أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الحجـاب الفــرنســـى .. والنقـاب الامـريـكـى














المزيد.....

الحجـاب الفــرنســـى .. والنقـاب الامـريـكـى


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 944 - 2004 / 9 / 2 - 10:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لان فرنسا كانت – ولاتزال – فى مقدمة الدول التى عارضت الحرب الأمريكية على العراق .. فان اختطاف اثنين من رعاياها لايمكن إلا أن يكون فعل واحد من اثنين :
الأول – مؤيد متعصب للعدوان الأمريكي على بلاد الرافدين .
والثانى – مصاب بـ " الحول " السياسى ، ان لم يكن العمى المطلق ، بحيث لا يستطيع ان يفرق بين أمريكا وفرنسا او بين أسبانيا وإسرائيل ، ويضع جميع أبناء الغرب فى سلة واحدة على اختلاف مواقفهم وتوجهاتهم !
والأغرب ان من قام بهذه الفعلة الخرقاء – ضد رعايا دولة رفضت العدوان الامريكي بقوة وثبات – ينسب نفسه الى المقاومة العراقية . فى حين ان ألف باء السياسة هو ان المقاومة الوطنية تحرص اشد الحرص على تضييق جبهة الأعداء وتوسيع جبهة الأصدقاء، بل ومحاولة الاستفادة القصوى من التناقضات الثانوية فى جبهة الأعداء .
وبهذا المعنى فان المقاومة الوطنية من مصلحتها تعميق المعارضة الفرنسية للعدوان الأمريكي ، وليس وضع الفرنسيين والأمريكيين فى نفس الخندق .
والأكثر مدعاة للدهشة ان يبرر الخاطفون فعلتهم بأنها احتجاج على القانون الفرنسى الذى يحظر المجاهرة باى علامات دينية فى المدارس الحكومية ، وتشمل القلنسوة اليهودية والصليب المسيحى والحجاب الإسلامي .
فالمفترض فى أى حركة تحرير وطنى أنها – بحكم التعريف – تهتم بقضية أساسية ومحورية هى "الاستقلال التام او الموت الزؤام" . ومن البديهيات فى كل أدبيات حركات التحرر الوطنى فى سائر أنحاء العالم أن أى تشويش على هذا الهدف الإستراتيجي خطيئة سياسية لا تغتفر.
والمفترض كذلك فى أي حركة تحرر وطنى – بحكم التعريف أيضا – أنها لا تخلط الدين بالسياسة، بل هى عابرة للأديان ، ويجب ان تسعى إلى ذلك وان توسع صفوفها لتشمل أبناء مختلف الديانات الذين يوافقون على خطها السياسى "الوطنى".
فما بالك وان القضية التى يتعلل بها الخاطفون – وهى مسألة الحجاب – قضية خلافية داخل المجتمعات الإسلامية ذاتها. وإذا كان من حق البعض ان يتمسك بالحجاب ويرى فيه فريضة إسلامية ، فانه ليس من حق هذا البعض أن يفرض رأيه على الجميع مسلمين وغير مسلمين . فضلاً عن ان التركيز على هذه المسألة "الشكلية" يثير التساؤلات ، خاصة وان المسلمين يواجهون تحديات حقيقية، سياسة واقتصادية وثقافية .. فلماذا نسكت عن هذه الأمور الجدية الجسمية ونتعلق بقشة الحجاب بينما الكرامة الوطنية للمسلمين مستباحة ومصالحهم الاقتصادية مهدوره وفضاءهم الثقافى مخترق.
ولذلك وصفنا هذه الممارسات فى مقال سابق بأنها مثال ساطع للعمى السياسى لتلك الدوائر التى تغذى حملة "الحجاب" كما تبين نفاقها.
فالنظرة المتفحصة لهذه الحملة العمياء تؤدى بنا الى اكتشاف أن هذه المعركة الوهمية ليست معركة من اجل الحجاب " الدينى " وإنما معركة لفرض حجاب سياسى زائف على واقعنا المتردى .
حجاب للتستر على المعتدين الحقيقيين الذين ينتهكون السيادة الوطنية والقومية ويحتلون التراب الوطنى ويشنون حرب إبادة ضد شعبين عربيين ويهددون باقى العرب بالويل والثبور وعظائم الأمور اذا لم يرفعوا الراية البيضاء ويدخلوا بيت الطاعة الأمريكي والإسرائيلي .
حجاب للتستر على المشاكل الحقيقية التى يواجهها العرب ، وفى مقدمتها مشكلة الإصلاح السياسى والديمقراطي ، والإصلاح الاقتصادي الجاد الكفيل بكسر طوق التخلف والتبعية والفقر المستشرى ، والإصلاح الثقافى الذى يعيد الاعتبار لفكرة المواطنة ويمحو وصمة الأمية وفجوة المعرفة الرهيبة .
كل هذه القضايا الحقيقية ، وليست الوهمية ، نخفيها وراء " الحجاب " الفرنسى .
وقد تساءلت فى مقال سابق عن سر هذه " الشراسة " التى تبديها بعض الدوائر العربية – والمصرية– التى تؤجج نيران حملة الحجاب ، بينما لا نجد عشر معشار هذه "الشراسة" أمام عنجهية الإسرائيليين وبلطجة الأمريكيين فى الأمور الجدية ، بل نجد نفس هذه الدوائر تنصحنا بـ " التعقل " و " الواقعية " و " ضبط النفس " ، لكنها فى معركة الحجاب لا تقبل بأقل من إعلان الحرب على فرنسا !
وغنى عن البيان ان ثمن هذا العمى السياسى – فى حالة العراق – يصبح افدح .. وافظع، للأسباب التى أشرنا إليها باختصار فى السطور السابقة ، ولسبب إضافي هو ان الضحية فى حالتنا اثنان من الصحفيين الفرنسيين .
فهذان الصحفيان .. مدنيان ولا علاقة لهما بالعمليات العسكرية الدائرة فى العراق .
والأعجب انهما شاركا فى فضح الممارسات الاستعمارية للاحتلال الامريكى لبلاد الرافدين ، وساهما فى تنوير العالم بأبعاد المقاومة الوطنية العراقية .
ثم أن كل المراجع الدينية الإسلامية ، السنية والشيعية على حد سواء ، قد أدانت اختطافهما والتهديد بقتلهما بحجة الحجاب الفرنسى أو بأي حجة دينية أخرى .
وهذا يذكرنا بعبارة العز عبد السلام الشهيرة " كلكم تبكون .. فمن سرق المصحف " ، وهى مقولته التى أعقبت اكتشافه سرقة مصحفه ، وبكاء الجميع استنكاراً لهذه الجريمة .
والآن .. جميع المرجعيات الإسلامية تستنكر اختطاف الصحفيين الفرنسيين .. فمن يكون الذى فعلها وبرر فعلته بذرائع دينية !
كل هذا يثير التساؤلات والشكوك ، فالمستفيد الوحيد من هذه الجريمة هو الاحتلال الأمريكي وزعانفه .
والاحتلال الأمريكي مستفيد من ثلاث زوايا :
الأولى : ان الهدف فرنسى ، أي ينتمى الى الدولة الأكثر إدانة للعدوان الأمريكي على العراق.
والزاوية الثانية ان الهدف صحفى .. أي ينتمى الى هؤلاء الذين يفضحون جرائم الاحتلال ويكشفون المستور الذى يحاول هذا الاحتلال إبقاءه فى طى الكتمان خلف " حجاب " التعتيم .
والزاوية الثالثة أن هذه الحادث – وأيا كانت الطريقة التى سينتهى بها – يلوث سمعة المقاومة الوطنية العراقية التى نجحت فى كسب احترام العالم بأسره فى الشهور السبعة عشر الماضية .
فهل نستوعب الدرس .. ونفهم " الملعوب " ؟!



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -مقهى- ينافس وزارات الثقافة العربية فى فرانكفورت
- دروس للعرب فى الإصلاح .. من أمريكا اللاتينية 3-3
- (دروس للعرب فى الإصلاح .. من أمريكا اللاتينية (2-3
- (دروس للعرب فى الإصلاح .. من أمريكا اللاتينية (1-3
- الفلوس والثقافة العربية
- يوسف بطرس غالي.. وفتوي الفتنة
- ما هى الجريمة الكبرى التى تستدعى إطفاء أنوار العراق؟
- حزمة يوليو .. مجرد -خريطة طريق- لمنظمة التجارة العالمية
- !بلد المليون شهيد .. ومعتقل
- ثقافة البازار.. أقوي من مدافع آيات الله
- مـجمــوعـة الـ 15 تستـعـد لإحيــاء روح بانــدونــج
- النـكــوص الـديمقــراطي
- مؤتمر طهران يفتح النار على منظمة التجارة العالمية
- حكاية الصحفيين مع وزارة نظيف.. وكل حكومة
- صـديـق إسـرائيـل يحـاكـم صـدام حســين
- لماذا هذا التلذذ بحبس الصحفيين؟!
- الـــوفــــد
- الصحفيون ليسوا قضاة.. لكن الوزراء ليسوا آلهة
- !استئصال الناصريين
- العرب مذلون مهانون فى قمة الثمانية الكبار


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - الحجـاب الفــرنســـى .. والنقـاب الامـريـكـى