أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - دخان اسود... دخان ابيض














المزيد.....

دخان اسود... دخان ابيض


جاسم الحلفي

الحوار المتمدن-العدد: 3119 - 2010 / 9 / 8 - 08:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا اقصد بالدخان الأسود هنا تلك الغازات المنبعثة من المولدات الكهربائية المنزلية التي أخذت مهمة وزارة الكهرباء، بعد ان يأس المواطن من تصديق وعود تحسين أدائها. هذا الدخان الذي يدلل على ضعف الإرادة على تصنيع البلد والمضي في إعادة بنائه على أسس صحيحة، تشيع الأمل عند العراقيين، وتبشرهم ان ثمة في الأفق خير قادما.

الدخان الأسود الذي اقصده هو ما يتصاعد في العاصمة بغداد والعديد من المحافظات، جراء التفجيرات الإرهابية التي تنوعت إشكالها. فهذا الدخان ما زال يلبد سماء العراق، وليس هناك في القريب العاجل ما يبشر بتبديده. وكثير من الدلائل تشير الى ان المتوقع هو استمرار العمليات الإرهابية، بعد ان اتبعت "القاعدة" وحلفاؤها إستراتيجية "الانتحاري المجهول"، كما سماها احد المتحدثين باسم المؤسسات الأمنية، في معرض تحذيره من ألأساليب الجديدة للقاعدة، لكن من دون ان يعطي تصورا محددا لإمكانية تفادي جرائم "الانتحاري المجهول" وكيفية ردع المخططين الذين بدا أنهم يطورون أساليبهم ويكيفونها مع إمكانياتهم.

ويتصاعد أيضا دخان فضائح الفساد الأسود، فملفاته متنوعة ولها مستويات عديدة، ولا احد يعرف من أين تبدأ. لكن الجميع يقر بأنها آفة تنتشر بسرعة فائقة "كالنار في الهشيم"، حيث لم يسلم من الفساد مفصل واحد من مفاصل الدولة. فالصفقات التي تضمن حصة هذا ونسبة ذاك، باتت حديث الشارع. وهناك من يتفنن في إدارة الفساد، فمنهم من ينفذ المشاريع على الورق فقط، ومنهم من سلك طريق "التعيين مقابل التوريق". ويبدو ان الفاسد لا رادع له، فخسته وصلت الى لقمة عيش المساكين، وتطاولت على شبكة الحماية الاجتماعية، والكلام يدور حول نسبة كبيرة من "الأثرياء الجدد" زاحموا الثكالى والأرامل على المخصص الهزيل.

يتصاعد كذلك دخان الخطاب الطائفي الأسود مجددا، ويبدو ان وعود القوى المتنفذة بتجاوز الطائفية السياسية هو مجرد كلام، شأن الوعود بتحسين الأوضاع المعيشية والحياتية للمواطنين. هذا الخطاب الذي يكرس الانقسام والعزل والكراهية ويقف بالضد من دولة المواطنة، ومن حق العراقيين في العيش المشترك، ويُبقي على نظام الخوف الذي جاء مرادفا للمحاصصة الطائفية البغيضة.

ويتصاعد أيضا دخان بعض أوراق دستورنا المبجل، التي تم التجاوز عليه، مرة بقانون انتخابات جائر، ومرة أخرى بـ "الجلسة المفتوحة" التي لا تاريخ يحدد نهايتها، فيما لا احد يستطيع التكهن بالكيفية التي تنهي انتهاكات المدد الدستورية لتشكيل الحكومة. كما ان هناك دخانا يتصاعد من حرائق التجاوزات على الحقوق المدنية والسياسية، ودخان البطالة المخيف، ودخان التشرد، ودخان مآسي المهاجرين والمهجرين ومعاناتهم. يبدو ان الدخان الأسود هو الطاغي على أجواء العراق ومشهده السياسي.

ومع تصاعد الدخان الأسود تتراجع ثقة المواطن في أداء السياسيين المتنفذين ووعودهم، فيما يتسع التشكيك في ادعاءاتهم بإعادة الأمن والشروع في الأعمار، والإسراع في تشكيل حكومة وحدة وطنية بعيدة عن التعصب والانغلاق والمحاصصة، وعن العزل والتهميش.

لايزال المواطن يتنفس الدخان الأسود، متطلعا إلى أعضاء مجلس النواب عسى ان يقولوا كلمتهم في تحدي المتنفذين، ومن اجل إيجاد مخرج للازمة المستفحلة، او يدعو إلى إجراء انتخابات جديدة، تعيد المسؤولية مرة أخرى للشعب العراقي ، لعله يقول كلمته الصحيحة هذه المرة، وكي يشهد العراق ولو مرة صعود الدخان الأبيض كعلامة من علامات التغيير.



#جاسم_الحلفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مخاطر تهديد الحقوق المدنية والسياسية
- صفقات وصفعات
- ثلاثة تحذيرات واقتراح الإفطار السياسي
- بعثة الصليب الأحمر في العراق والحصة التموينية
- جلسة مفتوحة وآفاق مغلقة
- حكومة التوافقات الإقليمية
- حلان لثلاثة تحديات
- الاستعصاء
- تصاعد الحركة المطلبية في العراق
- قانون الانتخابات المعدل أقصى قوائم واضر بالعراق
- اختزال الديمقراطية
- قضاء مستقل ولكن!
- انتفاضة الكهرباء
- الحضور المؤمل للقوى الديمقراطية
- إفلاس الخطوط الجوية العراقية أم خصخصتها؟
- -بين حانه و مانه-
- حاميها… حراميها!
- سور بغداد وأبوابها
- حينما تغيب الكرامة الوطنية
- الديمقراطية نهج للخير وليست منفذا للطامعين!


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جاسم الحلفي - دخان اسود... دخان ابيض