أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثانية















المزيد.....

ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثانية


هشام حتاته

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 20:24
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



قبل ان نكتب عن القيم الليبرالية الثلاثة ( حرية العقيدة – حقوق المرأة والاقليات – التداول السلمى للسلطة ) وموقف الاسلام منها ، علينا ان نتعرف على الجذور التاريخية التى تحكم الفكر
البدوى – حيث نشات الدعوة الاسلامية فى مجتمع رعوى بدوى – والفرق بينها وبين جذور الفكر الزراعى للدول المحيطة ببادية جزيرة العرب .
" حق الاعتداء " هو حق قبلى قديم نشأ فى المجتمع البدوى كنتيجة حتمية للترحال والتصارع على آبار الماء ومراعى الكلأ ، فمجتمع الندرة الصحراوى فرض الترحال الذى فرض بالتالى التصارع .
لاشك ان " حق القوة " سابق على " حق الاعتداء " فى بدايات التاريخ البشرى حيث كان البقاء للاقوى مع انسان الغاب الاول رغم توافر الموارد الغذائية المتمثلة فى الصيد وثمار الاشجار ، ولكن مع اكتشاف الزراعة وبداية الاستقرار حول مجارى الانهار فى المشتركات القروية الاولى بدأت مرحلة الصقل الاجتماعى نتيجة التكاتف والتعاون للزرع والحصاد . ولكن وعلى الجانب الآخر وفى البوادى الصحراوية شحت موارد الصحراء عن موارد الغابات فانحدر " حق القوة " البدائى الى " حق الاعتداء " البدوى . ومابين الارتقاء والانحدار زادت الفجوة الحضارية بين الثقافتين " الزراعية – البدوية " .

حرية العقيدة :
سنتحدث ان آيات فترة الاستضعاف الى يحتج بها الاصلاحيين ونرى هل كانت حقا تكفل الحرية المطلقة للعقيدة ام لا ؟ ، وذلك حسب تفسير السلف الصالح الذى لايخرج عنه احدا من المفسرين المحدثين .
** يقول القرآن :
" قل الله اعبد مخلصاً له ديني. فاعبدوا ما شئتم من دونه . " و لنقرأ باقى الآية (15) حتى لانكون كلقائل " ويل للمصليين "
" قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15 ) هُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ
- تفسير بن كثير
-{ قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه } وهذا أيضا تهديد وتبر منهم،
-في مثل هذا على سبيل التهكم والتهديد كقوله: { ذق إنك أنت العزيز الكريم } [الدخان:49]. و كقوله: { كلوا وتمتعوا قليلا إنكم مجرمون } [المرسلات:46]، وكقوله { فاعبدوا ما شئتم من دونه
- تفسيرالقرطبى
" فاعبدوه ما شئتم من دونه " أمر تهديد ووعيد وتوبيخ، كقوله تعالى: " اعملوا ما شئتم "
- تفسير البغوى
{ قل الله أعبد مخلصا له ديني فاعبدوا ما شئتم من دونه } أمر توبيخ وتهديد، كقوله: "اعملوا ما شئتم"( فصلت-(40)
- تفسير الالوسى
)فاعبدوا ما شئتم } أن تعبدوه { من دونه } عز وجل ، وفيه من الدلالة على شدة الغضب عليهم ما لا يخفى كأنهم لما لم ينتهوا عما نهوا عنه أمروا به كي يحل بهم العقاب { قل إن الخاسرين } أي الكاملين في الخسران وهو إضاعة ما بهم وإتلاف ما لا بد منه لجمعهم أعاظم أنواع الخسران
- تفسير البحر المحيط
{ فاعبدوا ما شئتم من دونه } . والمراد بهذا الأمر الوارد على وجه التخيير المبالغة في الخذلان والتخلية . انتهى . وقال غيره : { فاعبدوا ما شئتم } : صيغة أمر على جهة التهديد لقوله : { قل تمتع بكفرك (
- تفسيرالرازى
( فاعبدوا ما شئتم من دونه } ولا شبهة في أن قوله : { فاعبدوا ما شئتم من دونه } ليس أمرا بل المراد منه الزجر ، كأنه يقول لما بلغ البيان في وجوب رعاية التوحيد إلى الغاية القصوى فبعد ذلك أنتم أعرف بأنفسكم ، انتهى . فكل المفسرين على ان الامر للتهديد والتوبيخ والزجر ولم يفسر احد الايه على انها للتخيير

** يقول القرآن :
( قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر(
ونقول ايضا.. اكملوا الاية
( وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءَتْ مُرْتَفَقًا )
- الطبرى
وهو قوله ) وَمَا تَشَاءُونَ إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ) وليس هذا بإطلاق من الله الكفر لمن شاء، والإيمان لمن أراد، وإنما هو تهديد ووعيد.
- بن كثير
( فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ ) هذا من باب التهديد والوعيد الشديد؛ ولهذا قال: { إِنَّا أَعْتَدْنَا } أي: أرصدنا ِ( للظَّالِمِينَ } وهم الكافرون بالله ورسوله وكتابه { نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا } أي: سورها.
- القرطبى
وليس هذا بترخيص وتخيير بين الايمان والكفر، وإنما هو وعيد وتهديد.
أي إن كفرتم فقد أعد لكم النار، وإن آمنتم فلكم الجنة.
** يقول القرآن :
( لكم دينكم ولى دين ) . وايضا نقرأ السورة من اولها ( قل يأايها الكافرون ) وعلى نفس منوال الآيتين السابقتين ، فهى ليست تخييرا ولكنها وصما بالكفر لمن لايؤمن بالاسلام .

ثم نأتى الى رؤية المؤسسات الدينية لحرية العقيدة فى كل من السعودية ( الراعية الاولى للدين) ومصر ( الراعية الاولى للتدين ) :
ــ بمناسبة ماقيل عن اسلام " كاميليا شحاته " زوجة القس تداروس سمعان كاهن كنيسة دير مواس والتى اثارت ازمة بين رجال الدين الاسلامى والكنيسة المصرية نظرا لاحتجازها داخل الكنيسة . تطالعنا صحيفة المصرى اليوم بعددها الصادر 9/9/2010 بكلمة فضيلة الدكتور على جمعة مفتى الديار الاسلامية خلال الامسية الرمضانية التى نظمها المجلس المصرى للشئون الخارجية يوم 7/9/2010 : نؤمن بحرية العقيدة . واذا كان ولد او بنت اعتنق الاسلام فلايجوز من الناحية الدينية والاسلامية والانسانية ان نكرههما على تغيير عقيدتيهما ، فهذا امر بينهما وبين الله ، اما اذا كانت هناك جهة معينة تكره الناس فنحن ضدها ، لان هذا يعتبر اكراها . انتهى
ونلاحظ فى هذا التصريح انه يتحدث عن حرية العقيدة للمسيحى الذى يعتنق الاسلام ، فلايصح من الناحية الدينية والاسلامية والانسانية .... !! مدينا بطريقة غير مباشرة احتجازها بالكنيسة ، فهى احتارت الاسلام وهذا حقها فى حرية العقيدة ...!! ولكن فضيلته لم يقل لنا : ماذا عن حرية العقيدة للمسلم الذى يعتنق المسيحية ...؟؟ حيث يبدو ان حرية العقيدة فى اتجاه واحد " " one way " " من المسيحية الى الاسلام فقط ....!!"
ــ ومنذ عدة سنوات تطالعنا مجلة روزا اليوسف المصرية بعددها رقم 3871 بما اطلق عليها وقتها " الفتوى القنبلة " وتبدأ بالديباجة : "مراعا للظروف الصعبة والشديدة التى يمر بها العالم الاسلامى ، وحركات التشويه المنظمة ضد الاسلام ، واتهامه بأنه يحرض على الارهاب ومصادرة الحريات" فقد اجتمع بعض مشاهير رجال الازهر فى اجتماع طارئ لهم حول هذا الشأن برائاسة الدكتور ( عبد المعطى بيومى ) بلجنة العقيدة والفلسفة التابعة لمجمع البحوث الاسلامية بالازهر وانتهى الى اصدار توصية بعنوان ( حد الردة فى ضوء العقيدة الاسلامية) تقول " اذا ارتد المسلم وفارق الجماعة فان امره متروك لولى الامر .. فان كانت ردته لاتمثل خطرا على المجتمع .. له ان يستتيبه مدى الحياة دون ان يكون جزاءوه القتل ، اما اذا كانت ردته خطرا على الامن العام واصول المجتمع يحق لولى الامر قتله " يعنى بدل الاستتابة ثلاثة ايام ثم القتل ، الى الاستتابة مدى الحياة دون القتل ، وطبيعى للمتهم ان يكون مسجونا ويحضر كل حين الى القاضى ليسأله : هل رجعت الى الاسلام ، فاذا استمر يعود الى محبسه حتى يستتاب مرة اخرى .. وهاكذا ..!! يعنى اما قتيل .. واما سجين ...!!" وحتى لايتهم اعضاء اللجنة بانكار معلوم من الدين بالضرورة ، والخروج بتشريع جديد لم يقوله قدامى الفقهاء ، فقد اوضحوا ان الامام النخعى رأى ان المرتد يستتاب ابدا ، ولهذا اخذوا بهذا الرأى
ويعن لنا سؤال ــ لماذا قال الامام النخعى فى زمانه ان المرتد يستتاب ابدا ، وهو قول جديد فى زمانه عمن سبقوه الذين قالوا بالاستتابه ثلاثة ايام فقط ثم القتل ، ولم يخاف من تهمة انكار ماهو معلوم من الدين بالضرورة ...!! وهل عقمت النساء ان تلد نخعى جديد يقول ان حرية العقيدة مكفولة للجميع حيث ان الدين ( اى دين)لايحتاج الى منافقين ...!!
ويلاحظ ان اجتماع اللجنة لم يكن رغبة وارادة وانمـــــــا "مراعا للظروف الصعبة والشديدة التى يمر بها العالم الاسلامى ، وحركات التشويه المنظمة ضد الاسلام ، واتهامه بأنه يحرض على الارهاب ومصادرة الحريات" (2) ، ورغم هذا فان الدكتور رأفت عثمان ( احد اعضاء اللجنة ) عارض هذا الرأى .
ــ ومع فتوى شيخ الوهابية الاشهر ومفتيها فى مملكة آل سعود والغنى عن التعريف سماحة (....!!) الشيخ عبدالعزيز بن باز تخرس كل السنة الليبراليين المتأسلمين فى موضوع حرية العقيدة وذلك ردا على سؤال : هل الاسلام يقر حرية العقيدة ؟ فاذا كان يقر ذلك فلماذا يحارب الارتداد والوثنية والالحاد ؟ الجواب :
الحمد لله " الإسلام لا يقر حرية العقيدة . الإسلام يأمر بالعقيدة الصالحة ويلزم بها ويفرضها على الناس ، ولا يجعلها حرة يختار الإنسان ما شاء من الأديان ، فالقول بأن الإسلام يجيز حرية العقيدة هذا غلط . "
وبعد الاستشهاد بالايات المدنية ( الناسخة لايات حرية الاعتقاد ) والاحاديث النبوية واشهرها على الاطلاق ( من بدل دينوه فأقتلوه ) ينتهى الى : " فمن بدل دينه دين الإسلام بالكفر يجب أن يقتل إذا لم يتب ، فبهذا يعلم أنه ليس للمسلم حرية أن يترك الحق وأن يأخذ بالباطل أبداً ، بل يلزمه الاستقامة على الحق ويلزمه ترك الباطل ، وعليه أن يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ، وينصح لله ويدعو إلى الله عز وجل ، وأن يحذر ما حرم الله
عليه ، وأن يدعو الناس إلى ترك ما حرم الله عليهم ، كل هذا أمر مفترض حسب الطاقة " انتهى .
راجع نص الفتوى على الرابط : http://www.islam-qa.com/ar/ref/129141
هذا عن المسلم اذا ارتد . فماذا عن المقولة الشائعة ان الاسلام لم يجبر احدا على اعتناقة من مواطنى الدول المفتوحة ( المحتلة ... !!) ؟؟
نحن نعلم ان النص القرآنى ارتبط بالواقع الذى انتجه ارتباطا وثيقا – وان كان رجال الدين لايوافقون على العلاقة الجدلية بين النص والواقع مستندين الى الوجود الازلى فى اللوح المحفوظ ولكنهم فى النهاية يضعون علم " اسباب النزول " ضمن علوم القرآن – ولذا نرى ان قرآن بدايات الدعوة يختلف عن نهاياتها ، فبدءا من ( انذر عشيرتك الاولين ) وانتهاءا بسورة التوبة " براءة " رحلة امتدت لاكثر من اثنين وعشرون عاما تفاعل فيها النص مع الواقع . وكان الواقع الذى انتج سورة التوبة " وهى من اواخر سور القرأن ) هو الهيمنة النهائية على شبه الجزيرة العربية بعد فتح مكه وتوافد زعماء القبائل للاقرار بهذا الواقع واعلانهم الاسلام ، وان بقت مايطلق علية بـ " جيوب المقاومه " فجاءت سورة التوبة تعبيرا عن الانتصار والتبروء من العهود بين دولة الرسول وتلك القبائل بعد تحديد الموعد الزمنى .... ونقرأ : ( برََاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ * فَسِيحُواْ فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ * وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ *إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُواْ عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّواْ إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ *فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ .)
وبعد نقد العهود ، طبيعى ان يمنعوا من اداء مناسك الحج على عقيدتهم الجاهلية ، وطبيعى نتيجة لهذا ان يتاثر موسم الحج اقتصاديا ، وهذا مانراه فى الجزء الاول من الاية 28 بنفس السورة : ( يا اَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَذَا ..... ) وقبل ان يثار التساؤل عن تعويض عائدات الحج تمضى الآية :( ..... وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) – ومن اين يأتى التعويض ؟ تطالعنا الاية التالية مباشرة :(قاتِلُواْ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلاَ يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلاَ يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ) ومع الآية 123 من نفس السورة يتأكد الامـــــــرالقرآنى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ قَاتِلُواْ الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُواْ فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ )
اذن احتلال الدول المحيطة لم يكن ابدا هدفا لنشر الاسلام ولكنها الجزية وهم صاغرون لتعويض عدم حج المشركين - وليغنيهم الله من فضله - ولهذا لم نقرأ فى التاريخ الاسلامى كله ان قام المسلمين الاوائل بعمليات تبشير واقناع بالدين قبل احتلال الاوطان، بل كانمت الجزية ... ولاشئ غير الجزية ... !!
اما الذين يرددون ( الاسلام او الجزية او الحرب ) فهذا كان لقبائل الجزيرة العربية ، ولكن الامر مختلف مع دول الجوار كما اوضحنا . فلم نقرأ ان عمرو بن العاص عندما جاء لاحتلال مصر احضر معه المصحف ( فلم يكن قد كتب بعد ) او اتى معه باحكام الفقه الاسلامى او احاديث الرسول ( فلم تكن قد ظهرت للوجود بعد ) وكذا فى كل الدول المحيطة ( عهد امان نظير دفع الجزية ) ، حتى ان من يسلم من الموالى - مواطنى الدول المحتله الذين اصبحوا موالى للسادة العرب ...!! - فكان يدفع الجزية ايضا حتى جاء الخليفة عمر بن عبدالعزيز بعدها بسبعين عاما ليلغى الجزية على من اسلم من الموالى ويحمل الفرق على من لم يسلم حتى لاتتأثر جزائن عاصمة الخلافة ، وتطالعنا كتب التناريخ الاسلامى بالقول المعروف : فى عصر عثمان عم الرخاء وبيعت الجارية بوزنها ذهبا ..!! ولم يسأل اى منا نفسة – من اين هذا الذهب فى جزيرة القحط ، وماهى وظيفة هذه الجارية التى تساوى وزنها ذهبا ، وهل كان هذا الرخاء فى كافة الدول المحتله او المفتوحة ام انه كان فى عاصمة الخلافة فقط . ويطالعنا ايضا من يقول : فى عهد عمر بن عبدالعزيز عم الرخاء حتى رعى الذئب مع الشاه ، وكان منادى بيت المال ينادى – الا من محتاج – فلايجد ، وان كانت هذه من شطحات الثقافة الشفاهية ، فان احدنا لم يسأل ايضا – وماذا كانت احوال الدول المحيطة المحتله ..؟؟
اما من يقول ان الجزية كانت بديلا للزكاه ، فهذا قول متهافت فالزكاه كانت لها انصبه معروفة ولم يكن يتم التفتيش على بيوت المسلمين لحصر الذهب والفضة والريالات والدنانير. فقد كانت تدفع اختياريا وبدون ( صاغرون ) . ومن يقول انها كانت بديل الحماية فهو ايضا قول متهافت من محتل جاء بدلا من محتل آخر . ومن يقول انها كانت لعدم الاشتراك فى الحروب ، فلم يسمح لاى من ابناء الدول المحتله بالمشاركة فى جيوس السادة العرب الا اذا كانوا خدما للسادة وللخيول .
ويخبرنا التاريخ الاسلامى بما يسمى بـ" العهدة العمرية " التى كانت بين مسيحى بيت المقدس والشام والخليفة عمر بن الخطاب ويطنطنون بما تحملة من كفالة حرية العقيدة متناسين ان الهدف كان الجزية وليس نشر الاسلام ، ومتناسين ماحملته باقى بنود تلك المعاهدة من شروط لايتفق اى منها الان مع المواثيق الدولية ولامستوى الرقى الحضارى الذى وصل اليه الانسان بداية من منتصف القرن العشرين وحتى الان .
ولنقرأ بعضا من نصوص هذه العهدة ، فبعد التأمين ودفع الجزية تأتى شروط الصغار ( وهم صاغرون) فنقرأ : وأن يوقّروا المسلمين، وأن يقوموا لهم من مجالسهم إذا أرادوا الجلوس، ولا يتشبّهوا بالمسلمين في شيء من لباسهم، ولا يتكنّوا بكناهم، ولا يركبوا سرجاً، ولا يتقلّدوا سيفاً، ولا يبيعوا الخمور، وأن يجُزُّوا مقادم رؤوسهم، وأن يلزموا زيَّهم حيثما كانوا، وأن يشدّوا الزنانير على أوساطهم، ولا يُظهِروا صليباً ولا شيئاً من كتبهم في شيءٍ من طرق المسلمين، ولا يجاوروا المسلمين بموتاهم، ولا يضربوا بالناقوس إلا ضرباً خفيفاً، ولا يرفعوا أصواتهم بالقراءة في كنائسهم في شيء من حضرة المسلمين، ولا يخرجوا شعانين، ولا يرفعوا أصواتهم مع موتاهم،

ــ فهل هذه هى حرية العقيدة ...؟؟؟
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



#هشام_حتاته (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبرالية المتآسلمين - الحلقة الاولى


المزيد.....




- عالم أزهري: الجنة ليست حكرا على ديانة أو طائفة..انشغلوا بأنف ...
- يهود متطرفون من الحريديم يرفضون إنهاء إعفائهم من الخدمة العس ...
- الحشاشين والإخوان.. كيف أصبح القتل عقيدة؟
- -أعلام نازية وخطاب معاد لليهود-.. بايدن يوجه اتهامات خطيرة ل ...
- ما هي أبرز الأحداث التي أدت للتوتر في باحات المسجد الأقصى؟
- توماس فريدمان: نتنياهو أسوأ زعيم في التاريخ اليهودي
- مسلسل الست وهيبة.. ضجة في العراق ومطالب بوقفه بسبب-الإساءة ل ...
- إذا كان لطف الله يشمل جميع مخلوقاته.. فأين اللطف بأهل غزة؟ ش ...
- -بيحاولوا يزنقوك بأسئلة جانبية-.. باسم يوسف يتحدث عن تفاصيل ...
- عضو بمجلس الفتوى ببريطانيا يدعو مسلمي الغرب للتمسك بدينهم وب ...


المزيد.....

- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود
- فصول من فصلات التاريخ : الدول العلمانية والدين والإرهاب. / يوسف هشام محمد
- التجليات الأخلاقية في الفلسفة الكانطية: الواجب بوصفه قانونا ... / علي أسعد وطفة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هشام حتاته - ليبرالية المتأسلمين - الحلقة الثانية