أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - تجربة رامي علّيق في حزب الله















المزيد.....

تجربة رامي علّيق في حزب الله


أحمد أبو مطر

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 21:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أود في البداية التوقف عند مسألة الحوار ورأي الآخر لدى القراء العرب أي في الثقافة العربية، حيث يسود كما أعتقد منطق مصادرة الآخر عند الغالبية العظمى، حيث يعتقد الكثيرون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة، وغيرهم دائما على خطأ، في حين أنه لا يستطيع أي عاقل إدعاء ذلك، لأن الحقيقة المطلقة من المستحيل الاتفاق عليها في المسائل النظرية خاصة السياسية منها. وهناك نقطة مهمة تتعلق بهذه المسألة وهي ملاحظة الاستنفار المسبق لدرجة حالة الطوارىء الحمراء لدى مؤيدي التيارات والأحزاب التي تضع في نهاية أسمائها صفات إسلامية، أيا كانت برامجها وممارساتها قريبة أو بعيدة أو متناقضة مع روح الإسلام، فأي نقد لهذه الأحزاب يواجه بأسلحة دمار شامل من الشتائم والتخوين والتكفير.
ويظلّ السؤال قائما: لماذا هذا الاستنفار القتالي يظهر من القراء مؤيدي هذه التيارات ذات الصفة الإسلامية في أسمائها فقط؟. لذلك سنرى ردود فعلهم على الدكتور" رامي علّيق " صاحب كتاب ( طريق النحل) الصادر عام 2008 ، و يروي فيه من ضمن فصول حياته في لبنان ، تجربته الطويلة في ( حزب الله ) التي أهلته ليكون قياديا في الصف الأول للحزب ومسؤولا عن طلاب الحزب في الجامعة الأمريكية في بيروت، خاصة أنه انتمى للحزب وعمره لم يتجاوز بعد الخامسة عشرة بسبب حماسه وتشدده في كل ما يتعلق بالحزب ومبادئه وممارساته، التي انعكست على تصرفاته داخل المنزل، حيث كان يمنع المشروبات والإستماع للموسيقى، وحدث أن ضرب شقيقته الطفلة ابنة العاشرة بسبب ارتدائها الجينز الذي كان يعتبره معيبا وحراما، ويتناقض مع المبادىء التي كان قد بدأ يتشربها من جلساته الحزبية واستماعه لمنظّري وملهمي الحزب.

لذلك فمن له اعتراض على ما سيرد من أراء فليتوجه باعتراضه للدكتور رامي علّيق مؤلف هذا الكتاب المهم، الذي لم يأخذ ما يستحقه من ذيوع وانتشار، بسبب العراقيل الموجودة أساسا أمام تنقل الكتاب العربي بين العواصم العربية. ومن البداية فإنّ القراءة الدقيقة للكتاب تفهم أنّه ليس مقصودا به تجربة الدكتور رامي في الحزب فقط ، بل هي تجربة لبنانية شامله لشاب نمى وعيه من انغلاق في مربع محدود إلى أفق لبناني أوسع وأشمل، أفق لا ينطلق من العقل فقط بل من القلب الذي يؤلمه ما آل إليه هذا الانغلاق والتفتت الذي شاع في نسيج المجتمع اللبناني بعد أن كان مثالا للانفتاح والديمقراطية التي لا تنظر للأصول و الأديان و الطوائف، بل الإنسان حيث الكل مواطنون وبشر لبنانيون على قدم المساواة.
لماذا تسمية " طريق النحل " ؟
ربما يرى بعض القراء غرابة ما في أن يوضع ( طريق النحل ) عنوانا لكتاب يروي تجربة سياسية وحياتية مثيرة، إلا أنّ الغرابة والدهشة يزولان عندما تعرف أن المؤلف الدكتور رامي علّيق، نشأ في أسرة لبنانية جنوبية تعشق تربية النحل وتمارسها، وكان والده مهندسا زراعيا معروفا ، مما أثّر في رامي الطالب الدارس ليدرس في كلية التربية الزراعية في الجامعة الأمريكية في بيروت، ويتخصص في ميدان تربية النحل. والتسمية كعنوان للكتاب فيها رمزية عميقة، لأن (طريق النحل هو ذات الشوكة، فيه عقص كثير لكنّ في آخره عسل ) كما يقول الدكتور رامي، وكأنّ ذلك رمز موفق للوضع اللبناني الذي غنّت له فيروز أغنية بنفس الإسم ( طريق النحل )، جاء في كلماتها:
إنت وأنا يا ما نبقى
نوقف على حدود السهل
وعلى خط السما الزرقا
مرسومي طريق النحل
أنا ومتكية ع بابي مرقت نحلي بكير
غلّت بزهور الغابي وصارت تعمل مشوير
وتعن العنين حزين ومش حزين
وبسكوت الظهرية مكسر الحنين

والرمز في هذه الكلمات حزين وغير حزين، فيه الشوك والعسل، المرارة والحلاوة، مثل كل ما يختزنه لبنان في العقود الأربعة الماضية، حيث أشواكه غطّت على عسله، وهذا ما قصد الدكتور رامي علّيق تقديمه في كتابه هذا المهم، الذي هو سيرة ذاتية لنسبة عالية من الشباب اللبناني، أيا كانت ولاءاتهم وانتماءتهم، لذلك يخطىء في الفهم من يعتقد أنّ الكتاب هدفه تجريح حزب الله، لأنه مراجعة ذاتية مرّت بها ووثقتها العديد من القيادات الحزبية لكثير من الأحزاب العربية، التي ناضلوا من خلالها، وبالتالي فعلينا قراءة الكتاب من منطلق حسنّ النية والرغبة في المراجعة التي توصل للتفاهم من منطلق لا شخص ولا حزب على حق في كل ما يقول ويمارس، خاصة حزب الله في لبنان الذي يدور حوله نقاش لم يسبق حول أي حزب لبناني.
مشاهد وصور أثّرت في تكوين ونشأو رامي
( شاهدت صور التظاهرات في الصحف ومنها صورة لإمرأة تغطي نفسها بالكامل بعباءة سوداء، علقت الصورة في ذهني لأنني لم أكن قد شاهدت شيئا مماثلا من قبل، وكان لافتا في تلك التظاهرات وجود نساء بالشادور الأسود، وشعارات تشيد بالثورة الإسلامية في إيران، الأمر الذي اعتبره معظم الناس ظاهرة غريبة عن مجتمعنا اللبناني في الجنوب في تلك الفترة، كما فهمت من كلام جيراننا وبعض الأساتذة في الجامعة، وبعض رفاقي الذين ردّدوا ما تناقله أهاليهم ).
( أثناء اللعب مع أولاد أسر شيعية مقربة من حركة أمل، كنت أسمع عبارات تفيد أنّ المسيحيين عملاء للإسرائيليين ).
( انتهت الحرب بين أمل وحزب الله بترتيبات سياسية، جاء على أثرها وزير خارجية إيران علي أكبر ولايتي ليقرأ العزاء على أرواح ضحايا الحزب والحركة ). وكان صمود رامي وشدته في قتال حركة أمل بداية صعوده وشعبيته داخل حزب الله، واعتقاله بعد ذلك وتعذيبه في سجون الحركة، هو بداية الطريق لوصوله للجهاز الأمني في الحزب وترقيه لمستويات قيادية. ولكن لماذا الحرب بين حركة أمل الشيعية وحزب الله الشيعي؟
يجيب الدكتور رامي
( كان الحديث يدور داخل الحزب حول أنّ الحرب التي حصلت ما هي إلا محاولة إيرانية للتأثير على الساحة اللبنانية بشكل مباشر من خلال حزب الله، من دون المرور بسوريا، مما دفع سوريا إلى استخدام أمل للوقوف في وجه هذه المحاولة ). وهذا يقودنا لتذكر ظروف تنحية الشيخ صبحي الطفيلي الرافض لنظرية ولي الفقيه والتدخل الإيراني من قيادة الحزب حيث كان أمينه العام الأول عقب تأسيسه، ثم تولي الشيخ عباس الموسوي القيادة، ثم السيد حسن نصر الله الذي تكرّس في زمن قيادته وما زال الدور الإيراني في لبنان بشكل واضح لا سرّية فيه.
أهمية الحديث الداخلي لقيادات الحزب
الأحاديث والصرخات الداخلية التي كانت بعض قيادات حزب الله تبوح بها في جلسات مغلقة، تعبر عن ازدواجية وخوف في التعامل مع أكثر من جهة، اسمعوا بعض هذه الصرخات والتنهدات:
( لا أنس لحظة التقيت أحد الأصدقاء المسؤولين في حزب الله، منذ أكثر من عقد خلا، بعد عودته من دمشق ساخطا، إذ قال بأسى ( وكأننا لم نوجد إلا لنموت في الجنوب ).
( كذلك لا أنسى كيف رفع مسؤول آخر صوته عاليا معترضا على التحالف مع المسؤولين السوريين، الذين لا يؤمن جانبهم، ولا يتمتعون بالحد الأدنى من الأخلاقية في التعامل مع الآخرين، ولا ينفكّون ينهبون ثرواتنا، وغير ذلك مما يصبّ في الخانة ذاتها).
( لماذا نختار أن نصطف وراء هولاء الذين يجروننا إلى المزيد من التطرف في مواقفهم عبر إطلاق شعارات رنانة تدغدغ عواطفنا؟ لماذا صرنا نتحرك وفق خطاب يحاكي لغة العصور البائدة، فيتم تكريس مقدسات ليست مقدسة، ويحلّ جو من الإرهاب الفكري محل أجواء النقد الفعّال؟ ).

جمهورية رامي علّيق،
كتاب جدير بالقراءة، لأنه ينطلق من عقل وقلب إنسان حريص على لبنان وعلى حزب الله الذي عاش وناضل فيه. حرصه هذا نابع من أن يصبح الحزب أداة للوحدة الوطنية والتفاهم والإنسانية التي عاش فيها آباء وأجداد اللبنانيين الحاليين، وليس سلاحا لتهديد الأمن وتخويف من يعارض وينتقد الحزب. كتاب جرىء و صادق، أتمنى قراءته من كل من يريد للبنان الوحدة الوطنية والعودة لزمن مضى، كان الإخاء والتسامح سمته الأساسية. لبنان الذي يستحق عسل النحل ولا يستحق قرصه.
[email protected]
www.dr-abumatar.net
www.dr-abumatar.info



#أحمد_أبو_مطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفاوضات مباشرة..لم لا؟ و إلا ما البديل؟
- قرار حق العمل لفلسطينيي لبنان
- زيارة القدس تطبيع أم تعريب؟
- الشيخ صبحي الطفيلي: استمعوا جيدا لما يقوله هذا الرجل
- مؤتمر حسن نصر الله الصحفي: الفيلم الهندي أكثر إقناعا
- فخر لفلسطين والسلام في العالم
- إخوان الأردن: لماذا المقاطعة اليوم والمشاركة أمس؟
- عرب ومسلمو النرويج:كيف ينبغي ان يتصرفوا؟
- نضال الإنترنت الفلسطيني
- لماذا قواعد أحمد جبريل في لبنان وأعراس خالد مشعل في دمشق؟
- تفاصيل جديدة عن التوطين والتجنيس للفلسطينيين
- هيثم المالح ثمانون عاما أغلبها طردا وسجنا
- نعم للتوطين والتجنيس
- النقابات العربية واقع أم خطابات وهمية
- حذاء الزيدي عريسا في غزة
- خطاب الملك عبد الله الثاني صراحة غير معهودة
- وماذا بعد انتهاء موسم اللطم والخطابة؟
- تداعيات القرصنة الإسرائيلية
- عرب ومسلمون في بلاد الإفرنج
- من رسائل المنفى والغياب، الحلقة الرابعة


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد أبو مطر - تجربة رامي علّيق في حزب الله