أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - -بداية البنفسج البعيد-.. البحث عن النقاء على أنقاض الواقع














المزيد.....

-بداية البنفسج البعيد-.. البحث عن النقاء على أنقاض الواقع


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 3120 - 2010 / 9 / 9 - 12:24
المحور: الادب والفن
    


من إصدارات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة و بالتعاون مع شركة "آسيا سيل للاتصالات"صدر للشاعر "ثامر سعيد"مجموعته الشعرية الثانية المعنونة "بداية البنفسج البعيد" ، وقد افتتاحها بكلمة الشاعر محمود درويش: ".. إن الشعر يولد في العراق ، فكن عراقيا لتصبح شاعرا يا صاحبي"، كما قدم الشاعر سعيد لمجموعته بكلمة وصفها بـأنها "ليست مقدمة" ذكر في بعض منها :"سأحتفي بها الليلة بشمعة، وحيدة ونهر مشاكس يحرض الأشياء في غرفتي دائما على العصيان أو الغرق..سأحتفي بها الليلة بالهديل والزعيق والتغريد والحفيف والخرير ، سأحتفي بها بالحدو العتابى والميمر والنايل ،وسأحتفي بها أيضا بالدنابك والأعواد والطنابير والنايان والدفوف والماني ماني والسِعد وعود الهند والتّنْصاري..بالهيوة والسادة والنوبان والونيكا والوريما والحبوش والواية ..بسلالات لاتنتهي من الزهيريات والأبوذيات والدارميات والملمع ..بالرست والبيّات والصَّبا والنوى والحجاز..بكل الأسماء التي يخلعها العشاق على معشوقاتهم ..سأحتفي بها وبالجنون الذي لا يطاق". احتوت مجموعة " بداية البنفسج البعيد " على (23 )قصيدة معتمداً الشاعر في قصائده الإيقاع الداخلي لوحدات المعنى ، والتناغم المتواتر لحركة الصورة الشعرية والتكثيف ، والموسيقى الداخلية لبنية النص/القصيدة/ الكاملة ووحدة التجربة الشعورية وحاول فيها الشاعر أيضاً أن يرصد العالم الخارجي الذي حوله عبر المحاكاة والتلميح والاستعارة و مستبطنا عالم -البصرة- مدينته وآفاقها التاريخية والشعبية وملامحها و خصوصياتها في "دنابكها وطنابيرها ودفوفها" وهي آلات موسيقية- كانت منتشرة ومستخدمة من قبل الزنج في البصرة ،وقد توارى أو أندرس فنهم آلآن خوفا وقهرا وقتلا ، و قسم من هذه الآلات وتري وبعضها بإيقاعات خاصة و ذات احجام مختلفة، كما يركز الشاعر على ما هو متميز ومتفرد في مدينته المشهورة بـ "النيط والماني ماني والسِِِعد وعود الهند والتنّصاري" وهي أنواع من البخور كانت رائجة بين سكان البصرة أو ما تميزت به من فنون "الهيوة والسادة والنوبان والونيكا والوريما والحبوش والوايا " عبر عوالم المدينة المندثرة و تاريخها الكوسموبوليتي المندرس وسيماء بعض أشخاصها الذين:
"يلوذون بالبحر من البحر
وبالريح من العاصفة،
يقترحون عليك الأفق
وبعض النزيف
كلما تكدس الضجيج على فرائصهم
عراة في مهب الريح
إلا من توجسهم"
الشاعر وعبر مجموعته"بداية البنفسج البعيد" يتفرس في بقايا الأمكنة المحلية وخصوصيتها و مع كل ذلك فإن النص يضمر تفردا لجهة العالم الذي يخلقه الشاعر عبر الصور والتكثيف والترميز والرؤيا فهو نسغ يحيله الشاعر إلى بنية تمتلك نسيجا جماليا و مستويات عديدة من الإحالات التي تربط بين المعاني والكلمات في النسق الداخلي للنص/ القصيدة ، وهي بالطبع مستويات قابلة لقراءات تأويلية عديدة يسمح بها النص ذاته ورؤيته المركبة للمكان :
"عن أماكني المألوفة جداً
يسألني(جاستون باشلار)
فتحضرين أمامي
مغتسلا ببرقك الحزين "
ويسعى الشاعر للقبض على ملامح مدينته المندثرة وتواريخها المغيبة والأشياء وخصائصها الهاربة والأشخاص ومصائرها المحزنة ،عبر ذاكرة ندية ، للتعويض عن حجرية الحاضر الضارية ويجري حوارات مع ماضي المدينة وشخوصها ؛ حوارات لا تنقطع مزدحمة بالأسئلة بدالات تاريخية وتسعى بعض نصوص" بداية البنفسج البعيد" التداخل والغوص في ومع ثنايا الأشياء من خلال تفعّيل الذاكرة وظلها في محاولة للاتصال بجوهر المكان واكتشاف مكنوناته أو الاستذكار الفني الذي يتعالق عبر بعض قصائد الشاعر مع مدينته الجنوبية وحياة الناس فيها وبساطتهم وشموخهم على رغم محن الحروب وقساوة الأزمنة الممهورة بالخوف و بالبطش والعزل والفقر والتردي والإهمال:
"أقرأ تاريخ الماء
وأصور جرح الطين
وعند ضفافك
سيدتي
تستوقفني غابة شعر
وقرابين
.....
.....
أرضك لحمي
وشراييني: أعراق النخل
وهواؤك
ذلك الطاعن بالقدح
يمتد
كنهر رحيق في رئتي
.....
.....
منقوش حزنك في روحي
نقش الدمع على الخدين"
في "بداية البنفسج البعيد " ثمة فجائع للمصائر المجهولة والمغيبة وما يبعثه ذلك من أسى لتحقيق توصيفات لها عبر بؤر تتجسد في ثيمات وشخصيات تقبض عليها الذاكرة لمغالبة الحاضر و التداخل(شعريا) بين ما هو مجرد وملموس والشاعر يراقب ملامح مدينته وبعض شخصياتها الدالة عليها.. تلك الشخصيات الخارجة من فجائعها لتقترب من حواف الموت المجهول، وهي تتشبث بالحياة في محاولة للبحث عن النقاء على أنقاض الواقع فثمة:
" مغولٌ يفتحون الآن مذابحهم
في لحمك
وبرابرةٌ يحتربون
ومجوسٌ يذكون النار
على حلميك..
كل رصيف يشهر
حتفك"
وكان غلاف " بداية النفسج البعيد" لوحة للفنان التشكيلي عبد الملك عاشور و تخطيطاتها الداخلية للفنان خالد خضير، وسبق للشاعر"ثامر سعيد" أن اصدر عام 2001 "حدثني الملك الضلـّيل" مجموعته الشعرية الأولى.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فهد الاسدي..فن السرد الواقعي ونصاعة الموقف الإنساني
- أضوء 14 تموز 1958 و آثام الماضي
- المربد السابع نجاحات.. و-لكن-..!؟
- (حكايات الرأس والقدم) في جلسة إتحاد أدباء البصرة الثقافية
- -التدوير الدرامي-و الناقد المسرحي حميد مجيد مال لله في جلسة ...
- عن البريكان... و-البذرة والفأس-
- (المثقفون و الانتخابات).. ندوة لرابطة(إبداع) الثقافية في الب ...
- الرقيب الحكومي – السلطوي العراقي يمنع دخول مجلة( نثر) الفصلي ...
- (تحت المطر).. ثنائيات الموندراما
- فواعل (العنف) بعد 9 نيسان 2003
- تجليات التوظيف السياسي للفكر الديني
- رئيس لجنة الثقافة والإعلام في مجلس النواب: يحاور المثقفين وا ...
- القاص والروائي عبد الجليل المياح..بورتريه خاص*
- مَنْ يقتل الصحفيين ويهددهم و يخشاهم..!؟
- بعض ملامح المشهد الانتخابي القادم
- أدباء البصرة يواصلون حواراتهم حول:مؤثرات وآليات العملية الإب ...
- أدباء البصرة .. حلقات حوارية عن كيفية تشكل عمليات الإبداع ال ...
- اتحاد ادباء البصرة..يستذكر الروائي- عبد الجليل المياح- بمناس ...
- استباقا لانتخابات اتحاد الأدباء والكتاب العراقيين(2)
- حلقات حوارية عن كيفية تشكل عمليات الإبداع الفني


المزيد.....




- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - -بداية البنفسج البعيد-.. البحث عن النقاء على أنقاض الواقع