أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - فلنعترف أولا بتخلفنا 2/5














المزيد.....

فلنعترف أولا بتخلفنا 2/5


محمد حسين يونس

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 18:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأسباب والجذور ( القوى العظمى )
منذ عام 525 ق.م عندما غزا قمبيز مصر لتصبح ولمدة قرنين مستعمرة فارسية ، لم يعد لأهلها ( وحتى اليوم) يد فى تقرير مسارها ومصيرها .. لقد كانت دائما ما تحكم بواسطة قوى عظمى من خارجها ، الاغريق لثلاثة قرون ، والرومان لستة قرون ، والعرب والفاطميين والمماليك لتسعة قرون ، والامبراطورية العثمانية لثلاثة قرون ، وحتى عندما استقل بها محمد على لينقلها من حالة الغيبوبة الحضارية الى مصاف الدولة الحديثة ( شكلا ) تآمرت عليه قوى عظمى وهزمته ، ثم احتلت إنجلترا مصر لسبعين سنة .
مصر لم تنج من نفوذ القوى العظمى أبدأ ، فبعد الحرب العالمية الثانية وتسليم الراية للولايات المتحدة فى تنافس مع الاتحاد السوفييتى ، كان لكل منهما دوره بالسلب او الايجاب ، الذى تحكم فى قدرة البلد وهويتها ومكانتها فى المنطقة أو فى معسكرات الصراع العالمى .
هزيمة 67 ومعاهدة كامب ديفيد ، حولت مصر الى تابع للولايات المتحدة ، تنفذ ما يرسم لها فى البيت الأبيض من هوامش إقتصادية وسياسية ، بكلمات أخرى مصر فى زمن الاستعمار الفارسى تحطم كبرياؤها وتخلت عن هويتها التى استمرت لآلاف السنين ، أما فى زمن الاغريق ، فلقد كانت الحارس على مصالح الامبراطورية جنوب البحر المتوسط وحلقة الربط بين الاسكندرية ( المنشأة حديثا ) وأثينا ، وكان على الشعب فى الداخل تغيير لغته وآلهته ودينه وعمارته وتقاليده لتمتزج بما جلب الوافد الجديد . فى زمن الرومان تحولت مصر الى مزرعة لروما وسلة الخبز لأوروبا ، تنتج القمح والزيتون والنبيذ ، وينهبه عساكر القيصر لينتقل بأساطيل المراكب العابرة للبحروبدأت مرحلة التخلف الأساسية للشعب الذى لم يلق أى عناية من حكامه الأجانب . فى زمن العرب تم " حبس درها وصرها أن يخرج منه شيئا نظرا للاسلام وعهوده " كما حدد الخليفة ابن الخطاب ، ومنذ ذلك اليوم أصبحت مصر الممول الرئيسى لبيت المال سواء كان فى المدينة او دمشق او بغداد أو للحروب التى خاضها المماليك والسلاطين .نهب مصر واستنزافها الأعظم كان بواسطة ولاة العثمانيين ، الذين هبطوا بها الى الدرك الأسفل من التخلف.
الفترة من صعود محمد على وحتى إتفاقية كامب ديفيد ( حوالى قرن من الزمان ) استطاع المصرى عبور البوابة من ظلام القرون الوسطى المملوكية الى نور الدولة العصرية الديكتاتورية ثم الليبرالية ثم الشمولية ، لتسقط بعد كامب ديفيد في براثن الولايات المتحدة الوارث لحكم العالم ، فتقرر أن يكون بمصر رئيس ( ملك وله ولى عهد ) ينفذ سياستها فى المنطقة ويحافظ على اتزان العلاقة مع اسرائيل والسعودية ويساعد على مواجهة ( المتطرفين ) .. فى مصر فى نهاية العقد الأول من القرن الحادى والعشرين لا تخجل وسائل الاعلام أن تصرح بان زيارة السيد الرئيس لأمريكا مع نجله ، هدفها ضمان استمرار احدهما فى الحكم ولا يخجل مثقف يشار اليه بالبنان ان يقول رئيس مصر القادم يجب ان توافق علية امريكا واسرائيل.
الولايات المتحدة حددت دور مصر فى خريطة الاقتصاد العالمى ليكون فى مجالات السياحة – البترول – قناة السويس – تصدير العاملين لدول الخليج – إقامة الصناعات القذرة الملوثة للبيئة ، أما الزراعة والصناعة المتقدمة الاليكترونية والأبحاث العلمية فهى لاسرائيل ولا حاجة للمصريين بها ، لأنهم سيستوردونها إما من حر مالهم أو بواسطة الاعانات والقروض والمنح .
الأولوية السياسية للولايات المتحدة فى المنطقة فضلا عن الاستحواذ على البترول ، هو امان إسرائيل ، لذلك فسيناء منزوعة السلاح ، والجيش المصرى غير مقدر له أن يتفوق من حيث العدة أو البشر عن القوات الاسرائيلية ، وبالتالى فان تسليحه المحسوب بدقة ، يجب ألا يتجاوز ما يسمح به من إعانات .
قرار الحرب او السلام ليس قرارا مصريا ، فارتباطه بقطع الغيار والذخيرة ونوعية السلاح وكلها بيد امريكا، يجعل القرارا قرارها .
الولايات المتحدة أرادت ان تكون أغلب استثماراتنا بعد كامب ديفيد متواجدة فى أرض المعركة التقليدية ، حيث شرم الشيخ ودهب ونويبع ، وعلى الضفة الأخرى الغردقة وسفاجا وبينهما البترول والغاز المكتشف أغلبه فى سيناء، فإذا ما أضيف الى هذا قناة السويس ، أصبحت كل مفردات الاقتصاد المصرى خاضعة للمجازفة بها لو أن مصر قررت الدخول فى حرب رابعة مع اسرائيل .
الولايات المتحدة تحكم مصر وتسيرها وفق خططها ومصالحها وأمن اسرائيل أما الشعب فكما قال مكنمارا " دع جروحه تتقيح " بمعنى أن القوة العظمى المسيطرة على أقدار مصر ، لا يهمها إرساء الديموقراطية أو تحسين التعليم أو مراعاة حقوق الانسان وحريته أو تطوير الاقتصاد القومى أو التوسع الزراعى ( مشروع توشكى عجز عن تحقيق أهدافه لأنه ليس على أجندة الولايات المتحدة الاقتصادية ) أو التدريب المهنى أو تحسين المرافق والمواصلات ، ما يهمها هو استقرار الحكم فيما يشبه السكون ، وعدم خلق تهديدا لأمن اسرائيل . اليس هذامشابها لما كان من روما في زمن سابق وكان سببا للتخلف الفارق لمصر والمصريين ..!!
لقد تحول المصرى المناطح لامريكا الي تابع ينتظر الاعانات وينتظر الا تسمح بمد قوانين الطوارىء ويأمل أن يكون رئيسها الجديد اقل تحيزا للجيران في وهم شرقي يشبة مصباح علاء الدين الذى اخترعة ليغنيه عن التعب والنضال.
امريكا مثل سابقيها لن تحترم الا من يطالب ويسعي لفرض مطالبة.. ولا تنظر لمن يستجدى الحل .. العمل والعلم والوعي بقوانين الحاضر قد تؤدى للاستقلال ولكن كيف ومتي نمتلكها.
ان كان لاسرائيل دور محسوس في القرار فذلك لاننا في مصر لم نستفيد بفترة الهدنة الممتدة منذ كامب دافيد واضعنا كل الفرص بكسل يشبة كسل العجائز بعد سن المعاش متكلين علي أن 99 بالمائة من اوراق اللعبة بيدها (أمريكا) وانها ستكون عادلة .. سذاجة ووهم المتخلفين عن العصر الفاقدين للغته من هواة وجدوا أنفسهم يحكمون .



#محمد_حسين_يونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فالنعترف أولا بتخلفنا 1/5
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 4 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 3 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر ( 2 )
- يا حزن قلبى على مهندسينك يا مصر
- اشنقوا - جدو- أمام البوابة الرئيسية لنادى الزمالك
- حوار إنتظر نصف قرن ليتم
- هز القحوف فى مرثية لأبى شادوف
- مليون جنية لكل لاعب !! إنها قسمة ضيظى
- لا تصدقوا هذه الجماهير
- يا أهل مصر اهربوا منها
- أبناء الديانة الرابعة ...هذا قدركم
- أحلام القرن الحادي والعشرين وإشكالية التنوير
- أنا مع الفرعون .. طبعا 3/3 ..الحلقة الأخيرة
- أنا مع الفرعون .. طبعا (3/2)
- أنا مع الفرعون .. طبعا (1/3)
- مصر مستعمرة وهابيه3 الجزء الأخير
- مصر مستعمرة وهابية 2
- مصر مستعمرة وهابية
- القلعة الفولاذية السوداء تتحرك


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسين يونس - فلنعترف أولا بتخلفنا 2/5