أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - سيئ جدا














المزيد.....

سيئ جدا


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3116 - 2010 / 9 / 5 - 23:26
المحور: كتابات ساخرة
    


جميل جدا أن نترك عادة سيئة ملتصقة بنا , ولكن ليس من الجمال في شيء أن نترك عادة سيئة لنتعلم عادة أسوأ منها يعني واحد ترك أسلوب ضرب ابنه إذا أخطأ واستمر وتعلم ضرب ابنته إذا أخطأت عوضا عن ضرب الولد , وأنا رأيت في صباي رجالا يسبون أو يشتمون بالذات الإلهية علنا في الشارع أو يتضاربون مع الناس فقط لأنهم تاركون لعادة التدخين , ورأيتُ رجالاً في حياتي امتنعوا وتابوا عن ارتياد الخمارات أو عن شرب الخمرة ولازموا المساجد وسرقوا منها ..أو رجالاً أفسدوا في بعض الدوائر الحكومية فقامت لجنة تأديبية بنقلهم إلى مواقع أخرى ليمتنعوا فيها عن الفساد ليتعلموا عادات جديدة من الفساد وهلما جرا .
يعني الموضوع تبعنا اليوم مفهوم جدا :إحنا بدناش نترك شيء سيء ونتعلم شيئ أسوأ منه .


في واحد زمان كان ساكن في حارتنا الله لا يورجيكوا إياه إذا ترك التدخين الكل طبعا بصير يترجاه بالعودة إلى التدخين ولو رأيته أنت يا عزيزي القارئ لرجوته حق الرجاء بالعودة للتدخين على حسابك الشخصي لكثرة ما سترى منه من هموم ومشاكل على شان ترجع الحارة هادئة وكويسه وكمان ترجع أخلاقه هو 100% زي ما كانت بالأول الكل يحبه ويحترمه .


خلينا نفترض أن أحد رجال حارتكم امتنع عن التدخين لو فعلا افترضنا ذلك الافتراض ماذا ستكون النتيجة ؟أو النتائج المتوقعة؟.
طبعا النتيجة شاهدتها في حياتي أكثر من عشرين مرة مع عشرين ممتنع عن التدخين , فأول واحد كان يدخن في اليوم أكثر من 40 سيجارة يعني عبوتين أو باكيتين دخان في كل يوم وعندما قرر أن يترك هذه العادة السيئة لم يشتر ولا أي باكيت دخان ولا حتى أي سيجارة وكلما دخل على بيته زائر يقول له : اعطيني سيجاره بدي أدخنها هيك بس فشة خلق أو زي ما بحكوا مجرد تنفيخ أو هيك مجرد تطيير بالهوى على شان أنا تارك التدخين وما بديش أشتري باكيت دخان على شان ما أمدش إيدي كل ساعه على جيبتي وأتناول سيجاره .


يعني ترك عادة سيئة وتعلم على عادة أسوأ منها وهي شحدة الدخان وأخينا بالله صار كل ما يفوت على بيته أحد أقربائه من أبناء عمومته يطلب منه سيجارة , وأصبح يدخن في اليوم الواحد أكثر من 50 سيجارة , يعني لو ما تركش التدخين كان بقي على نسبته القديمة وهي 40 سيجارة في اليوم ولكنه حين امتنع عن التدخين أو حين يمتنع في كل مرة عن التدخين تزداد نسبة التدخين لديه دون أن يشعر بذلك أضف إلى ذلك عادات سيئة جديدة (وكالة لنج).


ومره من ذات المرات ترك التدخين لمدة شهر واحد على اعتبار أن التدخين عادة سيئة ولكنه تعلم عادة أسوأ من التدخين نفسه وهي شرب أو تناول الحبوب المنومة وطلب السجائر من أي زائر يدخل بيته , وأحيانا وهذا ما شاهدته بعيني كان يطلب من زوجته الذهاب لبيت أخيه لتجلب له من ابن أخيه سيجارة في منتصف الليل فكانت تدق الباب على الجيران وتزعجهم بهذا الخصوص وأخينا بالله مش سائل ... وصدقوني أن صديقي هذا ليس بخيلا ولكنه كان يعتقد أنه بهذا العمل سيعتاد على تخفيض حجم التدخين.


وفي واحد آخر قريبي كان كل ما يمتنع عن التدخين يمنع ضيوفه من التدخين في منزله ويعلن بأن الدخان مُحرم تحريماً قاطعا , وعندما يعود للتدخين يتراجع عن فتوته ويقول بأن التدخين مكروه فقط كُرها وأحيانا في رمضان كان يقول بأن التدخين لا يُفطّر الصائم بدليل أننا نشتم رائحة عوادم السيارات والند والبخور ولا يعتبر ذلك إفطارا علما أنه مثله مثل التدخين..وبيني وبينكم وبدون ما تحكوا لأي حدى: كلامه أغلبه صحيح.
وفي واحد آخر في حارتنا كان يترك عادة التدخين السيئة ليبدأ عادة أسوأ منها وهي إنزال العذاب بزوجته وأولاده كلما غضب من أحد منهم أو كلما خطرت على باله سيجارة وكانت أمه تنادي عليه في وسط الحارة قائلة: مشان ألله ارجع للدخان وعلى حسابي واترك الأولاد والمَره في حالها يا ابن الحرام بعد هالمره.

وزيجيموند فرويد وقع بهذه المشكلة ولكنه بقي مصرا على ارتكاب عادة سيئة واحدة ولم يتنازل عن باكيت دخانه ووقع في هذه المشكلة أيضا صاحبنا تشارلز داروين صاحب نظرية النشوء والارتقاء فقد امتنع داروين عن التدخين من خلال تخفيض عدد السجائر بحيث كان يضع عبوة السجائر خارج المنزل في مكان بعيد في الحديقة لكي تبقى بعيدة عن متناول يديه , ولكنني لا أعلم بالضبط إذا ما كان تشارلز داروين يطلب السجائر من ضيوفه أم لا.

أي أننا من الممكن أن نمتنع عن عادة سيئة من عاداتنا وهذا من الممكن أن يحدث لدى أي شخص وبعض الناس يتعلمون عادة أخرى أسوأ من التي يتركونها لكي ينسوا عادتهم السيئة أي أنهم يتعلمون عادات جديدة أسوأ من القديمة.

وهذه المسألة تشبه عملية ارتكاب الأخطاء أو ترك الإدمان على شيء للإدمان على شيء آخر أسوأ من الذي قبله , فأحد الناس ترك السرقة علناً وامتهن مهنة أخرى وهي النصب والاحتيال بالطرق القانونية وهذه العادة أسوأ من عادة السرقة ليلاً , وأعرف رجلاً ترك شرب التدخين ليشرب النرجيلة علماً أن النرجيلة (الأرجيلة) مضارها ومساؤها أكثر من مساوئ التدخين بالسيجارة العادية.

يعني إذا مش قادرين نترك عادة سيئة واحدة لازم نظل عليها ومتمسكين فيها خشية أن نقع في عادات أسوأ من التي قبلها , يعني عندنا زعيم سياسي سيء عملنا عليه مظاهرات واحتجاجات واستبدلناه بزعيم آخر أسوأ وأفسد منه , أو عندنا أستاذ مدرسه سيء الطباع طردناه من وزارة التعليم وجئنا بمدرس أسوأ منه خلقاً , يعني خلينا زي ما بحكي المثل (اترتح في ملعونك بكره إذا تركته بيجيك واحد ملعون أكثر منه).
احنا ما بدناش أنكون في مصيبه واحده وعشان نتركها نرتكب معها بدل منها 100مصيبه , يعني منشان الله يا مكافحي الفساد خلينا عايشين في مصيبه وحده وبلاش تكثر المصايب..وسلامة فهمكوا



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاضر الغائب
- الحب بالطرق الملتوية
- فساد المظهر
- عائلات يهوديه مسلمه
- الحاجة ليست أم الاختراع
- أنت في حياتي
- ثلاثة أضعاف حجمك
- الحق على العده
- رمضان كريم
- رسالة إلى الأستاذ نبيل
- إلا الحمقى
- أمي عليها السلام
- هل هذا مُدهش؟
- سيكولوجيا اللعب
- مغارة اللصوص
- التنمية السياسية
- من أفضل من يتحدث عن الفساد؟
- عيد ميلاد ابنتي لميس
- الفقراء أعداء الثقافة
- على حافة الهاوية


المزيد.....




- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - سيئ جدا