أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود الزهيري - ليس بوذياً !!














المزيد.....

ليس بوذياً !!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 3125 - 2010 / 9 / 15 - 03:14
المحور: كتابات ساخرة
    


مازال يتمازح مع بعض أصدقائه حينما يختلف في بعض المسائل الدينية بأبعادها الإجتماعية المأزومة بفسادات الفاشية الدينية المصنوعة علي عين نظام الإستبداد والطغيان , ولا يصل إلي حل مرضي أو مقنع ويعلن عن رأيه بقدر يراه البعض صريحاً مؤلماً , ويراه آخرون أنه صفيقاً مجرماً , وقليل يتفقوا مع هذا الرأي , في هذه الأثناء كان يعلن علي سبيل المزاح : انه بوذي , وهذا هروباً من مناقشات عقيمة خارجة من رحم غير رحم العقل والشرف العقلي !!
كنت أفكر في هذا الكلام الذي يتمازح به صاحبنا معلناً بوذيته , أو حي زرادشتيته , ولو كان هو حتي ممن يقدسون البقر , فهذه ديانات أرضية وثنية تعبد الأوثان أو الأصنام التي تمثل بصورة رمزية آلهتهم , لدرجة أنني تذكرت منطوق نص الآية القرآنية :( ومانعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي ) أي يجعلوا هذه الأصنام واسطة بينهم وبين إلههم الذي في السماء , وهذا كان الحادث في شبه الجزيرة العربية , وبعض المناطق الأخري من العالم الذين صنعوا الألهة أصناماً.
أما هذه الأوثان والأصنام في غير شبه الجزيرة العربية فتمثل آلهة أرضية حقيقية بالنسبة لمعتنقي هذه الديانات , وكان من أسمي مايسعي إليه من يعبدون الأوثان آلهة , انهم يريدوا الإرتقاء بالمعتقد من الأرض ليرتفع بها إلي السماء , وجعلوا رسالتهم صاعدة من الأرض إلي السماء .
أما الأديان السماوية الإبراهيمية المتمثلة في اليهودية والمسيحية والإسلام , فرسالتها أتت من السماء إلي من هم علي الأرض من غير عناء ومشقة , ووضعت لهم النظام الديني الإعتقادي الذي يطهر الأرواح وينير طريق الإيمان ليكون خلاصهم من عذابات الدنيا التي قد تصادفهم من بني البشر أثناء صراعاتهم علي سبل العيش وأسباب الحياة .
أظن أن هذا المراد لم يتحقق إلا كأمثلة ونماذج مشعة بفيض البذل والعطاء والتضحية من أجل البشر إلا في نماذج واضحة في تاريخ الأديان الثلاثة الإبراهيمية .
لما كانت الأديان السماوية قائمة في أساس الإعتقاد بها علي اليقين بالغيب بداية من الإله الحي في ملكوت الغيب , وحتي الكتب السماوية طريقة الإبلاغ بها كرسالات سماوية أتت من رحم الإيمان بالغيب , وكذا الأنبياء والمرسلين من السماء لازال الإيمان بهم كأنبياء ومرسلين آتياً من رحم الغيب , وماكانت المعجزات وخوارق العادات التي أجريت علي أيادي الأنبياء والمرسلين من السماء إلا لتأكيد هذا الغيب أو المجهول الغيبي , أو حسبما يسميه الفلاسفة ماوراء الطبيعة أو ينعتوه بالميتافيزيقا .
ولما كان أصل المسألة إيمان غيبي بإله غيبي , ورسالات غيبية , وأنبياء ورسل أتوا إلي البشر من رحم الغيب , فلماذا يتفاخر كل منتسب إلي دين من الأديان الثلاثة الإبراهيمية بغيبه ويحقر الغيب الآخر الذي يؤمن به غيره والذي لم يشاهده أو يحسه بأي حاسة من حواسه؟
وليت الأمر يقف عند حدود التحقير والإذدراء , بل يصل الأمر لدرجة الدم , لتتحول العقائد الغيبية إلي عقائد الدم والقتل والإرهاب , فنري من يجعل إلهه ممسكاً بسيف أو رمح , أو نبل , ونري من يجعل إلهه ممسكاً بسنجة أو مطواه , أو خنجراً , ونري من يجعل إلهه مصوباً بندقيته أو مسدسه تجاه المخالف في الدين والمعتقد , بل هناك من يجعل إلهه سارقاً ولصاً يسرق المخالف في الدين , وهناك من يجعل إلهه ممسكاً بلوحة مفاتيح الصواريخ الإستراتيجية أو التكتيكية , ليسيطر ويهيمن علي المخالفين له في الدين ويجعلهم تحت سطوته وهيمنته .
فهل الله كذلك ؟!
الإله الوثني لم يصب جام غضبه علي المخالفين لأتباعه , ولم يلعنهم , ويذدريهم ويحتقرهم , ولم يدعو لقتلهم , ولم يأمرهم بصناعة مفاهيم الدم والقتل والإرهاب , وإنما الدفاع عن النفس أمر تعرفه البشرية قبل ظهور الأديان الوثنية , وقبل بزوغ نجم الأديان السماوية الإبراهيمية , فلماذا تحدث هذه الأفاعيل المجرمة , والجرائم المشينة الحقيرة في حق المخالف في المعتقد , وفقط في الديانات السماوية الإبراهيمية ؟!!
أظن أن الأمر ليس كامن في الأديان أو في المعتقد الديني , ولكنه كامن وساكن في عقول المنتمين لهذه الأديان حيث أبواب المصالح الدنيوية هي التي تحرك هذه الصراعات وتصنع الفتن والأزمات لينتفع أصحاب معتقد علي حساب أصحاب المعتقدات الأخري من المنتسبين للأديان الأخري , ويظل الصراع مؤججاً مشتعلاً والمستفيد الأكبر منه هم رجال الدين ذوي المصالح الكبري ومن هم وراءهم من صناع ومديري الفاشيات السياسية الإستبدادية , ويصبح الأتباع وكأنهم خدام للآلهة والمطيعين لها والمؤدين لفرئضها وسننها السماوية الإلهية , في أنتظار لرضا الإله , في حين أن رجال الدين هم من جعلوا من أنفسهم وسطاء بين البشر وبين الآلهة , وهذا ماكان يفعله عباد الأصنام والأوثان في سابق الأزمان في شبه الجزيرة العربية .
لذلك فصاحبي يقول في وسط هذه الصراعات والنزاعات الغيبيبة , وأري أنه يحتفظ بإيمانه الديني السماوي الإبراهيمي ولكنه مازال مصراً علي رفضه لهذه النزاعات التي تصل أحياناً لصراع الدم بين المنسبين للدين الواحد ويقول علي سبيل الرفض بصيغة المزاح : أنا بوذي !!
وإلي هذا الحد بالرغم من بوذية صاحبنا هذا المدعاة , فلم يعترض عليه المؤمنين بالديانات السماوية الثلاث , اليهودية والمسيحية والإسلام , ألستم معي أن أسلحة التكفير والتلعين والتفسيق وإباحة القتل سيكون لها فعلياتها لو تحول مجرد أدعاءه للبوذية إلي إدعاءه التحول من دينه ومعتقده السماوي إلي دين آخر ومعتقد سماوي آخر , وخاصة بين المسيحيين والمسلمين وفقط , لأن اليهود لن يقبلوا من هوغيريهودي الأم والأب ولاتشغلهم مسألة الدعوة أو التبشير ؟!!
ومع ذلك صديقي هذا ليس بوذياً !!



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أصحاب الفتاوي المجانية .. إرحلوا لا أثابكم الله ..
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...
- محمد فريد حسنين .. وسقف السلطة السياسية !!
- محمود الزهيري في حوار جريء مع المهندس محمد فريد حسنين رجل ال ...
- حمدي قنديل .. وأقوي رجل في مصر
- سعاد صالح .. المواطنة والتكفير
- أسطول قافلة الحرية .. الفرق بين إجرام وإجرام !!
- خاطرة
- الأقباط ونهاية مرحلة : المطالب الدينية والمطالب المدنية -مجر ...
- قانون الطوارئ وجرائم قيد الإنتظار: الفكر القديم والفكر الجدي ...
- ذو الأفواه السبعة
- يحمدون الموت : نص للدكتورة خلدية آل خليفة , قراءة مشاهدة للذ ...
- حائرة أنا : قراءة في نص الغرور والعشق والحيرة
- إلى : قراءة في نص الحيرة والأماني ل آمال جبارة
- مطالب الجمعية الوطنية للتغيير والمتساقطون علي طريق الحرية
- الجمعية الوطنية للتغير ضرورة مرحلة : عن إعتقالات الكويت
- الهروب من المسؤلية
- محمود الزهيري في حالة حوار مع الدكتور محمد عبده , عن ظاهرة ا ...
- عيد القيامة : الكنيسة المصرية ومطالب البرادعي
- البرادعي علي منضدة الفاشية المصرية


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمود الزهيري - ليس بوذياً !!