أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - ماذا عن القتلة














المزيد.....

ماذا عن القتلة


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 944 - 2004 / 9 / 2 - 10:54
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لكي لاتكون فتنة أقول لا يحمل امرؤ آخر فضلا او منية حينما يدعو الى نبذ القتل تحت أي مسمى او عنوان ينتظم فيه القتل، لان القتل وإراقة الدماء مرفوضة بحد ذاتها، وليس في هذا اجتراح فقد دأبت قيم الإنسانية الراقية على تأكيد هذا المعنى السامي في إعلاء شان الإنسان ( رغم ان البشر عرضة للقتل أكثر من الكائنات الأخرى) لكن ولكي لا يتحول أي موقف وأي معنى الى شعار جامد يتعامل مع قيم ورقية وواقع مفتعل ومزيف نتساءل:
ماذا سيكون موقفنا من هؤلاء الذين يزرعون لنا الموت في كل منعطف طريق وزاوية شارع وحافة رصيف؟
ماذا عن هؤلاء الذين يرون في القتل والتدمير بطولة. وماذا عن الذين لا يحققون ذاتهم وحضورهم بأي شكل يتمثلون فيه إلا بالقتل
ودماثة لون الدم
وتجريدية الأشلاء ؟.
نحن نعرف ان دائرة العنف تتسع وتغور أكثر في وجدان البشر خادشة لحسهم الإنساني إذا لم يوقفها التسامح والتضحية ونشر المحبة.
لكن قد يكون لذلك شروط ومقدمات.
فلا توجد ثقافة ووجدان أخلاقي يتسامح مع المخربين في وسطه فهذا سيعني ببساطة انه قدم لهم التنازل لكي يتمادوا أكثر في فعل الجريمة والخطيئة.
ولا يمكننا ان ننكر أهمية ان يكون هناك احتواء لكل الممارسات الرديئة والمؤذية والبحث عن أسبابها ومعالجتها، ان أمكن، جذريا.
لكن قد يصح هذا على مجتمع صحي ومعافى ويمتلك قدرات واسعة على احتواء أزماته ونقلها الى دائرة المعالجة بتحكم ومرونة.
ولكن لنستدرك التاريخ قليلا ونسال:
ماذا يكون الموقف حينما يكون شعب بأكمله اعزل ومحاصر ومستهدف؟
أنقف باسم حب الإنسان وكراهية القتل من غير فعل ما للدفاع عنه؟
أنتركه عرضة للموت في كل خطوة يومية يخطوها ونتوسل القتلة ان يعفوا عنه، أم نتركه لمصيره لكي يغذي بدمه شغف التدمير الذي يتناسل في مخيلة قتلته حتى يشبعوا ؟
او حتى تتنازل لهم السياسة( أم المصالح) عن امتيازاتها ليرحموه متنازلين؟

شئنا أم أبينا علينا هنا، وفي كل منعطف تاريخ
او ثقافة
او سياسة
ان نميز بين الإنسان وعدوه. فلا تشفع لعدو الإنسان صفته البشرية المشتركة ككائن مع ضحيته ليتساوى عندها القاتل والقتيل.
فإنساننا الذي ينبغي ان ندافع عن بشريته وحقوقه( العابرة) في حياة سوية من
عمل
وخدمات
وكرامة
وحرية
هو الإنسان البسيط المهمش والمحروم في كل الأزمنة والأنظمة والمراحل والأطوار.
هو الإنسان البسيط العابر للأيدلوجيات الذي يركب على ظهره الساسة قاصدين ـ ببراءة ـ أهدافهم ( الإنسانية)
ويسوسه المثقفون
ويقتله من يشاء من حماة القومية والدين والبترول
من بعثي وزرقاوي وعلاوي وامريكاني
وغيرهم من الخصوم.
انه الإنسان العراقي المنسي والمقهور.
هذا الإنسان ــ النوع هو الذي ينبغي ان يكون محور المواقف والأفعال.
ولا ينبغي ان نقضي على إنسانيته بخلط دمه وحرمته ونساويه بدماء أعدائه وقتلته ونحرمه حقه في الوجود، ومن امتيازه الوحيد في البقاء الذي قدم إليه من مخيلات مثقفين وشعراء تهمشوا مع تهمشه وعزلوا عزلته وهزموا هزيمته وسقطت سهوا قوافيهم فعثروا في بؤر بؤسه على حقيقة الوجود
وواقعية الأشياء.
لا نحمل أحدا ما فضلا في أننا ضد القتل
لكن في زاوية العقل، هناك حيث تأخذ الأشياء توازنا آخر، يقبع محض تساؤل بسيط وبريء
لا نريد ان تضيع أرواح في زحمة هذر الكلام بحثا عن إجابته.

ماذا عن القتلة؟



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هيئة علماء المسلمين بين الكراهية الدينية واعادة الاعتبار للن ...
- الجانب الاهم في جرائم النظام البعثي
- الحوار المتمدن في لحظة اختبار
- العراق .. عراق من؟
- تضييق دائرة الصراع علاوي ـ الزرقاوي
- الشهيد عاشقا للحياة
- مخاض السيادة ورهان الامن
- وحدة اليسار العراقي
- البطالة السياسية - عن ظاهرة المنسحبين من الحزب
- شمر بخير ولكن....!
- تسمية الأشياء بأسمائها - حول الأحداث الأخيرة في العراق
- من اجل يسار عراقي معافى - ملاحظة عامة على أوضاع النقد في حيا ...
- أخوة الخوف
- الشهيد الشيوعي مشروع إعلامي
- إرهاب جيفارا ألزرقاوي
- الجرح النرجسي للكرد
- ألترهيب الإسلامي
- ثقافة الصنم
- الموقع المهذب
- وحدة الراي واقعها ودورها


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - ماذا عن القتلة