أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوجمع خرج - الصحراء الغربية ! هل في التسمية شعور باطني بالهزيمة ؟















المزيد.....

الصحراء الغربية ! هل في التسمية شعور باطني بالهزيمة ؟


بوجمع خرج

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 13 - 17:25
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


الواقعة:
كم وقتا ضاع من التعبئات العاطفية وكم كلاما متصنعا كان يتدفق من أفواه تتعلم الكلام في المغاربة من مسيؤولين يتعلمون الحلاقة بدون ماء في رؤوس اليتامى المغاربة مؤسساتيا الذين رغم أن الملك محمد السادس وضع فوق رؤوسهم تاج المملكة كتعبير عن تقديره لهم بقوا مبعدين عن حقوقيتهم في مؤسساتهم مواطناتيا. واليوم يأتي السيد الهمة (صديق الملك) المؤسس لحزب الأصالة والمعاصرة ومعه السيد بيد الله أمينه العام وبعض المنظرين للحزب ليعرضوا فكرتهم التي ستجعل المملكة المغربية تتقدم دبلوماسيا وسياسيا حسب زعمهم في سياق الجهوية الموسعة التي يراد فيها أن تكون الصحراء نموذجا يحتدا به على الصعيد المغاربي والإفريقي كما تمنا ذلك العاهل المغربي . فأما عن هذه الخطة الذكية باعتبار علمية السيد بيد الله والمرصعة ببريستيجية مقام السيد الهمة فهي تتلخص في العثور أخيرا وبعد 35 سنة من المسيرة الخضراء على التسمية الحل المعجزة :"جهة الصحراء الغربية" ! وربما كان الأمر يتطلب شجاعة لم تذكر كما هي شجاعة اقتراح الحكم الذاتي للتوصل إلى هذه المعجزة الدبلوماسية الإسمية التي ستسحب البساط من تحت جبهة البوليزاريو حسب اعتقادهم ذلك أنها كانت تؤدي إلى السجن والغرامات المالية بالنسبة للصحافة.
واقعية جديدة أم واقعية قديمة تتجدد؟
قد يحتمل أن هذا القرار تم باستشارة قواعد الحزب ولكن أعتقد أن هذه الاندفاعية لها عواقب وخيمة على المستوى التكتيكي والاستراتيجي ذلك أن الصحراء الغربية ليست تعبيرا سياسيا لأن الصحراء الكبرى لها شرق و غرب ومنه يمكن القول على أن الخلفية التي تحكمت في هذه المبادرة تعود أساسا لمشكلة المنطقة التمفصلية والمعروفة ببطحة وادنون وهي معقل أحد أهم القبائل التي لها شأن كبير في الصحراء. وعن هذه أكيد أنه في محاولة ضبطها بعزلها عن الصحراء الغربية ما يعني العقدة التي أدت إلى هذه المبادرة الاندفاعية وفي المذكرة تعبير للسيد خليهنا ولد الرشيد رئيس المجلس الملكي للشؤون الصحراوية جاء فيه عن وادنون " أنه سابق لأوانيه" في سياق القضية الصحراوية حينها تمت محاورته في برنامج حوار للقناة الأولى المغربية.
دون شك أن هذه الحجرة الصغيرة في الحداء الدبلوماسي المغربي والتي هي عبارة عن تكتل لقبائل "تكنة" القوية كانت مؤلمة حينما أسماء كبيرة من المتعاطفين مع الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء وواد الذهب (حتى نسمي الأشياء بمسمياتها) برزت على الساحة الدولية كالسيد التامك علي سالم والسيدة امينتو حيضر والآنسة موتيق خديجة والصباري ...وكلهم من مجال القبائل التكنية... لذلك كان لزاما إزالتها حتى يطمأن عليها كمنطقة مكتسبة منذ الخمسينيات من القرن العشرين وهي مدونة لدى الأمم المتحدة في الخريطة المغربية علما أن هذه المنطقة بدورها مفتوحة على نقاش تاريخي ودبلوماسي لا ينقص ألغاما علاقة بالصحراء الغربية كمجال تبلورت فيه الهوية والثقافة الحسانية التي طبعا هي مرجعية وادنون كشمال الصحراء تماشيا مع الحدث الإسمي.
ولعل أهم ما يمكن ملاحظته في هذا الحدث هو أن في الأمر شعور دفين بالفشل في فرض تسمية الصحراء المغربية عبر الإعلام والبرامج الأخرى... علما أن هذه كانت سببت السجون لعدد من الأقلام و المفكرين الذين قد يليق بهم أن يطالبوا غدا بالإنصاف. ولعل الدراما الكبرى التي ستنتهي بهذه المبادرة في الإغماء الأكبر هي تلك الشبيهة بقصة الفراشة التي تحاول الاقتراب مساء الليالي الباردة من دفء الشمعة لتقع في مستنقع دموعها... وقد تكون هي الحكاية ذاتها التي ستنتهي بهم جميعهم في مستنقع دموع الصحراويين المشردين بداخلها وخارجها بل هي ذاتها التي ستنتهي دبلوماسيا في رمال الصحراء المغرقة Sable mouvant
وعلاقة بهذا يمكن النظر إلى الحدث من حيث السيكو- سياسي - دبلوماسي للوقوف عند شعور آخر مكتوم بالهزيمة كتلك التي تلحق المتباري قبل المبارة بحيث كلما تلقى لكمة إلا وزاد انفعالا واندفاعية كما يقع في بطولات الفنون المارسية الكبرى التي تتطلب استراتيجيات الدفاع أكثر من الهجوم ذلك أن "الصحراويين" في البعد السياسي للمصطلح هم في موقع دفاع عن حقهم في تقرير المصير من داخل الحقوقية الأممية. وعن هذه أتذكر الحسن الثاني رحم الله الذي كان قال مرة لجبهة البوليزاريو "طالما أنا في الحياة فالصحراء ستبقى مغربية ذلك أني سأتمسك بحقي السياسي شرعا."
واليوم يندفع صديق الملك ورفيقه تحت تأثير نفسي حزبي علاقة بما زعموا أنهم آتون به من مبادرات كالفراشة التي لم تستطع مقاومة الليالي الباردة لتجد نفسها مطالبة بالدوران دون توقف حول الشمعة لتنتهي حياتها احتراقا. ونحن في ذكرنا للحسن الثاني فلا بأس أن أذكر على أنه هو الذي كان يتبنى " الأصالة والمعاصرة " كتفكير مبدئي في الهوية وليس سياسي لذلك اعتقد أنها في استنساخها من طرف حزب قد تفقد الكثير من قيمة الشخصية المغربية التي تجسدت في الماضي حضارة وفي عهده فنية سياسية. وفي سياق الاندفاعية الجهوية لا بأس إذن أن ننتظر الجهة النوميدية والطنجيتانية ليتفكك المغرب إلى أصله الفسيفسائي في عودة التاريخ لنفسه وطبعا سيكون لهذه وقع كبير في وجدان الشعوب الأصلية فمن حيث العودة للأصل أصل بقوة الديمقراطية والحقوقية والتحررية لكن أليس في الأمر مجازفة من طرف هؤلاء إذا لم يعدوا بديلا حضاريا ملائما لهذا التفكك كي يرقى إلى مستوى التراكيب التي تعرفها المملكات الديمقراطية؟
وعلى ذكر السيكو – سياسي –دبلوماسي فيمكن ملاحظة الحدث الإسماوي كارتجالية الذي شعر على انه يفقد بريقه بعد ما زالت أضواء الاحتفالية التأسيسية كما هي الحالة لعدد من الحركات ومن الأحزاب خاصة وأن أحزابا بالمملكة كحزب العدالة والتنمية الذي يحدث لا توازنا تمدنيا لقادة حزب الأصالة والمعاصرة بقيت تنتظر العصا السحرية التي لوح بها السيد فؤاد الهمة ومعه السيد بيد الله في ما قالوا أنهم سيغيرون به في المشهد الحزبي و.... الخ علما أن المتتبعين اعتقدوا أن الحزب سيغير من سبعين في المائة التي انقطعت عن العبثية الانتخابية ولكن حسب المتتبعين إن هذا الحزب لم يزدها سوى بلة الميوعة في ما لوحظ من تهافت و من تراجع ومن لغة لها ما لها لحظة إجراء الانتخابات الجماعية والبرلمانية.
ومن هذا المنطلق إذا الواقعية الجديدة التي تبدو كأنها من مرجعيات تأسيس الحزب كما هي في الحياة اليومية وفق المرجعية الايطالية الأدبية والسينمائية بالخصوص وقد عكسها السيد بيد الله في خطاباته البسيطة والمباشرة والتي أشاد بها السيد فؤاد الهمة فإن منهجيتها كانت تتطلب من القادة أن يعتمدوا الفاعلين الميدانيين البسطاء الذين حوصروا طيلة سنوات الرصاص والذين هم اليوم مبعدون ومغيبون في الحكامات القائمة والذين لا يمكنهم إطلاقا ولوج البرلمان في ضل التشريع المعمول به في المواثيق الجماعاتية ... علما أنه مشهود لهم ميدانيا من طرف الفاعلين المجتمعيين وليس المستفيدون من الوضعية البصراوية الأزمة الموؤوثة بالمملك (نسبة إلى وزير الداخلية الراحل) ومن أوضاع الحرب بالصحراء. بمعنى أن تسمية جهة الصحراء ليست سوى استنساخا دبلوماسيا أجوفا كما هي تسمية الأصالة والمعاصرة حزبيا وحيث أنه لم يأتي بشيء تشيد به الأحزاب أو النقابات أو الهيئات العمومية أو المقاولات أو المجتمع المدني عموما.... فحتما ستتلاشى كما هي الدونكيشوتية التي طبعت الحزب في زعمه حل مشاكل الشباب والمشهد الحزبي ....فقط أن هذه كمقاربة جهوية و كدبلوماسية مغربية ستعرف انسيابا اندحاريا في مجال الصحراويين الذين ارتبط اسمهم "الصحراويين" ببعده وحمولته السياسية بالصحراء الغربية وليس غيرهم ومنه فإن هذه الواقعية الجديدة ليست سوى تفكيرا زخرفيا في متحف التفكير الدبلوماسي المغربي.
الواقعية الواقعية
وبما أن العالم اليوم يعيش تحت ذاكرة 11 شتنبر أتساءل إذا ما هؤلاء الفتية الذين حملتهم حماسة السبق في الاستجابة للخطاب الملكي هل هم في طائرة بوينغ والتي هي –استعارة- تمتعهم ببريستيجة لا يتمتع بها غيرهم تحملهم في خمرة حماسة متطرفة حزبيا ليسجلوا بها في الوعي المغاربي بداية النهاية في تحطيمهم لشخصية وشخصانية المملكة المغربية دون تحكم في مسارها (بوينغ في الاستعارة) كما وقع للذين ضربت (برفع الضاد) بهم الأبراج الأمريكية حسب الخبراء في الانفجارات والمتخصصين في أسرار الأحداث كالسيد ثيري مايسن الفرنسي.
الشيء ألأكيد هو أن في الأمر انتصار تاريخي معنوي للصحراء الغربية ومن ثم كل ما يلتصق بها من مصطلحات سياسية ك " الصحراوي" وكل ما تتضمنه الأمم المتحدة في شأنها منذ الستينيات ومنه فإن السيد الهمة صديق الملك ورفيقه السيد بيد الله ومن معهم سيعظون على أصابعهم حتى تقطيعها أو سيجرحون أصابعهم حينما يتقدم أمامهم "الصحراوي" مبهرا إياهم بجمالية الصبر الدبلوماسي في قصة يوسف وزوليخا.
*بوجمع خرج/ "صحراوي" وحدوي تحرري



#بوجمع_خرج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى المجلس الأعلى للتعليم بالمغرب : وكأن الملك يخاطب الصم عق ...
- التعليم: قافلة اللغات إهانة للعقل العربي والمغربي- الحلقة1-
- السيد وزير التعليم: إنكم تكرسون أزمة العقل المغربي
- مراكز تكوين المعلمين:هل أزمة الذكاء أم العقل المغربي؟ الحلقة ...
- مراكز تكوين المعلمين:هل أزمة الذكاء أم العقل المغربي؟
- لجنة القدس: أي دبلوماسية مع دينصورية التفكير الامبريالي
- إلى جلالة الملك محمد السادس: رفض من صديق لوالدكم في إعداد سل ...
- نيل دبلوم مراكز التكوين ببيداغوجيا الاستغباء
- لو يسمح لي الملك محمد السادس بأن أتحدى صديقه ومن معه عبر الق ...
- استقالة الجنرال ... أم استغبائنا: وتبقى الكرامة صراع بين الش ...
- من صحراء مسيجة إلى غزة محاصرة : الحلقة 3 من شعبية اوباما ومي ...
- من صحراء مسيجة إلى غزة محاصرة - الحلقة 2 : انتفاضة ضد حكم ذا ...
- استقالة الجنرال ماك كريستال أم استغبائنا في -الولادة الأليمة ...
- من الصحراء المسيجة إلى غزة المحاصرة:الحلقة 1: لكل اعتقاده وإ ...
- تداعيات غزة السيكولوجية: الرباعي يغير على إسرائيل
- التعليم بالمغرب: فندقة المدرسة وتماوت قيم الدولة
- شفاء الإسرائيليين ومن يشبههم مؤسساتية هو الانتحار أو ...
- تأملات صحراوي في الوضع الكيرغيس- (تاني)
- عن الصحراء: على الملك محمد السادس أن يقرر
- بين ياسر عرفات و أبو مازن: مسافات في مفهوم سلام الشجعان


المزيد.....




- قطة مفقودة منذ أكثر من شهر خلال نقلها إلى ألمانيا.. لم يعرف ...
- وزير خارجية تركيا يتحدث عن زيارة مرتقبة للسيسي إلى أنقرة.. و ...
- -نيويورك تايمز-: سلاح إسرائيلي ألحق أضرارا بالدفاعات الجوية ...
- أوكرانيا قد تتعرض للهزيمة في عام 2024. كيف قد يبدو ذلك؟
- أخذت 2500 دولار من رجل مقابل ساعة جنس مع طفلتها البالغة 5 سن ...
- جناح إسرائيل مغلق.. تداعيات حرب غزة تصل إلى معرض -بينالي الب ...
- عبد اللهيان: ما حدث الليلة الماضية لم يكن هجوما.. ونحن لن نر ...
- عباس: سنعيد النظر في العلاقات الثنائية مع الولايات المتحدة
- الجيش الروسي يسقط ثلاث طائرات بدون طيار أوكرانية فوق مقاطعة ...
- المكتب الإعلامي في غزة: منع إدخال غاز الطهي والوقود إلى القط ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - بوجمع خرج - الصحراء الغربية ! هل في التسمية شعور باطني بالهزيمة ؟