أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - أبو طابوق وأم سيراميك العراقية















المزيد.....

أبو طابوق وأم سيراميك العراقية


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 20:40
المحور: الادب والفن
    


اسمع اسمع, يقال ان الدبابات الأميركية سببت بتحريكها التربة الصحراوية العراقية تغيرا مناخيا جعل من التربة التي لم يمر عليها أحد منذ الأحتلال البريطاني للعراق, لحظة لا تطفأ الراديو لنكمل سماع الخبر, تربة سهلة الحمل من قبل الرياح التي تمر عليها , ويقال ان هذا هو سبب الغبار الذي يتراكم على كل شيء عراقي منذ دخول هذه القوات الأحترارية يعني احتلالية وتحريرية حتى لا يزعل القارىء, من فضلك , اجعل المذيع يلعلع وهو يكمل الخبر فلا اكاد اسمع بوضوح.., ويقال ايضا ان هذا هو سبب العواصف الرملية التي نالت من صفاء السماء العراقية بحيث اعتبر البعض هذه الظاهرة لم تكن موجودة قبل الأحترار الأمريكي, لحظة اطفأ الراديو.. لنفكر في هذا الخبر قليلا.. مممممممم , لكن يا حضرة المذيع السؤال هل كانت موجودة بعد الأحترار البريطاني؟!, بما ان السبب واحد , وهو تقليب التربة الصحراوية العراقية ... لو سمحت أكسر الراديو !.

لا داعي لأقحم نفسي في اجابة سؤال سياسي اكثر منه جيولوجيا , الأمر الذي يهمني عرضه هنا هو الكم الهائل من الغبار والأتربة التي نستنشقها , بسبب او بآخر, فالنتيجة واحدة هذا الحال ماذا سينتج منه لو تركنا للخيال العنان , ربما يوما ما سيتحول الغائط الى طابوق , ويكون كل عراقي معملا للطابوق الذي نحتاجه للبناء,وبالطبع سينال من الشهرة من يصنع اكثر عدد من الطابوق يوميا , بل والبلوك, وستتكون اسماء الشهرة لهؤلاء.. اهلا ابو طابوق.. مرحبا ابو بلوك , هلو ام سيراميك, بما انه النساء رقيقة فتنتج ما هو ارق من الطابوق بالتأكيد, سيراميك ومرمر وفرفوري, غريبة هذه التسمية فرفوري..والأغرب اني توقفت عندها وخطر في بالي سنفوري, المهم هذه فرصة للمشاكرة الجماعية بأعمار العراق , لأنه على غير العادة ان يستنشق انسان هذا الحجم الترابي ولا تظهر عليه علامات المرض او على الأقل يتم تسجيله كأحد اهم المواقع الأثارية , بالتالي فالمسألة بيها صالح اخواني !, ولو التقيت صالحا هذا يوما ما لعرف كم هو محبوب عند العراقيين , لأنه يحشر نفسه في كل مصيبة , انا اؤكد ان تحول البراز الى طابوق مستقبلا ليس فيه الا طالح, فعملية البواسير اكيد فيها طالح ابن طالح , طبعا اذا السبب بلوك !, وياليتك ترة تجمع الغبار على هذه الورقة التي لم يمضي على شروعي بالكتابة فيها سوى دقيقة , فلو كانت تكفي لتطمر ورقة فكم عراقيا يدفن التراب يوميا !.

شوف..صندوق خشبي ذو شاشة زجاجية شاهدته لما كنت صغيرا اتعجب لما يجري حولي, ولم ازل متعجب , حسبته فيلما يعرض على الرصيف من خلال هذا التلفاز المسند على طاولة خشبية عتيقة, صدقا حسبته فيلما كارتونيا او نشرة اخبار او مسلسل, او برنامج يشرح لنا كيف نعد سندويج الفلافل , اللفة يعني بالعراقي, لفة فلافل لفة مزبن لفة جكاير, يووو كثير من اللفات موجودة وتستخدم ذات الكلمة اللفة, ولكنها هنا تعني السندويج , بالنظر الى تعقيد كلمة سندويج افضل قول اللفة, أي نعم قول لأني اتكلم وانا اكتب وستموت على نفسك من الضحك لو سمعتني, الله يبعدك!, وقتها لم يكن طولي يسمح بأن ارى هذا الأنسان الواقف خلف الصندوق الذي يظهر تلك اليدين وهي تصنع اللفة, واذا بي انظر خلف الصندوق من باب الفضول وشباك طلب المعرفة فوجدت شيخا عراقيا يضع لفات الفلافل ويحاول ان يقلص من طابور التلاميذ الممتد والمضمون المدد الخارج من باب المدرسة, وذلك بعد كل يوم نقضيه نسمع المواعظ والحكم والنصائح الصحية وعن النظافة وعدم شراء الأكل من الباعة المتجولين ولا ارى سببا لتجوالهم والزبائن مكانهم على الأغلب ثابت , وهو ابواب المدارس الأبتدائية والأعدادية والدوائر الحكومية,وينك ادونيس كان بطلت تنشر الثابت والمتحول !, وقد يكون هنالك صندوق خشبي مثل هذا بالضبط في باب رئاسة الجمهورية لكن طبعا ذاك سيبيع اكثر من الفلافل لعله سيبيع على اقل تقدير سندويج بعران وهي جمع بعير فلا يوجد مسئول حكم العراق واعترف بوجود الفلافل الا في حالة استخدمها للمازة وهذه لم اشهدها فلا استطيع الجزم حتى لا انضرب بالحزم جمع حزام!.

شوف زين..يقف معلم مدرستي في اخر الطابور , ليستلم لفة فلافل اسوة بباقي التلاميذ, ذات المعلم الذي يقول لا تشتروا من الباعة المتجولين خوفا عليكم من الأمراض, عادي.. ما يدهشني كيف تحول تلفزيون روسي الصنع الى كافتيريا , فعدت لبيتي وفتحت التلفاز.. تلفاز؟.. احد الكلمات العربية التي نعرب بها كل ما حولنا لسد النقص الحضاري الذي يعترينا , والا تخيل معي هذه الجملة بعد تعريبها , فتحت التلفاز وشاهدت برنامجا عن كيفية استخدام شبكة المعلومات الدولية وكان مقدم البرنامج يشرح اجزاء الحاسووب الآلي والذي يتكون من القرص المحلي والذاكرة المؤقتة وكلمة ابدأ والأمر سين وصاد وعااااا... تخيل لو ان هنالك برنامجا يعتمد التعريب لتعليمك كيفية استخدام الموبايل !, خلص يعني كل شيء يأتينا من الغرب ليس علينا الا ان نصبغه بلوننا فصار ملكننا بل واكثر من ذلك فقد تفوقنا عليهم بهذه الحركة اللطيفة الذكية وبدون أي داعي لنصنع تلفاز وموبايل وحاسوب وبدون ان نخشى ان ينقلب المطر الى حالوب ونحن بلا شمسية , عفوا مظلة !... بس المظلة تحمي من الشمس مو من المطر, اها مطرية, مطرية تعني تمطرك اكثر مو تحميك من المطر, اها .. وين ابو العربي !.

أي..كم حاولت امريكا ان تفرغ محتوى روسيا في الحرب الباردة يا ليتها شاهدت تجربتنا مع التلفزيون الروسي ,يا ليتهم سألونا , او يمكن لهذا السبب احتلونا , اهاااا حتى يتعلموا منا طبعا!, وينك ابو عروبة تعال شوف ..,الجميل انني لما اصعد فوق السطح طلبا للهواء الذي لم تجد به علي الكهرباء التي ادفع ثمنها شهريا بانتظام. مع اني معنديش تلفون !, ولأن وسائل التهوية تبكي امامي العدم الذي احيلت اليه وزالت اسباب وجودها فما عدت احتمل ان ارى المبردة والمروحة وحتى السبلت الذي هلل كل عراقيي حظي به بعد 2003 , اكيد لما اصعد اتذكر النعمة التي انا بها, ارتاح , فيالحكمتك يا موظف الكهرباء حفظكم الله ورعاكم ذخرا ذخيرا للبلاد والعباد والأمة العربية والحرامية , لأنك علمتنا البساطة وان الأنسان سيقابل ربه كما خلقه, فما الضير من بعض التعري فوق السطح طلبا للبساطة , وان وسائل الراحة زائلة وان الحياة سراب فلا خير ان نهتم لتفاصيلها والخراب فشكرا ايها الغراب ابن الغراب .

هنا حملت معي قنينة الماء شبه البارد فمن اين تأتي البرودة بالله عليكم , والثلاجة اشبه بخزانة الملابس منها الى الثلاجة .. فهي تعمل للحظات يوميا فقط لتثبت لي انها ثلاجة ولكي لا ارميها في ساحة للخراب قرب بيتي تجد فيها انواع الثلاجات ومبردات الماء والهواء عطلت وانتحرت فثار اصحابها عليها , وهذا افضل من ان يخرجوا بمظاهرة ثوار الكهرباء التي لا يحمد عقباها بالتأكيد, فمن منا يرغب بأن يوصف بأنه شهيد الكهرباء, واخر شهيد الماء, والثاني شهيد الموبايل . وهلم جره, لما لا تجره ؟!... اها هذه هلم جره تعني الخ الخ الخخخخ... و اخ اللهم اطل في عمر موظف الكهرباء .. وزد عليه امبيراته وفولتيته ومد اسلاكه في الأرض .. مدااا مديدا .

الآن..ارش قليلا من الماء على وجهي واحرك المهفة طمعا ويالي من طماااع .. بقليل من الهواء شبه البارد لكي انام , ولما ينتهي الماء ومن قبله شبه البرودة فيه, اظل انبش عن سبب اخر قد يخفف من الحرارة والرطوبة المحيطة بسريري فوق السطح .. فأرى شورت السباحة .. الشيء الوحيد الذي يمكن لي ان احتمله وانا فوق السطح.. فينزلق مني كما لو كان جسمي دهن بالزيت استعدادا للمساج.. الا ان الأستعداد هنا للجلد, بعد خلع الشورت ومواجهتي لرجولتي , ها .. اي رجولة شبيك!, ادخن سيكاري التي امسكها باليد اليمني, والمهفة باليد اليسرى , فيحدث المكس العجيب الغريب السحري الأسطوري.. لقد جاء النعاس اخيرا .. هيا للنوم , استثمر نسمة هواء جاءت متحدية علو سياج السطح , هي من حظي ونصيبي.. هي قدري, ملاكي المنقذ من ليلة غبراء, جاءت النسمة ولفتني بشبه البرد , ها هي لحظة قدوم النسمة اليك ايا الحران المتجمر فوق السطح, انفث دخان سيكارك متخيلا انه كوكايين وليس نيكوتين , حرك مهفتك اكثر فأكثر لأقتناص النسمة المعجزة, رش باقي قنينة الماء عليك, تعبت يداك اترك المهفة ارضا , واقذف السيكار من فمك في الهواء انتصارا , خذ نفسا عميقا جدا على طريقة اليوغا , افتح رجليك ويديك وتنعم بخروج الدخان من صدرك كما الثلج يرمى في المقلاة , تصلبت يدي من كثرة الترويح بالمهفة , ولسعتني جمرات السكارة المقذوفة في الهواء, ولم تنفعني النسمة وعيناي مفتوحتين بمواجهة النجوم والقمر الضاحك على المشهد.. كل ما حصدته اني نمت من التعب , عاري الجسد خاوي الفكر, منهك الأحساس, اغمضت عيناي مكتفيا برومانسية عراقية جهنمية .. نمت . .. او مت !.

ما يعزيني انني اشارك بنومي السعيد هذا كل مسئول عراقي منذ نشأة الدولة العراقية في قبل سبعة الاف سنة ضوئية !! ,ما به النوم في السطح , رائع وجميل, ويقربنا من ذواتنا ويعرينا امام القمر الرومانسي, تجربة كلها فخر ومجد وعظمة وهواية ومبادىء , وكلها بالكونية ! , وتذكر بعض المصادر ان هنالك امبراطورا عراقيا كان يلبس خوذة في رأسه وعليها قرنين , وانه فكر ان يفرض على شعبه ان يرتدوا قرنين مثله,ابو طابوق وام سيراميك هواية أرحم, دخيلك ربي !.



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهفة فخر الصناعة العراقية
- العشق الضروكي في العراق
- بالنسبة لهذا الصباح العراقي
- صباح الذبان يا عراق
- حول الأجناس الأدبية
- جماليات الفضاء في فن العمارة البغدادية
- بين الجليل والجميل في الفن
- قراءة درامية للنظريات الماركسية
- قراءة درامية من قبل التوسير للماركسية
- الجمال عند شارل لالو
- المسرح في اليابان
- التكامل التقني في العرض المسرحي
- التجريب في سينوغرافيا العرض المسرحي
- حول المسرح الطبيعي
- المخرج المسرحي الفرنسي أنتونان آرتو
- بسكاتور والمسرح السياسي
- مدخل للفرق بين العلم والفلسفة
- الجمال في فلسفة ابن عربي
- الأداء التمثيلي المسرحي عبر العصور
- التمرد في دراما الفن المسرحي


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - أبو طابوق وأم سيراميك العراقية