أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المراكشي - تساؤلات تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني.( * )















المزيد.....

تساؤلات تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني.( * )


محمد المراكشي

الحوار المتمدن-العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 19:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



أود في البداية أن أشكر الإخوة في مجلة مشاهد على هذه البادرة التاريخية في المدينة ،و التي تهم حركة احتجاجية استثنائية في مغرب القرن الواحد و العشرين..
في هذه المداخلة التي تبتغي المشاركة في ما اسميتموه بتقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني ، سأحاول أن أنطلق من مجموعة من التساؤلات التي لا أزعم أنها تفترض إجابات وحيدة هي التي أقدمها ،ولكن هي مفتوحة على احتمالات إجابات عديدة بل و يمكن أن تكون متباينة حسب طبيعة الرؤية و التحليل و موقع المحلل.
عن سؤال الهوية
في الحديث عن سؤال الهوية ، و الذي اتخذتموه معبرا افتتاحيا للحديث عن التجربة ،لا بد من الوقوف على التساؤلات التالية:
1- لماذا التقييم ،و هل نملك –نحن- الارادة و القدرة و الجرأة و الشرعية لذلك؟ هو سؤال غالبا ما نلتف حوله أو نتجاوزه ،لكنه أساسي و ضروري لمثل هذا النقاش..وإذا كانت الارادة دائما حاضرة أو على الأقل كما يبدو، فإن المقصود هي مدى جدية هذه الارادة ،و التي تظهر فقط من خلال الوضوح التام في قراءة التجربة بتجرد و أقرب إلى الموضوعية.وبطبيعة الحال يجب إذا ما توفرت الإرادة أن تتمكن من القدرة على القراءة و التقييم، وأرى أن قوة هذه الندوة هي في استضافتها لأبناء التجربة ومؤسسيها ،وهو ما يفسح المجال لقراءات واضحة للتجربة تحتاج إلى جرعات من الجرأة على فتح ملفاتها ،وهو أصعب أمر في العمل بكامله..لأن الجرأة تبتغي الدخول في نقاشات قد لا تفيد أحيانا كثيرة..لكن تواجد الاخوان كلهم هو خطوة جريئة لم تسبق منذ 2005،وهي جرأة تحسب لمشاهد و تحسب للإخوة و الرفاق كلهم.
أما فيما يخص الشرعية ، نضالية أو تاريخية أو غير ذلك ، هل نمتلكها نحن لكي نقيم تجربتنا في الحركة الاحتجاجية ، فهو أمر بعيد عن نقاشات شد الحبل ،والتاريخ وحده هو الكفيل بتحديد ذلك..
2- الهوية ، مصطلح ذو حمولات متنوعة، قد تتوفر وقد لا تتوفر في الحركة الاحتجاجية التي نحن هنا بصدد الحديث عنها،إنني هنا أطرح السؤال البديهي و الأزلي"من نحن و ماذا نريد؟"..وهو على أي حال تساؤل إشكالي على اعتبار مجموعة محددات:
أولها أن الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني هي نتيجة لحركية نخب جديدة بالمدينة،نخب تبحث لها عن موطئ قدم بالساحة السياسية و التدبيرية –وهو أمر طبيعي و ضروري- بعد تآكل "النخب" القديمة المخزنية في معظمها ،و الكارثية في تدبيرها .. من الطبيعي إذن لفئة جديدة من خريجي الجامعات و العمل الجمعوي الملتزم في التسعينات و أطر الأحزاب التقدمية أن تصبح جزءا من المعادلة.
ثانيها، أن الحركة الاحتجاجية لسيدي إفني هي حركة لا تحمل هوية سياسية محددة ، بل فتحت الباب أمام الجميع من الاسلامي إلى اليساري..مبنية أساسا على زخم علاقات إنسانية لم يستطع المخزن و لن يستطيع أن يفهمعا أو يفككها..وتلك هي نقطة قوة البداية. ثم إنها ليست حاملة لهوية ايديولوجية، فهي مزيج متنوع من الخطابات و التحاليل التي تنتهي لحسن الحظ إلى نتيجة واحدة لقراءة الوضع المحلي مجملهاهو الاقصاء و التهميش و الفقر و العطالة و سوء التدبير و التسلط ..
وللتأكيد على ماقلناه يكفي أن ننظر إلى كيفية تعامل الآخرين مع الاطار التنسيقي على اعتباره هلاميا ، لذلك قلنا أن سوء فهم التجربة من طرف المخزن و من والاه كان من البداية..
المحدد الثالث ، تدفعنا هذه التحديدات إلى القول بأن الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني لم تكن ذات هوية واحدة،بل ذات هويات مختلفة و متنوعة و العجيب في مرحلة ما هو أنها كانت متكاملة.إنها رغم الاختلاف صاغت فعلا منظما و قويا و مسؤولا ..لكن أختم هذا المحور بالتساؤل : هل أصلا سؤال الهوية طبيعي في مثل هذه الحركات؟ بمعنى هل نحتاج أن نناقش و نحدد هويتنا فبل أن ننتفض على واقع مأزوم ؟؟بالطبع لا ، لأن الدوافع لا تترك مجالا لمثل هذه النقاشات التي تعتبر في مثل تلك المواقف تافهة ..فما وقع في سيدي إفني يمكن أن ألخصه في قولة لإميل حبيبي الروائي الفلسطيني الراحل حين سئل "لماذا لا تثور؟فأجاب :أنا ثورتي مثل ثورة الثور الاسباني ، لأا أثور إلا إذا غرست السهام في ظهري"..هذا ماوقع في سيدي إفني.
عن "الانجازات":
قبل الحديث عن ما يمكن أن نعتبره جديرا بالحديث في هذا الباب ، أود أن أطرح التساؤل:هل الحركة الاحتجاجية مطالبة بإعطاء ما يشبه التقرير الأدبي عن إنجازاتها؟؟
شخصيا لا أظن لأن الحركات الاحتجاجية في العالم وظيفتها الاساسية هي الاحتجاج عن أوضاع سيئة ، و الهدف هو تغييرها إلى نقيضها..وهذا هو الانجاز غير المعلن عنه ، لكنه يكون ملموسا، لهذه الحركات..الواقع أمامنا لإتخاذ الاجابة الملائمة..أما أن نطلب من حركة أو من ممثليها او انصارها تحديد المنجز من خلالها ، فالامر فيه عسف على التجربة ويعيدنا لتناقضات أسئلة الشرعية و غيرها...
ثم ، هل حقيقة أن كل الحركات الاحتجاجية تكون لها نتائج إيجابية يمكن تسميتها "إنجازات"؟؟
أما بالنسبة للحركة الاحتجاجية بسيدي إفني ، و أنا هنا في هذا النقاش أميزها عن السكرتارية المحلية لأني لاحظت أن الاخوة يخلطون بين الأمرين وهو ما يدفعني للتحديد أن السكرتارية هي تمظهر من تمظهرات الحركة الاحتجاجية،أقول أن الحركة إن هي وصلت إلى بناء الوعي الاجتماعي لدى المواطنين و المواطنات فهذا إنجاز يحسب لها ، و هي وصلت إلى استفزاز الوعي السياسي عند الناس و هذا إنجاز تاريخي ، ثم هي حفزت الناس على القدرة على المطالبة و التعبير و الاحتجاج ، وهو إنجاز كذلك..ألا يمكن اعتبار القطع مع مرحلة من التسيير تحكمها نخب قديمة متهالكة إنجازا رغم عثرات البدايات و زلاتها..هو إنجاز نضيفه إلى إعادة المدينة للإستفادة المباشرة من "التنمية" بعيدا عن اللوبيات الانتفاعية التيزنيتية..
إذن هذه على مايبدو لي مجمعة إنجازات معنوية بطبيعة الحال ، يمكن الاستناد إليها للقول إن شيئا ما يقع في اتجاه أحسن..وهنا أؤكد على أن سؤال الانجازات له علاقة وطيدة بسؤال الهوية ، بالنظر إلى اختلاف مكونات الحركة و تباين قراءاتها،وإني أجد نفسي متفقا معها على اختلافها سواء بالنسبة للذين ارتأوا مثلا الدخول في المرحلة الجديدة من بوابة التسيير حيث أرى أن ذلك واجهة للنضال من موقع آخر ، كما أرى أن ماارتآه الذين ظلوا متشبثين بالنضال الجماهيري ..لكن مع إضافة بسيطة هي مؤاخذة على الجميع ، حيث أننا أصبحنا نعتبر الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني و كأنها الهدف النهائي معزولة عن واقع مغربي يتخبط في نفس المشاكل ..هي خطوة في اتجاه دمقرطة البلاد و التعامل المتساوي مع المناطق..هي حركة محلية لكن ببعد وطني في استراتيجية النضال الديمقراطي...
من ناحية أخرى ، هناك انجازات أخرى هي طبيعية في الحركات الاحتجاجية ، هي تحقيق مطالب ، و الواقع الافناوي له إمكانية الحكم في هذا المجال،كما أن الاعتقالات و الانتهاكات و رد فعل المخزن سياسيا و إعلاميا ،ورد فعل اللوبيات الانتفاعية ومواليها المحليين، و تكريس الاحتجاج كفعل شبه يومي.و انتخابات غيرت أفق انتظار الناس.. هي كلها نتائج لحركة احتجاجية ..
على سبيل الختم:
هنا أتساءل : هل خلقت الحركات الاحتجاجية لتبقى إلى الأبد ؟ام لتزول مع زوال الأسباب؟؟الجواب رغم أن التساؤل قد يتضمنه ،فإنه غير ذلك على الإطلاق ، إذ لم نسمع عبر تاريخ الانسانية الطويل أن الاحتجاج يبقى إلى الأبد ، أو يزول غلى الأبد..الأمر بيد المواطن ، يدفع حركته الاحتجاجية إلى ابعد مدى و يرفعها إلى أسمى علو..لكنه حين يغضب يخرج بطاقته الحمراء المخزنة بعناية في ضميره..فينهي المرحلة و يحتج من جديد..
الخلاصة في هذا الأمر أن الحركات الاحتجاجية عبر التاريخ لا تنتهي ولا تزول ، إنها فقط تخمد...
ملحوظة:
لم أتطرق نهائيا لقراءة تفاعل الدولة/المخزن مع هذه الحركة الاحتجاجية لسببين:
- لأنه عتيق في تعامله ولم يحسن سوى رد الفعل و العقاب..
- لم أرد أن أقرأ تعامله ورؤيته و أخطاءه لأنه ببساطة لا يهمني في شيء.
أود أن أشكركم في النهاية على تحمل عبء الانصات إلى هذه المداخلة ،و اشكر مشاهد على الدعوة و الالتفاتة..
ـــــــــــــــــــــــــــ
( * )نص مداخلة محمد المراكشي في ندوة"تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني" التي نظمتها مجلة مشاهد يوليوز 2010



#محمد_المراكشي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يا زمان الوصل بالنحل و العسل!
- -فلنذهب إلى الجحيم....- أو - بداية هجاء-
- أحمد بوكماخ..وبعده لا أحد.. !!
- شكرا لساعي البريد!!!
- عام الفين!!
- قط الصين العظيم!!
- رمضان و الأقنعة
- المغرب المنسي ومغرب الخيال العلمي
- حكايتي مع وزير الثقافة الجديد!
- أوباما و حماره
- -التدخل الأمني- بسيدي إفني.. ما لانهاية من الحسابات الخاطئة! ...
- تحية الى النساء الأخريات اللواتي لا يحييهن أحد !


المزيد.....




- حادثة طعن دامية في حي سكني بأمريكا تسفر عن 4 قتلى و7 جرحى
- صواريخ -حزب الله- تضرب صباحا مستوطنتين إسرائيليتن وتسهتدف مس ...
- عباس يمنح الثقة للتشكيلة الجديدة للحكومة
- من شولا كوهين إلى إم كامل، كيف تجمع إسرائيل معلوماتها من لبن ...
- فيديو:البحرية الكولومبية تصادر 3 أطنان من الكوكايين في البحر ...
- شجار جماعي عنيف في مطار باريس إثر ترحيل ناشط كردي إلى تركيا ...
- شاهد: محققون على متن سفينة دالي التي أسقطت جسر بالتيمور
- لافروف: لن يكون من الضروري الاعتراف بشرعية زيلينسكي كرئيس بع ...
- القاهرة.. مائدة إفطار تضم آلاف المصريين
- زيلينسكي: قواتنا ليست جاهزة للدفاع عن نفسها ضد أي هجوم روسي ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد المراكشي - تساؤلات تقييم الحركة الاحتجاجية بسيدي إفني.( * )