أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السلطاني - تأويل ما سأرى














المزيد.....

تأويل ما سأرى


حسين السلطاني

الحوار المتمدن-العدد: 3123 - 2010 / 9 / 12 - 19:58
المحور: الادب والفن
    



في السرابِ سأرى سربَ زرافاتٍ
يحملنَّ خيالَ الماءِ في كيسٍ من العطشِ
قلتُ:- ما تأويلُ ما سأرى ؟
قال:- هو ذا البابُ .. أعبرْ

قلتُ:- لن ....
تركتُ القرنفلَ يكتبُ في المرايا وصاياه
تركتُ فراشتين تتنازعان قرب المعصية
ونومي يسلخُ عنزةَ الحلمِ ... أتشمُ زفرَها ؟!
قال :- البابُ أكثرُ زرقةً من سواد الغموض
لاتؤجلْ طفلَ الوهم في جيوبِ التبرِ
يأتيك من خاتمِ الحكيم شعاعٌ
والأفقُ ثقبُ إبرة
لاتكن عقدة الخيط كيما لاتغص الطبيعة
طأطىء سؤالَك أكثر وأدخل حلق الغياب
قلت :- أين قبعتي وإلا أكل اليمام رأسي
وعافتني حواري الأرض في هجير المسلات
عبر الأولون قبلي ، ذابوا كطفل الملح في مطر الرعاة
غابوا في شرايين الخديعة
قلت لن حتى تعبر النايات والكمنجات السومرية
أنا الطفلُ ، أهزُ كسلَ الطيور
لأصنعَ قوةً تكفي لجعل الأرنب علامة المصير
قلت لن ، وظلتْ الوردة تكبرني بتاج وسويق
فهل يصغرني الماء بأفعى وغواية ! .. قلْ
قال :- يوم ترك الأبُ حديقته
جرحَ التينُ خاصرة الجنود
صار الحلم رملاً والأرض صحراء
نمتْ رمانةُ الأنثى في قدور البصل
فتك الغرابُ بالقطن
وصار الموتُ زكام الطبيعة
أين كنتَ في الزمن القديم ؟
يوم وضعت الكتابة توأمها في أسرة الطين
يوم توضأت الأخطاء بدم الأصنام
ففر الدم من سيفك الوثني
يوم أدرك النعاس جدتك
فكان الأمير مقمطاً يرضع ثدي الحكاية
أين كنتَ يوم غمر الطوفان جلد الأم
فحطت على حلمتيها الغيوم !
يوم أفترش الرجال نساء السبي
فوق أفرشة الوحل الوثيرة
أين كنتَ ! يوم أتى الحينُ على الإنسان
فتذكر أبويه
وأسرف في حصاد النرجس وزهرات الأنوثة
قلتُ :- عن سبأ بحثتُ ، وجدتُ الخاتم الماسي ،
غير إني لم أجدْ بلقيس
أعارتني الكتبُ القديمةُ ساقها
فكَشَفَّتْ الحرب عن ساقي
وعن نومٍ رأيتُ فيه سبعاً من الضباء
يعصرّن كروم نعاسي
ألأن الجسد النسوي يشرد بعصيره وزهرات الشراشف ؟!
يعبر لموته الصخري في الثعلب القاحل
وكل هزةٍ في جسدي تشق ذراع النهار
تراقص العازف المجنون إذْ ينذر للموت عناقيد البقاء
أنا آخر الأطفال في سلال السنن
صدّقتُ الخيول تطلع من شفاه الماء
ولم أصدق ما قاله الأحياء عن نجمة الموتى
لمن تسطع في الغياب !
وهذا الحضور مكفنٌ بفانوس وفراشة
أضيئوا الضوء، نمل الشك يزحف
وبصري اليوم شجرة محروقة في غابة الرؤيا
وسؤالي دمٌ يسري في عدم الذبيحة
قال :- براق يظهر لعينيك ويختفي
نجمةٌ تشق قميصها لتريك
جرح الضوء في ركبة الأمل العارية
مطرٌ بلل جثة الريح ، وخيال الطفل ينشد قبرها
فالموت يأتيك بعد الأرق الزنجي
وفي نومك المظلم
يقطف من روحك مثنى من السنبلات
يأكلهن هلال العيد
وأنت تذهب بعيدا في نحاس القبر
لا الأرض ترثيك ، ولا الأشجار تعطيك غصنها
تهر عليك قطط الحلم الأليف
وتنساك عصافير المقاهي في آراجيح الأسف
أمضِ.. فالأمام كتابٌ أمرضته نساء الماء
فأنت مبلولٌ كلما أضاع التراب أضراسك
أو تهتَ في التشظي ولاكك الكلام
نخيلٌ يشرق... لا اليمام عاقر
ولا الخيول التي شردت من شبابيك الخطيئة
فالأناشيد غزال يتيه في النوم
أنفخ في رمادها تأتك طيور الغيب سعيا
تبصرْ.. أترى الأشجار تراقص النار في معطف اللهب !
اليوم تعبر خوفك المجنون وتتيه في صحارى المرايا
قلتٌ :- صامتا سأبقى
أزن المسافة بالخطى
أرد للربيع قنادسه
أخرج من سلام الأرض الى قلق الغد الطريد
أكلم الأسرة عن حلم الخائفين من التجوال
في صفرة الذهب
وعن الذين كلما أهترأت أحلامهم
بدلوها بروايةٍ من العهد القديم
تراثٌ يدحرجه القرد
يتيه في السِفر الطويل
أهي غلمة أصابعي الباحثات في السدى
عن وهلة العابرين في القلق السحيق ؟!
فنم معصوب الخيال ترى
أمثلة المخلوق عالية لارجع عنها
ولا أنت إن آمنت بناظر سواها
مدٌ من الإنوجاد يمتد
حدق.. وقل أنا آخر الرائين



#حسين_السلطاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصيدة النثر .. التحامل عليها ، لماذا ؟
- نحو قراءة وسطية لظاهرة الحجاب
- كاف ياوثري ج3
- كاف ياوثري.. نص البديعة .. ج2
- كاف.. يا وثري ... نص البديعة
- أمشي مع النفري
- كلمات ساتركها على الارض
- جدل
- حمل في مرايا الذئاب
- وصية ماركيز الأخيرة
- كلمات سأتركها على الارض
- إبعدوا الصخرة عن سيزيف
- ياقوت الحيلة
- أمرأة الدهليز


المزيد.....




- بايدن: العالم سيفقد قائده إذا غادرت الولايات المتحدة المسرح ...
- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين السلطاني - تأويل ما سأرى