أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - مرارة العسل الهندي














المزيد.....

مرارة العسل الهندي


شذى احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


عندما صرخ سلفادور دالي ذات يوم مستنكراً امراً ما لم يحتج لأنه رسام موهوب، واسم لامع بل صرح بعبارة محيرة هاتفاً: عليكم احترامي فلقد ولدت في زمن السينما.. ربما ضحك بعض من سمعها وقتذاك، لكن هل كانت عبقرية دالي في استقراء المستقبل لا تقل لمعانا عن عبقريته في فن الرسم . الزمن أجاب بنعم.
الأفلام. السينما. المسلسلات التلفزيونية أو الدراما كما يحبون تسميتها اليوم تستحوذ على جل اهتمام الجمهور العريض وتستقطبه لأهدافها المعلنة والمبطنة، ومشاريعها.
لايستثنى من هذا التعداد أيا من الدول المتواضعة الإنتاج بل هي مستهلكة ومدمنة على الدراما لكل ما تنتجه أو ما تستورده.
الملفت إن إنتاجها يتسم أحيانا كثيرة بالسذاجة والهيافة ، أو يفتقر لأبسط مقومات العمل الفني رغم أن السينما العالمية قد دخلت مرحلة الرقميات والإبعاد الثلاثية وصارت تخاطب أفلامها الخيال .
لماذا ربما لان القائمين عليه لا يملكون الوقت الكافي في العناية بهذه الصناعة وتقدير قيمتها فرغم الإمكانيات ،والإنتاج الضخم تجد الإعمال هزيلة باهتة بلا طعم أو معنى بل تعزز تخلف الناس وتخدر مشاعرهم وحواسهم وتناغي موروثهم الاجتماعي الخاطئ مثل النظرة الدونية للشعوب والأقوام الأخر ..والظن ـ رغم التخلف والفقر والدمار والتهميش ـ بأنهم أفضل منهم وان من حقهم السخرية من الآخرين وطريقة عيشهم ولغتهم ، والاستهزاء بحضارتهم .. فبماذا وعلى أي أسس كونكريتية دفعت هذه المؤسسات الإنتاجية للنيل من الآخرين والانتقاص منهم.
تعود علينا بعض الفضائيات العراقية كل سنة بسلسلة من الأعمال الارتجالية البائسة التي لا تفهم منها سطرين وليس بها حوار معقول بل تهريج حتى تصاب بالغثيان وأنت تتابع الحال البائس الذي آل إليه الفن في هذا البلد الذي كان قد خطى خطوات مهمة في الأعمال الفنية الرصينة والجادة وكان يشاد بأعلامه.
من ضمن هذه الأعمال أعمالا تتناول الهند موضوعا مثل: حب في الهند وفلم هندي، وربما سيأتي لاحقا تمر هندي . لا تضوج بالهندي.. وفيها تجد الفنانين يهرجون .يصرخون ، وينطنطون بطرق تجعل المشاهد يتصبب عرقا من الخجل وهو يتابع ما يدور. لماذا الهند؟
سيقال لأنها حضارة عظيمة .. هل أظهرت الأفلام والمسلسلات الهزيلة هذه شيئا من عظمة حضارة الهند . هل سطرت لنا التقدم والتطور الهائل في بلد الديمقراطيات الأولى في العالم .. هل نقل شيئا مفيدا ـ لبلد يتمزق ـ عن التعددية والتعايش بين الطوائف والفرق والشعوب والأديان المختلفة في الهند. هل نقلت التسارع الخطير في التقدم التقني والعلمي في الهند على سبيل المثال لا الحصر ما حققته الهند من نجاحات في البرمجيات والأشواط التي قطعتها فيها. هل تحدثت المسلسلات كيف يبدع الهنود في الانتقال ببلدهم المتنوع الأعراق واللغات والديانات الى مصاف الدول العظمى، ويضمنون لأنفسهم مكانا في الغد.
الإجابة على كل هذه الأسئلة لا..بل ما زالت هذه المسلسلات تستعرض الصورة النمطية المقيتة والمتعالية عن الهنود، وتسخر منهم وتصورهم بأنهم سذج ،مغفلون تمط الكلمات المحورة عن لغتهم لمزيد من السخرية بهم.
لا يهم ليسخر من يريد، لكن هناك أسئلة بالمقابل تستحق الإجابة. دخيلكم ما الذي يتفوق به العرب كلهم بالإجماع عن الهنود ..أين قنبلتهم الذرية،، أين أقمارهم الصناعية .. أين صناعتهم الخفيفة والثقيلة ، من ابسط الأدوات مرورا بالكمبيوترات المحمولة على الهواتف الخلوية الى الكمبيوترات المحمولة بأسعار تلائم طلاب المدارس فالبرمجيات حتى صناعة السيارات التي راحت تنافس بها كبريات الشركات العالمية .. إضافة الى صولاتهم وجولاتهم في حقول الفن والأدب والإبداع وما قدموه ويقدموه كل يوم يحبس الأنفاس . السينما الهندية غزت الدول الأوربية صارت ركن مهم من أركان مكتباتها فتجد أفلام بوليود في كل مكتبة سينمائية أو متجر. حتى هوليوود التي جاهدت لإيقاف زحفهم لم تملك قبل سنتين من إدارة ظهرها للمتشرد الذي ما أن سار على بساطها الأحمر حتى حصد ثمان جوائز اوسكار.
إذن لما يتناولون الى اليوم الهند ويسخرون منها. أظن الجواب ابعد من التعالي والانتقاص من شعب وحضارة لن تنال منها أعمالا نكرة مثل هذه لكن القضية المخيفة هي أن هذه الأعمال يتابعها البسطاء والمسحوقون ومن لا يجد قوت يومه ،فتساهم بدورها في إغراقه بوهم التميز والاستعلاء والمكانة الرفيعة عندما تقدم له الآخرين على نحو مخزي ومشين. تعزز إحساسه بالنرجسية وتدفعه للشعور بالخدر والتكاسل. فهل سأل أيا من المشاهدين بما أتفوق انأ عن الهندي؟. قبل أن يصدمه الجواب عليه فقط أن ينظر لبعض الحقائق التي سطرها المقال ليجد نفسه يرد متى أتوقف عن الوهم واحترام نفسي قبل الآخرين.
يبرع القائمون على مثل هذه الأعمال في النيل من المتناولين لإعمالهم بالنقد والاستعراض باتهامهم بأنهم صحافة صفراء. ليكن صفراء حمراء خضراء أو حتى صحافة البازلاء .. كل هذا لا يعفيهم من أن يكونوا احد أسباب البلاء في تدمير الشخصية ومنعها من التفكير الجدي بواقعها المرير ومحاولة النهوض والمساهمة في فهم العالم الجديد حيث يسعى الناس للحصول على فرص مساواة عادلة وسلوك حضاري تتقلص فيه حتى تكاد تختفي الخصائص العدائية والإحكام الجاهزة القادمة من عهود التخلف والهمجية.
للحديث بقية
الى اللقاء
د. شــذى



#شذى_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- همس
- النساء أنواع
- الرجال أنواع...
- زواج سردشت و تشلسي
- الأسرار الخفية لعدم تشكيل الحكومة العراقية
- نعم للزوجة لا للمرأة
- أقبية الموت السرية
- سأنتظر المهدي
- حبيبة العرفج .. السعودية بقرة خاوية الفكر
- السعوديات أبقار عذرا للابقار 2
- السعوديات أبقار اما التنويرين
- لن أتتنازل عن ليلتي
- أشتهي
- عدد زوجاتك بالقانون
- إسقي العطاشى
- متى ترمى سهامكم
- الكتابة تأخذنا للمدنية
- اصابنا الاعياء
- لم تنقذهم شبابيك مفتوحة او مغلقة
- ياريت لو يحكمنا حقير..


المزيد.....




- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شذى احمد - مرارة العسل الهندي