت مخالفاته إلى المحكمة المركزية ورئيس الادعاء العام ..تم التنسيق بينه وبين السفارة ومكتب رئيس الحكومة ..اخبرني أحد المقربين من السيد رئيس الحكومة أن احد النواب المقربين منه جدا سلمه تقرير كتبه ضدي وصفه المقرب بأنه تقرير بعثي ::يعني على غرار التقارير الحزبية في الماضي وطلب منه الموافقة على نقل موسى فرج إلى مفتش عام في وزارة البيئة أو أقالته ..أشر السيد المالكي بالموافقة على الخيارين معا ..كان ذلك النائب ذو التقرير يزور مكتبي أسبوعيا وتحت أبطه حضن من طلبات التعيين فاقذفها في خانة الخزانة السفلى ..صدر كتاب من الأمانة العامة إلى السيد راضي بان مصير موسى فرج أنت تقرره وكأنها المحكمة الاتحادية ..أصدر الراضي قرار بفصلي ..وطلب من موظفيه اقتحام مكتبي وسلبي الموبايل والمسدس وباج الدخول وبطريقة غير مؤدبه ..خرجت من المنطقة الخضراء دون سيارة ولا حماية في ظروف أمنية شديدة التعقيد .. . الوقفة الرابعة : . عدت إلى بيتي المستأجر في زيونه وطلبت من زوجتي أن يكون غدائي مسموطه .. وهي السمك المجفف في العراء ويأكله شديدو الفقر في الريف العراقي .. قالت ما الأمر قلت :تم فصلي من الوظيفة ..قالت فلماذا المسموطة قلت لها لتهيئة النفس على المواجهة لأن المسموطة أقل مرتبة من تشريب اللبلبي .. أرسلت زوجتي في اليوم التالي إلى السماوة ..صدر أمر من رئيس الوزراء بإسكاني فندق الرشيد خوفا على حياتي وابلغني ممثله بإمكانية صدور أمر ديواني فوري بنقلي إلى مفتش عام في وزارة الإسكان ..رفضت ..سألني لماذا ..؟ قلت له كان غدائي أمس مسموطة وصلت رائحتها إلى ابعد نقطة في الشارع ..توجهت إلى القضاء ، فاصدر الراضي أمر قبض مفبرك ضدي ولم يسلمه إلى الشرطة بل موظفيه وطوق الجنود الأمريكان الفندق ..نفذت من بينهم وذهبت إلى البناية المقابلة وهي بناية مجلس النواب ..خابرت مدير عام الفندق فوجدته مرتبكا ..ما الأمر ؟ قال اقتحم الأمريكان غرفتك والكنارة كابه .. قلت له إنا الآن في مجلس النواب ..أرسلت محامي يستفسر من المحكمة المركزية عن القضية وأمر القبض ..قالوا ..لا توجد قضية ولا أمر قيض ..أرسلت من يستفسر من الأستاذ القاضي رئيس مجلس القضاء الأعلى نفى علمه بأي شئ ..في تلك الفترة كان مجلس النواب الجديد لم يمضي على مباشرته سوى أسابيع ورئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب هو السيد صباح ألساعدي وقد تعرفت عليه بعد قرار فصلي .. وصلتني الأخبار بأن حل الحزورة هو الآتي : استحصل راضي الراضي أمر قبض ولم يبقي المعاملة في المحكمة وسيتم القبض عليك وتودع التوقيف ولن ترسل المحكمة في طلبك فتفرج عنك لعدم وجود أوراق أمامها ويتم تصفيتك في مركز الشرطة أو تهرب بجلدك فلا تراجع مجلس القضاء لإلغاء قرار الفصل .. في هذه الحالة صرت مجبرا على عدم العودة لفندق الرشيد وعدم التواجد في البيت ولن أعود إلى السماوة دون المواجهة .. فكنت امضي الوقت في هيكل جامع الرحمن في المنصور الذي يتخذ منه الشيخ صباح الساعدي مقرا ..مقابل أن يجلب لي قضايا الفساد التي تعرض عل لجنة النزاهة في مجالس النواب فادرسها وأحدد المخالفات واكتب مسودة الكتاب الرسمي ويذهب به إلى بنيتي سكرتيرة اللجنة لتطبعه باسم السيد صباح الساعدي والمسودات مع الكتب الرسمية أظنها لازالت في أضابير اللجنة .. بات سماحة الشيخ بلبلا في مكافحة الفساد حتى انه أزاح لجنته على صفحة وبات بديلها ..وصار في الفضائيات العراقية بدرا .. لكن زنجيل البايسكل يلف أطراف زبونه مرات .. كنت أراجع مجلس القضاء ومبيت هنا ومبيت في مكان أخر .. أتناوش الراضي مرات في الحرة عراق واخمطه مرات في السومرية ..نشرت جريدة الصباح شبه الرسمية مقابلة مترجمة عن لوس أنجلس تايمز... بقلم شلومون مور يشير فيها السيد راضي بأن الآثار الظاهرة على وجهة هي آثار تعذيبه من قبل نظام صدام بالحوامض الحارقة وأن ضعف نظره كان من جراء مكوثه الطويل في زنزانات أبو غريب ..أخذت الجريدة وذهبت للسومرية وقلت .. يالأمريكان ..هاي حبة بغداد مو اثر حامض وهو عندكم موفد ودوا عينه للمختبر وإذا طلعت من أثر حامض أنا أدفع الفصل عوضا عن صدام وان ظهر أنه مسجون لسبب سياسي حطوني بالحبس بمقدار تلك الفترة ..وكررت ذلك في مقابلة مطولة مع جريدة البينة .. طولت الحسبة سنة وشهرين حصلت على 6 قرارات قضائية بإلغاء قرار الفصل لمخالفته القانون والدستور وصرف رواتبي لسنة وشهرين وعودتي إلى وظيفتي ..من بين القرارات قرار صادر من المحكمة الاتحادية .. راجعت الهيئة ..اشو أحاطوا بي قبل دخولي الباب الخارجي للهيئة ..هاه ؟..أنت موقوف ..يمعودين ؟..قالوا : هذا قرار القبض ..يابه المحكمة قريبه ..نروح سوا للمحكمة ..قالوا الدوام راح يخلص ..وهسا ..؟ وصلت مفرزة من الشرطة وأخذوني إلى مركز شرطة الصالحية موقوفا ..ولبضعة أيام ..قلت للضباط : انأ موسى فرج وهذه كلاوات رويضي وترا أطلع ..فاحترموني ..زارني في التوقيف صديقي الأستاذ عادل اللامي رئيس مفوضية الانتخابات السابق لتقديره ظروف التوقيف لأن الراضي سبق أن تسبب في توقيفه وكان يجلب لي الغداء والعشاء من بيته ..خرجت بكفالة وراجعت المحكمة فأبرئت من التهمة ...خابرت الراضي من سطح بيت في إحدى المناطق كي تكون ألشبكه صافية .. قلت له : يرويضي ..والعباس أبو فاضل آنا جايك ولك خيّار من ثلاثة : إما تصير آدمي وعفا الله عما سلف أو أحضنك وأوديك للمحكمة المركزية لو تعبر الحدود يرويضي .. وألك عطوه ..بس باجر .. في مساء اليوم التالي خابروني بأن رويضي صعد بالطيارة إلى واشنطن ومعه ربعه وكواني أوراق ورفضت سلطات المطار باعتبار يوجد قرار منع سفر بحقه وجاءت الهمرات الأمريكية واركبوه .. ثاني يوم ألصبح دخلت الهيئة فاتحا مثل نابليون بس خوش ولد ولا عاتبت واحد حتى الذي حضنني للتوقيف طلع من مكتبي يضحك ..سألوه قال لهم ..بوسني وقال ..لا تفعلها مع غيري نقلت ثلاثة فقط إلى المحافظات ..ثاني يوم وصلني كتاب رسمي من نائب رئيس الجمهورية يريد أحدهم لمكتبه..قلت له : هو لك ..الثاني طلبوه مكتب رئيس الوزراء يريدونه في مجلس النواب قلت له موافق ياصديقي ..الثالث مدير عام هو الذي جلب الأمريكان واقتحموا علي فندق الرشيد لم يطلبه أحد ..استدعيته ..قلت له : الباقين عندهم أعمام وأخوال أنت ياأبن الصويرة ..ماكو ؟..قال منكسرا هذي الدنيا ..قلت له : هل تقبلني خالا ؟ قال :أتشرف ..قلت له خلص آنا واسطتك وماكو نقل بس أتكون مو مدير عام التحقيق لأنك ثبرت الناس بالجملة تجيب وتدفع للتوقيف بدون تحري وتدقيق وتحقيق والذي منه ..أريدك أتصير رئيس ملف فساد النفط ..هذا بيه أخبيزة العراقيين ..بوسني وخرج ضاحكا .. في الحلقة القادمة نكمل في وقفات ..موقف الأمريكان وبعض العراقيون من الفساد ..دمتم ودام العراقيون العاملون والحالمون بوطن معافى وشعب ذو كرامة ..لقد جربت تشريب اللبلبي والمسموطة والزنود والكسور ولحم الظهر ..لكني أدمنت أكلتين ..الوطنية والاستقامة ..فالأكلات الأخرى تسمن لكن هاتان تجعلان المرء فخور بنفسه ولعمري أنها المتعة الوحيدة التي تستحق أن يسعى أليها المرء ..



#موسى_فرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعقيبا على: ماقاله رئيس هيئة النزاهة للبغدادية ..لم أبالغ في ...
- رسالة مفتوحة.. الى سماحة ....
- هل يعيد صادق جلال العظم طبع كتابه للمرة العاشره ..؟...
- الحكومات العراقية ..مثل زوجات بطّاح ...
- الى/ إدارة الحوار المتمدن وقراءه الأفاضل .. شكر وعرفان ..ونخ ...
- حول سحور العبادي السياسي .. كلام بعد الإمساك ...
- أسباب تدهور الثقة بالقضاء العراقي ...4
- أسباب تدهور الثقة في القضاء العراقي ...3
- أسباب تدهور الثقة بالقضاء العراقي ...
- حول إستحداث محكمة مختصة للنظر في قضايا الإعلام .. أسباب ضعف ...
- هل أن هذه الأشبال من تلك الأسود ؟..أم أن تلكم الأشياء ما كان ...
- الهدف في موضع القلب من جسد الفساد .. لكن السهم طائش ..!
- في 14 تموز 2010 أقول: عيشوا أحرارا ..أو موتوا كفارا ...!
- بمناسبة 14 تموز .. وطنية عبد الكريم قاسم .. لن يفارق أزيزها ...
- بمناسبة 14 تموز ..وطنية عبد الكريم قاسم ..لن يفارق أزيزها طب ...
- بمناسبة 14 تموز .. أخلاق عبد الكريم قاسم ..جعلت عورات الآخري ...
- نزاهة عبد الكريم قاسم التي تتوهج في الأعالي عرّت كل ثقوب الف ...
- بشائر عودة الوعي العراقي ...!
- ليس وحدها الكهرباء مصيبة وليس وزيرها وحده ذو وزرا ..فكلها مص ...
- نعم ..نعم ..هذا هو السبيل الحضاري لأسقاط الفساد السياسي في ا ...


المزيد.....




- فيديو رائع يرصد ثوران بركان أمام الشفق القطبي في آيسلندا
- ما هو ترتيب الدول العربية الأكثر والأقل أمانًا للنساء؟
- بالأسماء.. 13 أميرا عن مناطق السعودية يلتقون محمد بن سلمان
- طائرة إماراتية تتعرض لحادث في مطار موسكو (صور)
- وكالة: صور تكشف بناء مهبط طائرات في سقطرى اليمنية وبجانبه عب ...
- لحظة فقدان التحكم بسفينة شحن واصطدامها بالجسر الذي انهار في ...
- لليوم الرابع على التوالي..مظاهرة حاشدة بالقرب من السفارة الإ ...
- تونس ـ -حملة قمع لتفكيك القوى المضادة- تمهيدا للانتخابات
- موسكو: نشاط -الناتو- في شرق أوروبا موجه نحو الصدام مع روسيا ...
- معارض تركي يهدد الحكومة بفضيحة إن استمرت في التجارة مع إسرائ ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - موسى فرج - الأمريكان حولوا الفساد في العراق الى شكله الوبائي ...