أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - حرق القرآن عمل عدوانى مجنون














المزيد.....

حرق القرآن عمل عدوانى مجنون


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3121 - 2010 / 9 / 10 - 17:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرق القرآن عمل عدوانى مجنون
مجدى خليل
حتى كتابة هذه السطور يوم 8 سبتمبر مازال الجدل محتدما والإدانة مستمرة للعمل الأحمق المجنون غير المسئول الذى يخطط له القس تيرى جونز، راعى كنيسة " دوف وورلد أوتريتش" بمنطقة جاينسفيل بولاية فلوريدا الأمريكية، بحرق نسخ من القرآن يوم الحادى عشر من سبتمبر تعبيرا لتضامنه مع الضحايا!!!.هذا العمل المستفز، والذى أشك أنه سيحدث، بعد تسارع إدانته والتحذير منه من قبل الجهات الرسمية والجمعيات غير الحكومية، علاوة على أنه عمل معزول تقوم به كنيسة محلية بشكل منفرد لا تشاركها فيه أى من الكنائس أو الطوائف المتعددة فى الولايات المتحدة او خارجها، بل على العكس كان مثار إستهجان وإستغراب وإدانة من الكنائس الكبرى فى أمريكا وخارجها منذ الإعلان عنه.فقد قام تجمع الكنائس الإنجيلية فى أمريكا، وهو يمثل تجمع اكبر الكنائس البروتاستنتية فى أمريكا بإصدار بيان يحذر فيه جونز وكنيسته من التوترات التى قد تسببها هذه الخطوة للعلاقة بين المسلمين والمسيحيين حول العالم، كما ناشده البيان لوقف هذا المشروع.وفى ولاية فلوريدا ذاتها فهناك مبادرة من الكنيسة المثودية بعقد مؤتمر للسلام والتفاهم بين الأديان اليهودية والمسيحية والإسلام والهندوسية والبوذية يوم 10 سبتمبر لتفويت الفرصة على جونز وعلى عمله الاحمق، وأدان القس دان جونسون مدير منتدى " جنشفيل للأديان" ما يخطط له القس جونز وقال انه سينظم منتدى دينى تحت شعار " السلام والتفاهم والأمل". ومن ناحية أخرى ندد الفاتيكان بدعوة تيرى جونز لإحراق القرآن واعتبرها دعوة تتعارض مع الإيمان المسيحى، وصدرت الصحيفة الرسمية للفاتيكان " أوسرفاتورى رومانو" وفى صدر صفحتها الرئيسية " لا أحد يجب أن يحرق المصحف"، مضيفة أن الإدانات لهذا العمل تتصاعد من كافة فروع الكنائس الكاثوليكية وخاصة فى اسيا. وقال أسقف لاهور ورئيس المجمع الاسقفى الباكستانى لورانس جون " نندد بشدة بهذه النية وهذه الحملة التى تتعارض مع الاحترام الواجب لكل الديانات وتتعارض مع ايماننا وعقيدتنا". وعلى نفس الطريق تقود الناشطة الحقوقية الأمريكية شارل تشارلى تجمعا للتصدى لهذا العمل على طريقة مارتن لوثر كنج ليس المحزن فعل الاشرار ولكن صمت الاخيار، حيث صرحت إن كل ما يحتاجه الشخص الماكر هو أن لا يتصدى له الشخص العاقل. ووصل تعضيدها للمسلمين بأنها ستقوم بإرتداء الحجاب هى والنساء المشاركات معها فى الاحتجاج فى حين أن الرجال سيرتدون الكوفيات رغم أنها مسيحية ولكن ارتدائها للحجاب خطوة رمزية فى هذا اليوم للتعبير عن التضامن مع المسلمين.
وحتى منظمة "اكت فور أمريكا" والتى تتصدى للتطرف الإسلامى وتعارض بناء مسجد الجرواند زيرو، قد اصدرت بيان تعترض فيه على حرق المصحف.
على المستوى الرسمى اعرب البيت الأبيض عن قلقه من هذا العمل، وقال المتحدث بأسمه روبرت جيتس إن هذه الخطوة " تضع قواتنا فى خطر، وأى نشاط من هذا النوع يعرض قواتنا للخطر هو مصدر قلق بالنسبة لإدارتنا". واعتبر قائد القوات الأمريكية فى أفغانستان الجنرال ديفيد بترايوس أن هذا المشروع فى حالة تنفيذه سيخدم حركة طالبان وسيهدد فى نفس الوقت حياة الجنود والجهود الدولية فى كل أنحاء العالم، فنحن موجودون فى مجتمعات إسلامية، مضيفا أن هذا العمل يشبه ما تقوم به حركة طالبان. وندد أمين عام حلف شمال الأطلسى اندرس فوج راسموسن بدعوة تيرى جونز مؤكدا أن ذلك يعرض حياة الجنود الدوليين فى أفغانستان للخطر.

ولكن السؤال هل حرق القرآن عمل قانونى فى أمريكا؟.
وفقا للتعديل الأول للدستور الأمريكى حرق القرآن أو الانجيل أو اى كتاب دينى آخر لا يمثل جريمة فى القانون الأمريكى طالما أن ذلك لم يصاحبه عنف ضد أحد، ولكن هذا التصرف الأحمق يندرج تحت مفهوم "إساءة أستخدام الحق"، فهناك الكثير من الحقوق يساء استخدامها فى العالم كله.وقد حدث كثيرا أن قام بعد الطلبة الملحدين بتمزيق الانجيل أمام زملاءهم فى الجامعات الأمريكية وهم يدعونهم للالحاد دون أن يتعرض بهم أحد، وكلها أعمال صبيانية ضارة وغير مسئولة.
هل قام هذا القس الأحمق بمجرد تخيل ما قد يقوم به المتطرفون المسلمون ضد الأقليات المسيحية فى بلادهم؟، وهل فكر فى أن هذا العمل سيزيد من التطرف بدون أى فائدة تذكر منه بل هو موقف تخسر فيه كل الاطراف ولا يستفيد منه سوى المتطرفين المتعطشين للدماء؟.إن المتطرفين يقومون بأعمالهم الجنونية بدون أى سبب سوى توغل الكراهية فى قلوبهم، فما بالك حينما تتوفر الذرائع والحجج والمبررات لنفوسهم المتعطشة للقتل والتخريب وسفك الدماء وتهديد حياة الأبرياء المسالمين.
الشجاعة الحقيقية ليست فى تعريض حياة الناس للخطر وأنما فى إنقاذ وتوفير حياة الأشخاص. الشجاعة الحقيقية ليست فى جعل الأبرياء يعانون تحت الخطر وزرع الخوف فى نفوسهم وأنما بحماية الناس وزرع الطمأنينة والسلام فى قلوبهم.الشجاعة الحقيقية فى النضال من آجل حقوق الإنسان وحرياته الأساسية وفى احترام حقوق الأقليات.الشجاعة الحقيقية فى احترام الكتب الدينية المقدسة مع كامل الحق فى التبشير بدينك، فاحترام الكتب الدينية هو جزء أساسى من الحقوق والحريات الدينية.
السيد المسيح عندما جاء لم يحرق كتب الوثنيين ولا اصنامهم ولا الكتب المقدسة للأديان الأخرى، وأنما أسرى العالم وسبى القلوب برسالته التى تدعو للحب والسلام والتفاهم بين البشر.السيد المسيح لم يكن عدونيا بل كان يجول يصنع خيرا وسلاما.

لدى شعور قوى وأنا اكتب هذه السطور أن القس تيرى جونز سوف يتراجع عن مشروعه هذا ويفكر جليا فى حياة البشر وفى سلامتهم... فنحن نأمل أن تنتصر العقلانية على الحماقة، والحب على الكراهية، والتفاهم على التنافر، والحوار على الجفاء،والسلام على العدوانية، والقيم الإنسانية المشتركة على الخلافات بين البشر.
وفى النهاية كل عام وجميع اخوتنا المسلمين شركائنا فى الإنسانية بخير وسلام بمناسبة عيد الفطر.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر
- عام صعب على الشرق الأوسط
- من نيويورك إلى مغاغة
- هل الدول الإسلامية دولا حديثة؟
- دعوة لتكريم نصر حامد ابو زيد
- القمص بولس باسيلى
- وليم الميرى
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى
- حكاية الدكتور عصام عبد الله
- التعليم والمواطنة(3-3)
- التعليم والمواطنة(2-3)
- الأزهر بين شيخين
- أمن الخليج....مسئولية من؟


المزيد.....




- ماذا كشف أسلوب تعامل السلطات الأمريكية مع الاحتجاجات الطلابي ...
- لماذا يتخذ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة إجراءات ضد تيك ...
- الاستخبارات الأمريكية: سكان إفريقيا وأمريكا الجنوبية يدعمون ...
- الكرملين يعلق على تزويد واشنطن كييف سرا بصواريخ -ATACMS-
- أنطونوف يصف الاتهامات الأمريكية لروسيا حول الأسلحة النووية ب ...
- سفن من الفلبين والولايات المتحدة وفرنسا تدخل بحر الصين الجنو ...
- رسالة تدمي القلب من أب سعودي لمدرسة نجله الراحل تثير تفاعلا ...
- ماكرون يدعو للدفاع عن الأفكار الأوروبية -من لشبونة إلى أوديس ...
- الجامعة العربية تشارك لأول مرة في اجتماع المسؤولين الأمنيين ...
- نيبينزيا: نشعر بخيبة أمل لأن واشنطن لم تجد في نفسها القوة لإ ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - حرق القرآن عمل عدوانى مجنون