أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ماجد الشيخ - الحزب الشيوعي اللبناني















المزيد.....

الحزب الشيوعي اللبناني


ماجد الشيخ

الحوار المتمدن-العدد: 3121 - 2010 / 9 / 10 - 14:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



في الذكرى الـ 88 لتأسيسه

الحزب الشيوعي اللبناني:
نحو تجديد شبابه محوا لشيخوخته

الحزب الشيوعي اللبناني، ليس نسيج وحده في مواجهة أزمة أو أزمات النمو، وتخطي فترة الشباب والدخول عمق الشيخوخة، وما حملته وتحمله تلك الفترات الزمنية من أزمات أو مآزق، هي في الواقع سمة واقع ووقائع بلاد بأكملها، وليست خصيصة حزب أو حركة أو مجموعة أحزاب أو حركات. لهذا أصاب الحزب ما أصاب المجتمع والنظام/الدولة والإقليم، بل إن ما أصاب العالم كله، لم يكن لينأى عن ما أصاب أو يصيب الأحزاب ومجتمعاتها الوطنية ودولها. هذه التبادلية المشتركة وتجادلها الطبيعي في انتقال العدوى وتبادل الإصابات، لا يمكنها أن تعبّر إلاّ عن واقع ماثل في حياة الشعوب ومجتمعاتها، وهي لذلك لا تستطيع أن تستقبل السيل العارم إلاّ موحدة في مواجهتها له، بكفاحها العنيد وببقاء الراية مرتفعة. لكن الخوض في معمعان السيل ومواجهة هديره أكثر وحدة واستمساكا بالراية وبالعقيدة شئ، وخوض الشيوعيين لمهامهم المفترضة مفرقين وممزقين شئ مختلف، فكيف والحال الراهن في العالم وفي منطقتنا - وفي لبنان تحديدا - لا يعبّر إلاّ عن حال من التشرذم، وفقدان المصداقية الواقعية والنظرية، لا سيما وأن مجاميع الرفاق التي خرجت من أطر الحزب الرسمية، ما برحت وما برح الحنين إلى عودتها، يمارس فعله داخل الحزب وفي الأطر التي تشكّلت خارجه، وما حملته وتحمله تلك الأطر من أمراض خطيرة ومُعدية، جرى التقاطها انطلاقا من تفكك تلك الأطر، وعدم انسجامها أساسا في علاقاتها البينية، وما مارسه المجتمع السياسي ببناه الطائفية والمذهبية والطبقية المشوهة، من تأثيرات انقسامية خطيرة، فعلت أفاعيلها تشرذما واصطفافا طائفيا ومذهبيا واسعا، أصاب الواقع الكلياني هذه المرة.

وبالعودة إلى أسباب انحسار الحركة الشيوعية والقوى اليسارية بشكل عام، يشكل انخفاض مستوى الكفاحية التي راكمتها تلك "الوثوقية"، في تماهيها مع تلك "الحتمية" التي "آمنت" بها أحزابنا، أبرز مسببات التكلس التنظيمي والانفضاض الجماهيري، في الوقت الذي تخلّفت فيه البرامج، مراوحة عند مستويات دنيا من انخفاض الشعبية، وتجاهل تلك البرامج لحركة وحراك الناس وطبقاتها الشعبية، في سعيها للتخلص من ربقة البيروقراطية الحزبية والحكومية، سواء بسواء. الأمر الذي ساهم، وإن بطريقة غير مباشرة، بإنتاج مهمة تأليب المجتمع على الحزب والدولة – في النماذج الاشتراكية السوفييتية – جراء الجمود، وعدم تلبية متطلبات مرحلة؛ عجزت فيها برجوازية الدولة الوطنية/ الرأسمالية عن متابعة مهام الكفاح الطبقي، مكرّسة وضعا أشبه برأسمالية دولة بيروقراطية، أكثر استبدادا من تلك السلطات الاستبدادية التي تضع هيمنتها هي فوق كل اعتبار.

إن تجديد شباب الحزب (اليساري تحديدا)، إن لم يعمد الحزب في سياقها إلى استعادة كل تلك القوى والطاقات الحزبية أو المناصرة له، والتي أمست على هامشه، واكتساب طاقات وبطاقات عضوية جديدة ومتجددة، فإن هذه العملية لن تفلح بالتأكيد في استعادة بناء النواة المتجددة، الكفيلة باستعادة الشباب إلى الحزب، كما واستعادة الحزب إلى مرحلة من اليناعة الفكرية والسياسية والتنظيمية والجماهيرية، لتكون هذه المرحلة بسيمائها تلك، هي الحكم/الفيصل في عملية التجديد، وإلاّ فإن أمراض المجتمع – الطائفي تحديدا – ستكون الوبال الذي يصعب، إن لم نقل يستحيل أن تساهم في إفساح الطريق نحو استعادة الحزب لشبابه، أو حتى مقاربة منطلقاته الطبقية أو الوطنية، في معزل عن التباسات تماهيه مع وضعية الطوائف المتمذهبة، وهذا وحده ما قد يكفل وضعه عند محطة الإقلاع، نحو مرحلة من مراحل نموه الطبيعية.

من هنا تشكل عملية تجاوز الحزب لأخطاء المرحلة السابقة، تلك التي مضت محمّلة بخسائر لا حصر لها، سواء في ما يتعلق ببنيته التنظيمية وحتى الجماهيرية، تشكّل هذه العملية المعيار الأساس للتجاوز، أي لاستعادة تجميع الذين مضوا إلى الفرقة والاختلاف، وتنظيميا استعادة مبادرة خطة مبادأة تنظيمية، تختلف عن مرحلة اختلط فيها حابل الاصطفاف الطبقي، بنابل الاصطفافات الطائفية والمذهبية التي أغرقت الوطن في حروب وصراعات متنقلة، معلنة وغير معلنة، انعكست وعكست نفسها بأشكال شتى من ترسيم أصناف من التتبيع السياسي، انضغط فيها المجتمع إلى حد يقارب الانفجار الواسع، إذا لم يجر تدارك هذا الوضع باتجاهات أكثر تماسكا، وتوجهات وحدوية وطنيا، تتجلى فيها إمكانات عمل جاد ودؤوب يتركز بالعمل على خطة أو خطط، تمكّن الحزب من استعادة شكل جوهراني أعلى من الرقي التنظيمي والانتشار الجماهيري، كي يساهم مساهمته الفاعلة في استعادة المجتمع الوطني والوطن، من براثن الغول الطائفي والمذهبي والإقطاع السياسي الممترس خلف غيلان العصبيات التي أنهكت وتنهك بلادا بأكملها، بل مناطق وقوى إقليمية، وعالما تنهار دفاعاته على وقع الأزمة المالية العالمية، بل أزمة نمط من أنماط رأسمالية متوحشة، نبتت في أحضان ورعاية إمبراطوريي المحافظين الجدد، وتمركزهم في قلب البيت الأبيض.

إن يسارا لا يسعى لوحدة قواه هو ذاته، لن يكون قادرا أو مستعدا للكفاح من أجل أهداف وحدوية أعلى، في قلب مجتمعه الوطني، أو على المستوى الأوسع والأشمل؛ القومي والأممي. والحزب الشيوعي اللبناني، كما كل قوى اليسار الجذري الحقيقية على اختلاف أطيافها، ينبغي أن تستعيد ألق تلك المهمة التاريخية المناطة بها كمهمة جليلة مقدسة، بعد أن أنهكت قوى الاصطفافات الدينية وتقاسماتها وتشرذماتها على وقع أهدافها السلطوية، ونزوعها البطريركي للهيمنة والاستبداد التسلطي والسلطاني والخليفي – الوراثي، كل مجتمعات الدول والشعوب في هذه المنطقة، لتتجاوزها إلى مناطق متعددة عبر العالم.

من هنا تشكل رؤية الحزب المستقبلية، مناط العمل النضالي لاستعادة وحدته هو أولا، بمعنى أن تكون وحدة الشيوعيين هي الضمانة للكفاح من أجل تحقيق تلك الرؤية، جنبا إلى جنب مع كافة رؤى القوى اليسارية الأقرب إلى رؤية الحزب، وذلك من أجل سد الطريق على النظام الطائفي الساعي لإعادة إنتاج ذاته وأزماته دوريا.. ودائما، عبر التجديد لمصالح حماته ورموزه الطائفية والمذهبية على اختلاف انتماءاتها الهوياتية، ذودا عن مصالحهم ومصالح الخارج الإقليمي والدولي، الهادمة لاستقلال وسيادة وحرية الوطن.

إن الكفاح من أجل الوصول إلى تأسيس ناجز للدولة الوطنية – في لبنان تحديدا – يحتم التخلي عن أوهام وإمكانية إصلاح بعض بنيّات النظام، تلك التي تعتمد الإبقاء على شكل من أشكال الهيمنة الطائفية والمذهبية المقرونة بهيمنة طبقية، إذ أن كلا الهيمنتين تعملان على إعادة إنتاج التركيبة والطبيعة الطبقية والطائفية المذهبية ذاتها، حتى لو تغيرت انتماءاتها الطوائفية، أو تبدلت وجوه سياسييها من التراكيب الطبقية السائلة والسهلة، في ظل استمراء واستشراس قوى الهيمنة الطائفية – القديمة منها والجديدة – للقتال من أجل الاحتفاظ بسلطتها داخل النظام وخارجه، أي في نطاق طوائفها والتحالفات القائمة في ما بينها على مثال وصورة 8 و14 آذار.

هذا بالتحديد يضع على عاتق الحزب ببرامجه ورؤاه، بعد "شيخوخة" يريد المخلصون والحريصون عليه استعادة شبابه من بين براثنها، موازنة الأهداف الخاصة بالوضع الداخلي المحلي (الوطني) في ضوء الأزمة الفكرية العامة الخاصة بالوضع الأممي، واستخلاص عبر المرحلة السابقة التي حدّت نسبيا من استقلالية الحزب، كما أن استعادة الأسس الصحيحة التي يجب أن تقوم عليها موضوعة بناء التحالفات، وبشكل واضح وصريح وأكثر مبدئية، تقتضي الاحتفاظ باستقلالية مدعّمة ببرنامج سياسي وجماهيري، أكثر انحيازا للطبقات الشعبية الفقيرة والمعدمة، والتي همّشتها وتهمّشها السياسات الطائفية والمذهبية، لقوى النظام الأكثر سفورا في الدفاع عنه، في مواجهة غضب واحتجاج تلك الطبقات التي تسحقها السياسات كما الأزمات. ولهذا فإن استعادة الحزب لألقه الشبابي الأعلى كفاحية، إن لم يكن الهاجس الرئيس لتلك الاستعادة؛ إنقاذ أصحاب المصالح الحقيقية بالتغيير، من أعباء تلك السياسات وأثقال تلك الأزمات، فإن تلك الاستعادة ستكون ناقصة، وامّحاء الشيخوخة عن قسماته لن تكون كاملة، فالطريق إلى اليسار كانت على الدوام، تعبّدها النوايا الحسنة! وكذا الطريق إلى الاستنارة والنهضة الحديثة و"جنة الحداثة" والدولة الحديثة، لا ولن تمر عبر محاولات التماهي بالطوائف وزعاماتها وأحزابها.



#ماجد_الشيخ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات مباشرة مستعجلة لتسوية مؤجلة
- مفاوضات الترتيبات الأمنية وآفاقها المغلقة
- الأبارتهايد الإسرائيلي والدسترة البنيوية لكيان التمييز العنص ...
- دولة السلطة الفلسطينية: عنزة ولو طارت!
- أيّ صورة لاحتلال العراق يُعاد تشكيلها؟
- إكراهات التفاوض: -رخصة وطنية- لاستمرار احتلال مقنّع
- رسالة المفاوضات وعنوانها المراوغ
- نور المعرفة وحجاب السلطة
- مازق المواطنة والهويات الانغلاقية
- دولة -الأرض الواحدة- وأرض -الدولة الواعدة-!
- حق الاختلاف ومحنة المعنى
- الفلسطيني إنسانا.. قضية القضايا
- بين -يهودية الدولة- وبقرة الاستيطان المقدسة!
- استعصاءات التسوية والتوجهات الليكودية و-شرعية- التمثيل الفلس ...
- حدود الدور الإقليمي التركي.. وأوهامنا
- مأزق الحقوق الفلسطينية وأزمة القيادة التاريخية
- ممكنات -اللاحل- التفاوضي واستحالاته!
- الدوران الأوروبي حول عنق زجاجة الأزمة
- قلق مصيري غائب ورضا سكوني خائب
- دولة تنتجها المفاوضات باختلالاتها لن تكون دولة فلسطينية


المزيد.....




- وزير خارجية الأردن لـCNN: نتنياهو -أكثر المستفيدين- من التصع ...
- تقدم روسي بمحور دونيتسك.. وإقرار أمريكي بانهيار قوات كييف
- السلطات الأوكرانية: إصابة مواقع في ميناء -الجنوبي- قرب أوديس ...
- زاخاروفا: إستونيا تتجه إلى-نظام شمولي-
- الإعلام الحربي في حزب الله اللبناني ينشر ملخص عملياته خلال ا ...
- الدرك المغربي يطلق النار على كلب لإنقاذ فتاة قاصر مختطفة
- تنديد فلسطيني بالفيتو الأمريكي
- أردوغان ينتقد الفيتو الأمريكي
- كوريا الشمالية تختبر صاروخا جديدا للدفاع الجوي
- تظاهرات بمحيط سفارة إسرائيل في عمان


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ماجد الشيخ - الحزب الشيوعي اللبناني