أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - أهالي الناصرية يصومون في العيد!















المزيد.....

أهالي الناصرية يصومون في العيد!


طارق حربي

الحوار المتمدن-العدد: 3122 - 2010 / 9 / 11 - 21:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كلمات
-329-
طارق حربي
أهالي الناصرية يصومون في العيد!
وقف عدد من المواطنين يوم أمس الجمعة في حي الرافدين بالناصرية، يستهلّون أي يرون هلال العيد، بعد ثلاثين يوما من الصيام المضني في شهر رمضان، في ظل تذبذب التيار الكهربائي وارتفاع أسعار المواد الغذائية، وفيما رآى البعض منهم الهلال رغم وجود الأتربة والدخان الذي يجلل الأفق ويحجب الرؤية، وقالوا إن هلال غرة شوال لايمكن أن يكون لليلة واحدة!، اعتقد البعض الآخر لاسيما كبار السن، أنهم صاموا أول أيام شوال يعني أول أيام العيد!
المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها، بما فيهم الايرانيون أعلنوا أن يوم الخميس متمم لشهر رمضان وعيدوا الجمعة، و(السنة!!) في العراق عيدوا في يوم الجمعة أيضا، حسب بيان "الهيئة العليا لديوان الوقف السني" ومرجعيتان في العراق (التيار واليعقوبي) أصدرتا بيانا أوضحتا فيه بأن يوم الجمعة يكون أول أيام العيد، لكن مرجعية السيستاني التي أعلنت أن الجمعة متمم لشهر رمضان، وبذلك يكون يوم السبت هو أول أيام العيد!
كان العراقيون قبل 2003 عيدهم عيدان : عيد الحكومة (الأقلية السنية) وعيد الشيعة (الأغلبية المحكومة)!، تعيد الحكومة قبل يوم واحد ويأتي الشيعة بالمرتبة الثانية!، بعد فتوى تأتي من النجف ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، ويبدو أن الصراع مايزال قائما هذه المرة لا مع الحكومة للأسباب المعروفة، لكن بين المرجعيات نفسها للهيمنة على قرار السلطة الدينية، ولذلك أسبابه التأريخية والراهنة بينها من هو الأكثر أعلمية والأقدمية وحائز على أكثر المقلدين والحساب المفتوح وغيرها!، وهكذا بدا أن الخلاف والاختلاف مايزال ساري المفعول حتى مابعد التغيير!
وكما في كل عيد قسمت المرجعيات الثلاث المجتمع العراقي الذي يقلدها، إلى رأيين مختلفين في قضية واحدة، فيما الجميع يقيم في بلد واحد إن لم يكونوا في مدينة واحدة وهي النجف، ويبدو أن طابع الانقسام الذي درجت عليه المرجعيات طوال عهدها، وصراعها مع الحكومات المركزية، صعود حظوظها أو انخفاضها حسب سياسة الحكومات ومطاليبها، في سماع صوت المرجعية أو قمعها، أخذ مشورتها في القضايا الملحة، والاعتماد أحيانا على فتاويها مقابل إعطاء قدر من التسامح في ممارسة طقوس الشيعة، لاسيما في شهر عاشوراء!، طابع الانقسام مايزال هو هو، رغم أن كل ذلك انتهى بعد 2003 وأصبحت الحكومة شيعية إلى درجة اتهامها بتنفيذ أجندات طائفية، بمعنى انتفاء أسباب الخلاف مع المركز، وحل محله الصراع بين المرجعيات نفسها، ليلقي بظلاله على الشعب العراقي الذي يقلدها ويتبع تعاليمها وفتاواها!
عيد قسم العراقيين بدل أن يجمعهم!
الانقسام حالة قائمة يصعب فصلها عن بنية المجتمع العراقي، أو عن الطبقة السياسية وخطابها وأنساق تفكيرها، فأنتج - من بين ماأنتج - استعصاء تشكيل الحكومة أكبر دليل على الانقسام والشرذمة، مرجعيات متصارعة أحزاب مختلفة حكومة منتهية ولايتها رأي الشارع منقسم حسب ماتفرضه المرجعيات والكتل السياسية من خطاب وأجندات، لكن لماذا لايختلف المسيحيون في تحديد أيام أعيادهم واليهود والمجوس والبوذيون وغيرهم في أرجاء العالم المختلفة!؟
لعل التخادم بين السلطتين الروحية والزمنية وعدم الفصل بينهما في نظرية الحكم في العراق، حال دون قيام الحكومة بأخذ زمام المبادرة وسحب البساط من تحت أرجل المرجعيات، باعتبار أنها حكومة منتخبة ولها عقد اجتماعي مع شعبها، في الواقع كان عليها وهي صاحبة المسؤولية الأولى والأخيرة بكل مايتعلق بحماية حياة أرواح مواطنيها وتدبير شؤون حياتهم، وتأمين مناسباتهم من العمليات الارهابية وغيرها، إصدار بيان للمواطنين تحدد فيه يوما واحدا للعيد وينتهي الأمر، لكن أين هي الحكومة مما يجري من مصائب وأهوال على شعبها، هي المنتهية ولايتها وهو المطالب بإزاحتها وتشكيل حكومة جديدة!؟
لنفترض جدلا أن ثلاثة من وكلاء المرجعيات اللامؤتلفة قلوبهم (التيار/الفضيلة/ السيستاني) صعدوا إلى مكان مرتفع بالناصرية لرؤية هلال العيد، رأى الأولان الهلال ولم يره الثالث، لضعف في عينيه أو غير ذلك من الأسباب، ترى هل يصدق رؤيتهما للهلال وهل يتم الاتفاق على يوم محدد للعيد أم لا!؟
في هذا السياق وفي ظل غياب شبه كامل لمواسم الفرح في عراق تديره الأحزاب الايرانية، لاعيد وطنيا أو للشجرة أو للمرأة أو للطفولة وغيرها، فإن الطفل الذي يقلد أبوه مرجعية السيستاني مثلا، ستأخذه الحيرة والعجب من صديقه الذي يقلد أبوه مرجعية التيار أو الفضيلة!!؟، ففيما ارتدى الثاني الثياب الجديدة وذهب إلى مدينة الألعاب، وتمتع بأول أيام العيد وهو يوم أمس الجمعة، بقي الأول منتظرا يوم السبت مكسور الخاطر تتسابق الدموع في عينيه، محروما من متعة قصيرة الأجل في شارع الأحزان العراقي الطويل!، ولاشك أن هذه الطفل الذي يشكل مع المرأة أضعف الحلقات في المجتمع العراقي وعلى رأس قائمة المقموعين، يتساءل عن معنى العلاقة بين مناسبة فرح عامة، وأوامر المراجع (العظام) الذين يفصلون مايلبسه المواطنون، حسب رغباتهم وأهوائهم ومواقفهم وعدائهم التقليدي للمرجعيات الأخرى!
من المسؤول عن هكذا تخبطات وأين الحكومة من معاناة مواطنيها!؟
إن رؤية الهلال لاتحتاج إلى مسبار هابل ووكالة الفضاء الأمريكية ناسا، وقد يكون الاختلاف على رؤية الهلال فقهيا حول مسألة شرعية، في وحدة الأفق أو تعدده كما تفهمه مرجعية السيستاني التي تقر رؤية الهلال بالعين المجردة لابالآلات المقربة!، باعتبار ان الدول الواقعة على خط أفق واحد يظهر فيه الهلال يمكن لها أن تعيد، عكس المرجعيات التي تؤمن بتعدد الأفق أي أن ظهور الهلال في أي خط من خطوط الأفق، تعتبر الرؤية موحدة في كل الخطوط ويعلن العيد!
لكن لماذا لاتسعى المرجعية طوال تأريخها ولها من الموارد مالها، إلى بناء مركز فلكي في النجف يجتمع فيه رجال الدين سنة وشيعة والفلكيون وممثلون عن الحكومة وقضاة وغيرهم، ويكون قرارهم جماعيا بالنسبة للرؤية الشرعية للهلال وكفى الله المؤمنين شر القتال!!؟
وماعدا الأطفال ومرحهم في العيد ولعبهم بما يعطي الحياة معنى وديمومة، أرجح أن يوم الجمعة كان يوما محيرا بالنسبة للبالغين في الناصرية : فعندما يخرجون إلى الشارع لايستطيعون التمييز بين من هو الصائم ومن هو المعيد حتى يقال له عيدك سعيد ومبارك!، (عيد بأية حال عدت ياعيدُ / المتنبي) واقترح أحد أبناء الناصرية ساخرا وضع نقطة حمراء مثل الهنود، على جبهة المعيد لكي يفهم الناس أنه معيد فيأتون إليه ويقدمون التهاني بمناسبة العيد السعيد!
هذه أم المهازل بعدما ذهب العقل العراقي في إجازة، وسلم المواطنون مواسم فرحهم على شحتها في عراق الهنا والسعادة، لمن يفكر عنهم ويقرر مناسباتهم، (ذبها براس عالم واطلع منها سالم!!) وإلى لامبالاة السياسيين بكل شيء إلا تأمين مناصبهم في الحكومة الجديدة!؟
لماذا تتبع الناصرية مدينة النجف وليس العكس!؟
والناصرية ولود المبدعين ووريثة أول الحرف وفيها من المفكرين والشعراء والفنانين والسياسيين والأحزاب العريقة، أكثر مما هو موجود في النجف وكربلاء وسامراء مجتمعة!؟
إلى متى هذه العبودية ياشعبنا في الناصرية!؟
لماذا انصاع الجميع للمرجعية إلا وكيل السيستاني في الكويت الذي أعلن يوم أمس الجمعة هو أول أيام العيد!
لماذا نسي الكثير من العراقيين أن الله خلقهم وإليه المصير وليس إلى المرجعيات!؟
أعطاهم عقلا يفكرون به وإرادة يقررون بها ويخططون لحياتهم ومستقبلهم، لماذا تركوا أمرهم بيد رجال الدين ومرجعياتهم وكتلهم السياسية وامتداداتها المشبوهة خارج الحدود، وتخلوا عن الحياة الحلوة ومباهجها وسعادة عوائلهم وأطفالهم ليد غيرهم!؟
وكم من مرجعية وتيار وفضيلة نحتاج في عراقنا المنقسم العائش في الماضي الناسي مستقبله ومناسباته لكي يستقيم أمر حياتنا، وهل يبقى العراقي ينتظر إكتمال القمر في منتصف شوال ويعد الأيام ليثبت لمكتب السيستاني أنه على خطأ في بيانه الذي أربك المواطنين وسرق فرحة العيد!؟
10/9/2010
[email protected]



#طارق_حربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كلمات..مبروك.. تظاهرة في الناصرية إحياءا ل- يوم القدس العالم ...
- انسحاب المحتل وحطام العراق!
- جسر الناصرية الأعوج!
- تبا لكم شكلوا الحكومة أوقفوا القتل الذريع بالعراقيين!
- شركة نفط ماليزية تتصدق على أهالي الناصرية!
- ضوء أخضر أمريكي إلى المالكي!
- دعوة إلى تنازل المالكي وعلاوي عن منصب رئاسة الوزراء!
- إله السوق ..إلى نصر حامد أبو زيد
- إستعصاء تشكيل الحكومة العراقية!!؟
- هل تعاد الانتخابات البرلمانية في العراق!؟
- ظاهرة المزاد العلني في السياسة العراقية!
- قطار رفض التجديد للمالكي على السكة الصحيحة!
- انتفاضة الكهرباء!
- الانتفاضة الكهربائية!
- دعوة لاستقالة الحكومة المحلية في محافظة ذي قار!
- مقطع من نص / بباب موزع التموين
- المالكي مستعد للتنازل عن منصبه لتحقيق مصلحة البلاد !
- الصدقات الجديدة لل (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!
- صدقات جديدة لل (PRT) توزع على سكنة (حي التنك) بالناصرية!
- المرجعية الدينية وفشل السياسيين العراقيين!


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طارق حربي - أهالي الناصرية يصومون في العيد!